شبكة اخبار العراق:
2025-05-14@14:41:51 GMT

الحاضر والمستقبل.. إيران وإسرائيل

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

الحاضر والمستقبل.. إيران وإسرائيل

آخر تحديث: 6 أكتوبر 2024 - 8:48 صبقلم:إبراهيم الزبيدي مقدما، لا بد من القول بأن معاداة إسرائيل لا تمنح شهادة شرف وحسن سلوك لمن يقتل أهله ويعتدي على جيرانه، ويستأجر الوكلاء الفاسدين لقتل شعوبهم وإفقارها وإذلالها، ولا تصدّر لجيرانها غير القتل والحرق والاغتيال وتجارة السلاح والمخدرات. فهناك حكومات تلهج بمعاداة إسرائيل وتحرير فلسطين ولكنها أسوأ وأشد وأقسى من يقمع أهله، ويستعبدهم ويفقّرهم ويصادر حرياتهم وكراماتهم.

كما أن هناك حكومات غير معادية لإسرائيل، وقد تكون من المطبعين معها، ولكنها عادلة جدا مع شعبها، وراحمة، وجاهدة في إسعادهم وإغنائهم وحفظ حرياتهم وكراماتهم، ومسالمة جدا مع غيرها من حكومات في المنطقة والعالم. طبعا، لا ينكرنَّ أحد أن للنظام الديني الطائفي المتشدد الإيراني أنصارا كثيرين في داخل إيران، وفي دول عربية وأجنبية متعددة. ولكن بالمقابل هناك ملايين أخرى بدأت مؤيدة لنظام الخميني، وحتى لوريثه علي خامنئي، وظلت مؤمنة بصدقه في نصرة المظلوم الضعيف، ومقاومة الظالم القوي، خصوصا في فلسطين، ثم فقدت ثقتها به، وإيمانها بصدق شعاراته التي ثبت، بسلوكه المرئي والمسموع والملموس، أنه لا يقل عن إسرائيل تدميرا لحياتها وتهديدا لمستقبل أجيالها القادمة. لم يكن غريبا أن يفرح العربي بسقوط الشاه محمد رضا بهلوي الذي نصبته أميركا وأوروبا شرطيهما في المنطقة لإذلاله، ولحماية مصالح الغرب، وأمن إسرائيل، وبتولي الخميني الإمام التقي الورع الذي أعلن أنه وكيل الله الجديد في أرضه، والموكّل من الإمام الغائب بنصرة الحق وإزهاق الباطل، والذود عن الله ورسوله والمؤمنين.وحتى حين ابتدع الحاكم الإيراني الجديد فلسفته المسلحة الداعية إلى تصدير الثورة إلى دول الجوار، باعتبارها الوسيلة الأفضل والأنسب للوصول إلى حدود فلسطين، تمهيدا لاقتحامها، وتحريرها، وطرد الوافدين إليها من يهود الخارج، وإعادتهم إلى البلدان التي جاؤوا منها، سكت العراقيون والسوريون واللبنانيون والفلسطينيون، على مضض، عن تدخل المندوبين السامين الإيرانيين في شؤون دولهم، وتسليم مقادير بلادهم لمسلحين موالين لجمهورية الحق الإلهي الخمينية، وذلك طمعا في النهاية السعيدة التي وعدهم بها الإمام. ولكن إيران الثورة الإسلامية والمقاومة والممانعة، راحت، شيئا فشيئا، تثبت أنها لا تقل عن حكومة الشاه ظلما وعدوانا وقمعا لكل من يعارضها من أهلها الإيرانيين ورعايا العواصم التي تمكنت من احتلالها. بل إنها فاقت عنجهية الشاه العنصرية الفارسية فأضافت إليها تعصبها المذهبي لتمعن في تفرقة الصفوف بمقولة الحرب الحسينية مع أحفاد يزيد.في العراق، سمحت لوكلائها بالتجبر والتكبر والتعالي، وبالفساد والسرقة والاختلاس والاغتيال والتهجير والتغييب، وتجارة الرقيق والمخدرات. فلم ترفض تهريب الأموال العامة المسروقة إليها، ولم تأمر القضاء الخاضع لإرادتها بمحاكمة كبار المختلسين، ومرتكبي جرائم قتل المتظاهرين، وأصحاب الشهادات المزورة، وتوزير الفاشلين والجهلة والأميين. كما لم تأمر وكلاءها بتوفير الماء والدواء والغذاء والكهرباء، لا لعموم العراقيين، بل لجماهير حاضنتها الشيعية، دون غيرها. وفي لبنان أغمضت عينيها عن اغتيالات حزب الله لمعارضيه، من رؤساء وزارات ووزراء ونواب وصحافيين ومثقفين وسياسيين ومواطنين آخرين، وباركت تعاليه على الدولة اللبنانية واحتقارها والعبث بأمنها وسيادتها، ولم تعترض على تخبئة السلاح والمقاتلين في منازل المدنيين، وأيدت زراعة المخدرات، وتصنيعها وتهريبها إلى دول الجوار، وأمرته بدخول سوريا لحماية حاكمها الدكتاتور الذي رأته يقتل أهله بالبراميل المتفجرة وأيدته، وسمحت لمسلحي حزب الله بقتل السوريين العزل، بالجملة، ونهب أموالهم وتهجيرهم واغتصاب منازلهم علنا ودون خوف ولا حياء.وفي فلسطين لم تدخر وسعا في تعميق الخلاف بين حماس والجهاد الإسلامي من جهة وبين السلطة الفلسطينية من جهة أخرى. بل بالغت في رعاية الاحتراب بين فلسطينيين وفلسطينيين، وموّلت وسلّحت وأوعزت بطوفان الأقصى ليجدها الحاقد المتعطش للدم العربي، نتنياهو، فرصة ذهبية لتهديم غزة على رؤوس نسائها وأطفالها وشيوخها، ولقتل الآلاف من أهلها، ثم ليتمادى ويقتحم الضفة، ويعبث بأمن أهلها، ثم يتفرغ للبنان، فيقتل الآلاف من مسلحيه ومدنييه، ثم يغتال أمين حزب الله، وجميع قياداته في خمس دقائق، ثم يمضي في رمي أطنان من القنابل والصواريخ على الأحياء المدنية في لبنان، وسوريا، ولن يتوقف. وفي اليمن دعّمت الفرقة الدامية بين اليمن الحوثي واليمن غير الحوثي، وأغرق اليمنيْن بحروب سالت وتسيل فيها دماء غزيرة ما تزال.وبسبب هذا، وبغيره مما لا يمكن لمقالة قصيرة كهذه أن تستوعبه كله، راحت الملايين العربية التي كانت تهتف بحياة الولي الفقيه، وبحياة وكلائه، تندب حظها، وتفقد صبرها، وتتحول إلى جموع موتورة تتمنى هزيمة غاصبها وظالمها، المسلم الشقيق، وتتشفى بخساراته، وتنتظر نهايته، حتى لو جاءت على يد شيطان رجيم مثل نتنياهو.بعبارة أوضح. إن إيران جنت على وكلائها العراقيين، واللبنانيين، والسوريين، والفلسطينيين، واليمنيين، والعرب الآخرين حين كشفت خياناتهم لأوطانهم، أولا، وغدرهم بطوائفهم ثانيا، وقرّبت عليهم يوم الحساب والعقاب، وبشرت شعوبهم بقرب تحررها من سطوتهم واستهتارهم وفسادهم، وبقرب التحاقها، أخيرا، بقطار المعاصرة والحداثة وحكم الجماهير، أسوة بشعوب العالم الحية التي أرادت الحياة فاستجاب لها القدر، وسلمها مفاتيح أبواب الغد المأمول. ومن يدري، فقد تكون أميركا وحليفاتها الأوروبيات قد تعمدت تسليم السلطة لأحزاب الدين السياسي الغارقة في الخرافة وقلة الضمير وسوء السلوك، وهي تعلم بأنهم، بفسادهم وجهلهم وتعدياتهم على أهلهم وليس على أعدائهم، لا بد ساقطون، ثم يكون سقوطهم بداية نهاية لكل دين سياسي، حتى لا تقوم له قائمة من الآن وإلى يوم يبعثون.بعبارة أصح، إن قيادة جمهورية إيران الإسلامية الطائفية المتشددة أنقضت ظهر شعبها الإيراني، أولا، وظهور أحبائها العراقيين والعرب الآخرين، ثانيا، فأفقرتهم، وأذلتهم، وأفسدت حاضرهم، وضيعت عليهم مستقبل حياتهم القادمة، مجانا وبلا أي فائدة، وسلّمتهم، بيديها الاثنتين، وعلى طبق من ذهب وألماس، إلى مملكة إسرائيل العظمى، غصبا، ليكونوا، كأشقائهم عرب الثمانية والأربعين، رعايا فيها من فصيلة (بدون).

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

من اليمن إلى فلسطين: المشروع القرآني يفرض معادلاته

محمد الجوهري

الاتفاق الأخير بين صنعاء وواشنطن لم يكن وليدَ ضعفٍ أو تراجع، بل هو نتيجةٌ طبيعية لمسار طويل من العمليات البطولية التي فرضت على العدو الأمريكي إعادة حساباته، والقبول بالمهادنة مقابل الحفاظ على مصالحه الخاصة، حتى لو كلّفه ذلك التخلي عن حماية الكيان الصهيوني، حليفه التقليدي. وهذه سابقة غير معهودة في تاريخ السياسة الأمريكية، التي طالما قدمت مصالح “إسرائيل” على حساب شعوبها ومبادئها، لكن يبدو أن الموازين قد تبدلت، وأن الزمن قد أذن بمرحلة جديدة، عنوانها التحرر والاستقلال، وبوّابتها بإذن الله تحرير الأقصى.

هذا التحول يعيد إلى الأذهان اتفاقاً مشابهاً حصل قبل نحو عقدين، وتحديدًا خلال الحرب الثالثة على صعدة، أواخر عام 2006. فقد اضطر حينها نظام علي عبدالله صالح، ولأول مرة، إلى وقف عدوانه عبر اتفاق مباشر مع المجاهدين، في سابقة كسرت غرور السلطة وغيّرت قواعد المواجهة. ذلك الاتفاق الذي قاده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – كان بمثابة إعلان هزيمة للسلطة العميلة رغم تفوقها العددي والتسليحي، بعدما عجزت عن تحقيق نصر عسكري حاسم. وتضمّن الاتفاق حينها الإفراج الكامل عن مئات الأسرى من المجاهدين، في خطوة مثلت ضربة قاصمة لنظام صالح وأدواته من الخونة المحليين، الذين انخرطوا في العدوان بدوافع نفاقية بحتة.

وكما هي عادتهم، لجأ الخونة بعد تلك الهزيمة إلى تبرير موقفهم بترويج فرضية “المسرحية”، واعتبار الحرب مؤامرة استهدفتهم هم لا غيرهم، في محاولة بائسة للتنصل من نتائج الفشل. فاضطر كثير منهم إلى الرضوخ للمشروع القرآني، وقبوله كأمر واقع، فيما اختار آخرون الهروب بعدما أدركوا أن الحسم العسكري لم يعد مطروحاً، وأن المشروع القرآني لم يعد فكرة قابلة للإجهاض، بل أصبح واقعاً قائماً يتعذر تجاوزه.

واليوم، تتكرر مأساة الخونة، ولكن هذه المرة على نطاقٍ أوسع بكثير وأكثر فداحة. فلم يعد الخونة مجرد زعامات محلية أو شيوخاً مأجورين من أبناء صعدة، بل أصبحوا أنظمة بأكملها، يقودها حكام أغلب الدول العربية الذين باعوا قضايا الأمة في سوق الذل والتطبيع، وارتموا في أحضان العدو الصهيوني، ظنًّا منهم أن الولاء له يحمي عروشهم من السقوط. ومعهم، أيضاً، جحافل من الفصائل المسلحة المرتزقة، ممن ارتضوا أن يكونوا أدوات للعدوان وأذرعاً عسكرية تخدم أجندات الاستكبار العالمي.

هؤلاء الخونة، على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم، وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: أن المشروع القرآني الذي ولد من رحم المعاناة والتضحيات، لم يعد ظاهرة محلية أو حركة مقاومة محاصرة، بل تحوّل إلى قوة إقليمية عظمى، لها كلمتها ومشروعها وأهدافها، وتتمدد بثباتٍ في وعي الأمة وساحات المواجهة. لقد أدركوا – مكرهين – أن لا مفر من التعايش مع هذه القوة الجديدة، بل والخضوع لمعادلاتها، لأنها ببساطة باتت تمسك بزمام المبادرة وتفرض شروطها على الأرض، كما فعلت في اليمن، وفي البحر الأحمر، وعلى أبواب فلسطين.

فالمعادلة انقلبت، والمشروع القرآني بات في موقع المهاجم، لا المدافع، والمبادر، لا المنتظر. أما هم، فانتقلوا من موقع السيادة إلى خانة الترقب والارتهان، يحسبون كل صيحة عليهم، ويراقبون كل بيان، وكل عملية، وكل موقف، لأنهم يعلمون جيدًا أن هذا المشروع لا يعرف المهادنة مع الخيانة، ولا يقبل التعايش مع الاحتلال، وأن أول تحركاته الحاسمة – والتي بدأت فعلياً – هي فتح الطريق نحو تحرير فلسطين من دنس الصهاينة، وإعادتها إلى حضن الأمة، طاهرةً محرّرة، مرفوعة الراية.

إن ما جرى ويجري اليوم، ليس مجرد تحولات سياسية عابرة، بل هي دلائل قاطعة على اقتراب وعد الله لعباده الصادقين، وتبدل سننه في الأرض. فالأقصى اليوم أقرب من أي وقت مضى، والخونة، في كل مكان يعيشون أسوأ لحظات الانكسار والتهميش. لقد سقطت الأقنعة، وتكشفت النوايا، وباتت الأمة قادرة – بمشروعها القرآني – أن تصنع التاريخ بيدها، وأن تعيد العزّة والكرامة إلى ديارها، وما النصر إلا من عند الله.

مقالات مشابهة

  • ‏وزير الخارجية الإيراني: ترامب عبر عن وجهة نظر "مخادعة" بشأن إيران
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • ” الحذر”.. السلاح الحاضر في معارك اليمن
  • 600 صاروخ بانتظارهم.. إيران تهدد باستهداف إسرائيل والجيش الأمريكي بالمنطقة
  • هل تتكرر في إيران؟.. شبح المفاعل النووي العراقي يلاحق إسرائيل والعالم
  • فلسطين: رابط الأسماء التي تم فرزها بقرعة مكرمة الحج 2025 - قطاع غزة
  • من اليمن إلى فلسطين: المشروع القرآني يفرض معادلاته
  • إيران تبرئ إسرائيل: انفجار ميناء رجائي نتيجة تسيّب بشري
  • معلومات.. هذا ما طلبه حزب الله من ضباط الحرس الثوري الإيراني
  • المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني تضمنت “أفكارا قيمة”