دفعت الزيادة في أسعار الفائدة إلى تمدد أزمة الرهن العقاري في بريطانيا، لتطل برأسها من جديد بعدما تعثر الآلاف عن سداد الأقساط الشهرية المترتبة عليهم بسبب ارتفاع التكاليف التي خلفتها معدلات الفائدة المتصاعدة، ما تسبب في فقدان المئات لمنازلهم.

استمرار تدهور السوق الإنجليزية

أحد الخبراء يصّف هذا المشهد الإنجليزي، بأنه علامة على دخول مرحلة جديدة، مؤداها استمرار السوق في التدهور خلال العام 2024، حيث ستواجه أكثر من 1.

4 مليون أسرة إعادة رهن بمعدلات أعلى بكثير مما اعتاد عليه أي شخص.

رويترز: أزمة يتردد صداها لعقود

وفي سبتمبر 2022، أورد تقرير وكالة الأنباء العالمية رويترز(بريطانية المنشأ) أن ارتفاع تكاليف الاقتراض وتباطؤ محتمل في النمو الاقتصادي يهددان بإطلاق موجة بيع في سوق الإسكان البريطاني مع ما يترتب على ذلك من عواقب على الثروة الشخصية واقتصاد البلاد، وهي أزمة قد يتردد صداها لعقود.

ويلفت التقرير إلى أن الكشف المضطرب عن الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة للبلاد، أدى إلى ترك المقرضين يتدافعون لمواكبة التقلبات الجامحة في أسواق التمويل بالجنيه الاسترليني والتي تحدد معدلات الرهن العقاري لأصحاب المنازل، الذين يرتبط إحساسهم بالثروة ارتباطًا وثيقًا بقيمة ممتلكاتهم.

ووفقا لبيانات حكومية، فإن ما يقل قليلاً عن ثلثي 24.7 مليون مسكن في جميع أنحاء بريطانيا يشغلها مالكوها، مع وجود 8.8 مليون منزل مملوك بالكامل و 6.8 مليون منزل برهن عقاري أو قرض، بموازاة ذلك توقفت بعض المؤسسات مؤقتًا عن بيع الرهون العقارية لعملاء جدد، بينما كثفت مؤسسات أخرى معدلات السداد للقروض الجديدة إلى المستويات التي شوهدت تتسبب في إرهاق الملايين من أصحاب المنازل الحاليين وتجعل الرهون العقارية الجديدة لا يمكن تحملها بالنسبة للكثيرين.

تخلف 8980 مالكاً عن سداد أقساط الرهن العقاري

وفي أحدث تقارير صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية، فترة الربع الثاني من العام الحالي تكشف عن تخلف 8980 مالكاً عن سداد أقساط الرهن العقاري خلال هذه الفترة، بسبب أن تكلفة الاقتراض بدأت في الارتفاع، ويوجد الآن أكثر من ضعف العدد في أدنى مجموعة من المتأخرات مقارنة بالعام الماضي.

ويفيد بأن المئات من مالكي المنازل في بريطانيا فقدوا بيوتهم حتى الآن بسبب تعثرهم عن سداد الأقساط الشهرية المترتبة عليهم، وذلك في أعقاب الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة والذي أدى إلى زيادة في الأقساط الشهرية المترتبة عليهم بما جعلهم غير قادرين على الوفاء بها.

في المقابل، ادعى أصحاب العقارات أن ارتفاع أسعار الفائدة والتغييرات الضريبية تجبرهم على زيادة الإيجارات، بينما يخرج آخرون من السوق، مما يقلل من الشقق المعروضة للإيجار.

البنوك تستعيد العقارات المتعثرة

ويشير إلى أنه خلال عام واحد فقط من الآن تخلف المئات من أصحاب المنازل بالفعل عن السداد وتعثرت رهونهم العقارية واضطرت البنوك إلى استعادة هذه العقارات بسبب التعثر بعد أن ارتفعت الأقساط الشهرية المترتبة عليهم.، وتمت إعادة ملكية حوالي 440 من العقارات التي تم شراؤها بغرض التأجير في الربع الثاني من العام الحالي، وذلك بزيادة قدرها 7% عن أوائل هذا العام. وفقا لـ «العربية نت».

وكشفت الأرقام الصادرة عن هيئة التجارة المصرفية (UK Finance) أن عدد القروض العقارية المتعثرة التي كان أصحابها اشتروها من أجل تأجيرها قفز 28% في الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو، و59% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتبين من الأرقام أن حوالي 2300 مالك تخلفوا عن ما بين 5% و10% من رصيد الرهن العقاري، كما تخلف نحو ألفي مالك عن سداد ما قيمته أكثر من 10% من الرصيد المترتب عليهم، وبزيادة قدرها 4% عن الربع الثاني من العام الماضي.

وقال الخبراء إن معدلات الرهن العقاري المرتفعة هذا العام بدأت تؤثر بشكل ملموس على السوق وبدأت آثارها تظهر بالفعل، بحسب ما نقلت «ديلي تلغراف».

علامة على دخول مرحلة جديدة

ويقول لويس شو، من شركة شو فايننشال سيرفسيز للوساطة العقارية إن هذه علامة على دخول مرحلة جديدة، وسوف يستمر السوق في التدهور خلال عام 2024 حيث ستواجه أكثر من 1.4 مليون أسرة إعادة رهن بمعدلات أعلى بكثير مما اعتاد عليه أي شخص.

وأضاف: «لا يمكنك رفع أسعار الفائدة بالسرعة التي شهدناها خلال الـ18 شهراً الماضية وعدم التسبب في غرق الأسر بهذه الأزمات». ويأتي ذلك في الوقت الذي كان فيه انخفاض أسعار المنازل في يوليو الماضي أكثر حدة من أي وقت مضى منذ عام 2009 عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية، وذلك وفقاً لمسح لوكلاء العقارات أجراه المعهد الملكي للمساحين القانونيين.

إجبار بائعو عقارات على خفض الأسعار

ويشير المسح إلى أن نصف بائعي العقارات في مقاطعتي إنجلتراوويلز أجبروا على خفض أسعار طلباتهم للحصول على مشترين الشهر الماضي. وانخفض متوسط تكلفة العقار بنسبة 2.4% في 12 شهراً حتى يوليو، وفقاً لمؤشر أسعار المنازل الذي نشره قبل أيام بنك «هاليفاكس»، بعد أن انخفض بنسبة 2.6% في يونيو الماضي.

اقرأ أيضاًارتفاع الأسعار في بريطانيا وسط موجة من الخوف من رفع أسعار الفائدة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أزمة أزمة في بريطانيا البطالة في بريطانيا التضخم في بريطانيا الرهن الرهن العقاري العقاري بريطانيا أسعار الفائدة من العام عن سداد أکثر من

إقرأ أيضاً:

ارتفاع قياسي للفضة والذهب يستقر مع ترقب خفض الفائدة بأميركا

ارتفعت أسعار الفضة إلى مستويات قياسية خلال تعاملات، اليوم الأربعاء، مواصلة تصاعدها بعد أن تجاوزت عتبة 60 دولارا للأوقية أمس الثلاثاء، وذلك في ظل تراجع المخزونات العالمية من المعدن الأبيض وترقب خفض الفائدة الأميركية.

وزاد سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.17% إلى 61.35 دولارا للأوقية بعد أن سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 61.46 دولارا في وقت سابق من الجلسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاتحاد الأوروبي يحد من قوانين استدامة الشركات بعد ضغوط دوليةlist 2 of 2ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولارend of list

وقال كبير محللي الأبحاث في شركة ريلاينس للأوراق المالية، غيغار تريفيدي إن الفضة تواكب الذهب الآن من حيث القيمة، ففي أكتوبر/تشرين الأول، كان يتطلب شراء أوقية واحدة من الذهب 82 أوقية من الفضة، أما اليوم فيقترب هذا الرقم من 69.

وأفاد (معهد الفضة)، وهو اتحاد صناعي، في تقرير بحثي صدر أمس الثلاثاء بأن قطاعات، مثل الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية وبنيتها التحتية ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي ستدفع الطلب الصناعي إلى الارتفاع حتى عام 2030.

وتواصل مخزونات الفضة العالمية الانخفاض في وقت دعمت توقعات خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة الطلب.

وتضاعفت قيمة الفضة هذا العام، متجاوزةً ارتفاع الذهب بنسبة 60%، واكتسبت زخما أخيرا بفضل التوقعات بتخفيف الاحتياطي الفدرالي للسياسة النقدية، وقد وضع متداولو عقود المبادلة في الحسبان خفضًا شبه مؤكد بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو ما يُمثل دعمًا للمعادن الثمينة التي لا تُدرّ فوائد.

وفي مقال سابق نشرته الجزيرة نت، قبل شهرين، خلص الخبير الاقتصادي مصطفى فهمي إلى أن الارتفاع الحالي في أسعار الفضة ليس موجة مضاربية، بل نتيجة مزيج من الإقبال التحوطي على الأصول الآمنة والطلب الصناعي والتكنولوجي المتزايد.

ومع صعود الذهب، أصبحت الفضة بديلا أقل تكلفة للتحوط، بينما يقيد العرض استجابة الإمدادات سريعا لأن المعدن ينتَج غالبا كناتج جانبي لمعادن أخرى.

إعلان

ورغم تقلبات الأسعار، يبقى الاتجاه البنيوي صاعدا تدعمه الاستخدامات اليومية المتسعة ودور الفضة المزدوج كمعدن صناعي ووسيلة لحفظ القيمة.

واختتم بالإشارة إلى أن السؤال الأهم: كيف ستنعكس الاختلالات البنيوية الراهنة في النظامين المالي والاقتصادي العالمي، مع تزايد الطلب الصناعي والتحوطي، على أسعار الفضة والمعادن في الفترة المقبلة؟

الذهب

وفي تعاملات اليوم تراجع الذهب في المعاملات الفورية تراجعا طفيفا 0.22% عند 4199.42 دولارا للأوقية، في وقت كتابة التقرير.

وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير/شباط 0.13% إلى 4230.80 دولارا للأوقية.

ويُختتم اجتماع البنك المركزي الأميركي اليوم بإعلان قرار بشأن الفائدة عند الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش، ويليه المؤتمر الصحفي لجيروم باول، ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، يتوقع المستثمرون الآن بنسبة 88.6% خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس.

وقال المدير الإداري لشركة غولد سيلفر سنترال، برايان لان: "لا نشهد تغيرا كبيرا في أسعار الذهب في التعاملات الفورية، فهي لا تزال تتحرك ضمن نطاق محدود. ويترقب المستثمرون قرار الفائدة الذي سيعلنه مجلس الاحتياطي اليوم، وما إذا كان سيصدر أي إشارات إضافية بشأن مسار السياسة النقدية".

وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت أمس الثلاثاء، إن هناك "مجالا واسعا" لخفض أسعار الفائدة أكثر. ومع ذلك، أضاف أنه في حال ارتفاع التضخم، فقد تتغير الحسابات.

وتميل الأصول التي لا تدر عائدا، مثل الذهب، إلى الارتفاع في ظل انخفاض أسعار الفائدة.

مقالات مشابهة

  • مليون جنيه شهريا.. أزمة جديدة تواجه الزمالك
  • إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع
  • المركزي التركي يخفض الفائدة مجددا رغم استمرار مخاطر التضخم
  • ترامب يدفع لنفط أرخص: ضغوط أمريكية تهدد الخليج وتغرق العراق في أزمة مالية
  • استقرار العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بعد ارتفاع وول ستريت إثر خفض أسعار الفائدة
  • تحذير من مخاطر (المنازل الذكية)
  • ارتفاع أسعار النفط عقب خفض الفائدة الأمريكية
  • ارتفاع أسعار النفط عند التسوية عقب خفض الفائدة الأمريكية
  • ارتفاع قياسي للفضة والذهب يستقر مع ترقب خفض الفائدة بأميركا
  • انخفاض الذهب مع ارتفاع الدولار قبيل قرار الفائدة الأمريكية