تؤثر رؤيتنا للأشياء من حولنا، تأثيرًا ملحوظاً حول حكمنا عليها للوهلة الأولى. فبعض الأشياء تجذبنا، و الآخر نظل منبهرين من جمالها وروعتها، كما هو الحال مع ذواتنا و أجسادنا، و التي لها علينا حقوق كثيرة، و تنقسم هذه الحقوق الذاتيه حسب أهميتها، فيحرص الفرد على ذاته، وتطوره، ونموه، وهندامه و الذي بلا شك يعكس مدى ثقة الفرد بذاته.
ومع ذلك، قد يقع البعض في فخّ القُبح الوهمي، والذي من خلاله يعتقد بإنه قبيح، ويبدأ في رحلة محاولة مداراة قبحه، وعيوبه الجسديه غير الموجودة، وإنما هي فكرة حصلت على الكثير من الاهتمام، حتى بدت وكأنها حقيقية، متجاهًلا جميع سمات الجمال التي يمتلكها، ويقبع خلف هذا الشعور المؤلم، العديد من الأسباب المباشرة، والتي أدّى التعامل غير الصحيح إلى هذا القبح الوهمي.
وتتعدّد الأسباب التي أدت إلى ظهور الشعور بالقبح، منها التعرُّض للتنمُّر في مرحلة ما من العمر، كما أن المقارنات بين الأقران، قد يكون سببًا كافيًا للإصابة بشعور القبح، كما أن عدم الحصول على المعلومات الكافية عن معايير الجمال، قد يكون سبباً رئيسياً لحدوث ذلك، وكما ذكرت أن التعامل غير الفعَّال مع هذه الأسباب، يسبِّب مشكلات جسيمة.
ويمتد هذا القبح، إلى مراحل متطورة، حيث يبدأ الفرد بالنزوح عن العالم الخارجي، مع الانخفاض السريع لمستوى الثقة بالنفس، و يظل متواريًا عن الأنظار، بسبب القلق الذي يتملكه حيال نظره، وشكله، وليس ذلك فحسب، بل قد يمتد الأمر إلى الخوف الاجتماعي، وهذا ما يؤثر سلباً على جودة حياته.
وعلى الأفراد الذين يعيشون في حالة صراع وهمي، مع تشوّه أشكالهم، فهم مشاعرهم، ومعالجتها، لأنها من أهم مسؤولياتهم تجاه أنفسهم، وعليهم فهم طبيعة الجمال، و التي لا تقتصر فقط على الجمال الخارجي، إنما هو مكمِّل للجمال الداخلي، والذي ينمو بالثقة بالنفس، وتقبُّل الذات، وتنمّيه مواطن القوة، من خلال مكامن الضعف، والأهم معرفة أن الجمال الكامل مستحيل، إنما السعي للتغلُّب على التحدّيات، هو قمة الجمال.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ارتفاع غير مسبوق لسرطان الزائدة الدودية بين الشباب.. والعلماء يبحثون عن الأسباب
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أورام الزائدة الدودية تختلف جزيئيًا عن سرطان القولون، فهي تنتشر بشكل مختلف، ولا تستجيب للكيميائي الشائع لعلاج أورام القولون، وتؤثر بشكل أكبر على البالغين الشباب.
أظهرت أبحاث حديثة في الولايات المتحدة ارتفاعًا حادًا في حالات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب، وهو نوع نادر جدًا من السرطان، ولا يزال السبب غير معروف.
وتشير الدراسات، المنشورة في دورية Gastroenterology وAnnals of Internal Medicine، إلى أن أفراد جيل X وجيل الألفية أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان ثلاث إلى أربع مرات مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، فيما كانت الحالات تاريخيًا تقتصر على كبار السن. واليوم، يُشخَّص حوالي ثلث مرضى سرطان الزائدة الدودية وهم دون سن الخمسين.
وقالت الدكتورة أندرينا هولواتيجي، عالمة الأوبئة وعالمة الأحياء الجزيئية في جامعة فاندربيلت وقائدة التحليلات الحديثة: "مع التقدم الكبير الذي أحرزناه في مكافحة أنواع السرطان الأخرى، لا يزال هناك فجوة كبيرة فيما يتعلق بسرطان الزائدة الدودية."
وفي عام 2020، قادت هولواتيجي تحليلًا وطنيًا وجد أن معدل الإصابة بسرطان الزائدة الدودية في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 232٪ بين عامي 2000 و2016. وشهد كل جيل ارتفاعًا في هذا المعدل.
ورغم أن الزائدة الدودية كانت تعتبر عضوًا بلا فائدة، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن لها وظائف محتملة، بينما يظل التهاب الزائدة الدودية أكثر المضاعفات شيوعًا، وقد يتم اكتشاف السرطان أحيانًا عند إزالة الزائدة.
ويصعب تشخيص هذا النوع من السرطان مبكرًا، إذ تتشابه أعراضه مثل آلام البطن والانتفاخ وآلام الحوض مع أمراض أكثر شيوعًا، مثل مشاكل الجهاز الهضمي وسرطان القولون، الذي يصيب نحو 150 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة، مقابل نحو 3 آلاف حالة فقط من سرطان الزائدة.
Related نتائج واعدة.. هل تغيّر الجسيمات المعدنية مسار علاجات السرطان؟اكتشاف طبي نوعي: بروتين مرتبط بالسرطان يساهم في تسريع التئام الجروحاكتشاف طبي جديد.. تجارب تُظهر إمكانية دفع الخلايا السرطانية إلى الموت الذاتيوأكدت هولواتيجي: "على الرغم من ندرته، من المهم للأشخاص الذين تظهر لديهم هذه الأعراض مراجعة أخصائي الرعاية الصحية لاستبعاد أو اكتشاف المرض مبكرًا."
ولا توجد حاليًا إرشادات للكشف المبكر عن سرطان الزائدة الدودية، وتظل خيارات العلاج محدودة.
وقد يؤدي التعامل غير الجراحي مع التهاب الزائدة إلى تفويت التشخيص أحيانًا، إذ يمكن أن يُشخص المرض على أنه فتق أو أورام ليفية أو أكياس، وفي النساء قد يُخطأ في تشخيصه على أنه تكونات في بطانة الرحم.
كما أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أورام الزائدة الدودية تختلف جزيئيًا عن سرطان القولون، فهي تنتشر بشكل مختلف، ولا تستجيب للكيميائي الشائع لعلاج أورام القولون، وتؤثر بشكل أكبر على البالغين الشباب.
وأظهرت أبحاث هولواتيجي أن حالات سرطان الزائدة الدودية تضاعفت ثلاث مرات بين المواليد بين 1976 و1984، وزادت أربع مرات بين المواليد بين 1981 و1989، فيما لم تُعرف بعد الأسباب وراء هذه الزيادة.
ويرجح الباحثون أن تغيرات نمط الحياة مثل النظام الغذائي والنشاط البدني، إضافة إلى العوامل الوراثية والتعرضات البيئية كالتلوث البلاستيكي والكيميائي، قد تكون عوامل مساهمة.
وأشار ستيفن أهريدنت، جراح أورام من جامعة كولورادو، إلى أن هذه الزيادة ليست مفاجئة: "نرى مرضى في العشرينات والثلاثينات يعانون من أورام متقدمة في الزائدة، وهو ما يتماشى مع ارتفاع حالات سرطان القولون بين الشباب."
وتشير دراسات أخرى إلى زيادة كبيرة في سرطانات الجهاز الهضمي لدى الشباب خلال العقود الأخيرة، مع التركيز على سرطانات الأمعاء، الزائدة الدودية، القنوات الصفراوية، والبنكرياس.
ويُرجح أن النظام الغذائي السيئ، قلة النوم، المواد الكيميائية الملوثة لمياه الشرب، والجسيمات البلاستيكية الدقيقة تلعب دورًا في هذه الظاهرة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة