سفير السويد: ندعم بناء القدرات وتبادل المعرفة بقطاع الرعاية الصحية مع مصر
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
استضافت السفارة السويدية في القاهرة ومجلس التجارة والاستثمار السويدي في مجال الأعمال سويدي حدث شراكة الرعاية الصحية السويدية المصرية، بمناسبة زيارة قام بها اتحاد سويدي لاستكشاف التعاون الموسع مع مصر في القطاع الصحي.
ألقى نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبد الغفار، الملاحظات الافتتاحية في هذا الحدث، الذي تضمن أيضًا جلسات نقاش رفيعة المستوى أدارها المدير للبنك الدولي ستيفان جيومبرت ومدير الأعمال السويدي مسعود بيووكي.
وضم الحدث أصحاب المصلحة الرئيسيين من الجهات العامة والخاصة، والأوساط الأكاديمية، والمؤسسات المالية الدولية مثل بنك الاستثمار الأوروبي (EIB)، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD)، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)، ووكالات التعاون الإنمائي في مصر لمناقشة كيفية دعم مصر بشكل مشترك في الإصلاح المستمر للرعاية الصحية.
وأكد سعادة السفير السويدي لدى مصر، السيد هاكان إمسجارد، على أهمية هذا الحدث قائلا: "إن أوجه التآزر بين حلول الرعاية الصحية المتطورة في السويد ومبادرات إصلاح الرعاية الصحية في مصر واضحة. فالشركات السويدية مجهزة تجهيزا جيدا لدعم مصر في جهودها الإصلاحية، وتتماشى خبراتها تماما مع مبادرات مصر لتحسين البنية التحتية للمستشفيات وتعزيز تقديم الرعاية الصحية، وخلق فرص كبيرة للتعاون في تقديم الخدمات وتبادل الخبرات على حد سواء". وأضاف: "تلتزم الحكومة السويدية بتعزيز هذه التعاونات ولديها مجموعة من آليات التمويل التي يمكن أن تدعم المساعدة التقنية وبناء القدرات وتبادل المعرفة في قطاع الرعاية الصحية. ومع تقدم هذه الزيارة، نهدف إلى إقامة شراكات دائمة وموسعة من شأنها تعزيز فرص الحصول على الرعاية وإطلاق الفرص الاقتصادية في قطاع الرعاية الصحية".
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن الاستثمار هو حجر الزاوية لتقدم أي دولة فهو يقود النمو الاقتصادي ويخلق فرص العمل ويعزز جودة الحياة للجميع، مشيرا إلى أن مصر، بتراثها الثقافي الغني وموقعها الاستراتيجي، تقدم فرصة فريدة ومقنعة للمستثمرين، وخاصة في قطاع الرعاية الصحية.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء، أن التقدم الكبير الذي أحرزته السويد في ابتكارات الرعاية الصحية، والقطاع الخاص القوي، ونهج التنمية المستدامة، يتماشى مع أجندة الإصلاح في مصر، سواء في مجال الرعاية الصحية الخضراء، أو المستحضرات الصيدلانية الحيوية، أو خدمات التحول الرقمي في مجال الصحة، بالإضافة إلى الأبحاث المتطورة، وهي نفس الأسس التي تعمل عليها وزارة الصحة والسكان، بما يساهم في تعزيز ودعم فرص الاستثمارات المصرية السويدية في البنية التحتية، والموارد البشرية والتكنولوجيا، والتي تمهد الطريق لنظام رعاية صحية أكثر شمولًا.
من جانبه، قال السيد مسعود بايوكي، مدير الأعمال السويدي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "من خلال الجمع بين نقاط قوتنا، نهدف إلى دعم قدرات البلاد والتأثير الإيجابي على حياة المواطنين. وتكرس السويد جهودها لتكون شريكًا يمكن الاعتماد عليه في الإصلاح المستمر، وتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية وتحسين النتائج للشعب المصري".
ومن المقرر أن يلتقي الوفد السويدي خلال وجوده بالقاهرة مع السلطات المصرية، بما في ذلك نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور خالد عبد الغفار، ورئيس الهيئة الصحية المصرية، والدكتور أحمد السبكي، ورئيس هيئة المشتريات الموحدة، والدكتور بهاء الدين زيدان، ورئيس هيئة الدواء المصرية الدكتور علي غمراوي.
تجدر الإشارة إلى أن الوفد السويدي يتكون من شركات رائدة في قطاع الرعاية الصحية مثل AstraZeneca، وهي شركة الأدوية الحيوية التي تقودها العلوم، Elekta، والتي تقدم حلول العلاج الإشعاعي الدقيقة للرعاية بالسرطان، Getinge، المتخصصة في غرف العمليات وأنظمة العناية المركزة، Arjo، التي تركز على تعزيز تنقل المرضى وجودة الرعاية الصحية،Skåne Care، التي تقدم الاستشارات الصحية وتطوير البنية التحتية للمستشفيات، وGHP، التي تدير عيادات متخصصة في مجالات تشخيصية مختارة.
من الوكالات السويدية، يضم الوفد أيضًا مؤسسة تمويل التنمية السويدية، Swedfund ووكالة ائتمان التصدير السويدية EKN. بالإضافة إلى ذلك، يشارك كبير المستشارين الصحيين، البروفيسور يوهان كارلسون، الرئيس السابق لوكالة الصحة العامة السويدية، في الوفد لمشاركة خبرته مع الزملاء المصريين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاقتصاد التجارة التمويل الرعاية الرعاية الصحية السفارة السويدية السفير السويدي السويد السويدية الصحية الصحي الصحة فی قطاع الرعایة الصحیة البنیة التحتیة الصحة والسکان نائب رئیس فی مجال فی مصر
إقرأ أيضاً:
إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة
في عالم الدراما المصرية، لا يمكن الحديث عن الريادة والتجديد دون ذكر اسم إنعام محمد علي، التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مرموقة بين كبار المخرجين، ليس فقط بإبداعها الفني، بل بقدرتها على نقل قضايا المجتمع والمرأة إلى الشاشة بكل صدق ووعي.
مخرجة استثنائية صنعت مجدها بعدسة الكاميرا، وجعلت من الفن رسالة وقضية، فحكت التاريخ وناقشت الممنوع وطرحت الواقع بأسلوب راقٍ لا يُنسى.
البدايات والتكوين العلميولدت إنعام محمد علي في محافظة المنيا عام 1938، وسط بيئة محافظة وطموحة، دفعتها منذ الصغر إلى التمسك بالعلم والثقافة كوسيلة للصعود وتحقيق الذات. تخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1960، ثم حصلت على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة القاهرة عام 1973. لم تكتفِ بالدراسة المحلية، بل خاضت تجربة التدريب الدولي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، بالإضافة إلى معايشة التجارب الأوروبية في التلفزيون الألماني والتشيكوسلوفاكي، ما شكّل لديها قاعدة ثقافية ومهنية متميزة.
خطواتها الأولى في عالم الإخراجبدأت إنعام مشوارها المهني من داخل التلفزيون المصري، وتحديدًا في قسم التمثيليات، حيث عملت كمساعدة مخرج عام 1960. سرعان ما أثبتت كفاءتها، فحصلت على فرصة إخراج أول مسلسل لها عام 1964.
كانت بداياتها هادئة لكنها واثقة، ومع كل عمل جديد كانت تؤكد أنها ليست مخرجة عادية، بل صاحبة رؤية ورسالة.
تدرج إداري ومكانة فنيةلم تقتصر إنعام على الجانب الفني فقط، بل ارتقت أيضًا إداريًا داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، فشغلت منصب مديرة إدارة برامج المرأة من 1974 حتى 1985، ثم أصبحت نائبة لرئيس قطاع الإنتاج بدرجة وكيل وزارة، وهو ما منحها نفوذًا مؤثرًا في توجيه محتوى الدراما المصرية، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة.
إبداع لا يُنسى في الدراما التلفزيونيةأبدعت إنعام محمد علي في تقديم عدد من أبرز المسلسلات المصرية التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، أبرزها:
• ضمير أبلة حكمت، الذي قدمته عام 1991، وجسدت فيه الفنانة فاتن حمامة دور المعلمة القدوة.
• أم كلثوم، الذي روت فيه حكاية كوكب الشرق بتفاصيل إنسانية وفنية مؤثرة.
• قاسم أمين، الذي سلط الضوء على مشروع تحرير المرأة في مصر، وأثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية.
• قصة الأمس، والحب وأشياء أخرى، ومسلسل نونة الشعنونة الذي تناول قضية الخادمات القاصرات.
كل عمل من هذه الأعمال جاء محمّلًا برسائل اجتماعية وثقافية عميقة، ولم يكن مجرد ترفيه بل توثيق وتحفيز على التغيير.
بصمتها في السينما الوطنيةرغم أن إنعام برعت أكثر في الدراما، فإنها تركت أثرًا قويًا أيضًا في السينما من خلال أفلام ذات طابع وطني واجتماعي، مثل:
• الطريق إلى إيلات، الذي يعتبر من أهم أفلام المقاومة الوطنية الحديثة.
• آسفة أرفض الطلاق، الذي ناقش معاناة النساء في ظل قوانين الأحوال الشخصية.
• حكايات الغريب وصائد الأحلام، اللذان حملا بُعدًا فلسفيًا وإنسانيًا فريدًا.
رؤية نسوية حقيقية بعين مخرجة واعيةمنذ بداية مشوارها، حرصت إنعام محمد علي على تسليط الضوء على قضايا المرأة ومشكلاتها، ليس بشكل دعائي أو سطحي، بل برؤية إنسانية صادقة. وقد جسّدت هذه الرؤية في أعمال مثل أم مثالية ونونة الشعنونة، لتكشف واقع الطفلات العاملات وتطرح تساؤلات عن حقوقهن المسلوبة.
كما عادت مجددًا لمناقشة هذه القضايا من منظور تاريخي في مسلسل قاسم أمين، الذي تطرّق لتحرير المرأة المصرية في بداية القرن العشرين.
حياتها الشخصية وتجربتها مع الفنلم يكن الفن لدى إنعام مجرد مهنة، بل كان أسلوب حياة ورسالة تعيش من أجلها. أكدت في أكثر من حوار أن العمل الفني يجب أن يعبّر عن نبض داخلي لدى صانعه، وهو ما كانت تطبقه في اختيار أعمالها، التي رأت أنها تشكل سلسلة مترابطة تحمل رؤية واحدة، تتسم بالجدية والتأثير دون التخلي عن المتعة البصرية.
تكريمات مستحقة وجوائز مميزةحصدت إنعام محمد علي العديد من الجوائز على مدار مشوارها، خاصة عن أعمالها التي ناقشت هموم المرأة والمجتمع، كما نالت تكريمات من جهات رسمية وثقافية عدة، تقديرًا لدورها الريادي كمخرجة قادت دراما المرأة إلى آفاق جديدة من الوعي والاحتراف.