أريحا - صفا

أصيب سبعة مواطنين بجراح باعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال على أهالي عرب الكعابنة  وطلبة مدرسة المعرجات الأساسية شمال غرب أريحا

وقالت جمعية الهلال الأحمر: الهلال الاحمر : إن طواقمنا حتى اللحظة تعاملت مع ٧ إصابات باعتداء المستوطنين بالضرب على طلبة ومعلمي مدرسة المعرجات قرب اريحا وتم نقلهم للمستشفى وما زالت طواقمنا تعمل في الموقع.

وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات، إن المستوطنين اعتدوا بالضرب على الطلبة والمعلمين وأوثقوا رباط مدير مدرسة عرب الكعابنة.

وأضاف أن المستوطنين حاصروا المدرسة واحتجزوا من فيها وسط عمليات تنكيل بالطلبة والمعلمين، التي تقع منطقة عرب المليحات شمال غرب أريحا على بعد 6 كيلو.

وتتعرض التجمعات البدوية في الضفة الغربية، لضغوط متزايدة ومتنوعة من قبل المستوطنين، مستغلة انشغال العالم في الحرب على غزة، وذلك دفعاً لترحيل أصحاب الأرض الأصليين عن أراضيهم لتكون لقمة سائغة للاستيطان والمستوطنين.

 

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

«فيلم ستيف».. دوامة نفسية تعصف بمشرف مدرسة للطلاب الجانحين

طاهر علوان -

تتجه السينما عندما تقدم الشخصيات إلى بُعد مهم من أبعاد تلك الشخصيات، وهو البعد النفسي والعقلي الذي هو ركن أساس في مقاربة الشخصية، وفهم طباعها وسلوكها وأفعالها.

ومن هنا صارت الأفلام ذات الطابع النفسي نوعًا فيلميًا تنوّعت فيه معالجات وأساليب المخرجين وكتّاب السيناريو حتى بدا هذا النوع الفيلمي من السعة والغزارة والتنوع أنه صار يستقطب منذ عقود جمهورًا عريضًا من المهتمين بالسينما السيكولوجية، وصولًا إلى ذلك النوع الذي يُكرّس موضوعاته للشخصيات السايكوباثية والعُصابية، وهو انعكاس موضوعي لما هو موجود في العديد من المجتمعات.

وعلى هذا صارت سلوكيات وانحرافات المراهقين من الموضوعات التي تتسع للكثير من المعالجات السينمائية، كما هي الحال في هذا الفيلم للمخرج تيم ميلانتس المأخوذ عن رواية «الخجول» للكاتب ماكس بورتر، وهو نفسه كاتب السيناريو، وحيث يقدّم لنا الممثل ذائع الصيت كيليان مورفي في دور استثنائي وجدير بالاعتبار، وهو الذي سبق أن حاز جائزة الأوسكار عن فيلم «أوبنهايمر» بالإضافة إلى أفلامه الأخرى المتميزة، ومنها: «بعد 28 عامًا»، و«أشياء صغيرة كهذه»، و«مكان هادئ»، و«آنّا»، و«دونكريك»، و«الحفل»، و«الإضاءة الحمراء»، وأفلام أخرى.

يجسّد مورفي دور ستيف مدير المدرسة شبه الإصلاحية التي تُعنى بإرشاد وتقويم الشباب المراهقين وتهذيب سلوكهم، وهم الذين يغرقون بالمشكلات التي يصنعونها ويستحقون بسببها الزجّ في السجن، لكن ستيف وزملاءه يوجدون ملاذًا لهؤلاء في تسعينيات القرن الماضي؛ حيث ينغمر ستيف في هذا العالم الإشكالي وفي سايكولوجيا المراهقين حتى يستنزف كل طاقته تقريبًا لغرض مواكبتهم وحلّ مشكلاتهم.

وخلال ذلك يقدّم الفيلم عرضًا شاملًا لسلوك أولئك المراهقين؛ حيث لكل منهم مشكلاته الخاصة ونزعته العدوانية، وحيث يُفصح كل منهم عن دوافعه، وحيث لا يتورّع أولئك المراهقون الخطيرون عن التعبير عن أنفسهم من خلال أي سلوك عنيف.

بالطبع هنالك بيئة اجتماعية حاضنة ولكنها متصدّعة ممثلة في عائلات مفككة غير قادرة على الأخذ بيد أبنائها؛ ولهذا تقع المسؤولية على ستيف وفريقه، وهم يواجهون ذلك الموج من الغضب والنزاعات بين أولئك المراهقين، لكن في المقابل هنالك معاناة ستيف نفسه، وهو الذي يعاني من نوبات الإحباط والعزلة، ما يدفعه إلى تعاطي بعض الأدوية وصولًا إلى اتهامه بتعاطي مؤثرات عقلية.

هذا المزيج من التداعيات النفسية التي تضغط من الخارج وتلك التي تتفاعل داخل نفس ستيف، كلّها تفرض عليه أداء خاصًا لذات محاصرة من جميع الجهات؛ فمن جهة ها هي مؤسسته مهددة بالإغلاق، والعنف يتصاعد بين التلاميذ المراهقين، ولهذا كان على ستيف أن يوجد مسارًا آمنًا لنفسه ليخرج من تلك الدوامة، لكنه لن يخرج منها، ولهذا كان الدور الذي أدّاه كيليان مورفي من الأدوار المتميزة بحق، وهو ما يجمع عليه العديد من النقاد الذين اهتمّوا بهذا الفيلم.

وفي هذا الصدد يقول الناقد برايان تاليريكو في موقع «روجر إيبرت»: هذا الفيلم هو دراما شائكة ومتشعبة تسعى إلى إثارة المشاعر بدلًا من كسبها ببطء ساعيًا إلى إيجاد العمق في بعض الشخصيات الأساسية، لكن مورفي الحائز على جائزة الأوسكار عن دور «أوبنهايمر» يتألق طوال الفيلم مُضيفًا رقة ورشاقة في مواضع كان من الممكن أن يتجاهلها ممثلون آخرون. ومما يزيد من روعة أداء مورفي مدى تنوّعه في هذه الفوضى. إنه ممثل أصيل من القلائل الذين يُقال: إنهم يتفوقون تعبيريًا في حالات الصمت مقارنة بالمونولوج والحوارات المطوّلة.

أما الناقدة ميريام بالانسيكو في موقع «إيمباير» فتقول: إن هنالك قلّة من الممثلين القادرين على نقل حالات الاضطراب العاطفي الحقيقي، ومنهم مورفي. فهو يُجسّد ببراعة شخصيات تُدفع إلى حافة الهاوية؛ ولهذا فليس من المستغرب أن يُبدع مجددًا في تعاونه الثاني مع المخرج تيم ميلانتس في اقتباس روائي مؤثّر للغاية، وهذه المرة يُكلّف مورفي بإظهار طيف من المشاعر الإنسانية على مدار يوم واحد.

ننتقل بعد هذا إلى عناصر إخراجية بالغة الأهمية، أولها أن مجمل أحداث الفيلم تقع في مدار 24 ساعة مليئة بالفوضى، سواء في حياة الشخصية الرئيسية أو الشخصيات الثانوية. إنه توالٍ منتظم للتوقيتات التي تظهر على الشاشة؛ فكل زمن يمرّ يعني حدثًا، وبهذا تمّ زجّ عنصر الزمن ببراعة في تلك الدوامة النفسية المليئة بالاضطراب والخوف والفوضى، وبين الحين والآخر يتم تذكيرنا بالزمن الذي يمرّ خلال ذلك اليوم.

من جهة أخرى، واستمرارًا لعامل الزمن؛ فإنه يؤدي دورًا مهمًا في حياة الشخصيات المضطربة؛ فهي تعوم في زمن يعجّ بالذكريات القاسية والطفولة المريرة، وهو الاضطراب ذاته الذي يعصف بستيف نفسه الذي تحاصره من جهة أخرى معضلة إخلاء المدرسة بقرار من الهيئة التعليمية، وهو ما يثير هلع ستيف وحيرته: أين سيذهب أولئك الأولاد الذين يجدون في تلك المدرسة ملاذهم الوحيد؟

من العناصر والميزات الإخراجية الأخرى ما يمكن أن نسمّيه السينما داخل السينما، والفيلم داخل الفيلم؛ إذ تجري الأحداث على خلفية قيام فريق تلفزيوني بتصوير الحياة اليومية لتلك الشخصيات داخل المدرسة. وخلال ذلك كان من الملاحظات المميزة استخدام الكاميرا المحمولة، وذلك في سياق متابعة الشخصية المضطربة، وعرض مشاهد الصراعات.

هذا الاستخدام للوثائقي كان عنصرًا جماليًا إضافيًا متميزًا ربما لا يعجب الكثيرين حتى يبدو الفيلم أقرب إلى الريبورتاج أو الفيلم الوثائقي، لكنه في الحقيقة منح الفيلم قوة تعبيرية وشكلًا جماليًا مختلفًا، فضلًا عن التلاعب في قضية الزمن والصعود والنزول في المسار الزمني؛ حتى لا تستطيع أن تميّز في بعض الأحيان من وجهة نظر مَن يعرض الوقائع والأحداث، وهي ميزة أخرى مثيرة في هذا الفيلم، وهو ما أشار إليه العديد من النقاد أنه بسبب كثافة التداعيات النفسية؛ فإنه يفقد البوصلة في بعض الأحيان.

أما إذا انتقلنا إلى مسارات السرد الفيلمي؛ فإذا استثنينا ستيف باعتباره بؤرة الأحداث والشخصية المحورية فإن المسارات الأخرى المتوازية والمتقاطعة تختلط كلها في وسط تلك الدراما العصيبة والاستثنائية، وهو ما جسّده ستيف في أكثر من موقف متفجر، سواء في رفض إخلاء المدرسة أو في محاولة الوصول إلى شخصية المراهق (شاي) الذي تسبب فيما بعد بفقدانه والعثور عليه في التحام العاملين في المدرسة وطلبتها.

وإذا مضينا في هذه التحولات فإن لستيف نسقًا من الجدل المتواصل مع الشخصيات المحيطة به؛ ولهذا فإنه لا يشعر بالتوافق مع الجميع بسبب نوازعه الشخصية الغريبة، لكنهم يعدّونه ربان السفينة وقائد المجموعة، ومن دونه لا يستقيم شيء، وسوف يدخلون في دوامة لا نهاية لها؛ لأن ستيف هو الوحيد القادر على فهم ذلك العالم المضطرب واستيعابه واستيعاب أولئك الصبية المضطربين الذين يجدون فيه ملاذًا لهم.

إخراج/ تيم ميلانتس

عن رواية «خجول» لماكس بورتر

سيناريو/ ماكس بورتر

تمثيل/ كيليان مورفـي فـي دور ستيف، تريسي أولمان فـي دور أماندا، سيمبي أجيكاوو فـي دور شولا

مدير التصوير/ روبريخت هايفارت

مقالات مشابهة

  • المستوطنون يشنون هجمات بالضفة ويطلقون الرصاص على الفلسطينيين
  • «فيلم ستيف».. دوامة نفسية تعصف بمشرف مدرسة للطلاب الجانحين
  • إصابة مواطن بجراح خطيرة برصاص الاحتلال شمال القدس المحتلة
  • عاجل | مصادر للجزيرة: مجموعات كبيرة من المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية
  • «القاهرة الإخبارية»: تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية
  • تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية
  • إصابة 36 فلسطينيا جراء اعتداءات المستوطنين في نابلس.. وتفجير منزل في القدس
  • 36 مُصاباً فلسطينياً بعد اعتداءات المستوطنين في نابلس
  • 36 إصابة باعتداء مستوطنين على المواطنين في نابلس
  • حكومة غزة: خسائر الحرب الأولية تتجاوز 70 مليار دولار وتدمير 670 مدرسة