تحذير إسرائيلي من خطر يهدد اتفاقيات السلام بسبب حكومة نتنياهو
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
حذر مستشار إسرائيلي سابق، اليوم الأربعاء، من خطر حقيقي يهدد "اتفاقيات السلام" مع الدول العربية، بسبب ما وصفه "جنون" حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال نمرود نوفيك المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز: "الضرر بسبب عدم مسؤولية الحكومة سريع وواسع جدا، إلى درجة أنه يصعب التحذير في كل مرة قبل سقوط لبنة أخرى من البنية التحتية للأمن القومي".
وتابع قائلا في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية: "لقد تمت كتابة الكثير عن الضرر المباشر، من الجنوب ومن الشمال، للمماطلة المنهجية في محاولة لمنع اتفاق وقف إطلاق النار من أجل إعادة المخطوفين وتهدئة الساحتين. أيضا اسهام الاستفزازات على الحرم وعنف المستوطنين وخنق الاقتصاد الفلسطيني في التصعيد في الضفة الغربية يحصل على الاهتمام".
وذكر أن "الأمر مختلف فيما يتعلق بالضحية المحتملة القادمة لكل هذه الأمور. فالعلاقات مع دول السلام، القريبة والبعيدة، أول من سيتضرر ويرد مصر والأردن".
وأوضح نوفيك أن "السلام مع مصر كان الإنجاز التاريخي لمناحيم بيغن والعملية الاستراتيجية الاكثر اهمية منذ اقامة الدولة. فقد قام بإخراج أقوى وأهم الدول العربية من دائرة الحرب. خلال سنوات كثيرة تجاوز مستوى التنسيق الأمني بين الدولتين أي تصور وخدم المصالح الامنية للدولتين بشكل واضح. الآن قرار الحكومة تخليد تواجد اسرائيل في محور فيلادلفيا، الذي يعني احتلال القطاع والسيطرة على 2 مليون مدني بدون موعد للانتهاء، أدى الى رد غير مسبوق من مصر".
وأردف قائلا: "جهات أمنية مصرية حذرت في محادثات مع نظراء لها في البلاد ومع المستوى السياسي من النتائج الخطيرة لهذا القرار. حسب قول هذه الجهات فإن السيطرة على القطاع ستكون دموية ومليئة بالأحداث التي تنطوي على عدد كبير من المصابين في الطرفين، وستضعضع الاستقرار في كل المنطقة، وستضر بمصالح مصر الأمنية (..)".
وأشار إلى أن "الأردن الذي منح اتفاق السلام مع اسرائيل ذخر أمني لا بديل له، والعمق الاستراتيجي للعمل في الجو والبر أمام إيران، والآخرين الذين يكرهونها في الشرق وفي الشمال، هو أقل قوة من مصر وأكثر عرضة للخطر من الداخل والخارج. وليس عبثا أنه يبث إشارات الضائقة. استمرار الحرب في القطاع والاستفزازات في الحرم ودعم ارهاب المستوطنين وخنق السلطة الفلسطينية اقتصاديا، كل ذلك يدفع الشباب الفلسطينيين الى احضان الجهات الارهابية، ويضطر الجيش الاسرائيلي الى التشدد في ردوده، وهذا التصعيد يهدد ايضا استقرار المملكة".
وأضاف المستشار الإسرائيلي أن "عدم الاستقرار في المناطق يمهد الأرض ايضا لأعمال التخريب الايرانية، الأمر الذي يظهر سواء باستخدام حدود المملكة لتهريب السلاح والاموال للمناطق أو بزيادة الجهود لتقويض استقرار النظام في الاردن. نحن لسنا بحاجة الى خيال واسع من اجل وصف التحديات الامنية التي ستنشأ اذا استقرت المليشيات الايرانية، وليس الجيش الاردني، على الحدود الاطول لنا".
وأكد أن الحكومتين في القاهرة وفي عمان تقفان أمام ضغط الرأي العام، من أجل قطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقات السلام.
ونوه إلى أنه "في دول السلام البعيدة ايضا، دول اتفاقات ابراهيم، الامر الذي يعتبر الانجاز الاكثر اهمية وربما الوحيد لنتنياهو والذي غير وجه المنطقة، فان الامور مؤثرة. دولة الامارات غير مستعدة للموافقة على طلبات رئيس الحكومة المتكررة لتوجيه دعوة له للزيارة. ليس هذا فقط، بل مرة تلو الاخرى هي تعبر بشكل علني عن الغضب من سياسة اسرائيل وبإشارات دبلوماسية هادئة جمدت مشاريع مشتركة وقلصت اتصالها مع الحكومة. وكلما زادت دولة الامارات شدة الرد فانه يجب علينا التوقع بأنهم في البحرين وفي المغرب سيسيرون في اعقابها".
واستكمل مقاله قائلا: "استمرار هذه العمليات سيضع حدا ايضا لاحتمالية دمج اسرائيل في تحالف اقليمي قوي لصد عدوان إيران وامتداداتها، وسترسل احتمالية تطبيع العلاقات مع السعودية الى الحقيبة المليئة للفرص الضائعة".
وختم قائلا: "إذا لم يتم وضع حد للجنون الذي يوجه الحكومة عندنا، فان المس بأمن دولة اسرائيل ورفاهها سيكون فوريا وسيتم الشعور به لعشرات السنين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية اتفاقيات السلام نتنياهو مصر الاردن مصر الاردن نتنياهو الاحتلال اتفاقيات السلام صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
محللون: تصدع بين حكومة الاحتلال وجيشه بسبب مستنقع غزة
أجمع محللون على أن الفجوة الآخذة في الاتساع بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية تعكس أزمة عميقة ناجمة عن استمرار الحرب على قطاع غزة، وفشل حكومة بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها إعادة الأسرى وتحقيق ما تصفه بـ"النصر المطلق"، بينما يتعمق ما يوصف بـ"مستنقع غزة".
ويصف خبراء عسكريون وإستراتيجيون الوضع الميداني الراهن بأنه مأزق متعدد الأوجه، حيث لا تظهر في الأفق مؤشرات حاسمة لانتصار عسكري، في حين تستنزف الحرب الجيش والمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي بسرعة، ما يهدد بتفكك في بنية الدولة نفسها، وليس فقط إخفاقا في المهمة القتالية.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، إن الجيش الإسرائيلي فشل حتى الآن في ترجمة الأهداف السياسية والعسكرية على أرض الواقع، موضحا أن المخطوفين لا يزالون في قبضة المقاومة، والعمليات العسكرية التي يُقال إنها تُنفذ ببطء لحماية الجنود لم تؤتِ نتائج مختلفة عمّا سبقها.
وأشار حنا في حديثه إلى برنامج مسار الأحداث إلى أن الإستراتيجية الإسرائيلية تغيّرت مرارا خلال الحرب، من دخول وخروج سريع إلى دخول والبقاء ثم التحصين، وكلها تكبدت خسائر بشرية كبيرة، في وقت لم تُحرز فيه الأهداف الكبرى، بينما تنفّذ المقاومة عمليات استنزاف مستمرة تعقّد الحسابات الميدانية والسياسية للاحتلال.
إعلانمن جانبه، رأى الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل تعيش حالة "بينية" محاصرة بين فشل تحقيق النصر عسكريا واستحالة إنهاء الحرب باتفاق سياسي، وهو ما يضع الحكومة والجيش في مأزق مستمر، وسط حديث في الصحف العبرية عن الغرق في "مستنقع غزة".
وأوضح مصطفى أن هذه الحالة البينية لا تحتمل الزمن الطويل، في ظل غياب خطة للخروج من الحرب، وانعدام القدرة على التوسع العسكري، ما يُدخل إسرائيل في نمط استنزاف مزمن يؤثر سلبا على الأمن الداخلي، والاقتصاد، ووحدة المجتمع، ويجعل من الوقت نفسه أحد ألدّ أعداء نتنياهو سياسيا.
مسارات جديدةبدوره، قال الدكتور لقاء مكي، الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، إن إسرائيل دخلت في حرب فقدت فيها القدرة على التحكم بمسارها ونهايتها، وإن نتنياهو لم يعد قادرا على تحقيق هدفه المعلن بتصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل إن صمود المقاومة يفرض مسارات جديدة على الحرب، ويقوض الخطاب الرسمي الإسرائيلي.
وأشار مكي إلى أن تقديرات إسرائيلية، مثل ما تنشره صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تؤكد أن حماس لا تزال تحتفظ بقدرة قتالية، ولا مؤشرات على تفككها، ما يعكس واقعا مغايرا لما تروج له الحكومة. كما نبه إلى أن تصاعد تكلفة الحرب سياسيا وأخلاقيا واقتصاديا قد يدفع واشنطن إلى التدخل لفرض وقف العمليات.
وأكد العميد إلياس حنا، أن مؤشرات الإنهاك داخل الجيش الإسرائيلي باتت واضحة، لا سيما مع الاستعانة المتزايدة بالمجندات والاحتياط، وبلوغ تكلفة الجندي الاحتياطي يوميا نحو 45 ألف شيكل، إلى جانب الاستخدام المفرط للذخائر، ومنها ذخيرة قديمة من خمسينيات القرن الماضي، بما يعكس عمق الاستنزاف.
ولفت حنا إلى أن معيار "النصر" في العقيدة الإسرائيلية يرتبط بالحسم السريع وتقديم إنجاز سياسي، وهي عناصر غائبة تماما في المعركة الحالية، في ظل غياب قدرة الجيش على تقديم حسم ميداني، وتراجع الروح المعنوية للجبهة الداخلية، وتزايد تساؤلات الجنود عن الهدف من استمرار القتال.
إعلانوذهب د. مهند مصطفى إلى أن تراجع الثقة بالحكومة مقابل ارتفاع التأييد للجيش، وتحديدا لقائد الأركان إيال زامير، يكشف عن فجوة اجتماعية عميقة. إذ يدرك زمير أهمية "جيش الشعب" للحفاظ على شرعية المؤسسة العسكرية، ولهذا يتخذ مواقف مخالفة لنتنياهو، لا سيما في ما يخص تجنيد الحريديم.
وأشار مصطفى إلى أن زمير قرر إصدار 50 ألف استدعاء للحريديم مطلع يوليو المقبل، ليس فقط لتغطية النقص البشري، بل لتعزيز الشرعية الاجتماعية للجيش، بينما يتعامل نتنياهو مع هذا الملف بوجهة نظر سياسية، ما يعكس بداية تصدع بين المؤسستين السياسية والعسكرية.
أما الباحث لقاء مكي فاعتبر، أن أزمة إسرائيل متجذرة في بنية الكيان ذاته، وليست فقط أزمة عسكرية. وقال إن الصراع الاجتماعي المتفاقم، خاصة بين المتدينين والعلمانيين، إضافة إلى تراجع صورة إسرائيل كواحة أمنية وديمقراطية لليهود، سيؤدي مستقبلا إلى هجرة معاكسة وتفكك داخلي.
ورأى أن فقدان إسرائيل مكانتها كقوة ردع وملاذ لليهود، وتحولها إلى عبء أخلاقي على حلفائها الغربيين، يطرح تساؤلات جوهرية عن بقائها، خاصة إذا استمرت الحرب وتعمق الانقسام، ما قد يسرّع في إعادة النظر في إستراتيجياتها وتوجهاتها الإقليمية.
إطالة أمد الحربوحذر العميد حنا من أن فشل عملية تحرير الرهائن عبر العمليات العسكرية يهدد بإطالة أمد الحرب دون جدوى، مؤكدا أن عملية النصيرات، التي تم خلالها تحرير 4 أسرى، تمت بعملية خاصة مكلفة جدا، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، لكنها لم تحقق نموذجا يُبنى عليه.
وبيّن أن المقاومة أدركت خطورة هذه العملية وعدّلت قواعد الاشتباك، ما يجعل أي محاولة مستقبلية لتحرير الأسرى ميدانيا محفوفة بإمكانية قتلهم، وهو ما يضع الجيش والحكومة في مأزق كبير، إذ لا يمكنهم إعلان الفشل ولا الاستمرار بالمخاطرة، ما يعزز طرح ضرورة الذهاب نحو صفقة شاملة.
إعلانووفقا للدكتور مهند مصطفى، فإن التناقض بين استعادة الأسرى والقضاء على المقاومة بات واضحا، والجيش نفسه بات أكثر واقعية في قراءته لهذا الملف، ما أفضى إلى مواقف متباينة بينه وبين الحكومة، وهو ما قد يؤدي إلى انكسار الجدار الصلب الذي حاول نتنياهو بناؤه بينهما.
وقال مصطفى، إن العامل الحاسم في تغيير مسار الحرب لم يعد الشارع أو عائلات الأسرى، بل المؤسسة العسكرية، التي بدأت تبتعد عن الحكومة وتتحسس خطورة الاستمرار في النهج القائم، بما قد يقود إلى تغيّر جوهري في موازين القرار داخل إسرائيل.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مكي، أن المقاومة باتت تدير ورقة الرهائن بطريقة تضرب مصداقية الرواية الإسرائيلية، كما أن استخدام هذه الورقة بوصفها أداة "وجودية" يجعل من المستحيل تحقيق نصر ميداني دون صفقة، ما يقوّض مجمل رواية الحكومة ويكرّس سردية المقاومة.
وفي ختام الحلقة، قال مصطفى، إن أصواتا إسرائيلية من التيار السائد، مثل الصحفي بيني درور يميني، بدأت تتحدث علنا عن "مستنقع غزة" وضرره الوجودي على إسرائيل، محذرة من فقدان المناعة الوطنية والوحدة الداخلية، وهو ما يزيد مأزق نتنياهو تعقيدا، خاصة مع تهاوي نقاط قوته واحدة تلو الأخرى.