لا شيء يعلو على الكتب.. تعرف على نظام التعليم فى مصر القديمة مع بداية الدراسة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
" لا شيء يعلو على الكتب" تعاليم خيتى دواوف لابنه بيبى سنة 1300ق.م فى مصر القديمة مما يدل على مدى اهتمام المصريين القدماء بالعلم.
وفى بداية العام الدراسى يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن المصريين القدماء أول من أقاموا المدارس وعملوا على محو أميتهم وعرفوا أيضا فكرة التعليم المنزلى، وكان سن التحاق الطفل بالمدارس هو سن العاشرة من عمره واقتصر التعليم فى البداية على تعليم الصغار فى القصور الملكية وفى بيوت النبلاء ثم توسع المصرى القديم فى انشاء المدارس ثم الادارات التعليمية المختصة بتعليم التجارة والإدارة والتى كان يطلق عليها " مهنية " إضافة الى مدارس ملحقة بالجيش لتعليم العلوم العسكرية وفنون القتال ومدارس تابعة للمعابد لتعليم العلوم الدينية وذلك من خلال دراسة أثرية للباحثة نجاة عصام المتخصصة فى تاريخ مصر القديمة
ويوضح الدكتور ريحان أن قدماء المصريين عرفوا المدارس النظامية منذ عصر الدولة الوسطى وشهدت تلك المدارس أول ظهور للكتاب المدرسى وكان أول ظهور للمدارس النظامية فى القصر الملكى وأثبتت الإكتشافات الأثرية وجود المدارس فى مناطق مختلفة فى أنحاء مصر القديمة، فقد كانت هناك مدرسة حول معبد الرمسيوم وأخرى بدير المدينة بطيبة (الأقصر) وكذلك فى المدينة التى أنشاها اخناتون بتل العمارنة، كما أكتشفت مدرسة فى أبيدوس بسوهاج ومدينة أون (عين شمس) ومدرسة فى تل بسطا وغيرها.
وأطلق قدماء المصريين على المدرسة بالهيروغليفية لفظ " بر- عنخ " وتعنى بيت الحياة وأحيانًا يطلق عليها لفظ " عت- سبا " وتعنى مكان العلم كما أطلقوا على المدرس لفظ "سباو " وتعنى النجم أو المرشد أو الهادى وفى كل من هذه المدارس يوجد مكتبات يطلق عليها " برت سشو" وتعنى بيت المخطوطات وكانت تحتوى على برديات فى كل فروع المعرفة لتكون كتبًا ومراجع للدراسين وكانت الربة الحامية لهذه المكتبات الإلهة " سشات " وكان معظم التعليم فى الهواء المطلق وفى ساحات مفتوحة وليس داخل فصول مغلقة وهو نظام تسعى بعض الدول المتقدمة الى تطبيقه اليوم وكان التلاميذ يجلسون القرفصاء حول معلمهم.
وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى أن التعليم فى مصر القديمة انقسم إلى مرحلتين، الأولى وهى المدرسة، وفيها كان التلاميذ يتعلمون مبادئ الدين وحروف الهجاء وقواعد الحساب وفى تلك المرحلة كانت طرق التدريس تقوم على الترغيب فى التعليم والاقناع بالشروح المبسطة وأحيانًا العقاب وأن طلاب تلك المرحلة لم يسمح لهم باستخدام أوراق البردى فى الكتابة، بل كانوا يستخدمون الفخار والحجر الجيرى للكتابة وعندما يجتاز الطالب المرحلة كان يلحق كاتبًا فى أحد الدواوين الحكومية ليرتقى الى المرحلة الثانية من التعليم.
وفى المرحلة الثانية كان الكاتب يستمر فى تلقى العلم على أيدى كبار الكتاب واستمرت تلك المرحلة بالتعقيد من حيث الصيغ الإملائية والعمليات الحسابية، ويمكن اعتبارها مرحلة متخصصة من التعليم، تقوم على التدريب المهنى الذى يسمح للكاتب فى فهم قواعد وطرق العمل فى الدواوين الحكومية
أمّا المرحلة الثالثة فقد اعتبرها الدكتور سعيد اسماعيل فى كتابه "الحضارة المصرية القديمة" مرحلة تقابل مرحلة الدراسات العليا فى أيامنا، والتى كان يتلقى فيها الطلاب علومًا أكثر تخصصًا فى الطب والرياضيات والفلك والفنون وكانت مدارسها تلحق بالقصور والمعابد يجتمع فيها كبار الكتاب وأكثرهم ثقافة وكانت تؤلف فيها الكتب فى أفرع العلم المختلفة، مثل اللاهوت والطب والهندسة وغيرهم.
وقد حدد الدكتور سعيد اسماعيل فى كتابه المناهج التعليمية المكونة من 6 مواد دراسية ركز عليها التعليم فى مصر القديمة وتشمل اللغة والتى تمثلت فى تعليم الكتابة والقراءة وتعامل معها المصريون بشكل من التقديس لاعتقادهم بأنها من أسرار الإله وقد تتطورت الكتابة المصرية القديمة ثم تحولت إلى لغة صوتية تقوم على تراكيب متعددة توضع فى نسق معين لتوضح معانى الكلمات
والأدب الذى ارتبط أيضا بالكتابة من حيث الصياغة اللغوية السليمة والتعبيرات البلاغية وطبقًا لكتاب الدكتور سليم حسن "الأدب المصرى القديم" فإن الأدب المصرى القديم تنوع ما بين رسائل نثرية وأشعار معظمها ركزت على الجانب الدينى والأخلاقى مثل بردية آنى ورحلته إلى العالم الآخر وبعضها أشار إلى معاناة المصرى مثل شكاوى الفلاح الفصيح.
ويؤكد الدكتور ريحان أن المناهج فى مصر القديمة شملت الطب واستندت قواعد علم التشريح على إتقان المصريين للتحنيط والذى أدى الى براعة المصريين بعد ذلك فى تشخيص الأمراض ومعالجتها إمّا بالطرق الدوائية أو بالجراحة كما هو مدون فى بعض البرديات الطبية وفى بعض المناظر على جدران المعابد التى تؤكد تفوقهم فى علوم الطب والصيدلة
وكذلك مادة الفلك والتقويم فهم أول من وضعوا تقويم فى التاريخ ومن خلاله استطاعوا أن يحددوا الدورة الزراعية، ومادة الفنون وقد برع المصريين فى فنون الرسم والتصوير والنقش والعمارة بالإضافة إلى فنون الموسيقى والغناء كما أن فنون الرسم والنقش ركزت فى معظمها على الجانب الدينى ممثلًا فى تصوير العلاقة مع الآلهة ورحلة المتوفى إلى العالم الآخر كما ظهرت بعض النقوش لتصوير الحياة اليومية للمصريين القدماء والرياضيات حيث عرف المصريون الأرقام منذ العصور التاريخية الأولى وازدهررعلم الرياضيات مع عصر الأسرة الثانية عشر والتى خلفت برديات فى علوم الرياضيات احتوت على شروح حسابية لمقاييس الأرض وعمليات معقدة من القسمة والضرب والجذور الرياضية والتى كان لها الفضل فى قدرة المصريين على تقدير مساحات الأراضى وفرض الضرائب المناسبة ويعتبر الدكتور اسماعيل أن براعة المصريين فى تشييد الأهرامات تبرهن على تفوقهم فى مجال الرياضيات وعلوم الهندسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بداية العام الدراسي نظام التعليم مصر القديمة القصور الملكية فى مصر القدیمة التعلیم فى
إقرأ أيضاً:
الإرشاد الثقافي.. خطة حوثية لتطييف التعليم في اليمن
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية، حملاتها الرامية إلى تطييف القطاع التعليمي في مناطق سيطرتها عبر إجراء التغيرات والتعديلات وفرض مزيدًا من اتباعها في المدارس والجامعات الحكومية والأهلية.
وقالت مصادر تربوية في صنعاء أن الميليشيات بدأت التحضير لتكليف مجموعة كبيرة من خريجي الدورات الثقافية التي أقامتها خلال الفترات الماضية لتولي مهمة ما يسمونه "الإرشاد الثقافي" داخل المدارس الحكومية والأهلية. موضحة أن قيادات حوثية بارزة في وزارة التربية والتعليم أعدت الكثير من الملازم والكتب لتوزيعها على خريجي تلك الدورات الطائفية للبدء بتدريسها للطلاب مع بدء العام الدراسي الجديد 2025- 2026 المزمع تدشينه خلال شهر يوليو القادم.
وأشارت المصادر أن أسم المقرر الدراسي سيكون "الإرشاد الثقافي" وهي مادة إجبارية سيتم إلزام الطلاب والطالبات على حضورها، ناهيك عن محاضرات ستلقى خلال الطابور الصباحي ستركز على نشر الأفكار والمعتقدات الطائفية المستوحاه من النهج الإيراني، وكذا التعبئة الجهادية لتسهيل عملية التجنيد والحشد.
وأضاف المصادر أن مادة الإرشاد الثقافي الحوثية لن تقتصر على المدارس الحكومية فقط بل تشمل المدارس الأهلية والداخلية والمعاهد التعليمية والدينية، على أن يتم تسليم منفذي تلك المحاضرات والدروس مبالغ مالية شهرية أو نصف سنوية.
وتحاول الميليشيات من خلال هذه التحركات فرض مشروعها الطائفي وهيمنتها الأيديولوجية على قطاعي التعليم العام والعالي، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى أدوات لتنشئة جيل يحمل فكر الجماعة ومفردات خطابها، وهو ما يفسر دمج وزارات التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي في وزارة واحدة تحت إدارة موحّدة، ذات توجه مذهبي واضح.