السودان: العفو الدولية تطالب بالتحقيق في هجوم الدعم السريع على مخيم زمزم
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
التقرير، الصادر عن المنظمة بعنوان “ملاذ مُدمَّر” أوضح أن الهجوم وقع بين 11 و13 أبريل الماضي، وشمل إطلاق نار عشوائي واستخدام أسلحة متفجرة في مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى فرار نحو 400 ألف شخص خلال يومين فقط.
نيروبي: التغيير
دعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيق عاجل في الهجوم الواسع الذي شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور في أبريل الماضي، مؤكدة أن الانتهاكات التي ارتُكبت خلال الهجوم ترقى إلى جرائم حرب وفق القانون الدولي.
وقالت المنظمة في تقرير لها صدر اليوم الأربعاء، إن قوات الدعم السريع نفّذت عمليات قتل متعمّد للمدنيين، واحتجزت رهائن، ونهبت ودمرت مساجد ومدارس وعيادات طبية في المخيم، الذي يُعد أكبر مخيم للنازحين داخلياً في السودان.
وأوضح التقرير، الصادر بعنوان “ملاذ مُدمَّر”, أن الهجوم وقع بين 11 و13 أبريل الماضي، وشمل إطلاق نار عشوائي واستخدام أسلحة متفجرة في مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى فرار نحو 400 ألف شخص خلال يومين فقط.
وجاء الهجوم ضمن الحملة العسكرية التي بدأتها قوات الدعم السريع في مايو الماضي، للسيطرة على مدينة الفاشر، والتي انتهت بسيطرتها عليها في أكتوبر، حيث وثّقت المنظمة كذلك إعدامات ميدانية وعمليات اغتصاب بحق المدنيين أثناء دخول المدينة.
استخفاف بأرواح البشروقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، إن الهجوم “يُظهر مجدداً الاستخفاف المروّع بأرواح البشر”، مشيرة إلى أن المدنيين تعرضوا للقتل والنهب وفُقدت منهم مقومات الحياة الأساسية دون توفر أي سبيل للعدالة.
واتهمت كالامار بعض الدول، وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، بتأجيج النزاع من خلال إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.
ودعت المنظمة إلى وقف تدفق الأسلحة إلى كافة أطراف النزاع، وتوسيع نطاق حظر الأسلحة المفروض على دارفور ليشمل جميع أنحاء السودان، كما طالبت الدول الإقليمية والدولية بوقف نقل الأسلحة إلى الإمارات مخافة تحويلها إلى قوات الدعم السريع.
وأوضح التقرير أن المنظمة أجرت مقابلات مع 29 شاهداً وناجياً وصحفيين وعاملين في القطاع الطبي، وحلّلت عشرات المقاطع المصوّرة وصور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت آثار استخدام واسع للأسلحة المتفجرة داخل الأحياء السكنية.
شهادات مروّعةووثّق التقرير شهادات مروّعة عن عمليات قتل عشوائي ومتعمد، حيث قال شهود عيان إن مقاتلي الدعم السريع قتلوا ما لا يقل عن 47 مدنياً أثناء محاولتهم الهرب أو الاختباء في المنازل والمساجد، معتبرة أن ذلك يشكّل جريمة حرب تتمثل في القتل العمد لأشخاص غير مشاركين في القتال.
كما رصدت المنظمة عمليات حرق ونهب لمنازل ومرافق دينية وتعليمية وطبية، رغم تمتعها بحماية خاصة وفق القانون الدولي.
وأفاد ناجون تحدثوا للعفو الدولية بأنهم فرّوا في ظروف بالغة القسوة، من دون طعام أو ماء أو رعاية صحية، وتعرض بعضهم لجرائم اغتصاب وقتل ونهب أثناء النزوح.
وأكد العديد منهم شعورهم بالخذلان من المجتمع الدولي، مطالبين بضمان الحماية والمحاسبة وتعويض الضحايا.
وقالت المنظمة إن قوات الدعم السريع لم ترد على طلبها للتعليق على ما ورد في التقرير.
الوسومآثار الحرب في السودان جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين منظمة العفو الدولية ولاية شمال دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين منظمة العفو الدولية ولاية شمال دارفور قوات الدعم السریع العفو الدولیة
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تتحدث عن تقدم غرب كردفان والبرهان يطالب بتفكيك هذه القوات
أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر الفرقة 22 وكامل مدينة بابنوسة الاستراتيجية في ولاية غرب كردفان، في وقت طالب فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بتفكيك هذه القوات.
ونشر جنود من قوات الدعم السريع صورا قالوا إنها التقطت لهم داخل مقر الفرقة.
وتعدّ بابنوسة ممرا حيويا بين الخرطوم وإقليم دارفور، وقد شهدت في الأسابيع الأخيرة مواجهات عنيفة بعد إعلان الجيش إرسال تعزيزات لصدّ هجمات متكررة للدعم السريع.
في المقابل، أكد الناطق باسم حكومة غرب كردفان أن الجيش والقوات المساندة يحققون "تقدما كبيرا في كافة المحاور"، مشيرا إلى أن الطيران الحربي "وجه ضربات ناجحة" ضد مواقع الدعم السريع.
وفي شمال كردفان، قال مصدر عسكري رفيع بالجيش السوداني للجزيرة إن قوات الجيش تمكنت من تمشيط المنطقة بين مدينتي الأبيض والخوي استعدادا للتقدم نحو مدينة النهود.
معارك شرسة في جنوب كردفانوتشهد ولايات جنوب كردفان—خاصة البلدات التابعة لمحلية العباسية تقلي—معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وفي أحدث التطورات، قُتل 40 شخصا على الأقل في قصف جوي على منطقة كُمو بمحلية هيبان يوم السبت، وفق مصادر محلية وحقوقية.
واتهمت قوات الدعم السريع في بيان –أمس الأحد– الجيش باستهداف منطقة كُمو بإقليم جنوب كردفان/جبال النوبة صباح السبت، بينما قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان–شمال (المتحالفة مع قوات الدعم السريع) إن القصف شمل مدينة كاودا ومناطق حولها.
وذكرت مجموعة محامو الطوارئ أن "الجيش استهدف في قصف جوي يوم السبت منطقة كُمو التابعة لمحلية هيبان بولاية جنوب كردفان مدرسة حكيمة للتمريض العالي، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الطلاب وإصابة آخرين بجروح بالغة".
ونقل مواطنون مشاهدتهم لخروج 40 جنازة من البلدة في اليوم ذاته. بدوره، نفى الجيش السوداني استهداف المدنيين أو المنشآت المدنية.
سياسيا، شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان على رفضه أي مبادرة لوقف إطلاق النار "لا تتضمن تفكيك قوات الدعم السريع وتجريدها من السلاح".
إعلانوقال البرهان خلال خطاب في بورتسودان إن "الخيارات باتت محدودة بسبب حجم الدماء والمعاناة"، مؤكدا أن "الجيش لن يقبل بأي حل يبقي على المليشيا في مناطقها".
وأشار إلى أن الحل الأمثل للحرب هو "زوال المليشيا"، متوعدا بـ"القصاص من المجرمين والقتلة الذين ارتكبوا كل أنواع الجرائم التي لا يستحقون بعدها أن يعيشوا معنا في السودان".
كذلك، قدم البرهان خلال خطابه مقترحا لإرجاع علم السودان القديم الذي كان مستخدما بعد الاستقلال من الاحتلال الإنجليزي عام 1956، ودعا إلى العودة للعلم القديم ذي الألوان الثلاثة (أزرق وأصفر وأخضر) الذي رفع في زمن الاستقلال.