لبنان ٢٤:
2025-08-01@05:13:59 GMT

تصريح الرئيس الإيراني: قراءة وابعاد

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

تصريح الرئيس الإيراني: قراءة وابعاد


فيما كانت قاعدة "حزب الله" مشدودة تماما إلى مجريات المواجهة الضارية مع الإسرائيليين، استشعرت مرارة جديدة وأمرا مثيرا للريبة مع الموقف المفاجئ الذي أطلقه الرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، واعتبر فيه صراحة أن ليس لـ"حزب الله" قدرة على أن يواجه بمفرده الإسرائيليين لأنهم يحظون بدعم ضخم متنوع من حلفائهم. وسارع البعض إلى الاستنتاج أن هذا الكلام في أوج المواجهات على الحدود الجنوبية ينطوي على دعوة الحزب إلى وقف المواجهات والتفاعل بإيجابية مع عروض الحل والتسويات المطروحة أو الموعودة.


وكتب ابراهيم بيرم في" النهار": وفي معرض تحليله لهذا المشهد المستجد، يقول الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور #سامي نادرلـ"النهار": "القول إن إيران قد تخلت عن حزب الله أو أنها على وشك أن تبيعه، بلا قيمة. الجليّ أن طهران التي وصل إلى سدة الرئاسة فيها إصلاحي، بدأت تعتمد أولويات مختلفة ورؤية أوسع وأعمق. بمعنى آخر، نجد أن إيران التي انتخبت بفارق كبير مرشح التيار الإصلاحي، تريد أن تثبت لمن يهمه الأمر في هذا العالم أنها باتت منفتحة على ما من شأنه إحياء مفاوضاتها مع واشنطن والمعسكر الغربي عموما، وفي هذا السبيل تسعى إلى كل ما يعرقل وصول ترامب إلى سدة الرئاسة في واشنطن، اقتناعا منها بأن ذلك يفضي إلى وقائع ترى طهران أنها ليست من مصلحتها، وخصوصا أن لها تجربة مريرة مع ترامب الذي كان رئيسا لمرة واحدة في واشنطن".
ويضيف: "لقد اتخذ بزشكين هذا الموقف الانفتاحي في لحظة كانت فيها كل الاستطلاعات تشير إلى أن حظوظ ترامب في تصاعد، وأنه واصل إلى حيث يسابق. لذا ثمة من يدرج موقفه في خانة تقديم دعم معنوي لمرشحة الحزب الديموقراطي المنافسة لترامب" .


ويتابع نادر: "ثمة توجه إستراتيجي عند طهران حاليا لمساعدة المرشحة المنافسة على بلوغها البيت البيضاوي، لأن ذلك إن تحقق فهو فرصة لإحياء المفاوضات النووية مع واشنطن".
وردا على ما يثيره ذلك كله على وضع "حزب الله"، يجيب: "في تقديري أن الحزب واع لهذا الأمر، فهو يعرف أنه في وضع عسكري صعب ومتورط في مواجهة غير متكافئة أكلت إلى حد بعيد من الرصيد الذي حققه في مواجهة 2006، لذا هو ملزم الاستمرار في ما بدأه، لكنه يحرص على ألا تكون هناك حرب شاملة، وخصوصا أن إسرائيل تجد نفسها وقد تحررت من عبء حربها في غزة وعليها توجيه كل جهودها نحو الشمال" .

ويشير إلى أن "إيران لن تتخلى عن حليفها الحزب، لكنها مع أولوياتها الجديدة مجبرة على اتخاذ هذا الموقف الذي ينم عن أمرين: الاستعداد لخفض منسوب التوتر والاحتقان في المنطقة، والتجاوب مع كل ما يسهل وصول مرشحة الحزب الديموقراطي للتقليل من فرص فوز منافسها".
ولكنْ للباحث والأكاديمي طلال عتريسي القريب من "الجو الإيراني" وجهة نظر مختلفة، إذ يقول لـ"النهار": "لا بد من الإشارة استهلالا إلى أن ثمة ماكينة إعلامية معادية استغلت تصريح بزكشيان وضخمت الموضوع رغبة منها في زيادة التأثير السلبي على معنويات بيئة المقاومة. ومع وصول بزكشيان وفريقه الإصلاحي إلى الرئاسة في طهران كنا نرتقب أن يجنح إلى بعض الحياد عن خط السياسة الخارجية المعروف في إيران، وأن يبدو غير منخرط كليا في المواجهات التي يخوض غمارها حلفاء إيران في الإقليم. وهو بذلك يحاول أن يحذو حذو الإصلاحيين الذين سبقوه إلى تولّي الحكم في طهران، ويسعى إلى تكرار تجاربهم بما فيها التفاوض مع واشنطن والغرب للتوصل إلى اتفاقات وتفاهمات. لذا بادر إلى هذا الموقف المثير، ولم يتراجع عنه رغم الضجة المثارة حوله، وهو ما يعني أنه يترجم اقتناعا يبدو راسخا عنده".
ويقدم الباحث في الشأن الإيراني الدكتور حسن فحص تفسيرا مباشرا للأمر إذ يقول: "إن الموقف الإيراني بلسان بزكشيان هو تعبير صريح عن رغبة طهران حاليا في عدم الانجرار إلى الحرب، مع مضيها في تقديم الدعم المعهود للحزب والحلفاء. وفي تقديري أن الإيرانيين سيبقون مصرين على هذا الموقف ما دام الحزب قادرا بإمكاناته الحالية على المواجهة وإدارة المعركة. أما إذا استشعروا بأي تغيير أو خطر على الحزب فسيبادرون إلى رفع سقف تدخلهم لأنه عندها تسقط الحسابات الإقليمية ويبرز دور الحسابات الوجودية".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الموقف حزب الله

إقرأ أيضاً:

حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت

عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد اثني عشر يومًا من القتال، اتفق معظم المحللين على أنّ الهدنة التي أُعلن عنها بوساطة أميركية وقطرية تقف على أرضية "هشة"، مع احتمال عودة المواجهة المباشرة بين طهران وتل أبيب في أي لحظة ودون سابق إنذار. كما اتفقوا أيضًا على أن المواجهات بين إيران وإسرائيل عادت إلى "المنطقة الرمادية".

ففي العشرين عامًا التي سبقت حرب يونيو/ حزيران، كان الكيان الصهيوني يسعى عبر أدواته الأمنية إلى ضرب إيران، في حين كانت الجمهورية الإسلامية تعتمد على إستراتيجية "حلقة النار" (أو طوق النار) في ملاحقة مصالح تل أبيب.

في هذا النمط من المواجهة، يسعى الطرفان إلى إلحاق أضرار متبادلة عبر ضربات غير مباشرة "دون عتبة الحرب"؛ بغية تحقيق أهداف عادة ما تُلاحَق في الحروب التقليدية المباشرة.

وبعد مرور أكثر من أربعين يومًا على نهاية الحرب الأخيرة، شهدت كل من إيران والأراضي الفلسطينية المحتلة سلسلة من الأحداث والتطورات اللافتة، لم يُنسب أي منها رسميًا إلى الطرف الآخر، بل جرى تداولها في الإعلام المحلي على أنها "حوادث عرضية" أو ناجمة عن "أسباب تقنية" لا صلة لها بالعدو.

غير أن هذه الحوادث لم تقتصر على الاغتيالات أو أعمال التخريب التقليدية، بل اتسعت رقعتها لتشمل هجمات سيبرانية، وعمليات نوعية يُرجح ضلوع حلفاء طهران الإقليميين فيها، خاصة في البحر الأحمر.

تسرب غاز أم حرب خفية؟

مع التجميد المؤقت للتوتر بين إيران وإسرائيل، وبالرغم من توقف الضربات المباشرة التي استهدفت مصالح الطرفين، فقد دخلت "حرب الظلال" أو "الحرب الاستخباراتية" بين الجانبين مرحلة جديدة.

فعلى سبيل المثال، 28 يونيو/ حزيران 2025 (أي بعد أربعة أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار)، أفادت بعض وكالات الأنباء بوقوع انفجارات غامضة في غرب العاصمة طهران.

إعلان

وفي اليوم التالي مباشرة، سُجّل انفجار في مصفاة تبريز، وقد أرجعت وسائل الإعلام الإيرانية سببه إلى حادث عرضي في خزان نيتروجين. ثم، في الأول من يوليو/ تموز، سُمع دوي انفجارات في منطقة شهرري جنوب شرقي محافظة طهران.

وفي 14 يوليو/ تموز، وقع انفجار داخل مجمع سكني في منطقة "برديسام" بمدينة قم. أما في 19 يوليو/ تموز، فقد اندلع حريق مريب في الوحدة 70 بمصفاة نفط آبادان، أسفر عن مقتل أحد العاملين في المصفاة.

سلسلة من الحوادث المشابهة وقعت خلال الأسابيع الأخيرة، وقد نُسبت أسباب بعضها إلى "تسرّب غاز"، بينما لم يُعلن عن سبب واضح للبعض الآخر حتى الآن.

ما يلفت الانتباه هنا أن إسرائيل لم تتبنَّ أيًّا من هذه العمليات، فيما لم تُبدِ طهران هي الأخرى أي رغبة في توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل، ولا في نسب هذه الحوادث إلى تصعيد أمني مباشر من جانبها. ويبدو أن هذا الامتناع الإيراني متعمد، ويرتبط برغبتها في عدم فتح جبهة صدام مفتوح في الوقت الحالي.

ويُرجّح أن يكون منفذ هذه العمليات هو وحدة "قيصرية"، وهي الوحدة المسؤولة داخل الموساد عن تنفيذ العمليات السرية المعقدة، والتي تشمل الاغتيال الانتقائي، والتخريب، والاختراق الأمني. كما أن وحدة "متسادا"، المعروفة بـ"فرع العمليات الخاصة"، هي المسؤولة عن تنفيذ العمليات شبه العسكرية والتخريبية خارج الحدود الإسرائيلية.

في المقابل، وقعت حوادث مشابهة داخل الكيان المحتل. ففي 30 يونيو/حزيران، أفادت بعض المصادر العبرية بأن مجموعة من المستوطنين الصهاينة شنوا هجومًا على أحد المراكز الأمنية الإسرائيلية التي كانت مزوّدة بأنظمة أمنية متطورة، وتمكنوا من اقتحامه وإضرام النار فيه!

ثم، في 25 يوليو/ تموز، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن عطلًا فنيًا "غير اعتيادي" قد طرأ على منظومة توزيع الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع واسع للتيار في تل أبيب. هذا الخلل لم يقتصر على انقطاع الكهرباء، بل تسبب كذلك في سلسلة انفجارات وحرائق غريبة في معدات الضغط العالي، من بينها محطات توزيع ومحولات كهربائية رئيسية.

ومن الجدير بالذكر أن حوادث مشابهة كانت قد وقعت في الأسبوع الذي سبقه في منظومة الكهرباء داخل القدس المحتلة.

وبعيدًا عن هذه الأعمال الأمنية الداخلية، فقد أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيون) في 6 يوليو/ تموز صواريخ جديدة استهدفت الأراضي المحتلة، في خطوة تُعد استمرارًا للمواجهة الإقليمية عبر "الوكلاء".

وفي سياق هذه "المعركة غير المتكافئة"، يبدو أن إيران تسعى، بالتعاون مع حلفائها الإقليميين، إلى استهداف مصالح إسرائيل وحلفائها داخل الأراضي المحتلة وخارجها، كجزء من إستراتيجية تهدف إلى موازنة التفوق الإسرائيلي في مجال «الحرب المعلوماتية» والتقنية.

عودة ظلّ الحرب

إن فشل الولايات المتحدة وإسرائيل في تحقيق أهدافهما خلال الحرب التي دامت اثني عشر يومًا، فضلًا عن غياب صيغة أمنية جديدة في منطقة غرب آسيا، يطرح احتمالًا جادًا باستئناف موجة ثانية من الهجمات ضد إيران.

وقد جاء تصريح عباس عراقجي، لشبكة "فوكس نيوز" -والذي أكد فيه استمرار تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية- ليثير ردّ فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي غرّد مهددًا بشنّ هجوم جديد على إيران "إذا اقتضت الضرورة".

إعلان

وفي هذا السياق، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في اجتماع جمعه بكبار القادة العسكريين، على ضرورة إعداد خطة فعالة لمنع استئناف البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين.

ووفقًا لمجلة "نيوزويك"، فقد سبق أن حذر عدد من القادة العسكريين الإيرانيين من أنهم في حالة جهوزية تامة، وقادرون على استئناف الحرب مع إسرائيل في أي لحظة، بل وتوعدوا بأنه، في حال تعرضهم لهجوم مشترك من واشنطن وتل أبيب، فإنهم لن يتراجعوا، ولن يُظهروا أي رحمة.

بعيدًا عن هذه التصريحات السياسية والعسكرية، وفي ظلّ التصعيد المتزايد لما يُعرف بـ"الصراع شبه المتماثل" داخل المنطقة الرمادية، تتعاظم احتمالات العودة إلى مواجهة عسكرية مباشرة. ونظرًا لإصرار الجيش الإسرائيلي على اعتماد إستراتيجية "الهجوم الاستباقي"، وتفضيله مبدأ "المفاجأة"، يُتوقع أن تكون الضربة الأولى في الجولة المقبلة من التصعيد من نصيب إسرائيل والولايات المتحدة.

لكن ولأن عنصر المفاجأة قد استُخدم مسبقًا، فإن تكرار التكتيك ذاته يتطلب ابتكارًا تقنيًا جديدًا. هذا الابتكار قد يتمثل في اغتيال شخصية سياسية أو عسكرية رفيعة المستوى، أو تنفيذ عملية اختراق أمني على غرار "حادثة أجهزة النداء اللاسلكية" في لبنان، أو تفجير منشأة رمزية أو حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما يؤدي إلى إرباك مركز القيادة، وتفكيك حلقة القرار، وتهيئة الأرضية لعدوان جديد يستهدف العمق الإيراني.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران
  • كارثة تلوح في الأفق.. الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني يحذر من جفاف سدود تزوّد طهران بالمياه
  • الرئيس الإيراني عن أزمة المياه: السدود قد تجف بحلول سبتمبر
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • حرب الاستخبارات السرية بين إيران وإسرائيل بدأت
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • نائبة بلجيكية: إيران تخطط لاختطافي ونقلي إلى طهران