صحيفة الاتحاد:
2025-10-16@14:14:04 GMT

سباق استراتيجي على «الذهب الأبيض»

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

طه حسيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة بطارية نووية صغيرة تعد بتوفير الطاقة دون انقطاع لعقود «العملية 404» تؤدي إلى حكم غير مسبوق لمكافحة «القرصنة الرياضية»

في غمرة السباق العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، وفي خضم مساعي التحول في قطاع الطاقة، يزداد الطلب على معادن نادرة باتت هي عصب التحول الأخضر، خاصة الليثيوم، العنصر الرئيسي في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية.

ولا يقل الليثيوم في أهميته الاستراتيجية عن النفط والغاز في ميزان القوة الدولية، والآن تزداد أهمية مناجم الليثيوم في البرازيل، وغيرها من دول أميركا اللاتينية التي تمتلك 65 في المئة من احتياطيات الليثيوم العالمية، وظهرت احتياطيات المعدن في أفغانستان، وتقدر قيمتها حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بتريليون دولار، علماً بأن سعر الطن المتري من كربونات الليثيوم بلغ قبل عامين 80 ألف دولار أميركي، لكن السعر تراجع ليبلغ 14 ألف دولار في المتوسط. 80 % من إنتاج الليثوم العالمي مصدره أربعة بلدان: الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي، أو ما يعرف بـ «مثلث الليثيوم» في أميركا الجنوبية وأستراليا. وتتسع خريطة إنتاج الليثيوم مع ظهور مخزونات جديدة من المعدن الذي يصفه البعض بـ«الذهب الأبيض»، فبعدما كانت مناطق إنتاجه في أستراليا وتشيلي والصين والأرجنتين، تظهر نقاط جديدة على هذه الخريطة عبر اكتشافات حديثة في المكسيك وكندا وبوليفيا وبيرو والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا وصربيا وتايلاند والمملكة المتحدة ومنطقة سيبيريا الروسية، الأمر الذي يعزز الأهمية الاستراتيجية لهذه الدول ويضعها على خريطة معادن الطاقة المتجددة وما يرتبط بها من قطاعات صناعية مبتكرة. وتبرز الدول المنتجة لليثيوم كساحة تنافس دولية، إذ يحظى الليثيوم بأهمية خاصة بوصفه «سلاح استراتيجي» لكونه يُستخدم في عددٍ من الصناعات الأساسية، ومن ثم يعد مكوناً مهماً في الاقتصاد العالمي، وبما يعزز التنافس الواسع عليه. ولا تتطابق خريطة الدول المنتجة لليثيوم مع خريطة احتياطياته المؤكدة، التي تتصدرها بوليفيا بـ 21 مليون طن متري، تليها الأرجنتين بـ21 مليون طن مترى، ثم الولايات المتحدة الأميركية بـ12 مليون طن مترى، وتمتلك تشيلي 11 مليون طن تليها أستراليا (7.9 مليون طن متري) والصين (6.8 مليون طن)، وذلك علماً بأن أكبر الدول المنتجة للمعدن، وفق معطيات عام 2022 هي: أستراليا تليها تشيلي والصين والأرجنتين والبرازيل وزيمبابوي والبرتغال وكندا. وأكد تقرير للبنك الدولي أن إنتاج المعادن الرئيسية، بما في ذلك الليثيوم، ينبغي أن يشهد ارتفاعاً بنسبة 500% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة. وكان المدير العالمي للطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك، ريكاردو بوليتي، واضحاً في رؤيته المتمثلة في أن العمل المناخي الطموح سيجلب طلباً كبيراً على هذا النوع من المعادن. ووفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، يحتاج قطاع الطاقة النظيفة إلى ما يصل إلى 50 منجماً جديداً في أقل من عقد من الزمان - وهو مطلب كبير بالنظر إلى ديناميكيات جانب العرض. وتتوقع شركة ماكينزي آند كومباني زيادة الطلب العالمي على الليثيوم بنسبة 20% سنوياً حتى عام 2030. وتشير تسلا إلى أن الشركة ستحتاج إلى 1000 كيلو طن من مكافئ كربونات الليثيوم (LCE) سنوياً بحلول عام 2030، أو 16 ضعف الطلب في عام 2022، (كيلوطن هي وحدة قياس وزن تعادل 1000 طن).

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الطاقة أميركا اللاتينية النفط السيارات الكهربائية الليثيوم الذهب الأبيض الطاقة المتجددة ملیون طن

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع مع تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين

تخلت أسعار النفط عن مكاسبها اليوم وسط حالة من الضبابية سببها التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين والذي ربما يؤثر على الطلب العالمي على الوقود.

وسجل سعر نفط عُمان الرسمي اليوم  تسليم شهر نوفمبر القادم 62.74 دولار أمريكي منخفضا بمقدار 1.16 دولار أمريكي مقارنة بسعر يوم الاثنين والبالغ 63.90 دولار أمريكي .

تجدر الإشارة إلى أن المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أكتوبر الجاري بلغ 69.33 دولار امريكي للبرميل، منخفضا 1.87 دولار أمريكي مقارنة بسعر تسليم شهر سبتمبر الماضي.

وقال علي بن عبدالله الريامي، خبير في أسواق الطاقة، في تصريح خاص لـ"عمان"، أن أسعار النفط سجلت تراجعا ملحوظا خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث انخفض متوسط الأسعار بمقدار 1.33 دولار، ليصل متوسط سعر شهر أكتوبر إلى نحو 69 دولارًا للبرميل، وهو مستوى أقل مقارنة بمتوسط سبتمبر.

وأوضح الريامي أن هذا السعر يعكس القيمة الفعلية لشهر ديسمبر، نظرا لأن تسعير النفط يتم عادة قبل شهرين من تاريخ التسليم، مما يعني أن سعر أكتوبر يحتسب وفقا لتوقعات ديسمبر، وسعر أغسطس يعبر عن سوق أكتوبر، وهو ما يعد عاملا مهما لفهم ديناميكيات السوق الحالية.

تأثيرات جيوسياسية متابينة

وأشار الريامي إلى أن النمو الاقتصادي العالمي لا يزال دون التوقعات، مما يحدّ من قدرة السوق على تحقيق ارتفاعات مستدامة ومشيرا إلى أن تباطؤ الاقتصاد الصيني انعكس سلبا على مستويات الطلب على النفط.

وأضاف أن تأثير العوامل الجيوسياسية على الأسعار شهد تراجعا نسبيا مؤخرا، خاصة عقب توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة، مما ساهم في تهدئة الأوضاع وتسهيل تدفق النفط في المنطقة ، ومع ذلك، لا يزال الغموض يحيط بالملف الإيراني، رغم ما يشهده من هدوء نسبي، بينما تظل الحرب الروسية-الأوكرانية نقطة توتر مستمرة، تؤثر بدورها على إنتاج وتصدير النفط الروسي في ظل العقوبات المفروضة.

وبين الخبير في أسواق الطاقة إلى أن دخول الربع الأخير من العام الجاري 2025 يصاحبه عادة تذبذب في الأسعار، نتيجة تغيّرات الطلب الموسمية وصيانة المصافي، إلى جانب استمرار الصين في شراء النفط لأغراض التخزين، وهو ما يشير إلى وجود تحرك اقتصادي داخلي، رغم غياب بيانات دقيقة حول حجم المخزونات الصينية، ما يضيف عنصرا من الغموض إلى السوق.

و لفت إلى أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خصوصا ما يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية والعقوبات، تسهم في خلق ضغوط إضافية على الاقتصاد العالمي، وتؤثر بدورها على الطلب على النفط ، وموضحا إلى أن الإغلاق المالي الجزئي في الولايات المتحدة قد يترك أثرا على الاقتصاد الأمريكي وقوة الدولار، مما ينعكس بدوره على أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك النفط والذهب والفضة.

المنحنى السعري والمخزونات

وأوضح الريامي أن أسعار النفط تتأثر أيضا بما يعرف بـ"المنحنى السعري"، حيث تكون السوق في حالة "كونتانغو" عند ارتفاع المخزونات، و"بيكوارديشن" عند انخفاضها ، وتفضل منظمة "أوبك" الحالة الثانية، نظرا لأنها تسهم في تقليص المخزونات العالمية.

وبيّن أن استمرار الصين في شراء النفط لأغراض التخزين الداخلي وليس للتصدير، يقلل من تأثيرها على المخزونات العالمية، والتي تُقاس غالبًا في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

وأكد الريامي على أن العوامل الاقتصادية والجيوسياسية تظل ذات تأثير حاسم في تحديد مسار أسعار النفط ، ورغم بعض الاستقرار في السوق، إلا أن استمرار الحرب الروسية االأوكرانية، والغموض المحيط بالملف النووي الإيراني، من العوامل التي قد تعيد تقلبات الأسعار إلى الواجهة ، ومشيرا إلى أن الطلب القوي من الصين سيظل مستمرا ، لا سيما في ظل الأسعار الحالية التي تعتبر مناسبة لها من منظور الشراء والتخزين .

وعلى الصعيد العالمي انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتا، أو 0.4 بالمئة، إلى 63.04 دولار للبرميل ، وتراجع أيضا خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 23 سنتا، أو 0.4 بالمئة، إلى 59.26دولار للبرميل.

وقال سوفرو ساركار قائد فريق قطاع الطاقة في بنك دي.بي.إس "بينما تستمر المحادثات على مستوى فرق العمل بين الجانبين، تعهد الجانب الصيني 'بالقتال حتى النهاية' في حالة نشوب مواجهة. وتكون أسواق النفط حساسة لمثل هذا الخطاب من أي من الجانبين رغم أننا نتوقع أن يظل تحرك الأسعار محصورا في نطاق ضيق على المدى القريب".

وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب لا يزال ملتزما بلقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر، إذ يحاول البلدان تهدئة التوتر الناجم عن التهديد بزيادة الرسوم الجمركية وفرض ضوابط على التصدير.

غير أن تطورات الأسبوع الماضي، مثل تشديد بكين للقيود على تصدير العناصر النادرة وتهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة وفرض قيود على تصدير البرمجيات اعتبارا من الأول من نوفمبر تشرين الثاني، أثرت على ثقة السوق.

وأعلنت الصين اليوم أيضا فرض عقوبات على خمس شركات مرتبطة بالولايات المتحدة وتابعة لشركة هانوا أوشن الكورية الجنوبية لبناء السفن ، وستبدأ الولايات المتحدة والصين تحصيل رسوم موانئ إضافية على شركات الشحن التي تنقل كل شيء عبر المحيط بدءا من الألعاب المرتبطة بالعطلات إلى النفط الخام.

وتشكك ترامب في وقت سابق في إمكانية عقد اجتماع مع نظيره الصيني خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي "أبيك" في كوريا الجنوبية المقررة في الفترة من 30 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر. وقال على منصته تروث سوشيال "يبدو الآن أنه لا يوجد سبب للقيام بذلك".

واختتمت العقود الأمريكية الآجلة للنفط الخام تسليم شهر أقرب استحقاق تداولات الاثنين بأقل علاوة سعرية منذ يناير 2024 مقارنة بعقد الشهر السابع، وذلك مع زيادة أوبك بلس للإمدادات وممارسة أعمال الصيانة الموسمية للمصافي في الولايات المتحدة ضغوط على الطلب على النفط في السوق الفورية.

وهناك مؤشرات على أن المستثمرين يجنون أرباحا أقل من بيع النفط في السوق الفورية بسبب وفرة المعروض على المدى القريب.

و قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في تقريرها الشهري الصادر الاثنين، بمن فيهم روسيا، إن عجز إمدادات سوق النفط سيتقلص في عام 2026، مع مضي تحالف أوبك بلس الأوسع في زيادات الإنتاج المقررة.

وكالة الطاقة الدولية

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية اليوم أن يرتفع المعروض العالمي من النفط بوتيرة أسرع من التقديرات السابقة هذا العام وأن يتسع الفائض بحلول عام 2026، مع زيادة إنتاج أعضاء تحالف أوبك بلس ومنتجين آخرين في وقت يواصل فيه الطلب تباطؤه.

وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري إن المعروض من النفط سيرتفع بمقدار 3.0 ملايين برميل يوميا في عام 2025 مقارنة بتقديرات سابقة عند 2.7 مليون برميل يوميا.

وأضافت أنه من المتوقع أن يرتفع بزيادة 2.4 مليون برميل يوميا في عام 2026.

ويضخ تحالف أوبك بلس المزيد من النفط الخام إلى الأسواق بعد أن قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء على رأسهم روسيا تسريع إلغاء بعض تخفيضات الإنتاج بوتيرة أكبر من المقرر. وأثارت تخمة المعروض مخاوف من حدوث فائض في السوق، مما ضغط على أسعار النفط هذا العام.

وترى وكالة الطاقة الدولية أن المعروض ينمو بوتيرة أسرع بكثير من الطلب

، وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري إلى 710 آلاف برميل يوميا بانخفاض قدره 30 ألف برميل يوميا عن تقديراتها السابقة، مشيرة إلى تدهور الظروف الاقتصادية.

وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري "سيظل استخدام النفط يتعرض لضغوط خلال الفترة المتبقية من عام 2025 وفي عام 2026، مما يقود لتوقعات بنمو سنوي بنحو 700 ألف برميل يوميا في كلا العامين".

وأوضحت أن "هذا أقل بكثير من المعدل التاريخي إذ يؤدي تزايد صعوبة مناخ الاقتصاد الكلي والتوسع في استخدام مركبات النقل الكهربائية إلى تباطؤ حاد في نمو استهلاك النفط".

وتقع توقعات وكالة الطاقة الدولية لنمو الطلب على النفط عند الحد الأدنى من نطاق التقديرات داخل القطاع، إذ تفترض الوكالة وتيرة أسرع في التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة مقارنة بجهات أخرى مثل منظمة أوبك.

وأبقت أوبك على توقعاتها بارتفاع الطلب العالمي بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري وهو ما يقارب مثلي تقديرات وكالة الطاقة الدولية، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي لا يزال يحقق أداء جيدا.

تخمة المعروض تلوح في الأفق

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن السوق العالمية تبدو متخمة بالمعروض، وقالت في التقرير إن المعروض العالمي من النفط ارتفع في سبتمبر 5.6 ملايين برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي وساهم تحالف أوبك بلس بنحو 3.1 ملايين برميل يوميا من هذه الزيادة.

وألمح التقرير إلى تجاوز المعروض العالمي الطلب في العام القادم بنحو أربعة ملايين برميل يوميا، مدفوعا بنمو الإنتاج من أوبك بلس ومن دول خارج التحالف، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وجيانا في ظل توسع محدود في الطلب العالمي.

ويقارن ذلك مع نحو 3.3 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي.

وتتفوق توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن الفائض المحتمل على توقعات الجهات الأخرى.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يلامس نصف تريليون دولار| هكذا وصل إلى ثروة تاريخية أعادت رسم خريطة الثراء العالمي
  • قيود الصين الجديدة على المعادن النادرة تُشعل سباق الإمدادات العالمي
  • أمين عام "أوبك": النفط سيظل يشكل 30% من مزيج الطاقة العالمي
  • أندريه نوفاك: تعزيز الاستثمارات في النفط والغاز مفتاح استقرار ونمو سوق الطاقة العالمي
  • أمين عام «أوبك»: النفط سيشكل 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050
  • الطاقة الدولية تتوقع أن يشهد سوق النفط العالمي فائضا هائلا عام 2026
  • النفط يتراجع مع تصاعد التوتر التجاري بين أمريكا والصين
  • «ترايثلون دبي تي 100» العالمي يكشف عن المسار الجديد
  • وكالة الطاقة ترفع توقعاتها لمعروض النفط العالمي
  • الصين تعثر على "الذهب الأبيض" قرب قمة "إيفرست"