الثورة نت:
2025-07-31@01:15:47 GMT

عن شرعية المقاومة وإرهاب أمريكا ..!!

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

 

 

وسط هذا الخضم من الأزمات والتحديات الوطنية، والإقليمية والدولية، وتزامنا مع منظومة السلوكيات والمواقف الثقافية والسياسية النخبوية العربية والإسلامية والدولية ورؤية متبنيها لما يعتمل من أزمات وأحداث على الصعيدين الوطني والقومي، ورد الفعل الدولي لهذه الأحداث، يمكن القول إن فلسطين تبقى وحدها مصدر الإشعاع والتنوير وأيقونة الوعي المعرفي وهي من تحدد لنا وضوح الرؤية وسلامتها، إن فلسطين – وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريح أمتنا – عادت لتكون (البوصلة) التي تدلنا على سلامة المسار وترشدنا نحو الوجهة السليمة التي تبعدنا عن المسارات الزائفة.

.
إذ نعيش في مرحلة حضارية تجرد غالبية المؤثرين فيها عن الكثير من القيم والأخلاقيات حتى يخيل للمراقب أننا نعيش في مرحلة انحطاط حضاري، مرحلة يحاول المؤثرون فيها ( أركسة) المفاهيم والقضايا وأبرز أهدافهم  تجريد شعوب الأمة على الصعيدين الوطني والقومي من كل قيم الحرية والكرامة وحق الدفاع عن سيادتهم وسيادة  أوطانهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية والقومية والدينية..
خلال عقود من الصراع العربي _الصهيوني، ورغم الاختراق الأمريكي الصهيوني لمنظومة النظام العربي الرسمي بعد رحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر وتسلم السادات السلطة في أكبر دول المواجهة العربية، هذا الرجل الذي ضرب الهوية القومية لمصر وشعبها وبجرة قلم عمل على تغيير اسم الدولة في مصر واستبدل علمها وحول مسارها الحضاري متخليا عن دور مصر التاريخي والطبيعي، وهذا ما خططت له أمريكا بعد أن تعذر عليها وعلى حلفائها تطويع نظام ناصر رغم المؤامرة التي حاكتها ضده في يونيو 1967م لضرب مشروعه القومي وتوجهاته القومية في مناهضة قوي الاستعمار الصهيوني الإمبريالي، غير أن هذا لم يمكنها من طمس ثقافة المقاومة، فعملت بعد جر مصر السادات الي حضيرتها عبر اتفاق كمب ديفيد الذي تحول إلى مشروع استعماري ونظام سعت واشنطن الي تعميمه ليشمل المنظومة العربية _الإسلامية، غير أن المشروع لم يحقق لواشنطن غايتها فابتكرت فكرة تجريم “مقاومة الاستعمار” من قبل الشعوب المحتلة فعملت ومن خلال أجهزتها الاستخبارية بالتعاون مع أجهزة حلفائها في الغرب وخاصة بريطانيا، على تبني وتنشئة (الجماعات الإسلامية) بمساعدة أنظمة حليفة لها في المنطقة أبرزها مصر والسعودية والأردن والمغرب والسودان وحتى اليمن، وكانت هذه الدول العربية من أكثر الدول الداعمة للجماعات الإسلامية خلال فترة، الحرب الأفغانية، التي كانت بالأساس لا تختلف عن حرب أوكرانيا اليوم من حيث الأهداف والغايات..
بعد انتهاء حرب أفغانستان بتفكك الاتحاد السوفيتي، وجدت أمريكا نفسها مستغنية عن هذه الجماعات وكان لا بد من التخلص منها خاصة بعد أن تنامت قدرات الجماعة وأخذت تشكل بنشاطها ما يمكن اعتباره إزعاجا امنيا لواشنطن وحلفائها، ومع ذلك لم تقطع تواصلها معهم وتوجيههم في خدمتها فوظفتهم للتخلص من حليفها الذي حقق لها أعظم أهدافها في المنطقة وهو (السادات) ثم دفعتهم ليكونوا لها كبش فداء في أحداث 11 سبتمبر، وهي الحادثة التي منحت أمريكا شرعية استباحة سيادة الشعوب العربية والإسلامية بذريعة مكافحة الإرهاب ومنها قررت تشريع العمل المقاوم كعمل إرهابي، والغاية تجريم أي شكل من أشكال المقاومة ضد الكيان الصهيوني القاعدة العسكرية المتقدمة في المنطقة التي تعمل في خدمة هيمنة أمريكا وديمومة نفوذها الجيوسياسي والإبقاء على هيمنتها الدولية باعتبار الوطن العربي هو المصدر الرئيسي للطاقة وبه لا بدونه تبقى أمريكا هيمنتها على العالم.
ما يجري اليوم في المنطقة من حرب إبادة متوحشة في فلسطين، واعتداءات صهيونية تطال كل دول المنطقة الرافضة للهيمنة الأمريكية والداعمة للمقاومة في فلسطين ولبنان، هذه الجرائم التي لم يسبق لها مثيل والتي يخجل منها (المغول، والتتر، والنازيون) وحتى آكلو لحوم البشر، يرتكبها الصهاينة بمشاركة أمريكية ودعم وإسناد ورعاية أمريكية بريطانية غربية وبالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية _الإسلامية الدائرة في فلك أمريكا وبريطانيا والغرب، والهدف من كل ما يجري هو ضرب المقاومة ماديا ومعنويا وطمس حضورها من ثقافة شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الفلسطيني المطلوب منه نسيان وطنه وأرضه وقضيته والقبول بحياة الاستكانة والعبودية للصهاينة الذين بالمناسبة لا علاقة لهم ببني إسرائيل ولا ينتمون لبنى إسرائيل بل هم مجرد رعاع من رعاع أوروبا وعلى أجل أن تتخلص منهم المجتمعات الأوروبية لكي تبقى على نقائها المجتمعي عملت على تجنيدهم وتبني فكرة انتمائهم الكاذب لبني إسرائيل لتجعل منهم قوة عسكرية لحماية المصالح الاستعمارية وهذا ما تؤكده معركة طوفان الأقصى..؟!
إن فكرة المقاومة ماديا ومعنويا وعمليا فكرة مقلقة لأمريكا ولهيمنتها الاستعمارية، لهذا عملت على تطويع أنظمة المنطقة والعالم وأجبرتهم على التسليم على أن المقاومة ظاهرة إرهابية يجب محاربتها ومن لم يفعل بما تريده أمريكا من الأنظمة تصنفه تلقائيا في قائمة دول محور الشر، وتبدأ باتخاذ سلسلة من العقوبات ضده والحصار وشيطنته عبر ماكينة إعلامية جبارة، والمؤسف أن هذا السلوك الأمريكي القبيح استطاع أن يسلب الوعي العربي وانجرت الكثير من النخب العربية الإسلامية خلف هذا المفهوم الاستعماري الكاذب وغير الشرعي وغير القانوني.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جلسة رقية شرعية تُودي بحياة شاب يمني .. فيديو

فهمي محمد

شهدت محافظة إب شمالي اليمن واقعة مأساوية، بعدما تحولت جلسة رقية شرعية لشاب يمني إلى حادثة عنف مروعة انتهت بوفاته، وسط حالة من الغضب الشعبي والمطالبات بالتحقيق ووضع ضوابط لمراكز الرقية المنتشرة في البلاد.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن الشاب “علي القاسم” توفي خلال خضوعه لجلسة علاجية في أحد مراكز الرقية بمدينة إب القديمة، بعد أن قرر “الراقي” المسؤول عن المركز أن الشاب يعاني من “مسّ شيطاني”، ويحتاج إلى تدخل فوري عبر الرقية بالقرآن الكريم.

وأشارت المصادر إلى أن الجلسة بدأت بتلاوة آيات من القرآن، قبل أن يطلب الشيخ من الحاضرين تثبيت أطراف الشاب، ثم قام بوضعه على الأرض، وركل رقبته، ثم صعد فوق صدره، ما أدى إلى وفاته في الحال، وسط ذهول الحاضرين.

الحادثة أثارت حالة من الصدمة والغضب، ودعت العديد من الأصوات على منصات التواصل الاجتماعي إلى ضرورة وضع إطار قانوني واضح لعمل مراكز الرقية الشرعية، التي باتت تنتشر في مختلف المدن اليمنية دون رقابة أو تأهيل علمي أو طبي للعاملين فيها.

من جانبها، أكدت وسائل إعلام محلية أن السلطات الأمنية في المحافظة ألقت القبض على الراقي، وفتحت تحقيقاً في الواقعة تمهيداً لإحالته إلى النيابة العامة، وسط ترقب شعبي لمجريات القضية والمحاسبة القانونية للمسؤولين عنها.

ويعيد الحادث إلى الواجهة جدلاً واسعًا حول الرقية الشرعية وممارسات بعض القائمين عليها، في ظل غياب الرقابة وافتقار الكثير من هذه المراكز إلى أبسط المعايير المهنية والإنسانية، ما يحول بعض الجلسات العلاجية إلى ساحة انتهاك جسدي ونفسي قد تنتهي كما حدث مع الشاب علي القاسم، بكارثة لا يمكن تبريرها.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/AQMbq694xaV-33aR7BkiP3gXO81nvOMuzX52SiTKVg3k4dk3jlBNAS8lOoUzbWjEefldJY6vqANGvGw1I4VSPPm3Te9D5RIaU9dk_HSJPA.mp4

مقالات مشابهة

  • أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
  • ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن ا
  • أمريكا.. إمبراطورية الأزمات
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل قنصل سفارة جمهورية مصر العربية لدى المملكة
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل القنصل بسفارة جمهورية مصر العربية لدى المملكة
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • الطارف.. احباط محاولة هجرة غير شرعية على البحر و توقيف 10 أشخاص
  • عضو عليا الوفد يطالب بتعليق تعاون الدول العربية اقتصاديا مع أمريكا وإسرائيل حتى تتوقف حرب غزة
  • جلسة رقية شرعية تُودي بحياة شاب يمني .. فيديو
  • الإخوان والحكم قبل الثورة.. كيف فهم البنا شرعية النظام الملكي؟ (2)