بوابة الوفد:
2025-12-13@14:56:17 GMT

الخيميائى وطاقة الشر (٤)

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

قد لا نصدق أن أبشع البشر وأكثرهم خطرا وشرا فى الحياة هم هؤلاء الخائفون الذين تربوا على الخوف وترسب الخوف بأعماقهم ومخزونهم الذهنى وصار هو المحرك لهم، هؤلاء يصبحون أكثر الناس شراسة وعنفا ولصوصية وفسادا ونفاقا، من منطلق ايجاد دروع خاصة بهم تحميهم من الآخرين، حتى لو كان الآخرون لا يسعون إلى إيذائهم أو المساس بحقوقهم وحياتهم، ضربات الإنسان الخائف قاتلة لأنها تتوزع فى عشوائية للهجوم قبل الدفاع عن أنفسهم، مكتسباتهم فى الحياة مهما كانت صغيرة، ويحاولون تضخيم هذه المكتسبات على حساب الاخرين خوفا من فقدها.

ليس بالضرورة أن تظهر معالم الخوف على وجوه هؤلاء أو فى ارتعاش ايديهم وانكماشهم فى زوايا الحياة، بل يظهر خوفهم فى محاولاتهم الدائمة التعملق والعلو والغلو والهجوم بلا مبرر وايذاء كل من حولهم، ليصبح هؤلاء رموزًا للشر المستطير، ولو حقق أى منهم نجاحًا ما فى الحياة فإن خوفه سيجعله يحارب كل من حوله حروبا غير شريفة للحفاظ على نجاحه، ولو حقق ثروة، سيرتكب كل موبقات العالم للحفاظ عليها وزيادتها لخوفه من فقدها.

الزعيم الألمانى النازى ادولف هتلر الذى روع العالم بجرائمة واشعل الحرب العالمية الثانية ودمر بلده قبل بلدان العالم، نشأ طفلًا خائفًا مرعوبًا من كل شيء، كان والده قاسيًا يضربه بالسوط هو ووالدته، ونشأ خائفًا أيضًا من الفقر بسبب ظروف أسرته التى كانت تنتقل من مكان لآخر بأحياء فقيرة، كان خائفًا من الموت بعد أن مات أربعة اشقاء له وهم أطفال بأمراض مختلفة، خائف من المرض خاصة السرطان لأن والدته أصيبت به وماتت، خائفا من سخرية الناس منه لقامته القصيرة، ترجم كل مخاوفه فى عملقة نفسه، التفرد بالقرار فى ديكتاتورية مطلقة وفاشية بشعة، ومارس القتل للمرضى والمعاقين حتى لا يبقى فى تصوره جنسا بشريا قويا يسود العالم بلا أمراض وكأنه ينتقم لأخوته الاربعة الذين قتلتهم الأمراض، لقد كان الخوف هو المحرك له فى كل تصرفاته وقراراته السياسية والعسكرية المضطربة وهو يحاول أن يشق طريقه حتى وصل إلى سدة الحكم فكان ديكتاتوريا فاشيا وقاتلا متوحشا.

ليس هتلر فقط، هناك موسيلينى الذى لم تكن طفولته سوية ايضا مع والده غير المتعلم، وفى الحرب العالمية الثانية كان متوحشا حيث أمر الإيطاليين الفاشيين بضرب مستشفى الصليب الأحمر وقتل كل من بها وأمر بتنفيذ العديد من المذابح، وهو من أبشع الشخصيات التى عرفها العالم، وتم قتل أكثر من مائتى ألف شخص فى فترة حكمه.

ولو دفعنا فضول المعرفة لقراءة تاريخ الطفولة لكل قادة وزعماء العالم من الديكتاتوريين الفاشيين المتوحشين وايضا اشهر المجرمين وعتاة السفاحين، سنجدهم بلا استثناء عاشوا طفولة بائسة معقدة مليئة بالخوف والتخويف أو حتى الاعتداء الجنسي، مثل المجرم والسفاح الشهير جيفرى آدمز، المجرم العالمى آدم لانزا الذى قتل أمه ثم اتجه إلى إحدى المدارس وأطلق النار عشوائيا على كل من اعترض طريقه، والمجرم السفاح تيد باندى وغيرهم كثيرون.

نادرون من يكسرون أسوار الخوف ويغادرون سجنه ويعالجون أنفسهم لينطلقوا إلى الحياة بسلام نفسى لتنجو منهم الحياة ومن شرورهم، قليلون جدا من توصلوا إلى الطاقة الإيجابية التى بداخلهم وتمكنوا من تفعيلها واستخدامها لتسير حياتهم بصورة طيبة حتى لا يتسببوا فى إيذاء الآخرين، الكاتب والمفكر باولو كويلو مؤلف كتاب الخيميائى نجح ولو بعد حين فى التخلص من الخوف والترهيب الذى تعرض له منذ طفولته والذى كان منه إدخاله إلى مصحة عقلية بمعرفة والديه فى سن المراهقة، بعد تعرضه فى شبابه للسجن بسبب معارضته لنظام الحكم والتمرد عليه، قرر أن يهزم خوفه الذى يدمر حياته، فكانت الكتابة هى المتنفس الذى أفرغ فيها كل الطاقات المحتبسة بداخله، الإيجابى منها والسلبي، فى شخوص رواياته كان هو الطيب والشرير، كان الراهب الذى عرف طريقه إلى الله والتائه الضائع الذى يبحث له عن هدف فى الحياة، عن كنزه، ذاته الحقيقية، ولقد فعل هذا بحنكة وعبقرية تحسب له فى روايته الخيميائي، وللحديث بقية 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخيميائى وطاقة الشر ٤ فكرية أحمد فى الحیاة

إقرأ أيضاً:

2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام

في عام 2025، قدمت السينما العالمية مجموعة متميزة من الأفلام التي جمعت بين الرعب والغموض والخيال العلمي والدراما، عبر تجارب سينمائية غنية ومليئة بالتوتر والإثارة.

يأخذنا هذا العام في رحلة عبر قصص متنوعة تكشف عن صراعات الإنسان الداخلية والخارجية، وتحاكي مخاوفنا وأحلامنا في آن واحد. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من أبرز أفلام الرعب التي لفتت الأنظار في 2025، والتي تجمع بين الأداء التمثيلي المميز والحبكات المشوقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الفيلم الكوري "مجنونة جدا".. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق المخفيةlist 2 of 2"ضايل عنا عرض" يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام الوثائقيةend of listبعد 28 عاما

"بعد 28 عاما" (28 Years Later) هو الجزء الثالث من سلسلة بدأت عام 2002 بفيلم "بعد 28 يوما" (28 Days Later)، الذي كان فيلما مستقلا قدم ممثلا جديدا آنذاك، وهو كيليان ميرفي، واستعرض تداعيات انتشار فيروس يحول البشر إلى وحوش أقرب إلى الزومبي، والصورة التي يحاول من خلالها الناجون متابعة حياتهم.

في الجزء الثالث من السلسلة، أي "بعد 28 عامًا"، نتعرف على هذا العالم بعد مرور 28 عاما على تفشي الفيروس، لكن الأحداث تنتقل بعيدا عن المدن المركزية إلى جزيرة معزولة يعيش فيها مجموعة من الناجين. وتتركز الحبكة على صبي ووالده يعيشان على هذه الجزيرة، غير أن مرض الأم يضطرهما إلى الانتقال إلى البر الرئيسي في رحلة خطرة تكشف حقيقة ما بعد الفيروس والتحورات التي ظهرت على المصابين، ومعارك البقاء والأهوال المختلفة عما شاهدناه في الجزأين الأول والثاني.

عاد إلى الفيلم الفريق الفني الأصلي، أي المخرج داني بويل والمؤلف أليكس جارلاند، مما منح العمل رابطا بصريا ونفسيا بجذور السلسلة أقوى من الجزء الثاني.

View this post on Instagram

أسلحة

يبدأ فيلم "أسلحة" (Weapons) بداية محتدمة، باختفاء جماعي وغامض لعدد كبير من الأطفال في ليلة واحدة وفي الساعة نفسها، تاركين خلفهم مجتمعا مذهولا والكثير من الأسئلة بلا جواب.

إعلان

تجد بطلة الفيلم، المعلمة جوستين (جوليا غارنر)، نفسها في قلب الأزمة عندما تفقد جميع تلاميذها في حادثة لا تفسير لها. ومع تزايد الضغط من الأهالي، تبدأ التحقيقات التي تكشف خيوطا غامضة تربط الحادث بقوى مظلمة وأسرار وشخصيات مشبوهة.

ومع تقدم التحقيق، يتحول الفيلم إلى سباق للكشف عن الحقيقة، فيما تتعرض الشخصيات الفيلمية للعديد من الصدمات النفسية والمواجهات الأخلاقية، في فيلم يمزج بين الرعب والغموض والدراما النفسية.

يقدم الفيلم حبكة غامضة ومشوقة للغاية، ففكرة الاختفاء الجماعي لعدد من الأطفال دفعة واحدة تخلق توترا نفسيا منذ اللحظات الأولى، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي القوي الذي أتاح تقديم زوايا مختلفة من الصدمة والخوف والانهيار النفسي. كما يمزج الفيلم بين التوتر البصري والصوتي والمفاجآت والرعب النفسي، مما يجعله تجربة سينمائية مشوقة.

فيلم "أسلحة" (Weapons) يبدأ باختفاء جماعي وغامض لعدد كبير من الأطفال في ساعة واحدة (آي إم دي بي)سنرز

تدور أحداث "سنرز" (Sinners)  في حقبة الثلاثينيات من القرن الـ20، في منطقة دلتا ميسيسيبي الأميركية، حيث يتبع الفيلم قصة التوأمين سموك وستاك -ويقدمهما مايكل بي جوردان– اللذين يعودان إلى مسقط رأسهما في محاولة لترك ماضيهما الإجرامي خلفهما وبدء حياة جديدة، مع تأسيس نادٍ موسيقي لأصحاب البشرة الملونة على وجه الخصوص، يقدم موسيقى الجاز والبلوز والتسلية لأشخاص حرموا من هذه المتعة لأسباب عنصرية.

لكنهما يكتشفان عند عودتهما أن شرا قديما وفوق طبيعي ينتظرهما، حيث يتربص بهما خليط من مصاصي الدماء وسكان المدينة العنصريين وكل من يحاول مساعدتهما.

يمزج الفيلم بين العنف والرعب والموسيقى والصراعات الطبقية والاجتماعية في رؤية درامية غنية من تأليف وإخراج رايان كوغلر، وهو مخرج معروف بأعماله المناهضة للعنصرية وذات القوة البصرية المميزة، فظهر الفيلم مبهرا من حيث التصوير والإخراج والتعبير السينمائي عن قضاياه دون مباشرة، بالإضافة إلى الأداء التمثيلي المميز لمايكل بي جوردان بدور التوأمين وهايلي ستاينفيلد.

View this post on Instagram

المسيرة الطويلة

"المسيرة الطويلة" (The Long Walk) فيلم رعب وخيال علمي وإثارة وديستوبيا، مقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتب ستيفن كينج، ومن إخراج فرانسيس لورانس، مخرج سلسلة "مباريات الجوع" (The Hunger Games).

تدور أحداث الفيلم في مستقبل ديستوبي فاسد للولايات المتحدة الأميركية، تسيطر فيه حكومة شمولية عسكرية على مقاليد الأمور، وقد انتشر الفقر المدقع بين السكان. ويُجبر كل عام مجموعة من الشباب على المشاركة في مسابقة وحشية تُعرف باسم "المسيرة الطويلة"، حيث يُطلب من المتسابقين المشي على طريق طويل بسرعة لا تقل عن 3 أميال في الساعة دون توقف أو نوم. وإن سار المتسابق بسرعة أقل أو توقف، يحصل على تحذير، وبعد 3 تحذيرات يتم قتله فورا، في حين يحصل الفائز الوحيد أو بالأحرى الباقي الوحيد على قيد الحياة في النهاية، على أموال تكفيه لبقية حياته وأكثر.

View this post on Instagram

أعدها لي

"أعدها لي" (Bring Her Back) فيلم رعب وإثارة خارقة للطبيعة ودراما عائلية مظلمة. تدور الأحداث بعد وفاة الأب فيل المصاب بالسرطان، ليصبح المراهق آندي (بيلي برات) وأخته غير الشقيقة بايبر (سورا ونج) يتيمين، ويتم إرسالمها للعيش مع لورا (سالي هوكينز)، غريبة الأطوار، والتي ترعى أيضا صبيا صغيرا يدعى أوليفر (جونا رين فيليبس).

إعلان

ينزعج آندي من السلوكيات الغريبة لكل من لورا وأوليفر، ويكتشف أن لورا سرقت خصلة شعر من جثة والده في الجنازة، الأمر الذي يقوده إلى الكشف عن ممارسات سحرية مظلمة تقوم بها هذه المرأة لأهدافها السرية.

View this post on Instagram

يتناول الفيلم الحزن والأمومة المفقودة واليأس الذي يدفع الشخصيات إلى أفعال مرعبة، خصوصا شخصية لورا التي فقدت ابنتها، مما قادها إلى حالة من الهوس والجنون، وقدمتها سالي هوكينز بشكل مميز. كما اعتمد الإخراج على تحكم فائق في الإيقاع وخلق التوتر النفسي المستمر.

مقالات مشابهة

  • وفاة الممثل الأميركي بيتر غرين.. العثور على نجم أدوار الشر ميتا في شقته بنيويورك
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
  • «فخ» كأس العرب
  • محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • عودة: مؤتمر الفاتيكان أوربانيا صون الحياة وتعزيز الصحة والحوار الدولي
  • من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة