الثورة نت:
2025-05-28@03:54:11 GMT

عن شرعية المقاومة وإرهاب أمريكا ..!!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

 

 

وسط هذا الخضم من الأزمات والتحديات الوطنية، والإقليمية والدولية، وتزامنا مع منظومة السلوكيات والمواقف الثقافية والسياسية النخبوية العربية والإسلامية والدولية ورؤية متبنيها لما يعتمل من أزمات وأحداث على الصعيدين الوطني والقومي، ورد الفعل الدولي لهذه الأحداث، يمكن القول إن فلسطين تبقى وحدها مصدر الإشعاع والتنوير وأيقونة الوعي المعرفي وهي من تحدد لنا وضوح الرؤية وسلامتها، إن فلسطين – وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريح أمتنا – عادت لتكون (البوصلة) التي تدلنا على سلامة المسار وترشدنا نحو الوجهة السليمة التي تبعدنا عن المسارات الزائفة.

.
إذ نعيش في مرحلة حضارية تجرد غالبية المؤثرين فيها عن الكثير من القيم والأخلاقيات حتى يخيل للمراقب أننا نعيش في مرحلة انحطاط حضاري، مرحلة يحاول المؤثرون فيها ( أركسة) المفاهيم والقضايا وأبرز أهدافهم  تجريد شعوب الأمة على الصعيدين الوطني والقومي من كل قيم الحرية والكرامة وحق الدفاع عن سيادتهم وسيادة  أوطانهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية والقومية والدينية..
خلال عقود من الصراع العربي _الصهيوني، ورغم الاختراق الأمريكي الصهيوني لمنظومة النظام العربي الرسمي بعد رحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر وتسلم السادات السلطة في أكبر دول المواجهة العربية، هذا الرجل الذي ضرب الهوية القومية لمصر وشعبها وبجرة قلم عمل على تغيير اسم الدولة في مصر واستبدل علمها وحول مسارها الحضاري متخليا عن دور مصر التاريخي والطبيعي، وهذا ما خططت له أمريكا بعد أن تعذر عليها وعلى حلفائها تطويع نظام ناصر رغم المؤامرة التي حاكتها ضده في يونيو 1967م لضرب مشروعه القومي وتوجهاته القومية في مناهضة قوي الاستعمار الصهيوني الإمبريالي، غير أن هذا لم يمكنها من طمس ثقافة المقاومة، فعملت بعد جر مصر السادات الي حضيرتها عبر اتفاق كمب ديفيد الذي تحول إلى مشروع استعماري ونظام سعت واشنطن الي تعميمه ليشمل المنظومة العربية _الإسلامية، غير أن المشروع لم يحقق لواشنطن غايتها فابتكرت فكرة تجريم “مقاومة الاستعمار” من قبل الشعوب المحتلة فعملت ومن خلال أجهزتها الاستخبارية بالتعاون مع أجهزة حلفائها في الغرب وخاصة بريطانيا، على تبني وتنشئة (الجماعات الإسلامية) بمساعدة أنظمة حليفة لها في المنطقة أبرزها مصر والسعودية والأردن والمغرب والسودان وحتى اليمن، وكانت هذه الدول العربية من أكثر الدول الداعمة للجماعات الإسلامية خلال فترة، الحرب الأفغانية، التي كانت بالأساس لا تختلف عن حرب أوكرانيا اليوم من حيث الأهداف والغايات..
بعد انتهاء حرب أفغانستان بتفكك الاتحاد السوفيتي، وجدت أمريكا نفسها مستغنية عن هذه الجماعات وكان لا بد من التخلص منها خاصة بعد أن تنامت قدرات الجماعة وأخذت تشكل بنشاطها ما يمكن اعتباره إزعاجا امنيا لواشنطن وحلفائها، ومع ذلك لم تقطع تواصلها معهم وتوجيههم في خدمتها فوظفتهم للتخلص من حليفها الذي حقق لها أعظم أهدافها في المنطقة وهو (السادات) ثم دفعتهم ليكونوا لها كبش فداء في أحداث 11 سبتمبر، وهي الحادثة التي منحت أمريكا شرعية استباحة سيادة الشعوب العربية والإسلامية بذريعة مكافحة الإرهاب ومنها قررت تشريع العمل المقاوم كعمل إرهابي، والغاية تجريم أي شكل من أشكال المقاومة ضد الكيان الصهيوني القاعدة العسكرية المتقدمة في المنطقة التي تعمل في خدمة هيمنة أمريكا وديمومة نفوذها الجيوسياسي والإبقاء على هيمنتها الدولية باعتبار الوطن العربي هو المصدر الرئيسي للطاقة وبه لا بدونه تبقى أمريكا هيمنتها على العالم.
ما يجري اليوم في المنطقة من حرب إبادة متوحشة في فلسطين، واعتداءات صهيونية تطال كل دول المنطقة الرافضة للهيمنة الأمريكية والداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان، هذه الجرائم التي لم يسبق لها مثيل والتي يخجل منها (المغول، والتتر، والنازيون) وحتى آكلو لحوم البشر، يرتكبها الصهاينة بمشاركة أمريكية ودعم وإسناد ورعاية أمريكية بريطانية غربية وبالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية _الإسلامية الدائرة في فلك أمريكا وبريطانيا والغرب، والهدف من كل ما يجري هو ضرب المقاومة ماديا ومعنويا وطمس حضورها من ثقافة شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني المطلوب منه نسيان وطنه وأرضه وقضيته والقبول بحياة الاستكانة والعبودية للصهاينة الذين بالمناسبة لا علاقة لهم ببني إسرائيل ولا ينتمون لبنى إسرائيل بل هم مجرد رعاع من رعاع أوروبا وعلى أجل أن تتخلص منهم المجتمعات الأوروبية لكي تبقى على نقائها المجتمعي عملت على تجنيدهم وتبني فكرة انتمائهم الكاذب لبني إسرائيل لتجعل منهم قوة عسكرية لحماية المصالح الاستعمارية وهذا ما تؤكده معركة طوفان الأقصى..؟!
إن فكرة المقاومة ماديا ومعنويا وعمليا فكرة مقلقة لأمريكا ولهيمنتها الاستعمارية، لهذا عملت على تطويع أنظمة المنطقة والعالم وأجبرتهم على التسليم على أن المقاومة ظاهرة إرهابية يجب محاربتها ومن لم يفعل بما تريده أمريكا من الأنظمة تصنفه تلقائيا في قائمة دول محور الشر، وتبدأ باتخاذ سلسلة من العقوبات ضده والحصار وشيطنته عبر ماكينة إعلامية جبارة، والمؤسف أن هذا السلوك الأمريكي القبيح استطاع أن يسلب الوعي العربي وانجرت الكثير من النخب العربية الإسلامية خلف هذا المفهوم الاستعماري الكاذب وغير الشرعي وغير القانوني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة تعقد اجتماعًا موسعًا مع مجموعة مدريد وعددٍ من الدول الأوروبية

عقد أعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة، اليوم، برئاسة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وبحضور معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، ودولة رئيس وزراء فلسطين وزير الخارجية الدكتور محمد مصطفى، ومعالي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، ومعالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية الدكتور بدر عبدالعاطي، ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومعالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ونائب وزير خارجية جمهورية تركيا الدكتور نوح يلماز، اجتماعًا موسعًا مع مجموعة مدريد، وعددٍ من الدول الأوروبية، وذلك في العاصمة الإسبانية مدريد.

 

وبحث الاجتماع تطورات الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، والجهود الدولية الرامية إلى إيقاف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع، كما ناقش الاجتماع التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي سيُعقد في مقر الأمم المتحدة خلال شهر يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.

 

وأكد أعضاء اللجنة الوزارية أهمية التعاون المشترك لإنجاح المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وذلك عبر تقديم التزامات واضحة وخطوات ودعم ملموس سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.

 

وشدد أعضاء اللجنة على أهمية تنفيذ حل الدولتين على أساس القرارات الدولية ذات الصلة وبما يكفل الحق الأصيل للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو “حزيران” لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، مثمنين في ذات السياق جهود مجموعة مدريد والدول الأوروبية في دعم هذه المساعي الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والدائم.

وأعرب أعضاء اللجنة عن تطلعهم لنجاح جهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مؤكدين أهمية إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح جميع المعابر بشكل فوري ودون شروط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لتلبية احتياجات سكان القطاع.

اقرأ أيضاًالمملكةبرئاسة المملكة وفرنسا.. انعقاد الاجتماع التحضيري لمؤتمر تنفيذ حل الدولتين

وأعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن إدانتهم للانتهاكات المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، مؤكدين أهمية التصدي لكافة التعديات الإسرائيلية على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وجدد أعضاء اللجنة دعمهم لجهود التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة وفقًا للخطة العربية لإعادة الإعمار التي تم اعتمادها في القمة العربية غير العادية بالقاهرة، ودعمهم للمؤتمر الدولي الذي تعتزم مصر استضافته في القاهرة بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة حول إعادة إعمار قطاع غزة.

ونوّه أعضاء اللجنة بالإصلاحات التي أطلقتها الحكومة الفلسطينية، مجددةً دعمها الثابت لجميع مايحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وكل مايضمن أمنه واستقراراه وازدهاره.

 

حضر الاجتماع، صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، والمستشار في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.

مقالات مشابهة

  • صحيفة صهيونية تقر بعجز أمريكا و”إسرائيل” عن كسر صمود اليمنيين… جغرافيا، عقيدة، وخبرة قتالية تُربك العدو
  • الرئيس السيسي ورئيس وزراء إسبانيا يؤكدان دعم الخطة العربية الإسلامية لإعمار غزة
  • ذا هيل: هروب ترامب من اليمن أزعج إسرائيل والدول العربية المعتمدة على أمريكا
  • حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
  • بعد اجتماع مدريد.. بيان مشترك لوزراء المجموعة العربية الإسلامية بشأن غزة
  • "اللجنة الوزارية العربية الإسلامية" تعقد اجتماعًا موسعًا بشأن غزة
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م
  • اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة تعقد اجتماعًا موسعًا مع مجموعة مدريد وعددٍ من الدول الأوروبية
  • بيان مشترك لأعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة
  • ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟