الخبز يتحرر من الدعم.. ايجابيات تطغى على سلبيات المس بلقمة المواطن
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
15 ايلول موعد نهائي لرفع الدعم عن الطحين المخصص للخبز، نتيجة انتهاء القرض المقدم من صندوق النقد الدولي، وعدم وجود نية وحتى قدرة لدى الدولة لدعم القمح، ما سيجعل سعر القمح حراً ويسمح للتجار والمطاحن باستيراده بعيداً عن المس بخزينة الدولة.
هذه الخطوة، اعتبرها الكثيرون ضرباً للطبقة الفقيرة في لقمة عيشهم، لا سيما على ابواب المدارس، حيث يعد الخبز المأكل الاساسي للطلاب، في حين رأى فيها الخبراء العديد من الايجابيات، وهذا ما دفع الاتحادات العمالية والنقابات الى الموافقة على هذا الامر وعدم تقديم اي اعتراض.
من الناحية الاقتصادية، يرى العديد من الاخصائيين ان الايجابية الاساسية لهذا القرار تتمثل بحماية موارد الخزينة لا سيما ان 50% من الخبز لبنان يستهلك من المقيمين غير اللبنانيين، اضافة الى تحسّن في جودة الخبز المقدم بسبب استيراد قمح اجود والمنافسة بين مؤسسات القطاع، اضافة الى عدم امكانية التلاعب بالاسعار التي ستحددها وزارة الإقتصاد والتجارة.
ومن هنا، طمأن رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان طوني سيف، في حديث عبر "لبنان 24" الى ان القمح الذي سيستورده التجار سيلبي المواصفات المطلوبة والمحددة من مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية ووزارتي الزراعة والإقتصاد والتجارة، مشيراً الى ان القمح المستورد سيكون أجود، هذا فضلا عن ان هذا الامر سيفتح باب المنافسة على مصراعيها لتقديم الافضل للشعب اللبناني.
ورداً على سؤال عما اذا كان سعر ربطة الخبز سيخضع لجدول أسعار اسبوعي اسوة بالمحروقات، مع اختلاف اسعار المواد الاولية عالمياً، لفت سيف الى ان وزارة الاقتصاد ستكون مشرفة ومراقبة على سعر ربطة الخبز، وهي ستحدد سعر ربطة الخبز وفقاً لمعادلة معينة تحتسب التغيير في الكلفة وتطرح الأرقام العادلة لناحية سعر ربطة الخبز ووزنها، وهذا الامر سيؤدي الى اقتصار المنافسة على جودة الخبز.
وكان رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر قد أشار في حديث لـ "لبنان 24" إن "الاتحاد طالب بأن يتم إعطاء العائلات الفقيرة المُسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية في "مشروع الأسر الأكثر فقرا" او برنامج "أمان" بطاقات تموينية أو بمثابة بدل مالي في مُقابل رفع الدعم عن الطحين".
وأكد ان "الاتحاد العمالي سيجري مروحة من الاتصالات مع المعنيين وعلى رأسهم وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، كما يُنسق مع نقابات الأفران لمعالجة هذا الموضوع".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سعر ربطة الخبز
إقرأ أيضاً:
مدينة النهود.. بوابة الزراعة والتجارة في غرب السودان
مدينة تقع في ولاية غرب كردفان جنوب غربي السودان، وهي من المدن المحورية في الإقليم لما تتمتع به من موقع إستراتيجي عند تقاطع طرق رئيسية تربط كردفان ودارفور. وتشتهر المدينة بتنوعها الثقافي، وأهميتها الاقتصادية، وتاريخها العريق الذي تأثر بمحطات نضالية ونزاعات متعاقبة. وتأثرت النهود بشكل كبير بالحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.
الموقع الجغرافيتقع مدينة النهود في ولاية غرب كردفان جنوب غرب السودان، عند تقاطع طرق حيوية تربط بين إقليمي كردفان ودارفور، وهو ما يجعلها نقطة إستراتيجية مهمة في حركة التجارة والنقل.
وتتموضع المدينة عند دائرة عرض 12.7 شمالا وخط طول 28.43 شرقا. وتتميز بمناخ صحراوي جاف وحار، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها بين 20 و45 درجة مئوية مع تساقط الأمطار في فصل الصيف.
السكانيُقدر عدد سكان مدينة النهود بنحو 108 آلاف نسمة، مما يجعلها واحدة من المدن المكتظة في غرب كردفان. ويتحدث سكانها اللغة العربية ويمتازون بتنوع ثقافي ملحوظ، وهي موطن قبيلة "الحَمَر" ذات التاريخ العريق في المنطقة.
تأسست مدينة النهود في القرن الـ19 تحت اسم "أبو بردي"، نسبة إلى شخص حفر بئرا في المنطقة جذبت السكان للاستقرار حولها.
وفي عام 1924، شهدت المدينة نشاطا ثوريا ضد الاستعمار البريطاني للسودان، الذي قادها في إقليم كردفان علي عبد اللطيف، وهو أحد أبرز الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية السودانية.
وفي العقود التالية، تأثرت النهود بشكل كبير بالحروب والنزاعات التي شهدها السودان، إذ كانت مسرحا لصراعات محلية عدة، لا سيما إبان الحرب الأهلية الثانية (1983-2005)
كما أدت الصراعات بين الحكومة السودانية ومجموعات المعارضة المسلحة إلى تدهور كبير في أوضاع السكان، وانعكست سلبا على البنية التحتية والاقتصاد في المنطقة.
ما بعد حرب 2023مثلها مثل عدد من المدن السودانية، تأثرت مدينة النهود بشكل كبير بالحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.
وفي يوليو/تموز 2024، تحولت المدينة إلى عاصمة إدارية مؤقتة لولاية غرب كردفان بعد سقوط عاصمتها الأصلية الفولة في قبضة الدعم السريع. وشكلت النهود نقطة عبور إستراتيجية استخدمها الجيش السوداني لإرسال قواته إلى إقليم دارفور غرب السودان.
وبعد معارك عنيفة أودت بحياة ما لا يقل عن 300 شخص، أعلنت قوات الدعم السريع في مايو/أيار 2025 سيطرتها على المدينة، بما في ذلك مقر قيادة اللواء الـ18 مشاة التابع للجيش، وذلك عقب عدة محاولات سابقة لإحكام قبضتها عليها.
وبحسب تقارير إعلامية، تدهورت الأوضاع الإنسانية في المدينة بعد ذلك، إذ عانت من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية، كما واجهت المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات، وتعرضت العديد من المحال التجارية والمنازل لأضرار جسيمة.
إعلان الاقتصادتعتبر مدينة النهود مركزا اقتصاديا بارزا في ولاية غرب كردفان، ويعتمد اقتصادها بشكل رئيسي على الزراعة وتربية الماشية، وتشتهر بخصوبة أراضيها مما يتيح لزراعة محاصيل رئيسية من بينها الذرة الرفيعة والسمسم والفول السوداني والدُّخُن، وهو ما جعلها نموذجا إنتاجيا وزراعيا مميزا في البلاد.
وتمثل الأسواق التقليدية -وفي مقدمتها "السوق الكبير"- أحد أبرز معالم المدينة، وتُعرض فيها سلع متنوعة تشمل التوابل والملابس والصناعات اليدوية، وهو ما يعكس ثراء ثقافة المنطقة وتنوعها.
وإضافة إلى الزراعة، تساهم تربية الماشية في دعم الاقتصاد المحلي، إذ إن عددا من السكان يعتمدون على الأغنام والأبقار والماعز ويعتبرونها مصدر دخل وغذاء رئيسي.
وبفضل موقعها الجغرافي الإستراتيجي، أصبحت النهود مركزا تجاريا نشطا، إذ تربط بين مناطق دارفور ودولة تشاد عبر شبكة طرق حيوية كبرى.
كما تزخر المدينة ببنية تحتية جيدة تشمل مدارس ومؤسسات تعليمية عدة، إلى جانب المراكز الصحية والمستشفيات. وتنشط فيها أيضا مشاريع البناء وتجارة التجزئة بشكل متزايد، الأمر الذي عكس النمو السكاني المستمر فيها.