تظهر التغيرات المناخية في الوقت الحالي، كأكبر تهديد طبيعي، يواجه البشرية، بعدما تضررت العديد من الدول من تأثيرات التغيرات المناخية وتداعياتها على تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة وتأثير ذلك على النظام البيئي وتعرضه لحرائق غابات وأعاصير وموجات جفاف غير مسبوقة، وبدوره أثر على الأنظمة الزراعية لتحذر البيئة من أزمة غذاء تضرب العالم، ولكن العام الجاري 2023 يعد أكبر تهديد يواجه البشرية بعدا ارتفاع درجات الحرارة لمستويات غير مسبوقة.

الحرارة تتخطى 50 درجة 

ولعل أبرز التأثيرات السلبية الواضحة لـ التغيرات المناخية على العالم أجمع، وظهر ذلك من خلال حدوث ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة على بعض المناطق خاصة في منطقة نصف الكرة الشمالي، لتعلن الأمم المتحدة أن عصر الغليان قد بدأ بالفعل، وتأتي العراق في مقدمة الدول الأكثر عرضة لهذه التأثيرات، حيث وصلت المياه إلى أدنى مستوى مسجل، كما ارتفعت درجات الحرارة الشديدة التي بلغت 50 درجة مئوية.

علاء النهري: التغيرات المناخية ستأكل الأخضر واليابس على مستوى العالم أستاذ الدراسات البيئية: التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي العالمي

فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة، بعد 4 أيا من زيارته للعراق، أكد أن درجات الحرارة القياسية التي شهدها العراق، تشير إلى أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل، موضحا أنه خلال زيارته للبصرة المعروفة بإنتاج النفط بجنوب العراق، وشعوره  بالحرارة الحارقة واستنشاق الهواء الملوث نتيجة الكثير من مشاعل الغاز المنتشرة، اتضح له أن عصر الغليان العالمي التي قد حذرت منه الأمم المتحدة سابقا قد بدأ في العراق.

وحسب الأمم المتحدة، فإن العراق، هي أكثر الدول عرضة للتغيرات المناخية في العالم، وأدى انخفاض مستوى الأمطار، وسوء إدارة الموارد المائية للبلاد، إلى جفاف مستمر منذ عدة سنوات، وأكدت وزارة الموارد المائية إن مستويات المياه بالبلاد خلال العام الجاري وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة.

الجفاف في العراقبداية عصر الغليان في العراق

من جانبه، كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو، جوتيريش، قد حذر من بدء عصر الغليان في العالم، مشيرا إلى انتهاء عصر الاحتباس الحراري، وبدأ عصر الغليان العالمي، ودعا كل الدول لاتخاذ إجراءات احترازية فورية وجرئية، بعدما أكد علماء المناخ أن يوليو الماضي، سجل أكثر الشهور سخونة في التاريخ منذ آلاف السنين، حيث شهدت عددا من الدول ارتفاع كبير في درجات الحرارة تجاوزت الـ 50 درجة مئوية في بعض الدول العربية، وكانت أكثر الدول تأثر هم الجزائر وتونس وغزة، أما عالميا فكانت اليونان وقبرص وتركيا والولايات المتحدة والصين والبرتغال.

وسجلت المحيطات أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق؛ حيث تمتص الحرارة الناجمة عن تغير المناخ، مع ما يترتب على ذلك من آثار وخيمة على صحة الكوكب، وجاء متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمية اليومية هذا الأسبوع، محطما الرقم القياسي لعام 2016، وفقا لكوبرنيكوس، الخدمة المعنية بتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي.

أما عن آخر حوادث التغيرات المناخية، فكانت في جزر هاوي في المحيط الهادي، والتي شهدت منذ يوم الإثنين وحتى الأربعاء، رياح تتراوح سرعتها بين 45 ميلا في الساعة إلى 67 ميلا في الساعة، وفقا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية، موضحة أن الجزر استعدت للإعصار، والذي أعقبته حدوث حرائق الغابات.

53 قتيل بسبب حرائق هاواي

وأصدرت خدمة الطقس تحذير أحمر، والذي يشير إلى خطر الحرائق الشديد، عبر أجزاء من جميع جزر هاواي، حتى يوم الأربعاء، في الساعة 6 مساء بالتوقيت المحلي، حيث شهد الجزء الغربي من هاوي، اندلاع حرائق، بسبب قلة الأمطار، حسبما قال غريج كاربين، رئيس عمليات التنبؤ في مركز التنبؤ بالطقس التابع لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية، ما أسفر عن تفحم ما لا يقل عن 1000 فدان من منطقة ماوي، وهي منطقة زراعية داخلية تضم حديقة هاليكالا الوطنية.

كتلة من جهنم.. التغيرات المناخية ترفع درجات الحرارة إلى 50 درجة الزراعة تتجه لإنتاج محاصيل جديدة للتأقلم مع التغيرات المناخية

واجتاحت حرائق الغابات جزيرة ماوي في هاواي، ما أسفر عن مقتل 53 شخصا على الأقل وتفحم أجزاء من الجزيرة، وتم تدمير مدينة لاهينا التاريخية، وهي مقصد سياحي شهير، وحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فلم يتم تحديد سبب دقيق للحرائق، فيما أكد الميجور جنرال، كينيث هارا، من وزارة الدفاع في هاواي أن حرائق الغابات كانت بسبب ظروف جافة ورطوبة منخفضة ورياح عاتية، ناجمة عن إعصار دورا،  وهو إعصار من الفئة 4 أدى إلى تأجيج النيران في الجزيرة.

حرائق هاوايالمحيطات تحطم الرقم القياسي 

ووصل متوسط درجات الحرارة إلى 20.96 درجة مئوية، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الحرارة في هذا الوقت من العام، فيما تعد المحيطات منظما حيويا للمناخ؛ حيث تمتص الحرارة وتنتج نصف كمية الأكسجين الموجودة على كوكب الأرض، ما يؤثر على أنماط الطقس، والمياه الأكثر دفئا تكون أقل قدرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يعني بقاء المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى تسريع وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية التي تتدفق إلى المحيط، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.

كما تتسبب المحيطات الأكثر سخونة مع موجات الحرارة، في اضطراب الكائنات البحرية كالأسماك والحيتان أثناء تحركها بحثا عن مياه أكثر برودة، ما يؤثر على السلسلة الغذائية ويحذر الخبراء من أن المخزون السمكي قد يتأثر.

وقد يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى أن تصبح بعض الحيوانات المفترسة كأسماك القرش عدوانية؛ لأنها تصاب بالارتباك مع درجات الحرارة المرتفعة.

ويبحث العلماء سبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات في الوقت الحالي، لكنهم يقولون إن تغير المناخ يجعل البحار أكثر دفئا؛ لأنها تمتص معظم درجات الحرارة الناجمة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وتشهد المرحلة الحالية بدء ظاهرة نينيو جديد لكن العلماء يقولون إنها لا تزال ضعيفة، ما يعني توقعات بأن تتخطى درجات حرارة المحيط متوسط الدرجات في الأشهر المقبلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية الحرارة 50 درجة العراق حرائق هاواي هاواي التغیرات المناخیة درجات الحرارة الأمم المتحدة درجات حرارة عصر الغلیان

إقرأ أيضاً:

أبرد الأماكن على كوكب الأرض.. حياة مزدهرة تحت الصفر

لا تنعم جميع مناطق العالم بـ المناخ الشتوي نفسه، فهناك بقاع تتحول فيها البرودة إلى نمط حياة يتجاوز حدود التخيل أماكن ينخفض فيها الزئبق إلى عشرات الدرجات تحت الصفر، ورغم ذلك ينجح الإنسان في التأقلم، بل وبناء مجتمعات نابضة بالحياة والثقافة.

بريطانيا تواجه أسوأ شتاء.. إصابات بالأنفلوانزا ترتفع لأكثر من 50%صرخات تحت المطر.. 1.29مليون إنسان في غزة يواجهون شتاء الموت بلا مأوىبرد الشتاء ليس بسيطًا.. مضاعفات خطيرة قد تبدأ بمشروب مثلجكنز غذائي .. ماذا يحدث عند تناول شوربة العدس في الشتاء؟جمال شعبان: مرضى القلب أكثر عرضة للأزمات القلبية بالشتاءللتدفئة في الشتاء.. طريقة عمل مشروب السحلب بالمستكة

بعض هذه المناطق لا ينتهي فيها الشتاء فعليا، لكن البشر فيها استطاعوا تحويل الظروف القاسية إلى جزء طبيعي من يومهم، وفق تقرير Times of India.

أبرد المناطق المأهولة بالسكان في العالم

تتصدر أويمياكون قائمة أبرد المواقع المأهولة على وجه الأرض، حيث تم تسجيل درجات حرارة قياسية بلغت 67 درجة مئوية تحت الصفر يمتد الشتاء تسعة أشهر، وتصبح أبسط المهام تحديًا يوميًا، مثل تشغيل السيارة الذي يتطلب مرائب مُدفأة أو إبقاء المحرك يعمل باستمرار ورغم قسوة المناخ، يعيش نحو 500 شخص يعتمدون على الصيد والحياة التقليدية وروح المجتمع.

نوريلسك (روسيا) مدينة صناعية في قلب الجليد

تقع فوق الدائرة القطبية الشمالية، وتُعد من أبرز المدن المأهولة في أقصى الشمال تصل الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر، وتغرق المدينة في ظلام طويل بفعل الليل القطبي، ورغم ذلك تتربع نوريلسك كواحدة من أهم المراكز الصناعية في روسيا.

بارو (أوتكياغفيك) ألاسكا شمس تغيب 65 يومًا

قد يكون اسمها صعبًا، لكن شتاءها أصعب تتراوح درجات الحرارة بين 20 و30 درجة مئوية تحت الصفر، وتغرب الشمس في نوفمبر لتعود بعد 65 يومًا تعيش قبيلة الإينوبيات هناك منذ قرون، متكيفة مع البرد القطبي القاسي.

فيرخويانسك (روسيا) مدينة الأرقام القياسية

تهبط درجات الحرارة فيها إلى ما دون 50 درجة مئوية تحت الصفر وتُعد واحدة من الأماكن القليلة التي سجلت أرقامًا قياسية في البرودة والحرارة معًا يسكنها أكثر من ألف شخص يتأقلمون مع شتاء سيبيري لا يرحم.

هاربين (الصين) عاصمة الجليد الساحرة

تشتهر هاربين بمهرجان الجليد والثلج العالمي تصل الحرارة إلى 30 درجة تحت الصفر، وتتحول المدينة إلى لوحة فنية متجمدة من القصور والمنحوتات الجليدية المضيئة، ما يجعلها مقصدًا سياحيًا عالميًا في الشتاء.

روفانييمي (فنلندا) موطن سانتا كلوز

تنخفض الحرارة إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر، ويغطي الثلج المنطقة لنصف العام تمتاز المدينة بطبيعتها القطبية الساحرة من غابات متجمدة وأنهار جليدية، ما يمنحها طابعًا شتويًا فريدًا.

ياكوتسك (روسيا) أبرد مدينة كبرى في العالم

تصنف كأبرد مدينة رئيسية مأهولة على الإطلاق، حيث تصل الحرارة إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر أو أقل تُبنى المنازل فوق طبقة التربة الصقيعية باستخدام أسس خاصة تمنعها من الذوبان أو الغرق، في تحدٍ هندسي استثنائي.

يلو نايف (كندا) سماء مثالية لرؤية الشفق

إحدى أبرد المدن الكندية، إذ تتدنى الحرارة فيها إلى ما دون 40 درجة تحت الصفر تُعرف بأنها مركز للتعدين واستكشاف الشمال، وتتميز شتاءً بسماء صافية تُعد من أفضل الأماكن عالميًا لمشاهدة الشفق القطبي.

نوك (جرينلاند) مزيج بين الحداثة وثقافة الإنويت

تشهد نوك شتاءً طويلًا تتراوح فيه الحرارة بين 15 و25 درجة تحت الصفر تجمع المدينة بين الطابع الإسكندنافي الحديث وتراث الإنويت، وتشتهر بمنازلها الملونة وسط خلفية ثلجية ساحرة.

ترومسو (النرويج) مدينة لا تنام رغم الظلام

تنخفض درجات الحرارة إلى ما بين 10 و20 درجة تحت الصفر، وتعيش المدينة في ظلام شبه كامل لمدة شهرين شتاءً ومع ذلك، تظل نابضة بالفعاليات الثقافية والمهرجانات والمقاهي التي تضيف إليها دفئًا وحيوية.

طباعة شارك المناخ الشتوي أبرد المناطق المأهولة بالسكان في العالم درجات حرارة قياسية أويمياكون تحت الصفر الليل القطبي

مقالات مشابهة

  • أمطار غزيرة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الأحد 14 ديسمبر 2025
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • أمطار ورياح .. الأرصاد تحذر من تقلبات جوية خلال الطقس غدا
  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • 98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
  • «الأرصاد»: شرورة الأعلى حرارة بـ31 مئوية.. والسودة الأدنى
  • أدنى درجة حرارة في الجبل الأخضر.. وتأثيرات المنخفض الجوي تبدأ غدا
  • الدمام 20 مئوية.. بيان درجات الحرارة الصغرى على بعض مدن المملكة
  • أبرد الأماكن على كوكب الأرض.. حياة مزدهرة تحت الصفر
  • «الأرصاد»: شرورة الأعلى حرارة بـ32 مئوية.. والسودة الأدنى