يسرى عادل (أبوظبي)
أطلق أمس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، «منتدى هيلي» بنسخته السنوية الأولى، والذي يجمع في أبوظبي مئات من قادة الفكر والخبراء الدوليين والدبلوماسيين للمشاركة في هذه المنصة الاستراتيجية الرائدة.


وجاء إطلاق مؤتمر هيلي ليؤكد مكانة دولة الإمارات كقوة فاعلة في معالجة القضايا العالمية من منظور محلي وإقليمي، حيث يستضيف المنتدى السنوي لهذا العام، والذي يقام في منتجع سانت ريجيس في جزيرة السعديات في أبوظبي، أكثر من 50 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب أكثر من 800 مشارك يجتمعون على مدار يومين لمناقشة مجموعة من القضايا الاستراتيجية التي تسهم في إعادة تشكيل عالم اليوم.
ويستمر المنتدى يومي 16 و17 سبتمبر 2024، تحت شعار: «نظام عالمي مضطرب: قراءة في المفاهيم، والتشكيل، وإعادة البناء»، مركّزاً في مناقشاته على استكشاف ثلاثة محاور أساسية ضرورية لفهم المشهد العالمي المتطور، وهي: الجيوسياسية، والجيواقتصادية، والجيوتكنولوجية.
وانطلاقاً من أهمية المنتدى كمنصة استراتيجية لمعالجة القضايا الدولية الحرجة، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس أمناء أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في كلمته الافتتاحية: «نؤمن بأن الفرص الواعدة تستند في الأساس إلى أجندات تعاونية بنّاءة تسهم في تقدم جهودنا المشتركة لمعالجة التحديات العالمية الحرجة مثل أزمة المناخ والأمن الغذائي والاستفادة المثلى من التطورات التكنولوجية. وتلتزم دولة الإمارات بلعب دور بنّاء في هذه الحقبة الجديدة من خلال تعزيز التعاون الدولي، وضمان أن تكون مبادئ السلام والاستقرار والازدهار هي الموجه الأول على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

الترابط العالمي
وفي معرض كلمته الافتتاحية التي ألقاها بالمنتدى الذي يعّد إضافة مهمة إلى مشهد الحوار الاستراتيجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «ينطلق منتدى (هيلي الأول 2024) في لحظة فارقة يعيشها النظام العالمي، وإرهاصات تحولات غير مسبوقة تواجهها البشرية إجمالاً في ظل تزايد مؤشرات التراجع عن حالة الترابط العالمي، التي مثلت جوهر ظاهرة العولمة. وانطلاقاً من أهداف المنتدى نرى بيننا نخبة من المسؤولين الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، لمناقشة قضايا متشابكة تلامس تأثيراتها الجميع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تدفعنا جميعاً إلى حتمية العمل المشترك، وتبادل الآراء وفق فضاءات من الشفافية للوصول إلى ما يهدف له الجميع، وهو الأمن والاستقرار اللذان يعدان الرافعة للمضي نحو التنمية والتطور.. منتدى هيلي جاء ليتيح نوافذ للجميع للنقاش البنَّاء والمثمر».
صناع القرار
وبدوره، أشار نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، إلى أن المناقشات بين الخبراء وصناع القرار تستند إلى الأعراف والتقاليد العريقة التي تتميز بها المنطقة عموماً ودولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً والتي تشجع على الحوار البنّاء وتبادل الخبرات، وقال: «يأتي هذا الحدث في توقيت مثالي تزداد فيه الحاجة لتعزيز الحوارات وتبادل وجهات النظر ويحمل دلالة مهمة كونه يحمل اسم منطقة هيلي التاريخية في مدينة العين، التي لطالما تميزت بإرثها الثقافي الغني وكانت مركزاً مهماً للتجارة والدبلوماسية عبر العصور.. وتحتفي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بهذا الإرث عبر إتاحة منصة رفيعة المستوى يقودها خبراء بارزون، لإعادة تعريف مفاهيم التعاون الدولي وتقديم حلول مبتكرة للتحديات العالمية المتزايدة. ونهدف من خلال هذا المنتدى إلى إتاحة مساحة للتفكير النقدي وسط صخب التحديات، ونتطلع إلى سلسلة من النقاشات المثمرة التي ستفتح آفاقاً جديدة للتفاعل البنّاء على أعلى المستويات».
تبادل المعرفة
يقدم منتدى هيلي نموذجاً جديداً وحيوياً لتبادل المعرفة والرؤى من خلال 16 جلسة معمّقة، ويتيح مجموعة متنوعة من أساليب المشاركة، بدءاً من المناقشات التفاعلية وصولاً إلى الجلسات الفرعية المتزامنة. فيما كانت الكلمات الافتتاحية رفيعة المستوى بمثابة موجّه لمسار النقاشات، وهوما يمهد الطريق لتحليل العوامل المعقدة التي تؤثر على القضايا الإقليمية والعالمية المحورية
وسيختتم المنتدى أجندته اليوم بتوصيات سياسية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي ودفع حلول قابلة للتنفيذ من أجل الوصول إلى عالم أكثر استقراراً وازدهاراً وأمناً.

أخبار ذات صلة انطلاق أعمال المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفهي «جائزة الشارقة لحقوق النشر» تفتح باب المشاركة في دورتها الثالثة

لماذا هيلي؟
تقديراً للإرث التاريخي لمنطقة هيلي بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد مركزاً حضارياً وثقافياً وتجارياً يمتد تاريخه إلى العصرين البرونزي والحديدي، اختار المنظمون من مركز الإمارات للدراسات والبحوث، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، أن يسمى المنتدى باسم هذه المنطقة، ويشكل هذا الالتقاء الحضاري والتجاري فلسفة المنتدى، الذي يبحث قضايا جيوسياسية وجيواقتصادية وجيوتكنولوجية، ويمثّل منصة استراتيجية جامعة لمختلف الرؤى لمعالجة التحديات وفق منظور مشترك لعالم يسوده الأمن والاستقرار.
جلسات
شهد منتدى هيلي، أمس، انعقاد أربع جلسات حوارية متزامنة، تناولت مجموعة متنوعة من الموضوعات الحيوية، وبحثت الجلسة الحوارية الأولى تحت عنوان: (تداعي الفاعلين الدوليين: إعادة تشكيل الحوكمة العالمية)، القضايا المرتبطة بتغير توازنات القوى الدولية وتراجع دور الفاعلين التقليديين على الساحة العالمية. وتمحورت المناقشات حول كيفية إعادة تشكيل النظام العالمي في ظل التحديات التي يواجهها مثل تغير المناخ، والأزمات الاقتصادية، والنزاعات الجيوسياسية.
وقال معالي ناصر جودة، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية السابق في المملكة الأردنية الهاشمية: «حان الوقت لإصلاح النظام العالمي بدلاً من إعادة اختراعه».
بينما اعتبر معالي نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق في جمهورية مصر العربية، أن هيكل المؤسسات مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قديم، ولا يعكس تنوع العالم اليوم، مع الحد من استخدام حق النقض (الفيتو)، وضمان مزيد من المساءلة، والتمثيل، هي إصلاحات ضرورية. 
ويرى البروفيسور ناريش سينج، أستاذ وعميد تنفيذي في كلية جندال للسياسات الحكومية والعامة في جمهورية الهند، أن تطبيق التحول الجوهري في الحوكمة العالمية، لإدارة التحديات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي بفعالية، يتطلب إعادة تصور للقوة على أنها سيناريو «رابح - رابح» بدلاً من منافسة للسيطرة.
وسلط د. بدر السيف، الرئيس المؤسس لشركة السيف للاستشارات، أستاذ مساعد في التاريخ بجامعة الكويت، زميل في معهد تشاتام هاوس في المملكة المتحدة، ومعهد دول الخليج العربية في واشنطن، الولايات المتحدة الأميركية، الضوء على أن التكنولوجيا، وتغير المناخ، والشباب، قوى رئيسة في تشكيل المستقبل، ويجب أن يشارك الشباب بفاعلية في تشكيل النظام العالمي القادم. لكي يحدث التغيير الحقيقي، كما يجب أن نعطي الأولوية لقيم مثل الإنسانية والتواضع والتأمل الذاتي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أنور قرقاش الإمارات هيلي جزيرة السعديات أنور بن محمد قرقاش أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أکادیمیة أنور قرقاش الدبلوماسیة دولة الإمارات العربیة المتحدة الإمارات للدراسات والبحوث التعاون الدولی النظام العالمی منتدى هیلی

إقرأ أيضاً:

“شرف دي جي” تتوسع بالذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية في الإمارات

تدير شركة “شرف دي جي” للإلكترونيات الاستهلاكية 32 متجر حالياً في دولة الإمارات وسلطنة عُمان والبحرين والسعودية ومصر، تستقبل أكثر من مليون زيارة شهرياً ،على مساحة بيع إجمالية تتجاوز 700 ألف قدم مربع.

وتقدم “شرف دي جي” خدمات التجارة الإلكترونية في جميع هذه الدول، مكملة لتجربة المتاجر التقليدية من خلال سهولة البحث عن المنتجات، وسلاسة تحديد مواقعها داخل الفروع، وإدارة ضماناتها.
واحتفلت “شرف دي جي”، بمرور 20عاماً على تأسيسها، منذ افتتاح أول متاجرها في مول ابن بطوطة، دبي 6 مايو 2005.
وتتطلع الشركة إلى تعزيز تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسيع حضورها في التجارة الإلكترونية وواصلت الشركة تزويد المستهلكين في دول مجلس التعاون الخليجي بأحدث الابتكارات والمنتجات التقنية.
وقال نيليش كالكو، الرئيس التنفيذي في شركة شرف دي جي للإلكترونيات: “إن اعتماد أسلوب البيع المتخصص في مجالات التقنية المتنوعة أسهم في بناء قاعدة عملاء قوية ذات ولاء ثابت على مدى عقدين ومن أبرز الإنجازات خلال هذه الفترة هو افتتاح أكبر متجر إلكترونيات في دبي بمساحة 100 ألف قدم مربع العام 2007.
وتوسّعت شرف دي جي في تقديم باقتها الخدمية، لتشمل حلول الصيانة، وبرامج الاستبدال، وخيارات التمويل المرنة، مما جعل اقتناء أحدث ما تقدمه التقنية أكثر سهولة وملاءمة لعملائها.
و”بعدما كان تركيزنا في البداية على توافر المنتجات وتنوعها، أصبح هدفنا هو بناء تجربة عملاء متفوقة في تكاملها. لقد تعلمنا أن الثقة هي أساس نجاحنا، وأنها تُبنى بخدمة متسقة، وابتكار متواصل، وتفاعل مستمر مع العملاء. ولهذا نستمع إلى احتياجاتهم عبر مناطق مخصصة للمقارنة بين العلامات التجارية، وبرامج إعادة الشراء المراعية للبيئة، ومبادرات الاستدامة التي تروج للمنتجات الموفرة للطاقة ومزايا الاقتصاد الدائري”.
وأضاف: “تطورت رؤيتنا من مجرد كوننا وجهة لشراء الإلكترونيات إلى القيام بدور تمكيني لنمط الحياة العصري. لذا، نركز على الراحة والاستدامة والتخصيص، معتمدين على البيانات وقدرات الأتمتة لتقديم تجربة تسوق سلسة ومصممة خصيصاً لكل عميل ومتطلباته الفريدة. وترتكز استراتيجيتنا مستقبلاً على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوسيع نطاق حضورنا في التجارة الإلكترونية بالمنطقة، وتعزيز تجربة العملاء عبر تحسين خدماتنا المدعومة بالتحليلات المتقدمة والأتمتة”.
وتابع كالكو: “أسهم فرق العمل بالشركة على مدار 20 عاماً في بناء العلامة التجارية؛ في ظل سعي المجموعة الدائم إلى الابتكار والتميز”.


مقالات مشابهة

  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة: مشاركة المنتخب السعودي في الكأس الذهبية تأتي تعزيزًا لحضور المملكة الدولي وتبرز دعم القيادة لقطاع الرياضة
  • أنور قرقاش يعبر عن إدانة الإمارات الضربات الإسرائيلية على إيران
  • وزير الرياضة أمام النواب: نخدم 65% من سكان مصر .. و لجنة الشباب تلعب دورا مهما
  • قرقاش: نجدد التأكيد على إدانة الإمارات للهجوم الإسرائيلي على إيران.. ونهجنا ثابت في تغليب الدبلوماسية
  • «منتدى أبوظبي للسلم» يشارك في «قمة صياغة العالم 2025»
  • السفير الروسي: نثمن جهود القيادة المصرية لتحقيق التنمية والاستقرار في الشرق الأوسط
  • عبدالله بن زايد يختتم زيارة عمل إلى الولايات المتحدة
  • نورة الكعبي تشارك في منتدى أوسلو 2025
  • وزيرة التخطيط تبحث مع السفير البريطاني تعزيز التعاون في مجالات التحول الأخضر والاستثمار المناخي
  • “شرف دي جي” تتوسع بالذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية في الإمارات