عبد المنعم فؤاد: مصر ستظل آمنة مطمئنة بوعد الله في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، إن هذه الأيام تأتي لتذكرنا بعد أكثر من خمسين عامًا، بيوم من أيام الله؛ يوم النصر والعزة والكرامة للمصريين، الذين أثبتوا أن المؤمن في كل زمان ومكان، إذا تمسك بوعد الله، وإذا تمسك بتقوى الله، وإذا استغاث بالله، فإن الله ينصره أينما كان، وهذا اليوم هو يوم السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان، والذي نقيم من أجله الاحتفال اليوم.
وأكد فضيلته خلال كلمته في احتفالية الجامع الأزهر اليوم بنصر أكتوبر المجيد، أن هؤلاء الذين نراهم الآن يتحركون بطائراتهم ليضربوا غزة وفلسطين ولبنان، ويظنون أنهم يملكون القوة على الأرض، وأنه لا جيش أكبر منهم؛ في مثل هذه الأيام من العام 1973م رأينا الجندي المصري يكتب للتاريخ أن من يتمسك بمعية الله ويستغيث بالله ويرفع نداء «الله أكبر»، لا يمكن لأحد أن ينتصر عليه، في أي وقت وفي أي حين.
وأضاف فضيلته أن هذه الفئة التي حاولت أن تزين للعالم أنهم لا يقهرون، وأن جيشهم هو الجيش الذي لا يقهر، قد هزموا بصيحة «الله أكبر»، وبصيحة «الله أكبر» قُهِروا، وبصيحة «الله أكبر» سجل التاريخ فضائح الهزيمة لهذا الجيش الذي ادعوا أنه لا يُقهر، وهنا نتذكر قول الله للمؤمنين: {إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ}، وما جعله الله إلا بشرى، بشرى من المولى تبارك وتعالى، تكون دائمًا مع المؤمن حينما ينادي «الله أكبر» ويستغيث بالله.
وتابع الدكتور عبد المنعم فؤاد أنه حينما نقول «الله أكبر»، فإن دين محمد ﷺ أقوى من كل شيء، وما زالت الكتب تشهد بذلك. مضيفًا: قبل خمسين عامًا، رأينا البحار تقف في صف الجنود، فيعبر الجندي المصري الماء وكأنه يعبر على جسر من الأرض، رأينا الجبال تهدم، والمياه تساعد في هدم الساتر الترابي العظيم، اتصلت الأرض بالسماء، واتصلت السماء بالأرض، بسبب الاستغاثة بـ«الله أكبر»، {إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ}، فاستجاب الله لهم بمدد من الملائكة، يثبتون المؤمنين في كل لحظة وفي كل حين. {إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ}.
وبيَّن المشرف على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر أن الدرس هنا في الإمداد بالملائكة هو رفع الروح المعنوية والتبشير والاطمئنان. لهذا، يجب أن يكون سلاح التوجيه المعنوي حاضرًا دائمًا، وهذا السلاح لم يؤسس فقط في عام 1973م، بل تأسس منذ عهد رسول الله ﷺ، حينما استغاثوا بالله فأمدهم بالملائكة لتثبيت الذين آمنوا.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد أن مصر ستظل آمنة، ليس فقط بسبب هذه الحرب، ولكن في كل وقت وحين، لأنك حينما تنظر في القرآن الكريم، لا تجد تأمينًا كاملًا إلا لبلدين اثنين: مكة المكرمة ومصر. قال تعالى: {لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ}، وقال أيضًا: {ٱدۡخُلُواْ مِصۡرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ}. فنحن مطمئنون أن مصر العزيزة ستظل آمنة بإذن الله، ببركة الله تبارك وتعالى، وببركة دعوات ووصايا رسول الله ﷺ، وبأزهرها الشريف، الذي شارك في يوم السادس من أكتوبر بإمامه الأكبر وعلمائه الأجلاء.
وأقام الجامع الأزهر مساء اليوم الاثنين عقب صلاة المغرب احتفالية برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بعنوان «عوامل النصر»، للاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك بمشاركة فضيلة الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وفضيلة الدكتور إبراهيم الهدهد، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وفضيلة الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأنشطة العلمية بالجامع الأزهر، وحضور فضيلة الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ونخبة من علماء الأزهر وطلاب العلم ورواد الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور عبد المنعم فؤاد الرواق الأزهري يوم النصر أيام الله الدکتور عبد المنعم فؤاد الجامع الأزهر الله أکبر
إقرأ أيضاً:
ذكرى وفاته.. مناصب تولاها الشيخ الشعراوي في حياته وأخرى اعتذر عنها
تحل علينا اليوم 17 يونيو، ذكرى وفاة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي في 15 أبريل عام 1911م، بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
ومن أبرز المناصب التي خدم من خلالها الشيخُ الشعراوي الدعوةَ الإسلامية منصب مدير إدارة مكتب فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق 1964م، ورئيس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر 1966م، ووزير الأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م، وشغله عضوية مجمع البحوث الإسلامية 1980م، ومجمع اللغة العربية، ومجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م.
كما أن إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي عُرضت عليه العديد من المناصب واعتذر عنها؛ تفرغًا للعلم والدعوة وخدمة المُحتاجين.
مواقف الشيخ الشعراوي ضد الاحتلالوللشيخ مواقف وطنية مشرفة ضد قوى الاحتلال، وجهودٌ موفقة في رد الشبهات عن الإسلام والقرآن وسيدنا رسول الله ﷺ، وتقديمِ ردود عقلانية ومنطقية عليها من خلال لقاءات إعلامية وميدانية مع شرائح المجتمع المختلفة؛ سيما الشباب منهم.
وفي كل مكان مرّ عليه الشيخ أو منصب تقلده؛ كان له فيه عظيم النفع والأثر، في مصر و خارجها، ومن أشهر مواقفه إرساله برقية إلى الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية يعترض فيها على نقل مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتوسعة المطاف حول الكعبة الشريفة؛ مؤيِّدًا رأيه بالأدلة الشرعية على عدم جواز ذلك.
وقد استجاب الملك سعود رحمه الله لخطاب الشيخ، وأقر رأيه، ومنع نقل المقام من مكانه، واستشاره في بعض شئون توسعة الحرم المكي الشريف، وأخذ بمشورته.
وكانت اللغة العربية وملكاتها سبيل الشيخ الشعراوي، إلى تفسير القرآن الكريم، وتدبّر آياته، وإيصال معانيه إلى جمهور المسلمين في صورة سهلة واضحة وشيقة؛ حتى صار الإمامُ علامةً فارقة في عصر الدعوة الإسلامية الحديث، وصار الناس ينتظرون أحاديثه الأسبوعية أمام شاشات التلفاز، وعبر أثير إذاعة القرآن الكريم.
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.