طهران-سانا

جدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف دعم بلاده الكامل للمقاومة في لبنان، معرباً عن تعازيه باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في هجوم غادر وجبان من قبل الكيان الصهيوني في ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي برقية بعثها اليوم إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال قاليباف: “إن مجلس الشورى الإسلامي يعلن دعمه الكامل لجبهة المقاومة في لبنان، ويدين بشدة هذا العمل الجبان وغير الإنساني من قبل الكيان الصهيوني، والذي تم في ظل صمت المجتمع الدولي وفشل المؤسسات الدولية في اتخاذ ردود فعل رادعة”، مضيفاً: “لقد أظهر هذا الكيان الغاصب وحلفاؤه مرة أخرى من خلال هذا العمل الوحشي طبيعتهم الإرهابية والإجرامية، وأثبت أنه لا يحترم حقوق الشعوب بأي شكل من الأشكال”.

وتابع قاليباف: إن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيعزز عزم ودافع إخواننا في المقاومة في لبنان على تجديد العهد في مسيرة المقاومة والنضال ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

من جهته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الكيان الصهيوني يسعى إلى زعزعة الاستقرار عبر الاستمرار في جرائمه، ولكنه سيتلقى الرد في الوقت المناسب، ولن تبقى مغامراته وأفعاله دون ردود.

وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال كنعاني: “إن جبهة المقاومة والشعب اللبناني سينتصران، كما أن الكيان الصهيوني الغاصب وبأعماله الجبانة هذه لن يتمكن أبداً من التغطية على هزيمته التي لا يمكن إخفاؤها”.

وأوضح كنعاني أن الإدارة الأمريكية أيضا لن تكسب شيئاً من كل هذه الجرائم ولن تعوض إخفاقاتها الطويلة والمتتالية في المنطقة، مبيناً أن الاغتيالات والجرائم لن تنقذ الكيان الصهيوني، ولن تعيد الأمن إلى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تصلح انقساماته الداخلية، ولن تعيد ثقة جيشه المعدومة في نفسه، ولن تبيّض سمعته السيئة الملطخة بالإجرام أمام الرأي العام العالمي.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب

 

 

في 25 مايو 2000، تحقق أحد أهم الانتصارات في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، حيث انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله، منهية بذلك 18 عامًا من الاحتلال. كان هذا الانتصار بمثابة أول هزيمة عسكرية لإسرائيل في تاريخها، حيث أجبرت على الانسحاب دون شروط سياسية، مما أعطى المقاومة شرعية شعبية وعسكرية غير مسبوقة.
لقد أثبت حزب الله أنه “الرقم الإسلامي الصعب” في المعادلة الإقليمية، حيث اعتمد على استراتيجية عسكرية تعتمد على حرب العصابات والاستخبارات الدقيقة، بالإضافة إلى بناء شبكة اجتماعية وسياسية داخل لبنان عززت من قوته كحركة مقاومة وكمكون رئيسي في المشهد السياسي اللبناني.
لكن بعد عام 2000، واجه حزب الله تحديا جديدا يتمثل في الحفاظ على مكتسبات المقاومة وتطوير أدواتها في ظل بيئة إقليمية وداخلية متغيرة. ومع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005، والضغوط الدولية التي أعقبت الخروج السوري من لبنان، تعرض الحزب لاستهداف سياسي وإعلامي مكثف، حيث حاولت القوى الموالية للغرب إضعاف نفوذه.
لكن حزب الله، بقيادة شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله استطاع أن يحول التحديات إلى فرص، حيث عزز تحالفه مع إيران وسوريا، وطور قدراته العسكرية بشكل كبير، مما مكنه من تحقيق انتصار جديد في حرب تموز 2006، حيث صمد أمام آلة الحرب الإسرائيلية وأثبت أن المقاومة قادرة على مواجهة الجيش الإسرائيلي الأقوى في المنطقة. بل وتطور دور حزب الله في جبهات المقاومة الإقليمية حيث لم يقتصر دور الحزب على لبنان، بل امتد إلى جبهات أخرى ضمن جبهات المقاومة، حيث لعب دورا محوريا في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.
ومع كل تلك الانتصارات والنجاحات وعلى مدى السنوات، فقد تعرض حزب الله لاستشهاد عدد من قادته البارزين، أبرزهم القائد العسكري الكبير عماد مغنية، وكذلك عدد من القادة الميدانيين في سوريا. لكن هذه الخسائر لم تضعف من عزيمة الحزب، بل زادته إصرارا على الاستمرار في مسيرته الجهادية.
ولكن في عام 2024، تعرض حزب الله لضربة موجعة باستشهاد شهيد الأمة الأمين العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أحد أبرز القادة الاستراتيجيين في تاريخ المقاومة. ومع ذلك، أثبت الحزب مرة أخرى أنه مؤسسة قائمة على التخطيط المدروس، حيث عمل على إعادة تموضعه سياسيا وعسكريا، مستمرا في إرباك العدو الصهيوني وعملائه في الداخل اللبناني.
ورغم كل التحديات، يبقى حزب الله أحد أهم الفاعلين في المعادلة الإقليمية، حيث يحافظ على توازن الرعب مع إسرائيل، ويمثل ركيزة أساسية في محور المقاومة. وان القيادة الجديدة للحزب، وإن كانت تفتقد لبعض الرموز التاريخية، إلا أنها تسير على نفس النهج الذي رسمه مؤسسو الحزب، معتمدة على خطط مدروسة تعيد تشكيل المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة.
ذكرى التحرير ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي تأكيد على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني، وأن حزب الله، برغم كل الضغوط، ما زال الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.

مقالات مشابهة

  • للعام الثاني على التوالي أمنية تجدد دعمها لمنتدى “تواصل 2025 ”
  • قبائل خولان بصنعاء، والقناوص والمنيرة في الحديدة يعلنون النفير العام في مواجهة العدوان الصهيوني
  • اللجنة الوزارية العربية تجدد دعمها لفلسطين وتندد بتعطيل إسرائيل لزيارتها إلى رام الله
  • سوسيتي جينيرال الجزائر تجدد شراكتها اتحادية رياضات ذوي الاحتياجات الخاصة
  • الرئيس اللبناني في زيارة الى بغداد
  • وحدة الموقف اللبناني ضرورة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
  • صحيفة تتحدث عن وهم انهيار حزب الله اللبناني.. تكتيكات مختلفة
  • “المجاهدين الفلسطينية” تثمن قرار بلدية برشلونة قطع العلاقات المؤسسية مع الكيان الصهيوني
  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • 252 مسيرة حاشدة في حجة تأكيدا على النفير العام لنصرة للأقصى والشعب الفلسطين