سودانايل:
2025-12-12@15:44:23 GMT

السودان يضع قدميه على طريق الخلاص

تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

بدأ السودان يضع قدميه على طريق الخلاص، عبر ثلاث مسارات، مساران وطنيان و مسار أخر مضاد و يشكل عقبة في طريق الخلاص.. أن حل أي أزمة مهما كان تعقيدها تبدأ عندما تستطيع القوى القائدة لإدارة الصراع أن تضع الفكرة السياسية و العسكرية أمام الشعب، و كل مكوناته الفاعلة لكي يكون طريقا للجدل فيه، و الجدل هو أهم العناصر التي تنقل المجتمع من أدوات العنف إلي أدوات الحوار.

. و الحوار نفسه؛ يعد أهم وسيلة هادفة إلي إبعاد أدوات العنف، و أيضا خلق الأرضية المطلوبة لأيجاد الثقة بين الفرقاء..
أن العقبة الكبيرة التي تعيق عملية إيجاد الحلول للقضية السودانية، هي الأجندة الخارجية و التي تتمحور في ثلاث دول صاحبة التخطيط في إندلاع الأزمة السودانية و وصولها للحرب. و بدأت الأزمة السودانية تأخذ منعطفها الخطير عندما بدأت ما يسمى بالرباعية و التي تتكون من " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" و هي التي كانت تقدم الأفكار لبعض القوى السياسية السودانية، و كانت تعتقد تلك الدول إن القوى السياسية التي كانت ترعاها سوف تنفذ لها أجندتها إذا استطاعت أن توصلها للحكم.. و على هامش اجتماعات الجمعية العامة أجتمعت هذه الدول لكي تحدد للسودان مسارا يسير عليه و بموجبه تنتهي الحرب، و بعد اجتماعها أصدرت بيانا قالت في مقدمته (أعربت أمريكا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى عن القلق العميق إزاء الوضع المتدهور فى السودان ، داعين إلى ضرورة وقف الحرب وإرساء دعائم السلام ودعم الشعب السودانى وتطلعاته نحو مستقبل سلمى مزدهر و ديمقراطي) أن وجود هذه الدول يمثل خطرا على وحدة السودان و مستقبله.. أن مستقبل السودان و وحدته و ديمقراطيته يحدده شعب السودان من خلال الحوار المفتوح بين كل مكوناته، و الوصول إلي توافق وطني و انتخابات عامة يختار فيها الشعب ممثليه.. أن الأجندة الخارجية هي التي تسبب في الحرب و هي التي عقدت الأزمة السياسية..
و في فقرة أخرى يقول البيان (دعا المشاركون جميع الجهات الفاعلة الأجنبية الامتناع عن تقديم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة، وذلك - بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والالتزامات التي تم التعهد بها في باريس وتركيز جهودهم نحو تهيئة الظروف لحل تفاوضي للصراع) كيف تقنع هذه الدول السودانيين أن الاجتماع ضم الأمارات الداعم الرئيس للميليشيا بالسلاح و التشوين، و الإعلام و كل إحتياجات الميليشيا و اتباعها.. السؤال لماذا أعاقت بريطانيا شكوى السودان ضد الأمارات في مجلس الأمن؟ لماذا أصرت فرنسا أن يكون للأمارات وجود لها في ورشة باريس؟ لماذا أصرت أمريكا أن تكون ألأمارات مشاركة في مفاوضات جنيف؟ هذه الدول لا اعتقد صالحة أن تكون وسيطا في حرب السودان هي داعمة بطريق غير مباشر للميليشيا، إنما كانت هي المخطط للذي قاد للحرب.. و أنها على أصرار كامل أنها تريد أن تخرج الأمارات من إي مساءلات مستقبلا عن التخريب الذي أحدثته في السودان .. لذلك قالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان في كلمته بالقول ( لن يكون مقبولا لحكومة و شعب السودان مشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين و تشريدهم سواء بلإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو قدمت الدعم السياسي أو أي من أنواع الدعم في ما يلي العدوان على الدولة السودانية و شعبها) أن حديث البرهان بالفعل يعبر عن قناعة كبيرة وسط الشعب، لا يمكن أن تساهم دول شاركت في العدوان في حل مشكلة الحرب في السودان..
في الجانب العسكري أكد البرهان لابد من التخلص من الميليشيا إذا كان عبر التفاوض من خلال تنفيذ " اتفاق جدة" و الموقع في 11 مايو 2023م و تجميع عناصر الميليشيا في معسكرات، و تجريدها من السلاح، و أيضا وضع حلا أخر عندما قال البرهان في الجمعية العامة ( أكد أننا ما ضون في هزيمة و دحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم و مساندة) أن المسألة العسكرية وضعت في خيارين التفاوض يعني موافق تجريد الميليشيا من سلاحها تماما أو مواصلة القتال حتى هزيمتها.. و الخيار عند الذين كانوا وراء المخطط..
القضية الأخرى هي المسار السياسي، و هو مرتبط بحل القضية العسكرية، لتهيئة البيئة الصالحة للعمل السياسي، يقول البرهانعن القضية السياسية (الإنتهاء من قضية الميليشيا يعقبه عملية سياسية شاملة تعيد مسار الإنتقال السياسي الديمقراطي و وضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب و الانقلابات العسكرية) يشير هنا البرهان إلي " المؤتمر الدستوري" لأنه اجتماع جامع لكل القوى السياسية و من خلاله توضع الحلول و تمنع الحروب و الانقلابات.. و أي حوار منقوص لا يمكن أن يؤدي إلي حلول نهائية.. لكن السؤال هل القوى السياسية مهيأ لمثل هذه الحوارات و لديها مشاريع سياسية واضحة و مفصلة؟.. أم أنها تريد الشعب يعتمد على الهتافات و الشعارات.. التي درجت عليها.ز
أكد البرهان موقف القوات المسلحة من العملية السياسية بالقول ( أن القوات المسلحة السودانية و هي من أقدم مؤسسات الدولة، و تعمل بمهنية تامة دون الإرتهان لأي كيان سياسي، ملتزمة تماما بعملية التحول الديمقراطي و حق الشعب السوداني في اختيار من يحكمه و هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة) أن القوى السياسية إذا كانت بالفعل هي حريصة على التحول الديمقراطي يجب عليها أن تلتزم بالقواعد و العوامل التي تسهل طريق نجاحها، و الحرب أكدت تماما ليس هناك قوى لها فضل على الأخرين، و لها الحق أن تضع شروطا على مشاركة الأخرين إدعاء بطرح مصطلحات واهية لا تستطيع أن تصمد أمام المتغيرات في البلاد .. نسأل الله حسن البصيرة

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة هذه الدول

إقرأ أيضاً:

اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى

 

مثّلت الحرب الشاملة التي شُنّت على اليمن في مارس 2015، التدشين العملي والأخطر لمؤامرة دولية مركبة، حيكت خيوطها بعناية فائقة في الغرف المظلمة بين واشنطن وتل أبيب؛ فالموقع الجيوسياسي لليمن، الحاكم على رئة العالم في باب المندب، جعل منه هدفاً دائماً لأطماع قوى الاستكبار التي ترى في استقلال هذا البلد تهديداً وجودياً لمشاريعها في المنطقة، ولعل المتأمل في مسار الأحداث يدرك بيقين أن ما يجري هو عقاب جماعي لشعب قرر الخروج من عباءة الوصاية.

إن القراءة المتأنية للرؤية الأمريكية والإسرائيلية تجاه اليمن تكشف تحولاً جذرياً في التعامل مع هذا الملف، فمنذ نجاح الثورة الشعبية في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، أدرك العقل الاستراتيجي في البيت الأبيض والكيان الصهيوني أن اليمن قد غادر مربع التبعية التي كرسها “سفراء الدول العشر” لسنوات طويلة، وأن القرار اليمني لم يعد يصاغ في السفارات الأجنبية. لقد كانت تلك اللحظة بمثابة زلزال سياسي دفع بنيامين نتنياهو مبكراً للتحذير من أن سيطرة القوى الثورية الوطنية على باب المندب تشكل خطراً يفوق الخطر النووي، وهو ما يفسر الجنون الهستيري الذي طبع العدوان لاحقاً. وقد تجلت هذه الرؤية بوضوح صارخ في المرحلة الحالية، وتحديداً مع انخراط اليمن في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، حيث سقطت الأقنعة تماماً، وانتقلت أمريكا من إدارة الحرب عبر وكلائها الإقليميين إلى المواجهة المباشرة بالأساطيل وحاملات الطائرات، بعد أن أدركت أن أدواتها في المنطقة عجزت عن كبح جماح المارد اليمني الذي بات يهدد شريان الحياة للاقتصاد الصهيوني.

وعند النظر إلى الخارطة العملياتية للمؤامرة، نجد أن العدو اعتمد استراتيجية خبيثة تقوم على تقسيم الجغرافيا اليمنية وظيفياً، والتعامل مع كل جزء بأسلوب مختلف يحقق غاية واحدة هي “التدمير والإنهاك”. ففي المناطق والمحافظات الحرة التي رفضت الخضوع، لجأ التحالف الأمريكي إلى استراتيجية “الخنق والتجويع” كبديل عن الحسم العسكري المستحيل؛ فكان قرار نقل وظائف البنك المركزي في سبتمبر 2016 الضربة الاقتصادية الأخطر التي هدفت لضرب العملة الوطنية وتجفيف السيولة، مترافقة مع حصار مطبق على الموانئ والمطارات، في محاولة بائسة لكسر الإرادة الشعبية عبر لقمة العيش، ومؤخراً محاولة عزل البنوك اليمنية عن النظام المالي العالمي، وهي ورقة ضغط أخيرة تم إحراقها بفضل معادلات الردع الصارمة التي فرضتها صنعاء.

أما في الجانب الآخر من المشهد، وتحديداً في المحافظات الجنوبية والمناطق المحتلة، فتتجلى المؤامرة في أبشع صورها عبر استراتيجية “الفوضى والنهب”، حيث يعمل المحتل على هندسة واقع سياسي وعسكري ممزق يمنع قيام أي دولة قوية؛ فمن عسكرة الجزر الاستراتيجية وتحويل “سقطرى” إلى قاعدة استخباراتية متقدمة للموساد وأبو ظبي، وبناء المدارج العسكرية في جزيرة “ميون” للتحكم بمضيق باب المندب، إلى النهب الممنهج لثروات الشعب من النفط والغاز في شبوة وحضرموت، بينما يكتوي المواطن هناك بنار الغلاء وانعدام الخدمات. إنهم يريدون جنوباً مفككاً تتنازعه الميليشيات المتناحرة، ليبقى مسرحاً مفتوحاً للمطامع الاستعمارية دون أي سيادة وطنية.

وأمام هذا الطوفان من التآمر، لم يقف اليمن مكتوف الأيدي، بل اجترح معجزة الصمود وبناء القوة، مستنداً إلى استراتيجية “الحماية والمواجهة” التي رسمتها القيادة الثورية بحكمة واقتدار. لقد تحول اليمن في زمن قياسي من وضع الدفاع وتلقي الضربات إلى موقع الهجوم وصناعة المعادلات، عبر بناء ترسانة عسكرية رادعة من الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة التي وصلت إلى عمق عواصم العدوان، بل وتجاوزتها لتدك “أم الرشراش” وتفرض حصاراً بحرياً تاريخياً على الكيان الصهيوني، مسقطة بذلك هيبة الردع الأمريكية في البحر الأحمر. هذا المسار العسكري وازاه مسار اقتصادي يرفع شعار الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو الزراعة لكسر سلاح التجويع، ومسار تحصين الجبهة الداخلية عبر ترسيخ الهوية الإيمانية التي كانت السد المنيع أمام الحرب الناعمة.

خلاصة المشهد، أن اليمن اليوم، وبعد سنوات من العدوان والحصار، لم يعد ذلك “الحديقة الخلفية” لأحد، بل أصبح رقماً صعباً ولاعباً إقليمياً ودولياً يغير موازين القوى، وأن المؤامرة التي أرادت دفن هذا البلد تحت ركام الحرب، هي نفسها التي أحيت فيه روح المجد، ليصبح اليمن اليوم في طليعة محور الجهاد والمقاومة، شاهداً على أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من ترسانات الإمبراطوريات.

 

مقالات مشابهة

  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • صورة من بورتسودان..!
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
  • ما وراء الخبر يناقش أثر العقوبات الأميركية على مسار الحرب السودانية
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • كانت الحلويات المتاحة في الدكاكين كلها تعود الى العصر الحجري
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • السودان الشقيق