من جنة سولو إلى جبهة تحرير مورو.. قصة المقاتل الفلبيني علي ذو الكفل
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تستعرض الحلقة التي يمكن مشاهدتها كاملة في منصة الجزيرة 360 عبر هذا الرابط، جوانب من حياة المقاتل الفلبيني علي ذو الكفل التي يستهلها بالحديث عن موطنه "بارانغي كامبينغ" تلك الجنة الصغيرة التي شكلت وجدانه وهويته.
ويقول علي "هنا مسقط رأسي، هذا المكان جنة لي"، حيث يصف بحرا زاخرا بالأسماك، وجبالا يمكن بلوغها سيرا على الأقدام، وأشجارا مثمرة توفر الغذاء حتى لمن لا يملك المال.
وينتقل بنا علي بذكريات طفولته، إذ يستحضر صورة الجسر الذي كان يركض عليه مع إخوته، متحديا خطر الانزلاق والسقوط، وتتداخل هذه الذكريات البريئة مع واقع أكثر قسوة، ويصف كيف يكسب أهل قريته رزقهم من زراعة الأعشاب البحرية وصيد الأسماك.
ويتحدث علي عن حبه العميق لوطنه، ذلك الحب الذي تجذر فيه منذ نعومة أظفاره، لكن هذا الحب يصطدم بواقع مرير من الفقر والحرمان.
من الرسم إلى الجبهةيروي علي كيف حالت ظروفه المادية دون تحقيق حلمه في أن يصبح مهندسا معماريا، رغم موهبته في الرسم، وينتقل بالحديث عن نضاله الحالي، قائلا "إننا نحمل على كواهلنا عبء الجبهة الوطنية لتحرير مورو وتطلعاتها".
ويؤكد أنه لا يمكن أن يحيا كشخص عادي، فكلما زاد الظلم والاضطهاد، زادت مقاومته، ويضيف "نحن لا نقترف فعلا خاطئا، بل نكافح من أجل حقوقنا فحسب".
تأخذنا رحلة علي إلى أيام دراسته، حيث يتذكر الجوائز التحفيزية التي حصل عليها رغم الصعوبات الجمة التي واجهها بسبب الفقر، لكن هذه الذكريات تتداخل مع قصص مؤلمة عن إهمال الحكومة لتعليم أطفال مجتمعه، وعن صديق له تعرض للاعتقال والتعذيب العشوائي على يد الجيش.
ويصف علي معاناة شعبه من اضطهاد الجيش، حتى في أقدس لحظاتهم الدينية، مثل قصف المساجد، وقد أشعرته هذه الممارسات بأنه هو وشعبه لا قيمة لهم، ثم يضيف "سولو ملك لنا، ملك شعب التاوسوغ، لكنهم يتصرفون كما لو كانت لهم".
وتتصاعد المأساة في حياة علي مع وصفه لحادثة مقتل والده، وذلك عندما كان في الصف الثالث حين سمع أن والده أصيب بالرصاص، ويصف المشهد المؤلم الذي لا يفارق مخيلته عندما نُقل والده إلى المستشفى حيث فارق الحياة هناك.
ويربط علي بين نضال شعبه ونضال الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أوجه الشبه في المعاناة والاحتلال، حيث يكشف هذا الربط عن وعي عميق بقضايا العالم وإحساس بالتضامن مع الشعوب المضطهدة. ثم يتحدث عن استعداده للشهادة في سبيل قضيته، معبرا عن إيمانه العميق بقدسية نضاله.
حصار زامبوانغايستذكر تجربته المريرة في حصار زامبوانغا، واصفا إياها بحلم صعب النسيان، ويتحدث عن الإصابة التي تعرض لها، وعن فقدانه لأخيه في تلك المعركة، وكيف عمقت هذه التجربة القاسية إيمانه بقضيته وقوت عزيمته على مواصلة النضال.
وخلال الحلقة، تحدثت والدته جاما جيكيري، عن طفولة علي وكيف كان طفلا ذكيا وهادئا، ورغم الفقر وفقدانه لوالده في سن مبكرة، فإنها كانت تحرص على تربيته بقيم القوة والصبر.
أما زوجته منيزة مالك فتعبر عن فخرها بزوجها، فرغم العيش الصعب في الجبال، فإنها ترى في علي مثالا للرجل المحب والمناضل من أجل الحرية، وتحلم بأن يتبع أطفالها نفس الطريق الذي سار عليه والدهم، وتعتبر أن الكفاح من أجل الحرية هو الإرث الحقيقي الذي سيتركونه لأبنائهم.
ويعلق الدكتور جولكيبلي وادي، عميد برنامج الدراسات الإسلامية بجامعة الفلبين، على مدى تأثير التاريخ الاستعماري على حياة المسلمين في الفلبين، فالحياة في ظل الحروب أصبحت بالنسبة لشعب "مورو" جزءا من واقعهم اليومي، حيث لم يعد لديهم ما يخسرونه.
بينما تتحدث الصحفية جميلة اليندوغان عن الجرائم والمجازر التي ارتُكبت بحق المسلمين على مدى عقود، فالمسلمون في الفلبين، الذين يشكلون أقلية، يشعرون بأنهم مجبرون على حمل السلاح نتيجة اليأس وفقدان الثقة في الحكومة.
وتأسست جبهة تحرير مورو الوطنية في بداية السبعينيات على يد "نور ميسواري"، في محاولة لنيل حكم ذاتي أوسع لمنطقة "مينداناو"، لكن رغم توقيع اتفاقية سلام في 1996، لا تزال الجبهة تناضل من أجل تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل.
29/9/2024المزيد من نفس البرنامجمصر كما لم ترها من قبل.. "رحلة" في القاهرة والإسكندرية والفيومتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات arrowمدة الفیدیو من أجل
إقرأ أيضاً:
لوموند: جبهة تيغراي مهندسة تحديث إثيوبيا توشك على الزوال
قالت صحيفة لوموند إن جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب الرمزي في إثيوبيا المعاصرة، لم تعد رسميا جزءا من المشهد السياسي في البلاد، بعد أن ألغت لجنة الانتخابات تسجيلها لفشلها في عقد جمعية عامة كما يقتضي قانون الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مارلين بانارا من أديس أبابا- أن الجبهة التي ظلت شخصية محورية في الحياة السياسية الإثيوبية منذ عام 1991 قد فقدت أصلا وضعها القانوني بعد تعليقها من قبل اللجنة الانتخابية في أواخر عام 2020، مع بداية الحرب في إقليم تيغراي، معقلها التاريخي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي غذت اندفاع الهند وباكستان نحو الحربlist 2 of 2اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركيةend of listودعا قادة الجبهة مفوضية الاتحاد الأفريقي في اليوم التالي لقرار تعليقها إلى الضغط على الحكومة الإثيوبية لتعليق هذا القرار، وأكد محلل في إثيوبيا طلب عدم الكشف عن هويته أن قرار اللجنة "يظهر أن الحكومة الفدرالية تسيطر على تيغراي، وأن الجبهة عجزت عن تنظيم نفسها تحت ضغط الإستراتيجية التي تستخدمها الحكومة منذ سنوات لإضعافها".
الفدرالية العرقية
وبدأ صعود جبهة تحرير شعب تيغراي إلى السلطة -حسب الصحيفة- في ثمانينيات القرن الماضي عندما أسهمت في إسقاط نظام رئيس الوزراء منغيستو هيلا مريم عام 1991، ليصبح زعيمها ملس زيناوي رئيس الحكومة الانتقالية ثم رئيسا للوزراء بعده ضمن حكومة ائتلافية.
إعلانويقول يوهانس ولد مريم، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة كولورادو، إن الدعم المحلي والدولي القوي الذي حظي به فريق زيناوي، والنمو الاقتصادي غير المسبوق، قادا النظام الجديد إلى "حالة من الرخاء" استمرت حتى اندلاع الحرب مع إريتريا عام 1998.
وخلال هذه الفترة تم اعتماد دستور جديد -حسب الصحيفة- دشن نظام حكم فريدا من نوعه في العالم، قائما على مفهوم الفدرالية العرقية، بحيث ورثت كل مجموعة عرقية إقليما وبرلمانا، وأصبحت لغتها رسمية، حتى إن حق الانفصال كان مكرسا في القانون الأساسي.
غير أن التيغرايين الذين لا يمثلون أكثر من 6% من سكان إثيوبيا استحوذوا على عدد من المناصب الرئيسية لا تناسب حجم وجودهم، وهو ما لم يلق استحسانا لدى الأورومو ولا في إقليم أمهرة، ولكن النظام -حسب يوهانس ولد مريم-"تجاهل الأصوات التي بدأت ترتفع من أورومو وأمهرة، فازداد الاستياء حدة".
ويرى المحلل المقيم في إثيوبيا أن وفاة ملس زيناوي المفاجئة في عام 2012 كانت "بداية فقدان جبهة تحرير شعب تيغراي نفوذها"، وشكلت نقطة تحول بسبب فشل خليفته هيلامريام ديسالين في الحفاظ على تماسك الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي تفككت تدريجيا.
وكانت استقالة هيلامريام ديسالين عام 2018، وسط احتجاجات واسعة، إشارة إلى نهاية الجبهة الثورية للشعب الإثيوبية التي حل محلها حزب الازدهار بزعامة رئيس الوزراء الجديد آبي أحمد.
جزء من الماضي
وقد أثار إجراء انتخابات إقليمية في تيغراي في سبتمبر/أيلول 2020، رغم تأجيل الحكومة الفدرالية لها، غضب أديس أبابا، واتهمت الحكومة تيغراي ببدء أعمال عدائية ضد قواعد الجيش الفدرالي في المنطقة، فأُعلنت الحرب.
ومنذ الأشهر الأولى للحرب، بدت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي ضعيفة في مواجهة الجيش الفدرالي المدعوم من القوات الإريترية والجماعات شبه العسكرية الأمهرية، وقد صنفتها الحكومة عام 2021 "منظمة إرهابية".
إعلانورغم ذلك، اتفقت الدولة وقادة تيغراي على وقف الأعمال العدائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ليعيد البرلمان تأهيل جبهة تحرير شعب تيغراي بعد إجبارها على نزع سلاحها.
ولكن التوترات تفاقمت داخل الجبهة، إذ ظهر فصيلان على خلاف، أحدهما بقيادة غيتاشو رضا الذي عينته السلطات الفدرالية رئيسا للإدارة المؤقتة في مارس/آذار 2023، والآخر بقيادة دبرصيون جبر مكائيل زعيم الجبهة منذ عام 2017.
وتساءلت الصحيفة في الختام: هل ستنجو الجبهة من الضربات التي واجهتها؟ ولكن تيفيرا غبريغزيابر يرى أن "موطئ قدمها في المنطقة يجعل عودتها يوما ما إلى الساحة السياسية الإثيوبية أمرا متوقعا"، أما المحلل الذي لم يذكر اسمه فيعتقد أن آبي أحمد حول الجبهة إلى "جزء من الماضي".