تحليل بريطاني: هل تنجح الضغوط الدولية بمنع تفكك محتمل للسودان؟
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
في ظل تصاعد النزاع في السودان، تزداد المخاوف من تقسيم البلاد إلى كيانات متنازعة تحت حكم حكومتين متنافستين، وتتصاعد الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهذا يهدد بتفكك البلاد إلى مناطق متباينة ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي مواجهة هذه الأزمة، تصبح الحاجة إلى ضغط دولي منسق وفعال أكثر إلحاحا للحيلولة دون تفكك السودان وضمان استقرار المنطقة بأسرها، وفقا لتقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية.
وتقول الباحثة والدبلوماسية البريطانية روزاليند مارسدن، في تقرير للمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن الحرب المستمرة في السودان منذ 17 شهرا، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد 10 ملايين شخص.
*محادثات للسلام*
وفشلت سلسلة من جهود الوساطة الدولية في وقف النزاع، حيث جرت منتصف أغسطس/آب الماضي أحدث محاولة وساطة أميركية لإعادة تنشيط عملية وقف إطلاق النار المتوقفة، بهدف جمع وفود رفيعة المستوى من طرفي الصراع، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وكانت المحادثات في جنيف تهدف إلى تحقيق وقف شامل للأعمال العدائية على مستوى البلاد، وهذا يسمح بالوصول الإنساني إلى جميع أنحاء البلاد، وإنشاء آلية قوية للمراقبة والتحقق.
واستضافت المفاوضات المملكة العربية السعودية وسويسرا، مع حضور الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة كمراقبين.
وتم تحقيق بعض التقدم المحدود في الوصول الإنساني إلى دارفور، ووافق الجيش السوداني على إعادة فتح معبر أدري المؤقت من تشاد، الذي أغلق بشكل تعسفي في فبراير/شباط، بينما فتحت قوات الدعم السريع طريق "الدبه".
وتدخل شاحنات الأمم المتحدة الآن دارفور، رغم أن حركة المرور إلى ما بعد غرب دارفور تواجه صعوبات شديدة بسبب الأمطار الغزيرة وانهيار الجسر الوحيد الذي يربط حدود تشاد بجنوب ووسط دارفور، ولكن منذ انتهاء المحادثات، تصاعدت أعمال القتال.
*فشل وقف* *إطلاق النار*
وتقول الباحثة والدبلوماسية البريطانية إن السبب الرئيسي لفشل محادثات وقف إطلاق النار هو أن كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ما زالتا تسعيان لتحقيق نصر عسكري.
ورفضت القوات المسلحة السودانية إرسال وفد إلى جنيف، حيث وضعت شروطا مسبقة "غير واقعية"، وأجبر هذا الوسطاء على التواصل افتراضيا مع ممثلي القوات المسلحة السودانية، بينما أجروا محادثات شخصية مع قوات الدعم السريع.
وتضيف مارسدن أنه رغم أن الجيش السوداني يخسر على أرض المعركة، فإنه لا يرغب في التفاوض من موقع ضعف وزاد من تكثيف القصف الجوي منذ محادثات جنيف، حسب قول الباحثة.
وتأمل قوات الدعم السريع في تحقيق مكاسب إقليمية إضافية بمجرد بدء موسم الجفاف في أكتوبر/تشرين الأول، وقد أبدت هذه القوات تعاونا أكبر في المحافل الدولية، مستغلة "تعنت" الجيش السوداني لتظهر بصورة إيجابية.
وخلال محادثات جنيف، وافقت قوات الدعم السريع على مدونة سلوك لحماية المدنيين، تلاه توجيه من قائدها، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لكن التزاماتها تظل مقوضة بشكل كبير بسبب سجلها في ارتكاب الفظائع، بما في ذلك القتل المستهدف على أساس عرقي، وتوسيع الهجمات على المدنيين، بحسب مارسدن.
*ضغوط دولية*
وفي ظل هذا الجمود، يجب زيادة الضغط على الدول التي تدعم الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي واللوجستي للأطراف المتحاربة.
وكان تجديد نظام العقوبات وحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على دارفور مؤخرا، والذي تم تطبيقه منذ عام 2005 ولكن لم يتم تنفيذه بفعالية، فرصة ضائعة لتوسيع حظر الأسلحة ليشمل جميع أنحاء السودان، بالنظر إلى انتشار النزاع والأدلة التي تشير إلى حصول كلا الطرفين المتحاربين على أسلحة جديدة من عدة دول.
وتوضح مارسدن أن الأولوية الآن يجب أن تكون اتخاذ مجلس الأمن إجراءات أكثر صرامة في مواجهة الانتهاكات المتعلقة بالحظر الحالي، كما أن هناك حاجة لفرض عقوبات على الأشخاص الذين يعيشون في الديمقراطيات الغربية ويقومون بنشر خطاب الكراهية والدعوة إلى استمرار الحرب.
وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تواصل الولايات المتحدة وشركاؤها العمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية، لمحاولة استغلال نفوذها على الطرفين المتحاربين وإقناعهما بأن الجميع خاسر إذا استمرت الحرب.
وترى مارسدن أن السودان يواجه احتمالا حقيقيا للتقسيم الفعلي تحت حكومتين متنافستين وقد يصل الأمر إلى تفكك أكبر، فقد تعهد أحد كبار ضباط الجيش السوداني مؤخرا بأن الجيش سيتشبث بالسلطة 20 عاما أخرى إذا انتصر، بينما سيؤدي انتصار قوات الدعم السريع إلى تحويل الدولة إلى جزء من إمبراطورية أعمال عائلة دقلو.
وتضيف أنه إذا أراد المدنيون الداعمون للديمقراطية في السودان تغيير هذه الحسابات، فيجب عليهم التوحد على منصة مناهضة للحرب وجعل أصواتهم مركزية في تشكيل جهود بناء السلام المستقبلية، والدعم الدولي ضروري لتحقيق هذا الهدف.
ويعني هذا وفقا للباحثة والدبلوماسية البريطانية، عدم منح الشرعية لأي من الطرفين المتحاربين، بل تعزيز دور المدنيين في المبادرات الدبلوماسية والضغط من أجل انتقال سلمي إلى حكومة مدنية ديمقراطية في أنحاء البلاد.
المصدر : الألمانية + الصحافة البريطانية
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوات المسلحة السودانیة قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
معارك ضارية وقصف بالطيران الحربي وجريمة متكاملة الأركان.. الجيش السوداني يوضح تفاصيل استعادة مدينة من الدعم السريع
الجيش السوداني يقول، على لسان الناطق الرسمي، بأن قواته استعادت السيطرة على الموقف في مدينة #النهود عاصمة ولاية غرب كردفان. في وقت سابق، أفادت تقارير اعلامية أن مليشيا الدعم السريع استطاعت السيطرة-جزئيا- على المدينة وشنت حملة انتهاكات مروعة فيها.
متابعات ــ تاق برس – شهدت مدينة النهود شمال كردفان، معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث بدأت قوات الدعم الهجوم من محورين على المدينة بمعاونة متعاونين مسلحين مع قوات الدعم من داخل النهود، مما اسهم فى سقوطها.
أكّد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، في تصريح حسب “المحقق”، أن الجيش السوداني تصدى بكل قوة لهجوم قوات الدعم السريع على مدينة النهود بولاية غرب كردفان، مؤكدًا أن القوات المسلحة تسيطر حاليًا على الوضع العسكري في المدينة بشكل كامل.
وصف العميد نبيل عبد الله قوات الدعم السريع التي هاجمت النهود بـ”الأوباش”، في تعبير شديد اللهجة، وقال إن ما قامت به هذه القوات من هجوم على المدنيين واقتحام الأحياء السكنية “لن يمر مرور الكرام”، مؤكدًا أن الرد كان حاسمًا من قبل القوات المسلحة التي تصدت للهجوم ببسالة.
وأضاف: “القوات المسلحة السودانية قامت بواجبها في الدفاع عن الأرض والعرض، والعدو تكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”، مشيرًا إلى أن محاولة الدعم السريع للسيطرة على المدينة فشلت بسبب الجاهزية العالية والرد القوي من القوات العسكرية المنتشرة في محيط اللواء 18 مشاة.
وأكد الناطق باسم الجيش أن الوضع الأمني في مدينة النهود الآن تحت السيطرة الكاملة، داعيًا المواطنين إلى التزام منازلهم وعدم الانجرار وراء الشائعات التي تُبث عبر بعض المنصات الإعلامية المرتبطة بما سماها بـ”الجماعات المتمردة”.
كما أشار إلى أن القوات المسلحة تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وتأمين المدينة من أي اعتداءات محتملة مستقبلًا، مشددًا على أن الجيش يتعامل وفق ضوابط واضحة تحفظ كرامة الإنسان وتحمي المرافق العامة.
وبعث العميد نبيل عبد الله برسالة طمأنة إلى الشعب السوداني، قائلاً: “قواتكم المسلحة تقف صامدة في وجه المعتدين، وتعمل بكل إخلاص لحماية الوطن والمواطن. النهود صامدة، والجيش باقٍ في مواقعه ولن يسمح بتمدد الفوضى أو تغول المليشيات”.
ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من بيان شديد اللهجة أصدرته لجان مقاومة النهود، أدانت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين، ووصفتها بـ”الجريمة المتكاملة الأركان”، مما يعكس حالة الغليان والغضب الشعبي مما يحدث في المدينة.
وكان شهود عيان قالوا لـ (تاق برس)، ان الاشتباكات جرت خارج المدينة في الاتجاه الشمالي الغربي. واشاروا الى سماع اصوات إشتباكات متقطعة بالاسلحة المختلفة، تجاه بوابات مدينة غبيش ـ شمال كردفان،من الناحية الجنوبية الغربية لمدينة النهود.
واضافوا، ان الجيش السوداني تمكن ايضا من صد هجوم اخر بالاتجاه الشرقي تجاه جبل حيدوب علي طريق الأبيض عاصمة شمال كردفان.
ونوهوا الى ان الطيران الحربي تدخل بقوة وقصف القوة للمهاجمة لقوات الدعم السريع على مدينة النهود لكن وجود متعاونين وخلايا نائمة لقوات الدعم داخل احياء المدينة سهل عملية سيطرتهم عليها لساعات ،قبل استعادة الجيش لها واضافوا ان قوة الجيش السوداني والمقاتلين معه انسحبوا الى قيادة اللواء التابع لجيش السوداني شرق المدينة.