عربي21:
2025-12-13@20:57:40 GMT

دومينيك دي فيلبن: آخر الرجال المحترمين في فرنسا

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

في ندوة دولية عقدت مؤخرا في باريس بعنوان «تخيّل السلام» تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزهاء النصف ساعة ذكر فيها «الهجوم الإرهابي للسابع من أكتوبر» مرتين أو ثلاث، لكنه لم يشر إلى آلاف الضحايا الفلسطينيين والدمار الكامل لقطاع غزة إلا في جمل اعتراضية غمغمها بسرعة.

كان الرئيس الفرنسي آخر المتحدثين في افتتاح هذه الندوة التي نظمتها جمعية «سانت إيجيديو» الإيطالية بعد أن تحدث من المنصة ممثلون عن الأديان السماوية الثلاثة لم يتوقف عند مأساة غزة، كل بطريقته ودون إسهاب، سوى رئيس أساقفة كانتربيري الإنكليزية وممثل عن عميد مسجد باريس.



القضية ليست هنا وإنما في أن الكاتب الكبير أمين معلوف الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية، وكان من بين المتحدثين الثمانية في تلك الجلسة، لم يشر بكلمة واحدة إلى معاناة غزة بل ولم يشر بكلمة واحدة إلى ذلك القصف الإسرائيلي العنيف الذي كان يتعرّض له بلده الأصلي لبنان الذي جاء منه إلى فرنسا نهاية السبعينيات.

المفارقة الكبرى التي قفزت إلى الذهن وقتها، سواء في مواجهة ماكرون أو معلوف، هي شخصية فرنسية تجمع بين السياسي والمثقف، وكلاهما يرفض التماهي الأعمى والمهين مع الرواية الإسرائيلية لما جرى منذ عام، بل ولكل ما جرى دائما، قبل ذلك وبعده. هذه الشخصية هي دومينيك دي فيلبن، السياسي والدبلوماسي والكاتب والمحامي الذي احتل مناصب هامة في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، حيث كان وزيرا للخارجية (2002- 2004) قبل أن يصبح رئيسا للحكومة الفرنسية (2005 – 2007).

إنه «الديغولي الأخير» كما وصفه لي أستاذ جامعي فرنسي، الذي اشتهر بخطابه التاريخي الرهيب أمام مجلس الأمن الدولي في 14 فبراير/شباط 2003، وفيه أعلن فيه رفض باريس لقيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لغزو العراق.

كان دو فيلبن، ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، واضحا وصريحا فمع أنه أدان ما أقدمت عليه هذه حركة «حماس» فجر السابع من أكتوبر العام الماضي إلا أن ذلك لم يمنعه من الإشارة في حديث لقناة «بي إف أم» الإخبارية الخاصة، الموغلة في تأييد إسرائيل، إلى «فخ النزعة الغربية، وتضاؤل رؤيتنا … نحن وإسرائيل، الرؤية الغربية التي ترفضها أغلبية المجتمع الدولي اليوم».

ويمضي شارحا بالقول إن هذه «النزعة الغربية هي الفكرة القائمة على أن الغرب، الذي أدار شؤون العالم لمدة خمسة قرون، سيكون قادراً على الاستمرار في القيام بذلك دون تغيير، وهو توجه نراه بوضوح، بما في ذلك في مناقشات الطبقة السياسية الفرنسية، التي تعتقد أننا يجب أن نواجه ما يحدث حاليا في الشرق الأوسط، بمواصلة القتال بصورة أكثر شدة، حتى أننا نتجه نحو ما يمكن وصفه بحرب دينية أو حرب الحضارات، مما يؤدي لأن نعزل أنفسنا بشكل أكبر على الساحة الدولية، وهذا منهج خاطئ».
لم يتردد دي فيلبن منذ البداية في إبراز فشل الغرب في منع ازدواجية المعايير في التعامل مع القانون الدولي
ولم يتردد دي فيلبن منذ البداية في إبراز فشل الغرب في منع ازدواجية المعايير في التعامل مع القانون الدولي قائلا «نحن نعاقب روسيا عندما تهاجم أوكرانيا، ونعاقب روسيا عندما لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، ولكن وعلى مدى 70 عاما يتم التصويت على قرارات الأمم المتحدة، عبثا، ولم تحترمها إسرائيل».

ظل دي فيلبن وفيا لهذا المنطق، متحدثا دائما بأسلوب متدفق وجذاب، رغم كل ما تعرّض له من تشويه وشيطنة من الدوائر الفرنسية الموالية لإسرائيل. واصل الرجل مصارحة الرأي العام الفرنسي بما لا يحب سماعه، وبما لا يريد أو يتجرأ غيره أن يقوله، باستثناء بعض الشخصيات اليسارية وأشهرها طبعا جان لوك ميلنشون زعيم حركة «فرنسا الأبية».

ظل هذا المثقف الكبير وفيا للمدرسة الديغولية التي تكاد تنقرض في فرنسا، كما ظل الشخصية التي يقول ما يقوله دون طموح سياسي وبعيدا عن مناكفة غيره لحسابات انتخابية أو غيرها فهو في غنى عن كل ذلك.

مضى دي فيلبن في آرائه إلى النقد اللاذع لسياسة باريس تجاه ما يجري في المنطقة العربية والتي أضاعت بالكامل تقريبا ما كانت تتمتع به من تميّز سواء في عهد حكم اليمين أو اليسار في العقود الماضية، ففي مقابلة أخيرة له مع «إذاعة فرنسا الدولية» قال بأن «فرنسا لم يعد لها من صوت على الساحة الدولية وهذه فضيحة بالنسبة للديمقراطية. وكل ذلك باسم ماذا؟! آه إنها الحرب، هكذا !! (سقوط آلاف القتلى المدنيين) ولهذا نحن في أوج العبث (أو اللامعقول)».

يقول هذا الكلام في حين يقول رئيس وزراء فرنسي سابق مثله هو إيمانويل فال بأنه «إذا سقطت إسرائيل، سقطنا نحن».، هكذا بكل بساطة، في ما يستمر الإعلام الفرنسي بأكمله تقريبا في تبني الروايات الإسرائيلية ودعمها إلى درجة أن مجلة «الإكسبرس» على سبيل المثال لا الحصر، اختارت في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر أن يكون غلافها هذا الأسبوع تحت عنوان عريض «عام من اشتعال معاداة السامية»!!.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فرنسا فرنسا الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

انتصارات رائعة للإمارات في مونديال الريشة الطائرة

 
علي معالي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة سيف بن زايد يقدم واجب العزاء بوفاة عتيق المهيري الإمارات تستضيف اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاقتصاد المستدام للمحيطات


بدأ منتخب الإمارات منافسات كأس العالم للريشة الطائرة بالهواء الطلق بانتصارات رائعة على مستوى الرجال والسيدات خلال اليوم الأول للمنافسات، في البطولة المقامة على شاطئ خورفكان في الشارقة، حيث شهد اليوم الأول إقامة 24 مباراة في ثلاثي الرجال والسيدات، بمشاركة 12 دولة، بإجمالي 96 لاعباً ولاعبة، وخاض منتخبنا سواء الرجال أو السيدات أكثر من مباراة.
في فئة الرجال، فاز منتخبنا على إندونيسيا 3-2، ومصر على أذربيجان 3-1، وهونج كونج أستراليا 3-0، وألمانيا على هولندا 3-1، ثم الإمارات على البرازيل 3-2، وبلغاريا على أذربيجان 3-0، ونيجيريا أستراليا 3-0، والصين على هولندا 3-2، والبرازيل على إندونيسيا 3-2، ثم مصر بلغاريا 3-0، وهونج كونج الصين على نيجيريا 3-1، والصين على ألمانيا 3-0.
وفي فئة السيدات، فاز منتخبنا على ألمانيا 3-2، وهونج كونج على استراليا 3-0، ثم كرر منتخبنا الفوز الثاني على ألمانيا 3-2، والصين على أستراليا 3-0، ثم فوز ثالث لمنتخبنا على نيجيريا 3-0، والبرازيل على هولندا 3-0، وبلغاريا على أذربيجان 3-1، وهونج كونج الصين على الصين 3-2، وألمانيا على نيجيريا 3-2، والبرازيل على إندونيسيا 3-1، ومصر على بلغاريا 3-0، واندونيسيا على هولندا 3-1، ومصر على أذربيجان 3-0.
تابع المباريات عبد الملك جاني، رئيس اللجنة المنظمة ونورة الجسمي، رئيس اتحاد الريشة الطائرة، نائب رئيس اللجنة المنظمة، وسالم المزروعي، نائب رئيس الاتحاد، والمنسق العام للبطولة، وبخيت سعيد القرص، مدير البطولة.

مقالات مشابهة

  • كيف يهدد تشويه صورة الرجل الأسرة؟
  • أحمد أيوب ومايتي مايورّا يتوجان بسباق همم للجري الجبلي
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (4)
  • انتصارات رائعة للإمارات في مونديال الريشة الطائرة
  • فرنسا متخوفة من التهديد الإسرائيلي للبنان.. واجتماعات ثلاثية في باريس الاسبوع المقبل
  • أقوى الرجال.. هاجر أحمد توجه رسالة لزوجها في عيد ميلاده
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • ذكريات الميدان … وصدى الملك و الرجال.
  • نصائح لتحسين الخصوبة عند الرجال.. طبيب يوضح
  • أحمد أبو الغيط: الصين القطب الدولي الصاعد الذي يشكّل تهديداً مباشراً لأمريكا