جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@11:00:17 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT

حرب عبثية أم إخضاع وسيطرة؟

 

عائشة السريحية

عيون العالم مُترقبة لما يحدث من جنون في إقليم الشرق الأوسط، ومع تباين مواقف الحكومات إلّا أنَّ أصوات الشعوب تكاد تكون واحدة؛ فهي تستشعر آلام الضحايا جراء هذه الحرب الظالمة، ومن يتحمل أن يرى الأشلاء تتطاير وكأنها عهن منفوش، رغم الجنون الذي يحدث إلّا أن مسارات الحرب لم تعد ذات أبعاد وجودية كما يقول المحتل الصهيوني؛ بل هي فرض سيطرة وإخضاع لدول الإقليم، وكأن لسان حال نتنياهو يردد مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى".

وبرغم الانهيارات التي حظي بها الكيان المحتل على الصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي، ومؤشرات انعدام الأمن الملائم للبيئة الاستثمارية، وضياع حلم قناة بن غوريون وهروب كبار المستثمرين الذين يعون جيداً معنى الاستدامة واستراتيجية الاستثمار، وعدد القتلى من الجنود والضباط وآلاف المعاقين بسبب الحرب، والهجرة العكسية التي ورغم كل محاولات العدو إخفاء كل هذه النتائج، إلا أن الحقائق تتسرب شيئاً فشيئاً للعالم، لتتكشف عورة الكيان اللقيط.

الجنون الصهيوني لإشعال فتيل الحرب الإقليمية الشاملة، وفتح كل الجبهات ليس سوى رغبة من كيان منهار، وليس إلا بخطة أمريكية هدفها إخضاع الشرق الأوسط لقوة واحدة، باتت تخشى فقدانها، فبعد نجاحها في تدمير العراق واليمن وسوريا وتفتيت مشروع الوحدة العربية، وضمان ولاء بقية دول المنطقة؛ بل وابتزاز بعضها، وترويج التطبيع مع المحتل، وبناء قواعد عسكرية في كل زاوية ومنحنى، لم تعد متحملة فكر مشروع المقاومة، الذي انتعش من جديد، كالعنقاء التي انتفضت من وسط الرماد، خصوصا بعد عقود من الفتنة بين الشيعة والسنة كونهما وقودا فاعلا في إذكاء الحروب داخل البلدان وبأقل الخسائر، فكيف لا وهم يقتلون ويكفرون بعضهم، ثم تأتي كالمنقذ المخلص فتفرض شروطها وتدعم الطرف الأكثر أمانا لها، إلا أنها اليوم، لم تعد تجد وسيلة لشرعنة القتل المذهب، بل تقتل المسلم بغض النظر عن ذلك، والتهمة هي أنه مُقاوِم للاحتلال، فالمقاوم بالنسبة لها خطر يجب وأده قبل أن يستشري في مجتمعات متفرقة كالمجتمع العربي الحديث، الذي نجحت أن تجعل نزعة الأنا والانفصال اللاواعي عن وحدة المجتمعات، وفصل مفهوم الأخوة في الدين واللغة والعادات تغلب عليه.

وبالعودة لنقطة الجنون الصهيوأمريكي، وما يروجون له من استعدادهم لضرب إيران وحشدهم للآراء الدولية، كالإدانة التي حصلوا عليها من مجموعة الدول السبع، والسعي في الكواليس لجر دول المنطقة لدعمهم لضرب إيران، ما هو سوى فخ كبير يتم نصبه على مرأى ومسمع؛ بل أمسى مكشوفا منذ اللحظة التي أعلنت فيها دول مجلس التعاون الحياد في هذا الأمر، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تمارس كل وسائل الضغط الممكنة، لجعل الضربة الإسرائيلية، رغبة إقليمية ستشارك فيها الدول الصديقة في المنطقة حسب قولها ولو حتى دعماً لوجستياً.

وعلى مدار العقود السابقة لم نشهد أن أمريكا خاضت حربا وربحتها للنهاية، بل كانت لها جولات تدميرية واستعمارية كل غايتها السيطرة على الثروات وترك ما يحدث بعد ذلك لتلك البلدان المنكوبة.

لذلك فإنِّه وبناء على ما حدث ويحدث، نستطيع أن نخمن بقية السيناريو في حال قام الكيان الصهيوني ومن خلفه طبعًا أمريكا بتوجيه ضربة لإيران وكانت لها آثار تدميرية على البنى التحتية أو حتى على المستوى السياسي كالاغتيالات أو الضربات ذات الأثر الاستراتيجي، ونشير إلى المفاعل النووي، فإنَّ المنطقة برمتها ستوضع في أتون حرب لن تترك ولن تذر، وخصوصا أن رد الفعل سيكون انتقاميًا، وله أبعاد قد لا تحمد عقباها.

لذلك يجب على الدول العربية والخليجية بالذات أن تكون على وعي ودراية لأي فخ قد ينصب لها.

إيران بعد نفاد الصبر الذي أعلنت عنه قبيل ضربتها الأخيرة على إسرائيل، كانت قد تلقت ضربات موجعة؛ فلم يكن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية هو السبب الوحيد، فما حدث في لبنان مؤخرا كان القشة التي قصمت ظهر البعير، ولكنها كانت تُعد العدة في الخفاء ما نظنه جعلها جاهزة للرد، خصوصًا بعد أن تم تداول حصولها على أنظمة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، وما تم أيضًا تداوله من حصولها على الصواريخ الباكستانية "شاهين 3" المجهزة لحمل الرؤوس النووية وهو ما كان ينقصها، إضافة لمكنوز الصواريخ الباليستية المتطورة والفرط صوتية، التي تملكها إيران والمسيرات التي أثبتت فاعليتها في خوض حروب مشابهة.

ويرى كثير من المحللين السياسيين أنه مهما كانت الضربة الإسرائيلية قوية، فإنَّ إيران قادرة على امتصاصها وأن ردها سيكون عنيفًا، ولن يكون فقط على إسرائيل؛ بل ربما يطال كل من تعاون معها، فالانتقام لا يقوده العقل بل الجنون والانتصار للنفس؛ فالمعركة اليوم لم تعد بين الكيان الإسرائيلي ومحاور المقاومة؛ بل هو صراع أمريكي إيراني حول كرسي الزعامة في الشرق الأوسط، وفي كلتا الحالتين نحن مقبلون على شرق أوسط جديد لكن بمعايير مختلفة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي يصف الحرب على سوريا بالحتمية وسط توتر على حدود القنيطرة

صرح وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي يوم الثلاثاء بأن الحرب على سوريا باتت حتمية، وذلك في تعليق على التطورات الأمنية قرب محيط القنيطرة السورية.

وجاءت تصريحات شيكلي عقب تداول مقاطع فيديو أظهرت تحركات لقوات الأمن السورية ومسلحين بالقرب من مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي في ريف القنيطرة، وهو ما اعتبرته تل أبيب “تهديدًا أمنيًا”، رغم أن المنطقة تشهد منذ سنوات اعتداءات وانتهاكات متكررة للسيادة السورية.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أن الحادثة تزامنت مع جولة ميدانية للسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك وولز، والسفير الإسرائيلي داني دانون، في القنيطرة القديمة، حيث ارتديا معدات حماية وأجريا تقييماً ميدانياً للوضع.

وأشارت الصحيفة إلى وقوع “حادثة غير اعتيادية” تمثلت باضطرابات وإطلاق نار بعد مرور الموكب المسلح، وزعم الجيش الإسرائيلي محاولة اعتقال عنصر من حركة الجهاد الإسلامي، بينما لم يشاهد السفيران الحادث مباشرة.

ونشرت وسائل الإعلام السورية تسجيلات تظهر مسلحين من قوات الأمن السورية يتحركون في شاحنات صغيرة وبحوزتهم أسلحة ظاهرة بمحاذاة آليات إسرائيلية، وأفادت التقارير بإصابة عدد من المدنيين السوريين جراء ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ”إطلاق نار تحذيري”.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الحادثة سبقتها “إخلالات بالنظام ورشق بالحجارة” باتجاه جنوده، ما دفعهم لإطلاق النار في الهواء والانسحاب إلى مواقع آمنة، بينما أفادت مصادر سورية باندلاع تظاهرة احتجاجية على وجود الجيش الإسرائيلي ونشاط طائراته المسيرة في المنطقة.

وفي سياق سياسي، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن غضبه من تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك حول “أولوية الملكية على الديمقراطية”، ونفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية التقارير الإعلامية عن أي اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، مؤكدة أن الاتصالات التي جرت برعاية أمريكية لم تُفضِ إلى تفاهمات.

وختم السفير الإسرائيلي داني دانون الجولة بالإشارة إلى أن “التهديدات من الشمال واضحة”، موضحًا أن الجيش يواجه تحديات على الحدود اللبنانية بسبب حزب الله والتهديد الإيراني، إضافة إلى تحديات على الجبهة السورية ناجمة عن عدم الاستقرار في المنطقة.

قذائف مجهولة المصدر تسقط في محيط مطار المزة العسكري بدمشق

أفادت وكالة سانا، الثلاثاء، بسقوط قذائف مدفعية مجهولة المصدر قرب مطار المزة العسكري بدمشق، وأوضح مصدر عسكري لوكالة سانا أن القذائف الثلاث لم تتسبب في أي إصابات أو أضرار مادية.

وأضاف المصدر أن الجهات المختصة انتشرت في محيط المطار وبدأت التحقيقات لتحديد مصدر هذه القذائف والتأكد من طبيعة الهجوم.

وكانت المنطقة نفسها تعرضت منتصف الشهر الماضي لضربات صاروخية قالت السلطات السورية إنها اعتداء غادر، وأسفرت عن إصابة عدد من المدنيين وإلحاق أضرار مادية بالأحياء السكنية المحيطة بالمطار، مع تحديد موقع إطلاق الصواريخ من أطراف المدينة.

ولم يتضح حتى الآن فيما إذا كانت إسرائيل وراء الضربات الأخيرة، وسط ترقب للنتائج الأولية للتحقيقات.

العدل السورية تحيل وسيم الأسد إلى قاضي الإحالة تمهيدًا لمحاكمته

أصدرت وزارة العدل السورية قرارًا بإحالة المدعى عليه وسيم الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، إلى قاضي الإحالة تمهيدًا لمحاكمته، مؤكدة أن الخطوة تعكس التزام الدولة بسيادة القانون واستقلالية القضاء وتعزيز الشفافية والمحاسبة القضائية.

وأظهر فيديو نشرته الوزارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي استجواب وسيم الأسد من قبل قاضي التحقيق السابع توفيق العلي، حيث وُجهت له عدة تهم تشمل تشكيل مجموعات قتالية إجرامية تابعة للفرقة الرابعة عام 2012، والإشراف على تمويل المجموعات بالأسلحة والمال بالتنسيق مع العميد في جيش النظام السابق غياث دلة، وتسليح المنتسبين للميليشيات الرديفة في منطقة المليحة، إضافة إلى جرائم الترهيب والتخويف والتسبب بمقتل مدنيين في جرمانا عام 2012.

كما شملت التهم تفييش الجنود ونقلهم ضمن القطعات العسكرية، وقبض الرشاوى قبل الثورة وبعدها، وإقامة علاقة مع تاجر المخدرات اللبناني نوح زعيتر الذي اعتُقل مؤخرًا.

وكانت قوى الأمن الداخلي السوري قد ألقت القبض على وسيم الأسد في 21 يونيو الماضي في عملية أمنية محكمة على الحدود السورية اللبنانية.

يأتي إحالة وسيم الأسد إلى قاضي الإحالة في سياق محاولات السلطات السورية تعزيز محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتبطة بالعنف المسلح والميليشيات خلال سنوات الصراع، في إطار جهود القضاء لاستعادة الثقة في النظام القانوني وتحقيق العدالة بصورة موضوعية.

مقالات مشابهة

  • الولائية والخنوع ..رشيد:أي اعتداء على إيران هو اعتداء على العراق!!
  • إيران تعلن عن عقد اجتماع إقليمي لمناقشة التطورات في أفغانستان
  • الملف الأسود لتمويل الحرب والتجنيد.. إيران تنقل مصانعها من سوريا لليمن وتوسع شبكات التهريب لإغراق دول المنطقة بالمخدرات
  • هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟
  • رئيس الجمهورية لبزشكيان: أي عرقلة تواجه إيران هي بمثابة عداء لنا
  • عاجل | مسؤولون أوروبيون يعبّرون عن قلقهم من إعطاء أولوية لفريق كوشنر لإنشاء “المنطقة الخضراء” في غزة على حساب إعادة الإعمار
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • أمريكا.. فيديو اقتحام وسيطرة على ناقلة نفط خاضعة للعقوبات على إيران وفنزويلا قبالة سواحل الأخيرة
  • وزير إسرائيلي: الحرب على سوريا باتت حتمية
  • وزير إسرائيلي يصف الحرب على سوريا بالحتمية وسط توتر على حدود القنيطرة