هل تتفاوض أوكرانيا المنقسمة حول إنهاء الحرب؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
بعد مرور عامين ونصف عام على الحرب، ومع مقتل عشرات الآلاف وتقدم روسيا في الشرق، يطرح بعض الأوكرانيين سؤالاً كان حتى وقت قريب من المحرمات: هل حان الوقت لمحاولة التفاوض؟.
الاستطلاعات تظهر أن الناس عموماً لا يزالون مشككين في ابرام اتفاقات مع بوتين
وكتب إيان لوفيت ونيكيتا نيكوليينكو في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن استطلاعات الرأي تظهر تزايداً في الدعم لنوع ما من المفاوضات مع موسكو، منذ فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف العام الماضي، في استعادة السيطرة على أراضٍ واسعة - رغم أن غالبية الأوكرانيين لا يزالون يقولون إنهم يريدون مواصلة القتال لاستعادة كل الأراضي التي تحتلها روسيا.
More Ukrainians Want to Negotiate an End to the War. Soldiers Don’t Agree. - WSJ https://t.co/MQ4K62VONj
— Sharon Fastlicht (@sfastlicht) September 10, 2024
لكن هناك مجموعة رئيسية واحدة لا تزال متشككة على نحوٍ خاص حيال أي اتفاق مع روسيا: إنه الجيش، وأظهر مسح أجري مؤخراً أن 18% من قدامى المحاربين وأعضاء الخدمة الفعلية في الجيش، يعتقدون أن أوكرانيا يجب أن تسعى إلى إنهاء الحرب من خلال المفاوضات، وهي أدنى نسبة بين أي مجموعة ديموغرافية شملها المسح. وقال 15 في المائة من الجنود وقدامى المحاربين إنهم سينضمون إلى تمرد مسلح، إذا وقعت كييف معاهدة سلام لا يوافقون عليها.
وقال قائد أحد أكبر الألوية في الجيش الأوكراني الكولونيل أندريه بيلتسكي في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" إن "هناك إرهاقاً بسبب الحرب في المجتمع الغربي، وبالتأكيد في المجتمع الأوكراني.. هذه ليست اللحظة الأكثر تفاؤلاً بالنسبة لأوكرانيا، ولكن لم تحدث أي كارثة عسكرية. هذه الحرب لم نخسرها بعد".
وأضاف أن ليس من حقه التعليق على طبيعة التسوية السلمية المناسبة، والتي وصفها بأنها مسألة سياسية. لكنه قال إنه قرر التحدث علناً - وهو أمر نادراً ما فعله منذ بدء الغزو في فبراير (شباط) 2022 - رداً على تغير المزاج الوطني، والذي رأى أنه يضر بنعنويات القوات على الجبهة.
ويعد الرجل البالغ من العمر 45 عاماً شخصية تتمتع بالجاذبية، فهو قائد سابق لكتيبة آزوف للمتطوعين، التي اعتنق بعض أعضائها أيديولوجيات اليمين المتطرف واستخدموا الرموز بما في ذلك الصليب المعقوف. وينفي بيلتسكي، الذي يصف نفسه بالمحافظ، أن تكون لديه أية أفكار أو انتماءات نازية. ورفعت الولايات المتحدة مؤخراً الحظر على المساعدات العسكرية للوحدة.
???????? ???????? The Wall Street Journal:
???? The majority of Ukrainians want to return to peace negotiations and end the war. However, the Ukrainian military does not share the same view.
???? Those who want to continue the war still hold hope of reclaiming the territories under Russian… pic.twitter.com/mz37lawlti
وفي أوكرانيا، يتمتع بيلتسكي أيضاً بنفوذ، وخصوصاً داخل المؤسسة العسكرية: فهو عضو سابق في البرلمان ومؤسس اللواء الثالث الهجومي، الذي يعد من بين الوحدات العسكرية الأكثر احتراماً في أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه منفتح على محادثات السلام، ولكن فقط بشروط رفضتها أوكرانيا في السابق باعتبارها غير قابلة للتطبيق.
وفي مقابلات، أعرب الجنود وقدامى محاربين - الذين يقاتل الكثير منهم منذ غزو روسيا سراً للمرة الأولى لشرق أوكرانيا عام 2014 - عن شكوكهم حيال وقف الصراع مؤقتاً. وكان كثيرون مقتنعين بأن بوتين سيستخدم فترات التوقف في القتال لإعادة تجهيز الجيش الروسي، ثم يقوم بالغزو مجدداً. وقال آخرون إن التضحية برفاقهم الذين سقطوا كانت ستذهب سدى، إذا وافقت أوكرانيا ببساطة على تسليم الأراضي لروسيا.
ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن الناس عموماً لا يزالون متشككين في ابرام اتفاقات مع بوتين، فإن كثيرين ــ وخصوصاً الشباب ــ على استعداد لقبول سلام غير كامل لوقف الحرب.
وقالت آلا برونينا، وهي معلمة تبلغ من العمر 33 عاماً في مدينة زابوريجيا بجنوب شرق البلاد، إنها بدأت في إعادة النظر في إمكان إجراء مفاوضات بعد الهجوم المضاد الذي وقع العام الماضي. والآن، مع زوجها الذي يقاتل بعيداً، فهي على استعداد للتخلي عن جميع الأراضي التي تحتلها روسيا حالياً مقابل السلام.
رسمياً، تبقى مثل هذه التصريحات من المحرمات. وبعدما ضرب صاروخ روسي مستشفى للأطفال في كييف الشهر الماضي، نشرت ناستيا أومكا، المدونة الشعبية في كييف، لمتابعيها البالغ عددهم 600 ألف على موقع إنستغرام، أنه ليست هناك حاجة لاستعادة حدود أوكرانيا عام 1991، وألقت باللوم على السياسيين في الصراع الذي طال أمده. وكتبت: "الناس يريدون السلام". وأضافت أنه بعد فترة وجيزة، اتصلت بها وكالة الاستخبارات الداخلية الأوكرانية للتحدث. ورفضت أومكا التعليق على ما حدث.
ومع ذلك، رأى مدير مركز الدراسات الدولية في أوديسا فولوديمير دوبوفيك، إن الرأي العام المتغير أعطى زيلينسكي فرصة للتوصل إلى نوع من الاتفاق.
وأضاف إن "حقيقة أن الناس يبدون أكثر استعداداً لإجراء مفاوضات مع روسيا يمثل تغييراً كبيراً". لكنه استدرك أن أي وقف للنار سيتسبب بمخاطر سياسية كبيرة و"من المحتمل أن ينظر إليه الكثير من الأوكرانيين على أنه اتفاق سيئ".
وتعاني الألوية الأوكرانية على الجبهة الشرقية من نقص شديد في الرجال والأسلحة. وقد يعتمد الدعم المستمر من الولايات المتحدة على نتائج الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني).
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
قمة ألاسكا: ترامب وبوتين وجهاً لوجه لبحث إنهاء حرب أوكرانيا
يلتقي الرئيسان الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة في ألاسكا، سعياً لوضع حد للحرب في أوكرانيا المستمرة منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.
وسعى ترامب خلال الأشهر الأولى من ولايته الرئاسية الثانية للتوصل إلى اتفاق سلام من خلال جولات محادثات واتصالات هاتفية وزيارات دبلوماسية، غير أن كل جهوده فشلت، بعدما أكد خلال الحملة الانتخابية أن بإمكانه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة.
متى وأين؟وأعلن ترامب على منصته «تروث سوشيال» أنه سيلتقي بوتين في 15 أغسطس في ولاية آلاسكا في أقصى شمال الولايات المتحدة، وهو ما أكده الكرملين لاحقا.
وصدر الإعلان بعد تأكيد الطرفين على مدى أيام أن الرئيسين سيعقدان قمة الأسبوع المقبل.
وقال ترامب، الخميس «إنهم يرغبون في مقابلتي، وسأفعل ما بوسعي لوقف القتل» متحدثا عن بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لماذا ألاسكا؟وصف مستشار الكرملين يوري أوشاكوف اختيار ولاية ألاسكا التي باعتها الإمبراطورية الروسية للولايات المتحدة عام 1867، بأنه «منطقي تماما».
وقال أوشاكوف في بيان على تليجرام «ألاسكا والقطب الشمالي هما أيضا منطقتان تتقاطع فيهما مصالح بلدينا الاقتصادية، وثمة إمكانيات لتحقيق مشاريع واسعة النطاق تعود بالمنفعة المتبادلة».
وأعرب أوشاكوف عن أمله في أن يلتقي الرئيسان في المرة المقبلة على الأراضي الروسية، مضيفا «تم توجيه دعوة بهذا الصدد إلى الرئيس الأمريكي».
هل يشارك زيلينسكي؟لم تتم دعوة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى القمة لكنه حذر من أن أي قرار يتخذ من دون بلاده «لن يحقق شيئا».
وكان زيلينسكي يدفع باتجاه عقد قمة ثلاثية، معتبرا أن اللقاء بينه وبين بوتين هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم باتجاه السلام.
واقترح الموفد الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عقد لقاء ثلاثي خلال محادثات أجراها مع بوتين في وقت سابق هذا الشهر، لكن بدا أن الرئيس الروسي يستبعد إجراء محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني.
وقال بوتين للصحافيين، الخميس، «ليس لدي أي اعتراض على ذلك بشكل عام، إنه ممكن، ولكن يجب توافر ظروف معينة لتحقيقه. وللأسف، ما زلنا بعيدين من هذه الظروف».
وقال المفاوضون الروس خلال محادثات جرت في إسطنبول في يونيو، إن اللقاء بين بوتين وزيلينسكي يمكن أن يعقد فقط في «المرحلة الأخيرة» من المفاوضات بعدما يتوافق الطرفان على شروط السلام.
متى عقد آخر لقاء بين الرئيسين؟يعود آخر لقاء بين ترامب وبوتين إلى العام 2019 خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان أثناء ولاية ترامب الأولى، غير أنهما أجريا عدة مكالمات هاتفية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وقبل ذلك، عقد بوتين قمة مع ترامب عام 2018 في هلسنكي، أثار خلالها الرئيس الأمريكي استياء إذ اتخذ موقفا مؤيدا لبوتين ضد وكالات الاستخبارات الأميركية بشأن تقارير خلصت إلى تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية دعما لترامب.
قبلها التقى بوتين عام 2015 باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
مواقف متعارضةبالرغم من المساعي الدبلوماسية الحثيثة وجولات المحادثات الكثيرة، لا تبدو روسيا وأوكرانيا أقرب للتوصل إلى توافق يضع حدا للحرب.
ورفض بوتين دعوات أمريكية وأوكرانية وأوروبية لوقف إطلاق نار فوري.
وطالبت روسيا أوكرانيا خلال محادثات في يونيو بالتخلي عن أربع مناطق تحتلها روسيا جزئيا وأعلنت ضمها «دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون» وعن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، كما طالبت بتعهد من كييف بأن تكون دولة محايدة وتتخلى عن إمدادات الأسلحة الغربية وعن تطلعاتها بالانضمام إلى الحلف الأطلسي.
من جانبها، تطالب كييف بوقف إطلاق نار فوري وانسحاب القوات الروسية، كما تطالب بضمانات أمنية غربية ومن ضمنها نشر قوة أوروبية لحفظ السلام، وهو ما تعارضه موسكو بشكل قاطع.
وأكد زيلينسكي الجمعة أن الأوكرانيين «لن يتخلوا عن أرضهم للمحتل» مع إقرار بلاده بأنها ستسعى لاستعادة الأراضي المحتلة من خلال الدبلوماسية وليس المواجهة العسكرية.
اقرأ أيضاًروسيا تتحرر من التزامها بوقف نشر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى
لافروف: أوكرانيا توافق على اقتراح روسيا باستئناف محادثات اسطنبول
روسيا تحبط 8 هجمات جوية أوكرانية على موسكو وتغلق مطارين