موقع النيلين:
2025-07-31@22:44:34 GMT

مكي المغربي: إلى بيريليو!

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

صديق قال لي لديه موعد مع توم بيريليو المبعوث الأمريكي للسودان، بماذا أرغب من رسالة له؟
قلت له أمريكا يجب أن تفهم أنه عمليا وبراغماتيا وليس بأي تفكير آيدولوجي من أي جهة، صار التنازل لها (مرفوض)، ليس بسبب الشجاعة وعزة النفس ولا المشاعر الوطنية، ولكن لأن الخسارة في التجاوب مع أمريكا أكبر من المواجهة، أساسا لم تعد هنالك مقارنة.

الموجة الدولية حاليا هي البحث عن أحلاف أخرى خارج النفوذ الأمريكي، الطيف في الجانب الآخر الآن لا يوجد بينه رابط آيدولوجي، يشمل دولا من غرب أفريقيا والنخب التي رضعت من الكونياك الفرنسي وارتضت العلمانية الغربية طوال عمرها، إلى إيران حيث الآيات، إلى أفغانستان حيث الملالي إلى كوريا الشمالية حيث لا يوجد إلا مسجد واحد في السفارة السعودية، إلى جنوب أفريقيا التي استقلت في التسعينات من استعمار عنصري دعمته أمريكا وبريطانيا واسرائيل.

هذا الصف فيه (بل غالبه) حاولوا التفاهم مع أمريكا وانهارت العلاقة بعد محاولات متكررة وخسائر فادحة. إذا الموضوع لا علاقة له بوسوسة ‘كيزان’ ولا رواسب بعثيين، ولا عناد عسكريين، هذه “هلوسة سياسية” .. المشكلة عالمية وليست في السودان ولا في الجيش ولا الرئيس البرهان، المشكلة في الأجندة الأمريكية في السياسة الخارجية لأنها مثقلة بالعقد والتناقضات، المشكلة أن مجتمع السياسة الخارجية الأمريكي (وزارة خارجية و وكالات ومستفيدين ومرتشين) هو مجتمع غريب، مثل من يعيش في أحلام البوربون، مع جنون النيرون، ويرغب في ذات الوقت تدريس الناس الطب النفسي.

أمريكا تعاند الرأي العام الداخلي عندها والرأي العام في أي بلد تستهدفه لتتسائل بعدها لماذا يكروهننا؟ ويخرج منهم الإرهاب ضدنا؟! ثم تأتي الإجابة المملة “لأننا ندعو للحرية ونحرسها في العالم” – إلا في الجامعات الأمريكية طبعا!

أي حرية هذه نهايتها التستر على الجنجويد وتدفق السلاح لقتل السودانيين واغتصاب القاصرات أمام آبائهم؟! أي حرية هذه تجعل السلاح الأمريكي في يد من يبيد المساليت، ويقتل النوبة بالتجويع، ويهدد بقطع نخيل الشمال وسبي نسائهم.

ومع هذا السرد والتشخيص، هل تصدقون، أنا أتعاطف مع توم بيريليو، ويجب ألا أظلمه كشخص، ليس متكبر ولا متغطرس، لكنه ليس مبعوث أمريكا، هو في الحقيقة منسق أو وسيط بين التناقضات الأمريكية، حيث لا توجد أجندة أمريكية محددة المعالم، هي خليط غير متجانس من أربع مكونات: (طمع وكلاء أمريكا في احتلال السودان – مخاوف واشنطون من الخصوم الدوليين – محاولة فاشلة للالتفاف على الرأي العام الأمريكي المناهض للجنجويد بصناعة مزيفة لأعداء آخرين – تقاليد بيروقراطية وتدخل مؤسسات أخرى في عمل المبعوث).
بريليو مطلوب منه الجلوس على كرسي من ثلاثة أرجل لالقاء محاضرة عن التوازن.

ليس بيريليو وحده، أنا اتابع السياسة الأمريكية يوميا، ولم أعد محللا سياسيا لها، بل ناقدا فنيا يشاهد فصولا لمسرحية كومديا سوداء فيها ممثلين أصلا يكرهون بعضهم.
حقيقة، الدولة التي استطاعت سياستها الخارجية أن تطفو فوق رغوة الاكاذيب الأمريكية هي مصر، ربما لأنهم أصلا بالقدر الجغرافي والتاريخي تعلموا كثيرا، وربما لأنهم أهل الدراما وسادتها، ومش ممكن أمريكا (تبيع المية في حارة السقايين).

دول أخرى -كان الشعب السوداني يحبها- بكل أسف ورطتها أمريكا في كراهية السودانيين وصاروا هم والجنجويد سواء.

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إيفرتون يتعاقد مع المغربي آزنو من بايرن ميونيخ

ليفربول «أ.ف.ب»: أعلن نادي إيفرتون الإنجليزي تعاقده مع المدافع الأيسر الدولي المغربي الواعد آدم آزنو من بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني لكرة القدم لمدة أربع سنوات دون الكشف عن قيمة الصفقة، وقال إيفرتون الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الثالث عشر، إن آزنو البالغ من العمر 19 عاما وقع عقدا لمدة أربع سنوات مع البلوز حتى نهاية يونيو 2029.

وعلق مدربه الأسكتلندي ديفيد مويس على الصفقة قائلا: يسعدنا ضم آدم إلى إيفرتون، إنه لاعب شاب موهوب يتمتع بإمكانيات كبيرة"، وأضاف: ليس من السهل الحصول على مركز الظهير الأيسر، وقد تعاقدنا مع لاعب شاب نأمل أن يتطور خلال فترة وجوده مع إيفرتون.

من جهته، قال آزنو في حديث لقناة إيفرتون بعد انتقاله إلى ميرسيسايد: أنا سعيد جدا لوجودي هنا، أنا فخور جدا بكوني جزءا من هذا الفريق، وأضاف خريج أكاديمية "لا ماسيا" الشهيرة في برشلونة (2019-2022)، والمشروع الذي قدموه لي رائع حقا، الدوري الإنجليزي الممتاز هو أفضل دوري في العالم، لذا أنا متحمس جدا لبدء مشواري به، وتابع: الملعب جميل حقا، يمنحك شعورا رائعا، ومن الجيد أن يدعمنا جماهيرنا، إنه مثالي لنا، أودّ فقط أن أقول إنني ممتن جدا لوجودي هنا، أنا فخور جدا، وسأبذل قصارى جهدي في كل حصة تدريبية وكل مباراة".

وبات آزنو رابع لاعب ينضم إلى إيفرتون بقيادة مدربه الاسكتلندي ديفيد مويس في الصيف الحالي بعد لاعب الوسط الارجنتيني كارلوس "شارلي" ألكاراس من فلامنجو البرازيلي، المهاجم الفرنسي الغيني ثييرنو باري من فياريال الأسباني وحارس المرمى الأيرلندي مارك ترافرز من بورنموث.

وأوضح أزنو، "تحدث (مويس) معي، وتحدث معي عن الفريق وكيف يريدني، لذلك اتخذت قراري مباشرة عندما تحدثت معه، اتخذتُ قراري بسرعة كبيرة بفضل كلماته التي قالها لي، ولقد منحني الثقة، لذلك قررت التوقيع".

ولا يزال آزنو في بداية مسيرته الكروية الناشئة، وقد وصل إلى إيفرتون بعد أن اكتسب بالفعل خبرة قيمة في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية.

وعاش الشاب المولود في برشلونة في المدينة لمدة 16 عاما، وبعد انتقاله إلى ألمانيا، عاد إلى إسبانيا الموسم الماضي، حيث لعب على سبيل الاعارة لفترة قصيرة مع ريال بلد الوليد، وشارك آزنو في 13 مباراة في الدوري الإسباني خلال النصف الثاني من موسم 2024/2025، منها 10 مباريات أساسيا، وخاض آزنو الذي يحمل الجنسية الاسبانية أيضا، أربع مباريات موسم 2024-2025 مع بايرن ميونيخ الذي انتقل الى صفوفه صيف 2023، وشارك معه في مونديال الأندية في الولايات المتحدة هذا الصيف، ولعب آزنو ثلاث مباريات دولية مع أسود الأطلس.

مقالات مشابهة

  • السياسة وثقافة العولمة
  • بعد الارتفاع الأخير.. تراجع جديد للذهب بسبب السياسة النقدية للمركزي الأمريكي
  • أين وصل مشروع الدرهم المغربي الرقمي وما أهميته؟
  • مجاعة غزة تؤلب الرأي العام الأمريكي على الإحتلال
  • “بي بي سي”: قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تغيّراً في السياسة البريطانية
  • هل تشهد السياسة التركية في ليبيا تحولا استراتيجيا جديدا؟
  • إيفرتون يتعاقد مع المغربي آزنو من بايرن ميونيخ
  • كاتب إسرائيلي: السياسة تجاه غزة انهارت والحرب عالقة
  • من التحدي إلى التمكين .. كيف غيرت المسيرة القرآنية موازين السياسة والأمن في اليمن
  • اتفاق كابل وإسلام آباد التجاري.. اقتصاد يتجاوز السياسة أم امتداد لها؟