حظر الحوثيين يضرب السياحة الإسرائيلية: خسائر بالمليارات وتأخر الشحن يؤثر على الأسواق
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن أزمة تأخر الشحن بسبب حظر عبور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر من قبل قوات حكومة صنعاء “الحوثيين”، ألقت بظلالها القاتمة على قطاع السياحة، بما في ذلك مبيعات التجزئة المرتبطة بأنشطته في أسواق المستوطنات الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير، تأكيدها أن الحرب في غزة ألحقت ضرراً كبيراً بقطاع السياحة وخسائر صافية بالمليارات، متوقعة أن ينتهي عام 2024 مع دخول حوالي مليون سائح فقط إلى “إسرائيل”، أي أقل من ربع عدد السياح الذين دخلوا إسرائيل في عام 2019.
ووفقاً لما نشرته “جيروزاليم بوست” نقلاً عن وزارة السياحة الإسرائيلية، تكبدت “إسرائيل” خسارة صافية قدرها 18.7 مليار شيكل (ما يعادل خمسة مليارات دولار) من السياحة الدولية، وخسارة قدرها 756 مليون شيكل (ما يعادل 203 ملايين دولار) من السياحة الداخلية، وخاصة في شمال “إسرائيل”، بعد مرور نحو عام على اندلاع الحرب.
وأضافت الوزارة أن الحرب أوقفت تعافي صناعة السياحة الإسرائيلية من أزمة كوفيد-19 التي ضربت الصناعة بشدة في عام 2020. ومع ذلك، وفقاً للتقرير، ومن المتوقع أن ينتهي عام 2024 مع دخول حوالي مليون سائح فقط إلى “إسرائيل”، أي أقل من ربع عدد السياح الذين دخلوا إسرائيل في عام 2019.
وبحسب تقرير الوزارة، فقد دخل إسرائيل نحو 853 ألف سائح، معظمهم من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والفلبين. وكان ثلثا الزوار من اليهود (62%)، و29% من المسيحيين الإنجيليين أو الكاثوليك، وأن ما يقرب من نصف السياح (44%) جاءوا لزيارة الأصدقاء والعائلة، و28% كانوا سياحاً، و13% جاءوا بغرض العمل، مقابل دخول ثلاثة ملايين سائح فقط إلى البلاد في عام 2023م.
وفي سياق متصل، نشرت الصحيفة العبرية نفسها، تقريراً تحت عنوان: “نقص الشوفار.. الحرب تؤثر على بائع القدس مع تأخير الشحن وارتفاع التكاليف”، أكدت فيه أن الحظر البحري أدى لتدمير قطاع السياحة في “إسرائيل” بما في ذلك مبيعات التجزئة المرتبطة بالسياحة الموسمية”.
واستعرض التقرير قصة بائع الهدايا اليهودية التذكارية إليزار رفوع الذي يقبع في محله وسط مدينة القدس المحتلة، بانتظار عملائه من اليهود الذين يتهافتون على شراء هدايا الشوفاروت (جمع شوفار وهو الآلة التي تسمى بوق النفخ)، لكنه واجه عاماً صعباً بسبب الحرب التي دمرت السياحة ورفعت تكاليف الشحن.
وحسب التقرير، قال رفوع: “كان هذا العام صعباً بالنسبة لرفوع، التي تبيع الأدوات اليهودية والهدايا والتذكارات في متجر في وسط مدينة القدس، فقد أدت الحرب إلى تدمير السياحة وارتفاع تكاليف الشحن”، وأضاف أنه عندما تمكن أخيراً من الحصول على الشوفاروت، رأى أن الأسعار ارتفعت بنحو 15% إلى 20%.
وأرجع رفوع الكساد الذي شهدته تجارة الهدايا التذكارية اليهودية إلى توقف العمل في ميناء إيلات والذي بات من الصعب وصول السفن القادمة من الشرق عبر البحر الأحمر إليه، مؤكداً أن الخوف من هجمات الحوثيين كان عاملاً في تغيير طرق الشحن وتمديد أوقات التسليم.
وتابع رفوع قائلاً: “وبالتالي تأخرت عمليات التسليم، وكان هناك نقص في الأبواق ذات الجودة العالية. وفي النهاية، حصلنا على بعضها، ولكن في وقت لاحق وبتكاليف شحن أعلى بكثير”، مؤكداً أن السبب في نقص الإقبال على الشراء، تمثل في توقف تدفق السياح على إسرائيل.
وقال “أنا هنا في هذا المتجر منذ 42 عاماً. لقد تجاوزنا كل الهجمات الإرهابية وفيروس كورونا“، غير أنه يرى أنه هذا الوضع مختلفاً تماماً، في إشارة إلى الشلل التام لأنشطة قطاع السياحة بما في ذلك المبيعات المرتبطة به.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: السیاحة الإسرائیلیة فی عام
إقرأ أيضاً:
فساد مهول بكهرباء عدن بالمليارات ومعاناة تولد ثورة قادمة
وتشهد "عدن" أزمة كهرباء خانقة تتداخل بشكل كبير مع الانهيار الاقتصادي الشامل الذي تعاني منه المحافظة بشكل خاص والمحافظات الجنوبية عموما، حيث أدت التقلبات المستمرة في أسعار الصرف وعدم استقرار العملة المحلية والفساد الكبير في قطاع الكهرباء إلى التأثير سلبًا على استقرار الخدمة الكهربائية وصل إلى شبه انعدامها.
وأرجع اقتصاديون تدهور قطاع الكهرباء في عدن إلى الفساد المستشري كعامل رئيسي وراء تفاقم الأزمة، مؤكدين أن الابتزاز والصفقات المشبوهة، إلى جانب غياب الرقابة وسوء الإدارة، جعلت القطاع رهينة لهذه التجاوزات.
ويرى مراقبون ان ذلك الفساد يمثل توجه دول العدوان السعودي - الإماراتي التي أعطت الضوء الأخضر باستمرار الفساد المهول بكل القطاعات بمناطق سيطرتها وخاصة بقطاع الكهرباء ما نتج عنه استمرار الانطفاءات الكهربائية بشكل كبير رفع معه حجم معاناة أبناء "عدن" خاصة في موسم الصيف الأشد حرارة ووطأة على الناس.
ومن نماذج فساد الكهرباء بعدن كان تقرير صادر عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الموالي لحكومة الفنادق قد كشف عن تجاوزات جسيمة منها عقد شراء طاقة كهربائية بقدرة 100 ميجاوات على متن سفينة عائمة من شركة “برايزم انتر برايس”، بقيمة 128 مليون دولار ولمدة ثلاث سنوات.
وأوضح التقرير أن العقد تضمن بنودًا مجحفة لصالح الشركة المتعاقد معها على حساب المصلحة العامة، حيث تم دفع 12.8 مليون دولار كدفعة مقدمة دون ضمانات بنكية، ما يعرض حقوق قطاع الكهرباء للخطر في حال إخلال الشركة بالتزاماتها.
وأكد التقرير أن التعاقد تم دون مناقصة عامة وبمشاركة شركات محدودة، ما يخالف قانون المناقصات ويهدر فرص تحقيق وفورات مالية للدولة.
وأشار التقرير إلى أن العقد حملت بنوده تجاوزات أخرى، منها إلزام قطاع الكهرباء بدفع 17.8 مليون دولار لتنفيذ خطوط نقل ومحطة تحويل بزيادة تفوق 10 ملايين دولار عن العروض المقدمة من شركات أخرى.
وشدد التقرير الذي نشرته وسائل إعلام مختلفة على أن الفساد في قطاع الكهرباء مؤخرا كلف الخزينة العامة 107 ملايين دولار سنويًا إضافية.
إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية (في وقت سابق) عن تورط حكومة فنادق الرياض الموالية لدول العدوان السعودي - الإماراتي في صفقة فساد جديدة تتعلق بقطاع الكهرباء، مما أدى إلى تكبيد الخزينة العامة أكثر من 15 مليون دولار في مناقصتين متعلقتين بتوريد الوقود لمحطات الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة.
ووفقاً لوسائل إعلام فإن هناك سطو لعصابة فساد رئيس حكومة فنادق الرياض السابق معين عبدالملك، مشيراة تحديدا إلى المدعو أنيس باحارثة، مدير مايسمى بمكتب رئيس حكومة فنادق الرياض الحالي.
ومن أبرز الاختلالات التي كشفت عنها تقارير محلية وخارجية بالإضافة إلى ماذكر تمثلت في:
تعاقدات توريد مشتقات نفطية بقيمة 285 مليون دولار لعام 2022، مع تجاوزات واضحة لقوانين المناقصات.
وكذا من ضمن الإختلالات وأجوه الفساد بقطاع الكهرباء بعدن عقود تحديث مصفاة مع شركة صينية بقيمة 180.5 مليون دولار دون حاجة فعلية.
إضافة إلى مسألة الاختلالات التشغيلية في السفينتين "أميرة عدن" و"لؤلؤة كريتر" واستئجار بواخر لنقل المشتقات النفطية، ما تسبب في هدر مالي كبير.
ويضاف إلى ذلك شراء طاقة كهربائية من شركة "برايزم إنتر برايس" بقيمة 128.05 مليون دولار بشروط مجحفة، تضمنت دفع 12.8 مليون دولار مقدماً دون ضمانات.
وما بين تقارير الفساد ودعم دول العدوان السعودي - الإماراتي لأوجه الفساد المعلنة يعاني أبناء محافظة عدن ويلات ارتفاع الحرارة في ظل عدم وجود كهرباء تخفف عنهم المعاناة وفي ظل انعدام شبه تام لمعظم الخدمات الأساسية وهو الأمر الذي جعلهم يخرجون مرارا للتظاهر في شوارع المحافظة رغم قمع التظاهرات بما ينذر بثورة عارمة خلال الأيام القادمة تقتلع أدوات العدوان السعودي الإماراتي الفاسدة.