موقع النيلين:
2025-12-13@14:33:25 GMT

السودان ومخاض التشكل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

□ ربما يطرأ سؤال في اذهان المراقبين والمتابعين لما يجري ويحدث في المنطقة من تداعي وتسارع للأحداث فيها:
○ هل من رابط بين ما يحدث في السودان، والحرب الدائره في غزه ولبنان؟ ○ وهل للتوترات التي تكتنف منطقة القرن والساحل الإفريقي وعمليات التغيير الواسعة التي افضت لنقض عرو تحالفات وثيقة وعتيقة تم البناء على انقاضها بلاعبين وحلفاء جدد صلة بذلك ايضا؟
□ لنفهم مايحدث وننسج خيوط العلاقة بين هذا التناثر، لابد من معرفة العقل الذي يقف خلف كل هذه التفاعلات.


□ ثمة محاضرة ألقاها البروفيسور (ماكس مانوارينج) في الأول من ديسمبر من العام ٢٠١٨ في تل أبيب، بحضور كبار الضباط من جيش العدو برفقه قادة عسكريين من حلف الناتو وتكمن أهمية هذه المحاضرة من جهتين:
○ الأولى جهة المحاضر نفسه.
○ والثانية من العناوين والمواضيع التي تطرق اليها في محاضرته.
□ فالبروفيسور “ماكس مانوارينج” ضابط مخابرات سابق وخبير في الاستراتيجيات العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية، ويعتبر من أبرز خبراء الجيل الرابع للحرب.
□ أما من جهة أهمية الموضوعات التي تم تناولها في المحاضرة وخطورتها، فلك أن تعلم ان استهلاليته للمحاضرة، قد بدأت عن الاستراتيجيه الجديده التي تتبعها امريكا في التعامل مع أزمات وحروب منطقة الشرق الاوسط بدلاً من الإستراتيجية القديمة، وسمى هذه الاستراتيجية بحروب الجيل الرابع وحددها في نقاط أسهب وفصل فيها ولكن نوجزها في مايلي:
١. الانهاك الهادئ والتآكل البطئ بدلاً من الاسقاط السريع للدولة المستهدفة ويتمثل هذا الانهاك في تشتيت جهود جهاز الدولة وجعله يقاتل في عده جبهات وبأجندة مختلفة
٢. الهدف من هذا الانهاك زعزعة إستقرار الدولة بأيدِ مواطنين من ذات الدولة لخلق دولة فاشلة يسهل اختراقها
٣. التأكل البطئ يشل قدرات الدولة ويجعلها عاجزه عن تلبية الاحتياجات الاساسية ومتطلبات الحياة لمواطنيها.
٤. تحويل سكان تلك الدولة لقطعان هائمة تلهث خلف متطلبات حاجتها اليومية وجعله همها الاوحد
٥. في مثل هذه الحروب قد تشاهدون فظائع وموتى أطفالاً ونساءً وكباراً في السن لاتكترثوا ولاتنزعجوا كثيرا لهذا الأمر، علينا المضي مباشرة نحو تحقيق الهدف المنشود..
٦. نسعى لخلق أزمات داخل الدولة لتعقيد الأوضاع فيها، ثم نتدخل بحجة حل هذه الازمات، وفي حقيقه الامر نحن نسعي لإدارة هذه الازمات وفق مصالحنا ولا نجتهد في حلها..
٧. نجح أسلوب حرب الجيل الرابع في كثير من مناطق العالم ونسعى بشدة لإنجاحه في العراق واليمن وسوريا ولبنان وايران والسودان رغم العقبات والصعوبات التي تعترينا ولكننا مصممون على تحقيق الهدف المنشود .
□ هذا بأختصار ماورد في تلك المحاضرة التي وصفت بأنها اخطر محاضرة في التاريخ الحديث، حيث انها توضح كل أسباب الزعازع والنزاعات والصراعات الأهليةالتي تكتنف هذه المنطقة وخصوصا الدول المعنية التي أشار إليها المحاضر وربما يمكن أن نضيف لهذا المخطط والبلدان المستهدفة التي ذكرت وبهذه المعطيات البلدان الافريقيه ذات الموقع والاهمية الاستراتيجيه والموارد الطبيعية الهائله ويقوم بالدور الامريكي فيها حلفائها واصدقائها كفرنسا وبريطانيا.
□ اذن السودان في قلب هذا المخطط ومستهدف بصفة مباشرة في أرضه وشعبه وموارده بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الذي يحكمه.
□ وقد دلت تفاصيل هذه الحرب ويومياتها على الغرض من إشعالها والأدوات التي استعملت لتحقيق أهدافها ونربط كل ذلك بالتصريحات التي أطلقها نتنياهو ولا نجد سوى تفسيرا لنهجه وسلوكه العملي التدميري والتجريفي الذي استباح به كل شئ ولايراعي فيه لا قانونا ولا اتفاقيات ولامؤسسات دولية ولاقيماً انسانيةمضافاً اليه حديثه عن الهدف الذي يسعى اليه وهو اعادة تشكيل الشرق الأوسط، وكل الجغرافيه التي يراها مجاله الحيوي وتتداخل مع ما يراه مصالحه وامنه القومي، والخريطة التي عرضها في خطابه الاخير في الأمم المتحدة وزينها باللونين الأخضر والأسود لاتخرج عن هذا السياق والترتيب الذي يريد به ضمان التفوق الاسرائيلي والعلو والسيطرة على كافة هذه الجغرافية.
□ لكن سير الأحداث وتطوراتها اثبت ان مايتمناه ويقصده ليس طريقا سهلا سالكا ممهدا فها هو يتلقى الصفعات من محور المقاومة في كل الجبهات فها هو يعاني الامرين في الداخل الفلسطيني المحتل في غزه منذ انطلاقة عمليات طوفان الاقصي خصوصا عند القتال والالتحام المباشر، حيث يتلقى الخسائر الفادح في العنصر البشري والمعدات والاليات العسكرية، ونتيجه لذلك يسعى بالتعويض بالانتصار المتوهم لرفع المعنويات لشعبه وجنوده بقصف المدنيين العزل في المؤسسات المدنيه ومراكز الإيواء ومخيمات اللاجئين..دون تحقيق اي هدف من أهداف حربه التي شنها( تحرير الرهائن والقضاء على حركه حماس).. نفس السلوك الذي تفعله مليشيا الدعم السريع في السودان بإستهدافها للمدنيبن العزل (سلوك ينبع من مشكاة واحدة) وفي الجنوب اللبناني كذلك يعاني ويقتل جنوده الاسرائيليين بإعداد كبيرة مقدرة في اي اشتباك مباشر مما اثار الهلع والفزع في اوساطهم
.. فلجأ لنفس الفعل الجبان بأستهداف المدنيين الابرياء بتدميره للبنى التحتيةو المنشآت المدنية ليكثر القتل والنزوح والتشريد، وهم يظنون انهم بهذا الفعل يضغطون حتى تتعقد وتستحيل الحياة في حواضن المقاومة. فيصبح اهل هذه المناطق أداة ضغط تجاه مقاتلي المقاومه حتى تستسلم وتضع سلاحها او تسلمه كما ظلوا يرددون، ولقد ظن الكيان الغاصب كذلك ان عمليه البيجر والووكي تووكي واغتيال مجموعه مقدره من قيادات الصف الأول لحزب الله وعلى رأسهم سيد شهداء المقاومه السيد حسن نصرالله، يمكن أن يوهن العزيمة وينخر في اللُحمة الداخلية للحزب لكن الواقع العملي للعمليات التي جرت مؤخرا أثبتت خطل هذه النظرة وعدم واقعيتها وعدم معرفة الكيان الصهيوني ضد من يحارب ولأي عقيدة ينتسبون، ثم جاءت الضربة الايرانية، التي ايقظت أصحاب مشروع الهيمنه من أحلامهم المتغطرسه.. واوضحت لهم ان خططهم وتآمرهم على المنطقه ومحاولات رسمها وفق هندسه يرجونها لتحقيق مصالحهم وبسط نفوذهم.. هذا الأمر ليس بالسهوله التي يتصورونها .. رغماً عن تماهي عدد مقدر من قادة بعض دول المنطقة مع مشروع الهيمنة.. والذين تم تدجينهم رغبة ورهبة
وعندما نعود إلى هنا في السودان. َوما ادراك ماهنا..فإن مشروعهم الذي خططوا له منذ فترة.ماقبل سقوط نظام الانقاذ، والذي بدأ بمحاولتهم تبني شعارات الشباب ودغدغة مشاعرهم بأن المن والسلوى سوف يأتي محمولاََ على سرايا نهج التماهي مع مشروع اعادة ترتيب المنطقة برمتها.. وان لقى هذا الخطاب آذاناََ صاغية حينا من الدهر واستجاب له ثلة من الناشطين وأصحاب الاجندة ومن هم ادوات لمشروع الجيل الرابع.. الا ان غالب الكتلة الحية في الشعب السوداني بوعيها وادراكها للمخطط واهدافه مرامية،رفضت هذا النهج والخطط التي يراد لها ان تنحرف بشعارات الثورة عن مسارها،وتريد ان تختطف الدولة والمجتمع لاجندة لم تكن من أهداف التغيير ولا من مطلوباته،فلما وجد أرباب المشروع وأذنابهم في الداخل صعوبةََ فيما يسعون لتحقيقه وبالادوات المدنية الناعمة، سارعوا لتحقيقه بالآليات الخشنة، فأستطاعوا جذب مليشيا الدعم السريع لمشروعهم بالنذر والحوافز.. فأشعلوا الحريق الغير مسبوق والغير مألوف في قلب البلاد..وعندها اتضح لهم من الساعات الأولى لاشتعالها..ان الامر ليس بالسهوله التي كانو يظنونها،كانت الخطه (ب) جاهزه للتنفيذ.. فأطلقوا يد قوات المليشيا.. لتتحول الأهداف من الاستيلاء على السلطه..لتدمير البلاد واهلها.. فتوجهت البنادق لصدور الأبرياء والمدنيين الضعفاء ومنشآتهم وممتلكاتهم كما تفعل اسرائيل الان.. بل تجاوزت المليشيا أكثر من ذلك بأنتهاك الأعراض والسرقه والنهب.. ..وعليه كان لابد من وقفة امام هذا السعار المتوحش.. فهبت كافة قطاعات الشعب.. ووقفت خلف ظهر القوات المسلحه نصرة ومؤازره وتأييدا..ولولا هذه الهبه والوقفه القويه الصلبه كاد المخطط أن يحقق أهدافه مراميه .. وكذلك لولا أن تداركتنا يد العون من بعض الاصدقاء والحلفاء الذين مدوا الينا يد العون والمساعده لوقعنا في فخ مشروع الهيمنه وأعاده تفكيك وتركيب الدوله والمجتمع .. هذا العون سند ظهرناوعضد من قوة تحملنا وصبرنا وقدرتنا على المواجهه ..سوي كان ذلك عونا ماديا او موقفا سياسيا في المحافل الإقليميه والدوليه
..ومع مرور الايام وظهور الحقائق وأهداف الحرب رويدا رويدا.. واتضاح مخالب الاطماع الإقليميه والدوليه التي تريد أن تنهش في جسد الوطن.. تكشف عندها المخطط الخطير لبعض الاغرار السذج من بني جلدتنا..وان حقوقهم المشروعه التي كانوا يطالبون بها عند قيام الثوره والتي خرجوا من أجلها..قد اتخذت مطيه. وحصان طراوده لتنفيذ اجنده بعيده من مطالبهم وعن اهداف خروجهم..فأختطف الحراك وتم تجييره من أجل مشاريع أظهرت سماتها العامة هذه المحاضره التي كشفت بوضوح ووقاحه مايدبر ويخطط لهذه المنطقه، وكما فشل مشروع التدجين في كل المناطق التي ذكرت آنفا.. فشل كذلك في الساحل الافريقي فهذه الدول التي عانت من الاستغلال الفرنسي البشع والتبعية العمياء لها التي ما اورثت شعوبها الا الفقر والمسغبة،انتفضت كذلك مؤخرا وتمردت على هذه الهيمنة والنهب الخفي والمعلن لمورادها.. فاستردت كرامتها واستقلالها وقرارها الوطني..
وهنا لابد من كلمه لبعض قطيع الجغرافيا العربية الذي سار مع اجنده وأهداف المشروع الذي بسببه يحدث مايحدث الان في المنطقه و يتماهى معه، نأمل ان تأتيه لحظه وعي ليتضح له عبرها خطل تصرفه وحماقة موقفه، واخيراََ اننا ندرك أن ثمن الصمود والتصدي لمشاريع الهيمنة دون شك باهظاََ ومكلفاََ..ولكن في النهايه سينتصر اصحابه ويسجلون أسمائهم ومواقفهم في صفحات التاريخ المشرقة

أ. أحمد مجذوب البشير

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجیل الرابع

إقرأ أيضاً:

عاجل. ماذا يعني إعلان استقلال منطقة القبائل عن الجزائر؟ هل يؤثر مشروع الماك على أمازيغ شمال إفريقيا؟

يرى الباحث في الاستراتيجية والأمن الإقليمي هشام معتضد، في حديثه إلى يورونيوز، أن إعلان "استقلال" منطقة القبائل عن الجزائر يضع السلطة في موقع مربك، ويجعل أي رد فعل غير مدروس عرضةً للتأويل على نحو قد يقود إلى التصعيد

أعلنت حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك/MAK) خلال مؤتمر عُقد في باريس يوم 19 أكتوبر 2025، عن اعتماد إعلان استقلال منطقة القبائل بالإجماع، بحضور قيادة الحركة والحكومة القبائلية في المنفى (أنفاذ) وأعضاء ما يُسمّى بالبرلمان القبائلي. وحدد المؤتمر يوم 14 ديسمبر 2025 موعداً للإعلان الرسمي عن الاستقلال، وهو تاريخ اختارته الحركة الانفصالية وتقول إنه مرتبط بمبادرات دولية سابقة لاعتبار هذا اليوم "يومًا عالميًا لمناهضة الاستعمار".

مؤسس حركة "ماك" الحظورة في الجزائر فرحات مهني قال إن إعلان استقلال منطقة القبائل ليس موجّهاً ضد أي دولة، ويأتي ضمن ممارسة الأمازيغ أو القبائل لمّا سماه "حقهم المشروع في تقرير المصير" وفقاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. ويرى قادة الحركة الانفصالية أن يوم 14 ديسمبر سيكون وفق تعبيرهم "نقطة تحوّل تاريخية في مسار مطلب استقلال القبائل"، وبداية مرحلة جديدة في "نضالهم السياسي".

من هو فرحات مهنّي؟

وقبل الخوض في تفاصيل إعلان استقلال منطقة القبائل، من الضروري أن نتعرف على شخصية فرحات مهني وحركته "ماك": فمن هو هذا القيادي المثير للجدل؟ وما أهداف حركته، وما مواقفه من أبرز القضايا في الجزائر والمنطقة؟ وما الأثر المحتمل لمشروعه على القبائل والمنطقة المغاربية إذا ما رأى النور؟

فرحات مهني، مغنّ سابق يقيم في فرنسا، وهو يعدّ أبرز القيادات الأمازيغية ومؤسس حركة "ماك" المطالِبة بانفصال منطقة القبائل عن الجزائر. يشغل مهنّي رئاسة ما يسمّى"الحكومة القبائلية في المنفى"، مقدّمًا نفسه ممثلاً لـ"شعب يمتلك هوية خاصة وتاريخًا مغايرًا للهوية الرسمية للدولة الجزائرية" رغم أن شريحة واسعة من أمازيغ الجزائر ترفض أن يتحدث باسمها. ويعتبر فرحات مهنّي أن "الهوية الأمازيغية امتداد لحضارة شمال إفريقيا القديمة، على غرار الهويات اللاتينية أو السامية، فيما تشكل الهوية القبائلية خصوصيةً داخل الإطار الأمازيغي الأوسع، بملامح لغوية وثقافية وتاريخية متميزة". ويرى الفنان الذي تحوّل لسياسيّ انفصالي مثير للجدل أن منطقة القبائل تحولت، بعد الاستقلال، إلى "مستعمرة داخل الدولة الجزائرية" وفق زعمه.

وبخصوص موقفه من النظام في الجزائر، يصف مهني السلطة في هذا البلد بأنها "ديكتاتورية"، ويتهمها باستخدام مبدأ تقرير المصير في سياقات خارجية فقط، مع رفض تطبيقه داخلياً. كما يتهم الدولة بـ"قمع أي مطالبة سلمية تعبّر عنها منطقة القبائل". ويؤكد أن المجتمع القبائلي بطبيعته علماني ومتسامح ثقافيًا، وأن الدين يجب أن يبقى خيارًا شخصيًا، في مقابل ما يعتبره "توظيفًا سياسيًا للدين" من قبل السلطة.

فرحات مهنّي وإسرائيل

وأثار موقف مهني من الدولة العبرية جدلاً واسعًا في الجزائر والعالم العربي، خاصة بعد زيارته تل أبيب عام 2012 ولقائه مسؤولين في الكنيست ووزارة الخارجية الإسرائيليين. ويقول مهنّي إن الزيارة تهدف إلى كسر "الخطوط الحمراء" التي ترسمها الدولة الجزائرية. ويرى دعمه لإسرائيل "موقفًا أخلاقيًا ضد الإرهاب". فقد سبق وأكد إدانته هجمات 7 أكتوبر 2023 التي شنتها حركة حماس، مشيرًا إلى وجود ما يعتبره رابطًا بين "العداء لشعب القبائل" داخل الجزائر كما يسمّيه و"معاداة السامية" وفق زعمه. وقد وصف مهنّي إسرائيل بأنها "حليف رمزي وأخلاقي" لمنطقة القبائل وللديمقراطيات الغربية.

ويؤكد مؤسس الحركة أن معارضته للنظام الجزائري "لا تستهدف السكان العرب" في هذا البلد، منتقدًا ما يصفه بسياسة فرض اللغة العربية وطمس الثقافة القبائلية. كما يعبّر عن أمله في الحصول على دعم من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل والمغرب ودول عربية أخرى وفق تعبيره.

ما هي حركة "ماك"؟

تعود جذور حركة "ماك" إلى أحداث ما يسمّى "الربيع الأسود" عام 2001، حين شهدت منطقة القبائل احتجاجات واسعة تخللتها مواجهات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 120 شخصًا وإصابة آلاف آخرين. وانتقلت الحركة عام 2013 من المطالبة بـ"الحكم الذاتي" إلى رفع شعار "تقرير المصير".

Related محكمة استئناف الجزائر تبقي 38 حكمًا بالإعدام في قضية مقتل شاب أثناء حرائق 2021ذهب ليمدّ يد المساعدة في إخماد النيران المشتعلة في الجزائر فتم حرقه..من قتل الشاب جمال ولماذا؟

وتتهم السلطات الجزائرية الحركة الانفصالية بالتورّط في حرائق عام 2021 وبالتحريض على قتل الشاب جمال بن إسماعيل الذي هبّ لمساعدة مواطنيه الأمازيغ في إخماد النيران التي شبت في غابات منطقة القبائل. وصُنفت "الماك" كـ"منظمة إرهابية"، كما تواجه اتهامات بتلقي تمويل خارجي والتخطيط لأعمال مسلّحة، وهو ما تنفيه قيادة الحركة.

Related الجزائر: حركة استقلال منطقة القبائل تنفي تخطيطها لتنفيذ هجمات في البلاد

وفي 2024، أعلنت السلطات إحباط محاولة لإدخال أسلحة نُسبت إلى "ماك"، بينما رفضت فرنسا عام 2025 تسليم أحد قيادييها، أكسل بلعباسي، المطلوب للجزائر بتهم ارتكاب أعمال إرهابية.

Related شاهد: عودة تدريس اللغة الأمازيغية في ليبيا بعد عقود من المنع في عهد القذافيأسكاس إيغودان.. المغاربة يحتفلون برأس السنة الأمازيغيةشاهد: الأمازيغ والبربر في الجزائر يحتفلون برأس السنة الأمازيغية "يناير"المتحدثون بالأمازيغية في المغرب يخشون من اندثار لغتهم

أما المواقف الدولية فهي متباينة: فالولايات المتحدة وكندا لا تصنّفان الحركة كمنظمة إرهابية، وتتعاملان مع ملفّها باعتباره ذا طابع سياسي أكثر منه أمني. أما في فرنسا، فيحظى خطاب الحركة بدعم محدود في بعض أوساط الجالية القبائلية (الأمازيغية الجزائرية) وبعض نواب تكتل LIOT المدافعين عن الحقوق الأمازيغية.

في المقابل، تتحدث تقارير إعلامية جزائرية عن دعم مغربي مالي مزعوم للحركة، وهو ما تنفيه "ماك"، رغم أن سفير الرباط لدى الأمم المتحدة كان وزع عام 2021 مذكرة تدعو لحق شعب القبائل في تقرير المصير" وقبله عام 2015، اتخذ نفسَ الخطوة قبله سلفه عبد الرزاق لعسل الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمة الأممية وذلك في إشارة لموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية وتأييدها لاستقلال الإقليم.

وفي هذا الشأن، يُظهر فرحات مهني تقاربًا وتماهيا مع موقف الرباط الذي ينادي بسيادة المملكة على الصحراء المغربية كما يسميها. وهذه مفارقة، لأن السياسي الانفصالي وبدل تأييده لجبهة البوليساريو، يريد استقلال منطقة القبائل ويتفق في ذات الوقت مع بقاء الإقليم المتنازع عليه تحت لواء الملك محمد السادس.

هل يؤثر مشروع فرحات مهنّي الانفصالي على أمازيغ المغرب العربي؟

قبل الحديث عن أثر مشروع فرحات مهني إذا ما كُتب له النجاح، من المهم التعريف بالسكان الأمازيغ. في هذا السياق، يشير الباحث في التاريخ مهدي حسحوس لـ"يورونيوز" إلى أن البربر أو الأمازيغ هم من الشعوب القديمة في منطقة شمال إفريقيا. ويتركز وجود المتحدثين باللغات واللهجات الأمازيغية اليوم بشكل رئيسي في منطقة القبائل شمال الجزائر ومنطقة الأوراس شرقها، كما ينتشرون أيضا في المغرب، وتحديداً في منطقتي الريف شمالاً وبلاد سوس جنوباً. ويضاف إلى هؤلاء قبائل الطوارق التي تعيش في أرجاء الصحراء الكبرى، بينما يقتصر الوجود الأمازيغي في تونس وليبيا على بعض القرى والتجمعات التي ما زالت تحافظ على اللغة الأمازيغية.

وهنا يبرز سؤال مهم حول تداعيات مشروع فرحات مهني: إذا ما تحقق استقلال منطقة القبائل، كيف سيؤثر ذلك على الهوية الأمازيغية في شمال إفريقيا، وعلى الوضع السياسي والاجتماعي في الجزائر والمنطقة المغاربية ككلّ؟

يرى المحلل صهيب المزريقي، في تصريح لـ"يورونيوز"، أن الحراك الذي تقوده حركة "ماك" واحتمال إعلان استقلال منطقة القبائل يُنظر إليهما في الأساس بوصفهما خطوة رمزية أكثر من كونهما مشروعًا قابلًا للتجسيد. فالوضع الداخلي في الجزائر، سياسيًا واجتماعيًا، لا يوفّر الشروط الموضوعية لولادة كيان منفصل، سواء من حيث غياب قاعدة شعبية واسعة مؤيدة، أو من حيث التوازنات الإقليمية التي لا تمنح هذا المسار أي هامش للمناورة. ويؤكد المزريقي أن الغالبية من الأمازيغ في الجزائر، بما في ذلك سكان منطقة القبائل، ترى نفسها جزءًا من الدولة الجزائرية وتطالب بحقوق ثقافية ولغوية بدلًا من الانفصال، ما يجعل تأثير "ماك" محدودًا داخل الطيف الأمازيغي.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن أي إعلان أحادي للاستقلال سيواجه ردًا صارمًا من الدولة الجزائرية، باعتبار أن وحدة التراب الوطني هي أحد أهم ثوابتها. كما أن تجارب الانفصال في العالم تُظهر أن نجاح أي مشروع مماثل يتطلب ثلاثة عناصر أساسية هي كالتالي:

قاعدة شعبية عريضة ضعف في مركزية الدولة الأم نافذة اعتراف دولي

وهذه الشروط غير متوفرة في الحالة الجزائرية. وبالتالي، فإن أي "استقلال معلَن" سيكون، وفق المزريقي، خطوة معزولة محكومة بالفشل الفوري، على غرار تجربتي كتالونيا وكردستان اللتين اصطدمتا برفض دولي وبقوة الدولة المركزية.

من جانبه، يرى الباحث في الاستراتيجية والأمن الإقليمي هشام معتضد أثناء حديثه مع "يورونيوز" أن القيمة السياسية لمثل هذا الإعلان لا ترتبط بنتائجه المباشرة، التي يصفها بأنها "ضعيفة" بحكم ميزان القوى على الأرض، بل بكونه مؤشرًا على اختلالات داخلية لم تعد أدوات الضبط التقليدية قادرة على احتوائها بالفاعلية نفسها.

ويأتي هذا التحرك، وفق المتحدث، في سياق وطني يتّسم بانكماش اقتصادي، وضغوط اجتماعية متزايدة. لذلك، يُنظر إلى الإعلان، مهما كانت رمزيته، اختبارًا لقدرة الدولة على إدارة التحديات الصادرة من أطرافها الاجتماعية والثقافية، وليس فقط من حدودها الجغرافية.

ويضيف معتضد أن الجزائر، التي جعلت من مبدأ "تقرير المصير" أحد أعمدة خطابها الخارجي، تواجه اليوم مطالبة داخلية تستند إلى المفهوم ذاته، مضيفا:" هذا التناقض لا يعكس بالضرورة ضعفًا استراتيجيًا، لكنه يضع الرواية الرسمية في موقف مربك، ويجعل أي رد فعل غير محسوب قابلًا للتأويل وربما التصعيد".

أي تأثير للمشروع على المستوى الإقليمي؟

يرى المحلل صهيب المزريقي أثناء حواره مع "يورونيوز"، أن أي خطاب انفصالي في منطقة القبائل سيكون محدود الأثر على المستوى الإقليمي. فهو قد يخلق صدى ثقافيا لكنه بالكاد يُترجم إلى تأثير سياسي ملموس. ففي المغرب، يتمتع الأمازيغ اليوم باعتراف دستوري وحضور مؤسساتي، ما يجعل الانفصال خارج الأجندة، بينما تُركّز الجهود في ليبيا على بناء الدولة في ظل وضع هش، وتُعد جماعات الأمازيغ في تونس صغيرة وغير معنيّة بمشاريع سياسية تأسيسية خارج الدولة الوطنية.

ويضيف المزريقي أن إعلانًا أحاديًا في منطقة القبائل سيُقرأ عربيًا كخطوة تستهدف الدفاع عن الوحدة الترابية للدول ورفض موجات التفتيت، ما يعزز خطاب السلطة الرسمي وغير الرسمي حول مركزية الدولة الجزائرية، خصوصًا في بلد له وزن إقليمي وعمق استراتيجي. ومن منظور الأمازيغ أنفسهم، لن يتحول الإعلان إلى "لحظة قومية"، بل قد يضعهم بين التعاطف مع الهوية الثقافية ووعيهم بأن المساس بوحدة الدول قد يزيد التوتر والشكوك. لذلك، سيكون التأثير الأكبر على المستوى الثقافي والنقاش الاجتماعي، مع شبه انعدام للأثر السياسي المباشر.

من جانبه، يقول هشام معتضد أن التفاعلات الإقليمية ستكون حذرة، إذ تشترك الدول المغاربية في خشيتها من انعكاسات أي مطالب انفصالية. ومن ثم، فمن المستبعد أن تحظى هذه الخطوة بدعم مباشر، لكنها ستجعل الفاعلين الاقليميين يراقبون الوضع الجزائري من زاوية الاستقرار الداخلي.

أما بالنسبة للدول الأوروبية، خاصة فرنسا والاتحاد الأوروبي، فستتخذ مقاربة براغماتية تركز على الاستقرار الجيوسياسي، إدارة الهجرة، وضمان تدفقات الطاقة، أكثر من الانخراط في قضايا الهوية المحلية بالدول المغاربية. لذلك، يُنظر إلى هذا التحرك كحدث رمزي يستحق المتابعة، وليس كعامل يغير السياسة الإقليمية جذريًا.

ومع ذلك،وفق معتضد، قد يشكل الإعلان فرصة لإعادة النظر في سياسة الدولة تجاه التنوع الثقافي، إذ تكمن المشكلة في شعور الأمازيغ بأن هويتهم تُدار بعقلية أمنية أكثر من كونها رصيدًا ثقافيًا ووطنيًا، وهي إشكالية مشتركة في عدة دول لم تحدّث مفهوم الانتماء الوطني ليصبح شاملاً وديناميكيًا.

ويختتم المحلّل تصريحه بالقول إن الحدث، مهما كانت طبيعته يمثل مرآة لمعضلات أعمق حول قدرة الدولة على إدارة التعدّد ضمن مشروع وطني جامع. و"إذا أحسنت الجزائر إدارة هذا الظرف، فقد يتحول الإعلان من مصدر إحراج إلى فرصة لإعادة صياغة توازنات داخلية أكثر استدامة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هآرتس: هذه أدوار الإمارات في المنطقة.. ومقترح مرتزقة كولومبيين لغزة
  • عاجل. ماذا يعني إعلان استقلال منطقة القبائل عن الجزائر؟ هل يؤثر مشروع الماك على أمازيغ شمال إفريقيا؟
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
  • السيسي وماكرون يؤكدان دعم السودان واستقرار المنطقة ويتبادلان التهاني بالعام الجديد
  • وزير الإدارة المحلية يتفقد مشروع إحياء وسط مدينة إربد
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • عثمان باونين لـ "الفجر":الشباب أولًا والوحدة أساسًا.. تحالف القوى يحدد خارطة الطريق للسودان
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!