سلط برنامج "منتصف النهار" الذي تقدمه الإعلامية نهى درويش، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، الضوءَ على التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث ناقش البرنامج الجهود المصرية القطرية بشأن هدنة غزة، تحرك إيراني تجاه الوكالة الذرية، ووقف واشنطن توقف شحنات أسلحة إلى كييف.

فمع استمرار حرب الإبادة على غزة، أفادت مصادر طبية باستشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي المتواصل، منذ فجر اليوم، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع حدث أمني صعب في القطاع، وقالت فصائل فلسطينية إنه تم تنفيذ عملية مركبة نوعية استهدفت عشرات الجنود ورتلا لآليات إسرائيلية شرق حي الشجاعية بغزة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن مصر وقطر ستقدمان الاقتراح النهائي بشأن هدنة غزة، موضحا أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.

وفي ملف آخر، وبين رسائل التهديد العلنية والتحركات الدبلوماسية خلف الكواليس، يعود الملف النووي الإيراني إلى واجهة المشهد الإقليمي والدولي. بعدما صادق الرئيس الإيراني على قانون لتعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية في تصعيد جديد قبل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن من شأنها أن تعيد خلط أوراق التفاوض. فهل تتجه المنطقة نحو تسوية سياسية.. أم أن التصعيد لا يزال خيارًا حاضرًا؟

وإلى الملف الروسي الأوكراني، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية تعليق إرسال شحنات أسلحة معيّنة إلى أوكرانيا، بينها صواريخ دفاع جوي، مبررة ذلك بوضع مصالح الولايات المتحدة في المقام الأول، إذ جاءت الخطوة في إطار قلق واشنطن من تراجع مخزونها من الذخائر.


وهو ما دفع (الكرملين) للترحيب بقرار الولايات المتحدة تعليق شحنات بعض الأسلحة إلى أوكرانيا، معتبرا أن خفض الدعم العسكري لكييف "يجعل نهاية النزاع أقرب".

بينما استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الأمريكي في كييف بعد القرار لمناقشة المساعدات العسكرية والتعاون الدفاعي، وسط تأكيدات كييف على الأهمية القصوى لاستمرار واشنطن في تسليم كييف حزم المساعدات العسكرية المعتمدة.

طباعة شارك الجهود المصرية القطرية غزة الوكالة الذرية كييف فصائل فلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجهود المصرية القطرية غزة الوكالة الذرية كييف فصائل فلسطينية

إقرأ أيضاً:

غزة .. بين هدنة مزيفة وصمود يصنع الحقيقة

 

 

في الوقت الذي كان فيه العالم يتنفس الصعداء عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة، جاءت الأخبار المؤلمة لتؤكد أن لغة الدم لا تزال تهيمن على المشهد، وأن منطق القوة ما زال هو المتحكم في القرار الصهيوني، إذ شهد القطاع أكثر من 93 غارة بعد الإعلان مباشرة، وسقط على إثرها أكثر من مائة شهيد من المدنيين الأبرياء.
إن هذا الحدث ليس مجرد خرق لاتفاق هش، بل هو رسالة موجهة من الكيان الصهيوني مفادها أنه لا يؤمن بالسلام إلا إذا كان تحت حراب دباباته، ولا يعرف الهدوء إلا عندما يُفرض على الآخرين من موقع ضعف واستسلام، في حين أن الشعب الفلسطيني يثبت في كل مرة أنه أقوى من كل محاولات الإبادة والإذلال.
إن استمرار الغارات بعد إعلان وقف إطلاق النار يكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، ويُعرّي ازدواجية المعايير لدى القوى الكبرى التي تندد نظرياً بالتصعيد، بينما تغض الطرف عن جرائم ترتكب جهاراً نهاراً أمام كاميرات العالم. فكيف يمكن الوثوق بوقف إطلاق نار لا تصاحبه ضمانات حقيقية ولا آليات رقابية مستقلة تردع المعتدي وتكفل حماية المدنيين؟
ومع ذلك، فإن الجانب المضيء في هذا المشهد المأساوي يتمثل في صمود الشعب الفلسطيني وتماسك جبهته الداخلية. فهذه الغارات لم تُضعف عزيمته، بل زادته إصراراً على الثبات. لقد تحوّل الحصار والمعاناة إلى وقود للوعي الوطني والمقاومة، وأثبت الفلسطينيون أنهم أصحاب قضية لا تموت بالحصار ولا تنكسر بالقصف.
كما أن ردود الأفعال الشعبية والإعلامية في العالم العربي والإسلامي والعالمي بدأت تعكس تحوّلاً نوعياً في وعي الشعوب تجاه ما يجري في غزة. فلم تعد القضية الفلسطينية تُختزل في بيانات رسمية باردة، بل أصبحت رمزاً للعدالة الإنسانية وفضحاً مستمراً للنفاق السياسي الغربي. لقد كشفت الغارات الأخيرة بعد إعلان وقف النار أن الحقيقة لا يمكن دفنها تحت ركام البيوت، وأن الوعي الجمعي العالمي بات يدرك أن الاحتلال هو أصل كل الجرائم.
سياسياً يمكن القول إن هذا الخرق المتعمد لاتفاق الهدنة يضع الوساطة الدولية والإقليمية أمام اختبار حقيقي. فالوسطاء الذين أعلنوا نجاح التهدئة مطالبون اليوم بإعادة النظر في أسلوب تعاملهم مع كيان لا يحترم الاتفاقات ولا يلتزم بالعهود. إن غياب الردع الدولي شجع الاحتلال على الاستهتار بكل القرارات، لكن في المقابل، فإن هذا السلوك العدواني يسرّع من عزلته الأخلاقية والسياسية ويزيد من اتساع دائرة الرفض الشعبي العالمي له.
ومن زاوية أخرى، فإن هذه التطورات تُعيد التأكيد على أن السلام العادل لا يُفرض من الخارج، بل يُصنع بإرادة الشعوب الحرة. فالمقاومة – بمختلف أشكالها – ليست خياراً طارئاً، بل نتيجة طبيعية لظلمٍ متراكم واستبدادٍ مستمر. وكلما زاد العدوان، زادت قناعة الفلسطينيين والعرب بأن التمسك بالحقوق والثوابت هو السبيل الوحيد لحماية الكرامة والسيادة.
ورغم هذا الواقع المؤلم، فإن المشهد يحمل في طياته مؤشرات إيجابية على المدى البعيد. فكل غارة جديدة تسقط معها الأقنعة، ويزداد وعي الأحرار في العالم بحقيقة الكيان الصهيوني كمنظومة احتلال واستعمار لا تعرف للسلام معنى. ومع اتساع حملات المقاطعة والتضامن الشعبي العالمي، بدأت موازين التأثير تميل ببطء ولكن بثبات لصالح الرواية الفلسطينية.
إن غزة اليوم، رغم جراحها، تُعيد تعريف مفهوم النصر. فالنصر ليس فقط بوقف القصف أو بتوقيع اتفاق، بل بالصمود والبقاء والإصرار على الحياة. وغزة أثبتت أنها أقوى من الموت، وأن كل غارة تُنبت وعياً، وكل شهيد يُوقظ ضميراً في مكان ما من هذا العالم.
وفي الختام يمكن القول إن وقف إطلاق النار الحقيقي لا يُقاس بعدد الساعات التي يسود فيها الهدوء، بل بمدى التزام الاحتلال بإنهاء عدوانه ورفع حصاره والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. وحتى يتحقق ذلك ستبقى المقاومة عنوان الكرامة، وسيبقى صوت غزة رغم الدمار أقوى من كل القنابل، ينادي بالحرية والعدالة ويذكّر العالم بأن الحق لا يموت ما دام وراءه شعب لا يُهزم

مقالات مشابهة

  • غزة .. بين هدنة مزيفة وصمود يصنع الحقيقة
  • جهود مكثفة لتنفيذ المرحلة الأولى من «خطة ترامب» بشأن غزة
  • مخاوف حوثية من توجه دولي لدعمها.. جهود محلية لتضييق خطوط التهريب الإيراني بالبحر
  • صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
  • كييف تتهم موسكو بتصعيد الهجمات.. روسيا ترفض الاتهامات الأوروبية بشأن المسيرات
  • الخارجية الإيرانية: شروط الترويكا الأوروبية للحوار مع أمريكا غير منطقية
  • جهود مصرية قطرية مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوضع آلية للإفراج عن المحتجزين والأسرى
  • رحب بخطوات «حماس» بشأن خطة الرئيس الأمريكي.. «التعاون» يُثمّن مساعي وقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن: اجتماعات جارية بشأن اتفاق إسرائيل وحماس
  • إيران : التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعد “ملائما”