سواليف:
2025-07-29@01:44:59 GMT

الكيان وأدواته .. ما بين نشوة أيلول وواقع أكتوبر

تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT

د. فاخر دعاس

لم يكن حدث اغتيال السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في أواخر أيلول حدثًأ عاديًا بالنسبة للكيان. فهو الشخص الذي أذاقهم الهزيمة مرتين، وظل ندًا لهم حتى لحظة استشهاده. وهذا ما يفسر حجم الفرح العارم الذي أصاب الكيان قادة وجمهورًا.
ووجد قادة الكيان -وخاصة نتنياهو- في استشهاده فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله، بل على محور المقاومة بأكمله وتفريغ إيران من كافة أدواتها بالمنطقة ما يجعلها معزولة تمامًا.

وهي فرصة لفرض الحل الصهيوني المتطرف للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي سيصبح أكثر سهولة في حال وصل ترامب إلى كرسي الرئاسة الأمريكية.
هذا السيناريو الصهيوني لم يكن مجرد أحلام أو أمنيات على الورق، بل إن الضربات المتتالية التي تلقتها المقاومة قبيل استئهاد السيد حسن وخاصة ما عرف بيوم البيجر والووكي توكي وقصف اليمن وسلسلة الاغتيالات المتتالية لقادة المقاومة، كل هذه الأحداث لعبت دورًا رئيسيًا في تشجيع نتنياهو وحكومته على “الاستعجال” في جني ثمار هذه الانتصارات. فتم اتخاذ قرار بعملية برية في جنوب لبناني عنوانه انسحاب الحزب إلى ما بعد شمال الليطاني، بل وطرح ملف تجريد الحزب من سلاحه، إضافة إلى الحديث عن التسريع بتسمية رئيس للبنان، يكون نتاج هذا الانتصار، إضافة إلى حديث وزير النقل الصهيوني عن النية بإعادة النظر باتفاقية تقسيم الحدود المائية مع لبنان.
بالتوازي، بدأ الإعلام العربي وقنواته الفضائية باستضافة “المحللين” الذين تسابقوا على الإشادة بإنجازات الكيان ووضع تصوراتهم للمنطقة “ما بعد إيران وحزب الله” والتسليم بأن هذا الكيان هو قدر وعلينا أن نستسلم ونسلم له. وبدأ توجيه اللوم وتحميل المسؤولية لحماس على عملية طوفان الأقصى وأن هذه العملية تحولت إلى وبال ودمار للشعب الفلسطيني وقضيته. وبدأت الأوساط الغربية والصهيونية بالحديث عن عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، ولعب الدور الذي تقوم به في الضفة الغربية.
“أحلام أيلول” هذه تبخرت تمامًا مع دخول شهر أكتوبر المجيد. هذا الشهر الذي لم يكن يومًا إلا نذير شؤم للكيان وقادته. فبالتزامن مع بدء العمليةالبرية للجيش الصهيوني على الأراضي اللبنانية، نفذ المقاومون في الضفة الغربية عملية فدائية أسفرت عن مقتل 9 “إسرائيليين”،، ولم يستفق الكيان وقادته من صدمة عودة العمليات الفدائية وانخراط أهل الضفة الغربية بها، حتى جاءهم بعد ساعات محدودة الهجوم الإيراني على كافة أرجاء الكيان بالصواريخ في مشهد لم يعهده الكيان في تاريخه، وأدى إلى لجوء كافة السكان إلى الملاجىء.
وأتت الصربة القاصمة من الجنوب اللبناني. فمع بداية الهجوم البري تعرض جيش الكيان لكمائن من حزب الله أدت إلى مقتل ما يزيد على 15 ضابطًأ جنديًا وتدمير ثلاث دبابات ميركافا، وانسحاب من تبقى إلى شمال فلسطين. وأتى كل هذا مع استمرار القصف الصاروخي من قبل حزب الله لمناطق شمال ووسط الكيان، من ذ لحظة استشهاد الأمين العام للحزب وحتى لحظة كتابة هذا المقال.
نتنياهو الذي خرج على الملأ في أيلول ليتباهى بانتصاراته ويعد مواطنيه بأنه سيعيدهم إلى شمال إسرائيل وينهي أسطورة حزب الله، كان يمكن أن يكون أكثر ذكاءً وقراءة للتاريخ، بأن يوافق على وقف إطلاق النار، ويكتفي بتحقيق أهم إنجاز لرئيس حكومة صهيوني منذ عام 1996 وذلك باغتيال أمين عام حزب الله، إلا أن غطرسته وغباءه جراه إلى التمادي في الحماقة، فخسر كل المكتسبات اللحظية التي حققها، وارتدت عليه كافة إنجازاته.
ختامًا، المشهد في أكتوبر:

المستوطنون القاطنون في مستوطنات الشمال لم يعودوا الى مستوطناتهم. قصف وصواريخ المقاومة اللبناتية ارتفعت وتيرتها من حيث العدد ونطاق استهدافها، لتدخل مدينة صفد ضمن بنك أهدافها. العملية البرية أتت بنتائج عكسية وساهمت برفع معنويات حزب الله والرهان على قدراتها بالتصدي لجيش الكيان، اليمن والحشدالشعبي مستمر بقصف الكيان. إيران ردت على اغتيال اسماعيل هنية وبشكل جدي وحاسم والأهم هو استمرار عجز جيش الكيان عن تحرير أسراه رغم مضي ما يقارب العام على الحرب التي شنها على غزة، ورغم كل البطش والتنكيل والمجازر، واحتلال قطاع غزة كاملًا، إلا أن هذا الجيش عجز عن تفكيك المقاومة أو تحزير أسراه.
أكتوبر المجيد .. أكتوبر الانتصار .. أكتوبر المقاومة .. ولا عزاء لقادة الكيان وأدواتهم في الإعلام العربي. مقالات ذات صلة حكومة … نسخ … لصق مع فلتر 2024/10/04

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا        

خالد بن سالم الغساني

تستمر جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة بلا هوادة، حيث أودت هذه الجرائم بحياة أكثر من 56 ألف فلسطيني ودمرت ما يقارب من 70% من البنية التحتية وفقًا لتقارير الأمم المتحدة حتى عام 2025م. هذه الفظائع تهدد بتعرية الكيان الصهيوني أمام العالم وتعزيز عزلته الدولية، مما يضعف شرعيته ككيان محتل. حيث يمكن لتوثيق هذه الجرائم بدقة أن يشكل سلاحًا قويًا في مسيرة هذا النضال، فمن خلال شهادات الضحايا الحيّة، والصور ومقاطع الفيديو الموثقة وتقارير المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية، يمكن بناء ملف قوي يدعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية التي تفحص استهداف المدنيين بشكل منهجي.

على سبيل المثال، استهداف مستشفيات ومدارس كملاجئ للنازحين، مثل قصف مستشفى الأهلي المعمداني وما يعكسه من وحشية الكيان، سوف يوفر ذلك أدلة دامغة للمحاسبة الدولية.

وفي هذا السياق، يمكن لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن تلعب دورًا محوريًا في كشف زيف روايات الكيان الصهيوني، بحيث تنتشر الصور المؤثرة للدمار، والشهادات الحية لأمهات فقدن أبناءهن، وأطفال أصبحوا أيتامًا، عبر #وسومات [هاشتاجات] موحّدة محورها صمود غزة، أطفالها، ونساؤها، وشيوخها، وبسالة مقاومتها، مما يُحشد الرأي العام العالمي.

إن قيادة الشباب والطلاب في المدن والجامعات، هارفارد وكولومبيا وغيرها، حملات احتجاجية واسعة، وحشدهم للمظاهرات الضخمة التي اجتاحت العديد من المدن الأمريكية والأوروبية في 2024م، دفعت العديد من الحكومات الغربية إلى إعادة تقييم دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي لوقف تصدير الأسلحة.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تقود منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في دول العالم العربي والإسلامي، بدعم من حلفاء مثل جنوب إفريقيا وفنزويلا، جهودًا حثيثة في الأمم المتحدة لإدانة الكيان الصهيوني. ورغم عرقلة الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن، إلا أن قرارات الجمعية العامة التي تندد بالانتهاكات تحظى بتأييد واسع في العديد من دول العالم. في الوقت نفسه تمهد دول أوروبية مثل إيرلندا والنرويج لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى الكيان، مما يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف الأوروبية التي كانت تاريخيًا متواطئة. وبالتوازي تعزز حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات جوانب الضغط الاقتصادي والثقافي، فقد نجحت هذه الحركة في إجبار شركات عالمية مثل شركة [بن آند جيري] الأمريكية المعروفة بمواقفها السياسية التقدمية، خاصة دعمها للقضية الفلسطينية، على سحب استثماراتها من المستوطنات غير الشرعية، كما أدت إلى إلغاء مهرجانات فنية كانت مقررة برعاية الكيان.

هذه الجهود المتضافرة تُحدث تصدعات داخلية في الكيان الصهيوني نفسه، فقد تصاعدت الاحتجاجات الداخلية ضد سياساته العدوانية، خاصة بين الشباب الذين يرفضون الخدمة العسكرية أو يعارضون الاحتلال، ومع ذلك يواصل الكيان الاعتماد على الدعم الأمريكي المطلق، سواء بالسلاح أو الحماية الدبلوماسية، لكن هذا الدعم بدأ يتآكل أمام الضغط الشعبي والدولي.

إن استمرار توثيق الجرائم ونشرها إلى جانب تعزيز التحالفات الدولية وحملات المقاطعة، يشكل تهديدًا وجوديًا للكيان الصهيوني. فغزة بصمود شعبها ونضالها، تظل مفتاحًا لفضح زيف الكيان وتعبيد الطريق لتحرير فلسطين. وفي ظل هذا الزخم يبقى على الفلسطينيين وكافة أحرار وشرفاء العالم، مواصلة الضغط باستخدام كل الوسائل المتاحة، إلى جانب حركات المقاومة المسلحة، من توثيق الجرائم إلى تنظيم المظاهرات والدعوة إلى العدالة الدولية، لضمان أن تتحول هذه العزلة إلى انتصار تاريخي للقضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يهاجمون قرية فلسطينية في الضفة الغربية
  • مونودراما “هبوط مؤقت”.. شهادة مسرحية على وجع وواقع الأسرى
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب
  • غزة.. مفتاح عزل الكيان الصهيوني دوليًا        
  • ما مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به؟.. الإفتاء توضح
  • جورج عبد الله.. الثائر الذي عاد بروح لم تنكسر رغم سنوات سجنة الـ41
  • جورج عبد الله.. الثائر الذي عاد بروح مقاومة رغم سنوات سجنة الـ41
  • ابو زيد يتحدث عن “المسافة صفر”.. التكتيك الذي حيّد نظام “تروفي” المتطور
  • جورج عبد الله: بين ذاكرة المقاومة وحسابات الدولة
  • إنطباعات خارجية قاتمة عن التجاوب اللبناني مع مساعي براك وحديث عن أيلول ساخن