موسم‭ ‬الصيد‭.. ‬فصل‭ ‬الخريف‭ ‬الزردة،‭ ‬كلها‭ ‬مفردات‭ ‬يشعر‭ ‬المواطن‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬مطروح‭ ‬من‭ ‬الحمام‭ ‬والعلمين‭ ‬حتى‭ ‬السلوم،‭ ‬بالبهجة‭ ‬والسعادة‭ ‬كلما‭ ‬نطق‭ ‬أو‭ ‬استمع‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المفردات،‭ ‬لأنها‭ ‬تعنى‭ ‬الانطلاق‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الروتين‭ ‬اليومى‭ ‬للحياة،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬طبيبا،‭ ‬مهندسا،‭ ‬عاملا،‭ ‬صاحب‭ ‬مطعم،‭ ‬الكل‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الرحلات‭ ‬سواء‭.


فصل‭ ‬الخريف،‭ ‬وموسم‭ ‬الصيد‭ ‬،‭ ‬الزردة‭ ‬تعنى‭ ‬ليلة‭ ‬سمر‭ ‬يخرج‭ ‬الشباب‭ ‬الى‭ ‬الصحراء‭ ‬أو‭ ‬الشاطئ‭ ‬لكى‭ ‬يقوم‭ ‬بتسوية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لذ‭ ‬وطاب‭ ‬من‭ ‬الأطعمة،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬الزردة‭ ‬من‭ ‬مفردات‭ ‬رحلة‭ ‬الصيد،‭ ‬التى‭ ‬تبدأ‭ ‬وتنتهى‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬وانتهاء‭ ‬موسم‭ ‬الخريف،‭ ‬لأنه‭ ‬يعنى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬بداية‭ ‬موسم‭ ‬الهواية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمواطن‭ ‬المطروحى،‭ ‬وأى‭ ‬هواية،‭ ‬إنها‭ ‬البهجة‭ ‬كل‭ ‬البهجة،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬التكوين‭ ‬الشخصى‭ ‬والمزاج‭ ‬العام‭ ‬لأى‭ ‬مواطن‭ ‬ولد‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المحافظة‭.‬

الكل‭ ‬يعتبرها‭ ‬مصدرا‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬النفس‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬قضاها‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الشاق،‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬خاصة‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬الموسم‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬لأبناء‭ ‬مطروح،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استقبال‭ ‬المصطافين،‭ ‬وبالتالى‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬عودة‭ ‬المصطافين‭ ‬إلى‭ ‬مدنهم‭ ‬وديارهم،‭ ‬يحتاج‭ ‬أهل‭ ‬تلك‭ ‬المدينة‭ ‬التى‭ ‬اعتادت‭ ‬على‭ ‬الهدوء‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬أن‭ ‬ينعموا‭ ‬بعد‭ ‬موسم‭ ‬ملىء‭ ‬بالضجيج،‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الهدوء،‭ ‬ويكون‭ ‬موسم‭ ‬الصيد‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬والراحة،‭ ‬نعم‭ ‬موسم‭ ‬الخريف‭ ‬يمتد‭ ‬لثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأى‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬طوال‭ ‬الـ‭ ‬‮٩٠‬‭ ‬يوما‭ ‬خارج‭ ‬منزله،‭ ‬لكنه‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الرحلات،‭ ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬بعضها‭ ‬يومى،‭ ‬وبعضها‭ ‬أسبوعى‭ ‬وقد‭ ‬تمتد‭ ‬لشهر‭ ‬كامل،‭ ‬يكون‭ ‬ابن‭ ‬مطروح‭ ‬فى‭ ‬رحاب‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة،‭ ‬رحلة‭ ‬الصيد‭.‬
ارتبط‭ ‬أهالى‭ ‬مطروح‭ ‬بصيد‭ ‬الطيور‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الخريف‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا،‭ ‬فهو‭ ‬الموسم‭ ‬الذى‭ ‬يشهد‭ ‬هجرة‭ ‬الطيور‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬إلينا،‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬حيث‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬أسراب،‭ ‬ولذلك‭ ‬تجد‭ ‬أهالى‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬ينصبون‭ ‬الشباك‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر،‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬داخل‭ ‬الصحراء‭. ‬وهى‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأكثر‭ ‬أماناً‭ ‬فى‭ ‬الصيد‭.‬
وهناك‭ ‬وسائل‭ ‬أخرى‭ ‬للصيد‭ ‬منها،‭ ‬الصيد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الرماية‭ ‬‮«‬بنادق‭ ‬الخرطوش‮»‬‭. ‬المواطن‭ ‬المطروحى‭ ‬يبدأ‭ ‬التدريب‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬على‭ ‬الصيد،‭ ‬حيث‭ ‬خرج‭ ‬الى‭ ‬الحياة‭ ‬فوجد‭ ‬آباءه‭ ‬وأجداده‭ ‬مرتبطين‭ ‬أشد‭ ‬الارتباط‭ ‬بالصيد‭. ‬وبالتالى‭ ‬يفتح‭ ‬الطفل‭ ‬عينيه‭ ‬على‭ ‬الصيد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬‮«‬الفخ‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يضع‭ ‬نوعاً‭ ‬معيناً‭ ‬من‭ ‬الديدان‭ ‬‮«‬جواعير‮»‬،‭ ‬وبمجرد‭ ‬ان‭ ‬تراه‭ ‬طيور‭ ‬السلوى‭ ‬والشحم‭ ‬وأبوصفير‭ ‬وتقترب‭ ‬من‭ ‬الفخ،‭ ‬تقع‭ ‬أسيرة‭ ‬فى‭ ‬الحال‭ ‬ويتم‭ ‬ذبحها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سكين‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الزجاج‭.. ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يصطاد‭ ‬ببنادق‭ ‬‮«‬الرش‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬به‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬لأن‭ ‬عامل‭ ‬التهور‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬الشبل‭ ‬عند‭ ‬الصيد‭ ‬الى‭ ‬إصابة‭ ‬اى‭ ‬شخص‭ ‬يمر‭ ‬بالمنطقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ،‭ ‬وبعض‭ ‬الإصابات‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬تصفية‭ ‬العين‭. ‬ودائما‭ ‬يكون‭ ‬وقت‭ ‬الفجر‭ ‬أو‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العصر‭ ‬وحتى‭ ‬المغرب،‭ ‬هى‭ ‬افضل‭ ‬فترات‭ ‬الصيد‭.‬
مع‭ ‬براعة‭ ‬الطفل‭ ‬ثم‭ ‬الشاب‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬الصيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بنادق‭ ‬‮«‬الرش‮»‬‭ ‬يبدأ‭ ‬التفكير‭ ‬فى‭ ‬شراء‭ ‬البندقية‭ ‬‮«‬الخرطوش‮»‬،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬بعد‭ ‬استخراج‭ ‬التصاريح‭ ‬اللازمة‭ ‬لذلك،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الصيد‭ ‬بالخرطوش‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬المدينة‭.. ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬بالخروج‭ ‬إلى‭ ‬الصحراء،‭ ‬ومعهم‭ ‬كل‭ ‬مستلزمات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬الأكل‭ ‬والشرب،‭ ‬التى‭ ‬يكفى‭ ‬ليوم‭ ‬كامل،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يقومون‭ ‬بالخروج‭ ‬لفترات‭ ‬أطول،‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬الى‭ ‬شهر‭ ‬وأكثر‭ ‬حيث‭ ‬يستأجرون‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬والجميل‭ ‬انهم‭ ‬يستفيدون‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬صيد‭ ‬السمك،‭ ‬نظرا‭ ‬لقربهم‭ ‬من‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬فكرة‭ ‬الصيد‭ ‬الرئيسية‭ ‬وهى‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭.‬
ولأن‭ ‬عملية‭ ‬الصيد‭ ‬التى‭ ‬تبدأ‭ ‬مع‭ ‬فصل‭ ‬الخريف،‭ ‬هى‭ ‬مصدر‭ ‬البهجة‭ ‬والمتعة‭ ‬لمعظم‭ ‬أهالى‭ ‬مطروح‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬حتى‭ ‬الشيوخ‭.. ‬فأغلب‭ ‬أهالى‭ ‬مطروح‭ ‬من‭ ‬هواة‭ ‬الصيد‭ ‬يصطحبون‭ ‬أبناءهم‭ ‬وأحفادهم‭ ‬دائماً‭ ‬إلى‭ ‬رحلات‭ ‬الصيد،‭ ‬وبالتالى‭ ‬ينشأ‭ ‬الطفل‭ ‬الصغير‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬تلك‭ ‬الهواية،‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬بيت‭ ‬فى‭ ‬مطروح‭ ‬من‭ ‬عشاقها‭.‬
أشهر‭ ‬أنواع‭ ‬الطيور‭ ‬‮«‬القمرى‮»‬‭ ‬وأهالى‭ ‬مطروح‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الجمرى‮»‬‭ ‬والنغاق،‭ ‬ويطلقون‭ ‬عليه‭ ‬النغاج،‭ ‬والدقنوش،‭ ‬والسمان‭ ‬وتتمتع‭ ‬هذه‭ ‬الطيور‭ ‬بمذاق‭ ‬فريد‭. ‬وبها‭ ‬نسبة‭ ‬فسفور‭ ‬عالية‭ ‬جداً،‭ ‬وهناك‭ ‬قواعد‭ ‬للصيد‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬مثل‭ ‬أماكن‭ ‬الصيد،‭ ‬وارتفاع‭ ‬الشبك‭.‬
الخريف‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأهالى‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬هو‭ ‬موسم‭ ‬الانطلاق‭ ‬والرحلات‭.‬
فى‭ ‬الماضى‭ ‬كان‭ ‬صيد‭ ‬الغزال‭ ‬يمثل‭ ‬أيضا‭ ‬إحدى‭ ‬الهوايات‭ ‬لأهالى‭ ‬مطروح،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬انقراض‭ ‬الغزال،‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬عقود‭ ‬منع‭ ‬صيده‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلالته،‭ ‬وبالتالى‭ ‬أصبح‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭ ‬القادمة‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬هو‭ ‬المقصود‭ ‬بالصيد‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬شاقة‭ ‬من‭ ‬أوربا‭ ‬عبر‭ ‬خلالها‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬بدء‭ ‬موسم‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة،‭ ‬الذى‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬سبتمبر‭ ‬وحتى‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬اللواء‭ ‬خالد‭ ‬شعيب‭ ‬محافظ‭ ‬مطروح،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬اللواء‭ ‬أشرف‭ ‬مصطفى‭ ‬السكرتير‭ ‬العام‭.‬
تبدأ‭ ‬إدارة‭ ‬شئون‭ ‬البيئة‭ ‬بمجلس‭ ‬مدينة‭ ‬مطروح‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬شئون‭ ‬البيئة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬تلقى‭ ‬الطلبات‭ ‬بالمركز‭ ‬التكنولوجى‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬بمدينة‭ ‬مرسى‭ ‬مطروح‭ ‬لاستخراج‭ ‬تصاريح‭ ‬الصيد‭ ‬للمواطنين‭ ‬للراغبين،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬موسم‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة‭ ‬بعد‭ ‬دفع‭ ‬الرسوم‭ ‬المقررة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المعنية‭ ‬طبقًا‭ ‬لقرار‭ ‬وزيرة‭ ‬البيئة‭ ‬رقم‭ ‬204‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬واشتراطات‭ ‬المنظمة‭ ‬لذلك‭.‬
واشتراطات‭ ‬وزارة‭ ‬البيئة‭ ‬رقم‭ ‬204‭ ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬منع‭ ‬إقامة‭ ‬شباك‭ ‬الصيد‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬شاطئ‭ ‬البحر،‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يزيد‭ ‬ارتفاعها‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬أمتار،‭ ‬وأن‭ ‬يترك‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬عش‭ ‬وآخر‭ ‬مساحة‭ ‬فاصلة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬أمتار،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬منع‭ ‬استخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬الصوت،‭ ‬وتقرر‭ ‬أيضًا‭ ‬منع‭ ‬الصيد‭ ‬داخل‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬رقم‭ ‬102‭ ‬لسنة‭ ‬1983‭. ‬فقد‭ ‬حددت‭ ‬وزارة‭ ‬البيئة‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬كفترة‭ ‬مسموح‭ ‬فيها‭ ‬بصيد‭ ‬الطيور،‭ ‬وحددت‭ ‬الوزارة‭ ‬8‭ ‬محافظات‭ ‬يسمح‭ ‬فيها‭ ‬بصيد‭ ‬هذه‭ ‬الطيور،‭ ‬ومنها‭ ‬مطروح‭.‬
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موسم الصيد المواطن السلوم

إقرأ أيضاً:

اعتراف دوليّ وريادة عالمية تتويجًا لجهود المملكة في حماية الطيور المهاجرة

في لحظاتٍ من السكون الممتد فوق رمال الصحراء أو على تخوم السواحل، تعبر الطيور المهاجرة سماء المملكة وكأنها رسل فصولٍ بعيدة، تحمل في رفرفتها أسرار الطبيعة، وشهادات العبور بين القارات والمناخات، لا شيء يُضاهي مشهد أسراب الطيور وهي تشقّ السماء في تشكيلات متناغمة، تحكمها غريزة الهجرة وذكاء الملاحة الفطري، وكأنها تقرأ خطوط الجغرافيا دون خرائط.

المملكة ليست فقط محطة عابرة للطيور، بل هي أحد أهم مفاتيح الرحلة في نظام الهجرة العالمي، فأكثر من (550) نوعًا من الطيور قد رُصدت داخل حدودها، من بينها (280) نوعًا مهاجرًا، تتقاطع في مساراتها على امتداد الحدود والمحيطات الداخلية، تمضي هذه الطيور في طريقها من أوروبا وآسيا نحو أفريقيا، أو بالعكس، لتتوقف في أراضي المملكة طلبًا للغذاء والراحة والتكاثر المؤقت، مستفيدة من التنوع الهائل في بيئاتها الطبيعية، من السهول الباردة في الشمال، إلى الكثبان الرملية في الوسط، وحتى المرتفعات الشاهقة في الجنوب وأشجار المانجروف والسبخات على السواحل.

وفي هذا السياق، أوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن من أشهر الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض التي تمر بأجواء المملكة طائر "القمري الأوروبي" وطائر الحبارى، كما تشمل القائمة عددًا من الأنواع الأخرى اللافتة، من أبرزها "الوروار الأوروبي"، وبلشون الليل، والنحام، والكروان الأوراسي، هذه الطيور وغيرها تسلك طرقًا محددة تمتد بمحاذاة السواحل والجبال وتتجنب الصحاري المفتوحة، مستفيدة من امتلاكها لأجنحة قوية وأجسام خفيفة تساعدها في تقليل جهد الطيران لمسافات طويلة.

وتسهم المناطق المحمية في توفير بيئات آمنة وغنية بالعناصر الحيوية التي تحتاجها الطيور المهاجرة في أثناء توقفها، بما يشمل الغذاء، والماء، والغطاء النباتي؛ مما يعزز فرص بقائها واستمرار رحلتها الموسمية بسلام، إذ تُعد هذه البيئات خطوط دعم حيوية في شبكة الهجرة العالمية، وتُسهم في استقرار التوازن البيئي محليًّا وعالميًّا.

ومن هذا العمق البيئي انطلقت المملكة نحو بناء منظومة حماية شاملة تقوم على ركيزتين: المعرفة والتشريع، من خلال التعاون مع منظمات عالمية متخصصة، على رأسها "بيرد لايف إنترناشيونال"، إذ بدأت المملكة ببناء خرائط علمية دقيقة لمسارات الطيور، ورصد سلوكها عبر الأقمار الصناعية، وتوثيق محطات توقفها الكبرى، وأفضى هذا التعاون إلى إطلاق ورش عمل تقنية لرصد الانتهاكات البيئية، وتطوير أدوات رقمية حديثة لكشف الصيد غير المشروع وتحديد هوية مرتكبيه.

وفي الوقت الذي لم يعد فيه الملف البيئي شأنًا محليًّا، تبنّت المملكة دورًا رياديًّا على المستوى الإقليمي، إذ أسهمت في تأسيس فريق عمل مختص بمكافحة الصيد غير المشروع للطيور المهاجرة في جنوب غرب آسيا، ضمن إطار اتفاقية حماية الأنواع المهاجرة "CMS"، واستضافت الرياض أولى اجتماعات هذا الفريق، لتؤكد التزامها العالمي بحماية الحياة الفطرية، ولتضع بذلك نفسها في طليعة الدول التي توازن بين التنمية والبقاء البيئي.

أما على الصعيد الوطني فقد كثّف المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية جهوده لتنظيم أنشطة الصيد وضبط ممارساته بما يحقق الاستدامة، إذ أطلق موسمًا رسميًّا للصيد وفق ضوابط دقيقة وفترات زمنية محددة، وأتاح إصدار رخص إلكترونية تُمنح بأعداد مقنّنة لكل نوع، بما يضمن عدم تجاوز القدرة البيئية على التعافي، وشملت الإجراءات المصاحبة تطوير تنظيم موسم الصيد ومتابعة تطبيقه وفقًا لنظام البيئة ولائحته التنفيذية، وإنفاذ القوانين البيئية من خلال فرق التفتيش التابعة للمركز بالتعاون مع القوات الخاصة للأمن البيئي، إلى جانب تركيب عوازل على خطوط الكهرباء ذات الجهد المتوسط الواقعة على مسارات هجرة الطيور، وأتمتة جميع الإجراءات المتعلقة بموسم الصيد عبر منصة "فطري"، لتيسير الخدمة وضمان الالتزام بالأنظمة.

هذه الجهود أثمرت اعترافًا دوليًّا، تُوِّج بحصول المملكة على الجائزة العالمية للريادة في حماية الأنواع المهاجرة، وهي شهادة عالمية تُضاف إلى سجل إنجازاتها البيئية، وتعكس فاعلية ما أنجز من إصلاحات وتشريعات وتوعية.

ومع مرور هذه الطيور فوق جبال حائل، وسواحل البحر الأحمر، ومجاري الأودية في الجنوب، تجد منظومة متكاملة من الحماية تضمن لها ملاذًا آمنًا ومسارات خضراء تعزز من تكامل دورتها الحيوية، وتمنحها فرصة التعافي والاستمرار، تلك المنظومة هي ثمرة جهود وطنية في حفظ النُظم البيئية، وتطوير إستراتيجيات التكيّف مع التغيرات المناخية تحت ظل رؤية المملكة 2030، فلم تعد البيئة مجرد هامش تنموي، بل باتت عنصرًا جوهريًا في بناء المستقبل، وفق رؤية تنبع من وعي عميق بمفهوم التوازن البيئي، وفهمٍ حضاري لمعنى أن تكون الأرض رحبة، والسماء حرة، ففي كل جناح يرفرف فوق الصحراء، هناك درس في الشراكة الكونية، ومسؤولية تُحمل، ورسالة يُفهم منها أن حماية الطبيعة ليست ترفًا، بل ضرورة وجودية، تحفظ للكوكب توازنه، وللسماء أسرارها.

المملكةالطيور المهاجرةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مطار صلالة يسجل نموًّا في حركة الطائرات وأعداد المسافرين خلال موسم الخريف
  • زيادة الرحلات وتثبيت أسعار التذاكر لدعم "موسم الخريف"
  • اعتراف دوليّ وريادة عالمية تتويجًا لجهود المملكة في حماية الطيور المهاجرة
  • فعاليات موسم الخريف.. تنوع وعروض عالمية وتجارب تفاعلية مبتكرة
  • تركيا.. القبض على زعيم “عصابة صيد الطيور” للأثرياء العرب
  • ضمن عملية “طيور الخير”.. الإمارات تنفذ الإسقاط الجوي الـ68 وتُدخل 540 طناً من المواد الغذائية
  • رئيس جامعة الأزهر يوضح إعجاز قرآني في ليبلونكم الله بشيء من الصيد
  • فين وليه.. صلاح يثير الجدل بعد وفاة الهداف التاريخي للأندية الفلسطينية
  • صلالة.. موسم الخريف والورد
  • إخلاء سبيل طرفي مشاجرة بسلاح أبيض في النزهة