حفظ القرآن وغنى في مسرح بديعة.. محطات في حياة سلطان الموال محمد عبد المطلب
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
سطع نجمه في عالم الفن والطرب، سكن قلوب الجماهير بألحانه الشجية، ضرب أروع الأمثلة في عالم المواويل ولقب بسلطان المواويل، إنه سلطان الطرب الحقيقي والفنان الشعبي الشامل محمد عبد المطلب، والذي يحل علينا اليوم الأحد الموافق 13 أغسطس ذكرى ميلاده، ونستعرض خلال السطور القادمة بعض فترات حياته.
حياة محمد عبد المطلبولد محمد عبد المطلب في 13 أغسطس 1910 في شبراخيت بمحافظة البحيرة، وهو مطرب مصري معروف فنيا وشعبيا باسم عبد المطلب، حفظ القرآن واستمع إلى الأسطوانات في قهاوي البلدة، طلب شقيقه من دواد حسني أن يضمه المذهبجية في تخته، غنى في مسرح بديعة 1932، وعينه محمد عبد الوهاب «كورسي» في فرقته وأحب غناء المواويل.
ونشأ عبد المطلب في أسرة ريفية، وصعب هذا عليه عملية دخوله في مجال الفن في البداية، وكان محبًا للغناء لم يستطع الاستجابة لهم، ولم يستطيع أن يحيا دون أن يغرد بصوته العذب، الذي أملى عليه أن يستكمل الطريق، ويسير فيه للنهاية، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية، وهناك التقى أستاذه محمد عبد الوهاب الذي درس له، لكن لم يكن صاحب نفس طويل في الدراسة كما هو في الغناء، فترك المعهد قبل إتمام دراسته.
بدأ بعد ذلك شق طريقه بشكل عملي، وانضم إلى فريق بديعة مصابني، فكانت تفتتح فقرات الكازينو به، لكنه لم يستمر أيضًا، ويذكر هو أنه لم ينجح هناك، عمل بعدها مع المطرب محمد عبد الوهاب كأحد افراد الكورس الذي يقف خلف عبد الوهاب، يردد بعض الجمل خلفه، وبعد فترة توسط له عبد الوهاب عند إحدى شركات الأسطوانات، فسجل أول أغنية بصوته، وكانت هي بدايته الحقيقية في الفن.
وفي فترة الأربعينات والخمسينات والستينات، لم يكن هناك صوت مصري شعبي يستطيع أن يعلو فوق صوته، كان ملك للموال، وأمير للغناء الشعبي، عشقته الجماهير منذ ظهوره، وتعلق بأغانيه الصغير والكبير، لا يمكنك أبدًا أن تتخيل أن يحل عليك شهر رمضان دون صوته، مهما كان ذوقك وتوجهك، فقد أصبحت أغنيته «رمضان جانا» بمثابة نشيد رمضان القومي، وعادة شعبية ضمن عادات المصريين مثل الفانوس والزينة والمدفع.
تتمثل أهم أغاني الفنان الشعبي الراحل محمد عبد المطلب في: «إسأل مرة عليا، في قلبي غرام، بتسأليني بحبك ليه، السبت فات، الناس المغرمين، بياع الهوى راح فين، حبيتك وبحبك، ساكن في حي السيدة، غدار يا زمن، مابيسألش عليا أبدا، ودع هواك ودع، يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس، يا أهل المحبة، رمضان جانا، ياليلة فرحنا طولي»
وفاة محمد عبد المطلبوجاء يوم 21 أغسطس 1980 معلنا نهاية الرحلة التي دامت لأعوام في بحر الفن والمواويل، حيث رحل عن عالمنا الفنان الشعبي محمد عبد المطلب، تاركا ورائه إرث من الفن لمن يخلفه.
اقرأ أيضًافي ذكرى ميلاده.. ندوة بدار الكتب بطنطا تستعرض حياة الروائي أسامة انور عكاشة ومطالب بالتنقيب عن مبدعين جدد
صاحبة إفيه عريس يابوي.. محطات من حياة نبيلة السيد في ذكرى ميلادها
في ذكرى ميلاده.. 3 أفلام صنعوا أسطورة رضوان الكاشف
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ذكرى ميلاد ذكرى وفاة عبد المطلب محمد عبد المطلب عبد الوهاب
إقرأ أيضاً:
القرآن الأوروبي: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين المتطرف؟
هناك اهتمام غريب بمشروع "EuQu"، وهو اختصار لمشروع "القرآن الأوروبي"، والذي ظل، حتى وقت قريب، مشروعا بحثيا بحتا يخضع لتقدير الجامعات، لكنه يتعرض منذ عدة أسابيع لهجوم بدأ في منتصف أبريل/نيسان الماضي في صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية.
في مقال له بصحيفة لوموند الفرنسية، تعرض الكاتب يونس بوسنة لجزء من تاريخ هذا المشروع والعاملين عليه وما حققه حتى الآن، مستغربا في الوقت ذاته الهجمة الحالية عليه من طرف الأوساط اليمينية ومحاولة ربطه بأجندة جماعة الإخوان المسلمين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أطباء في مستشفيات إيران يصفون ما يحدث بأنه حمام دمlist 2 of 2توماس فريدمان لترامب: إليك طريقة ذكية لإنهاء حرب إسرائيل وإيرانend of listفالمشروع، حسب بوسنة، بحثي بحت ممول من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 9.8 ملايين يورو، وهدفه استكشاف تأثير القرآن الكريم على الثقافة والدين والفكر الأوروبي في الفترة ما بين عام 1143 (تاريخ أول ترجمة لاتينية للقرآن الكريم) و1850.
وقد اختير هذا المشروع ضمن منح التآزر المرموقة التي يقدمها مجلس البحوث الأوروبي (ERC)، ويتولى تنفيذه 4 علماء بارزين هم: جون تولان (فرنسا)، ومرسيدس غارسيا أرينال (إسبانيا)، وروبرتو توتولي (إيطاليا)، ويان لوب (الدانمارك).
استُهدف هذا البرنامج الأكاديمي، الذي كان في البداية متواضعًا، من قبل وسائل الإعلام المحافظة والعديد من الشخصيات السياسية اليمينية المتطرفة، الذين اتهموه، دون دليل، بأنه أداة نفوذ لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد أثارت هذه الاتهامات موجة من الدعم للمشروع في الأوساط الأكاديمية، التي أدانت الاعتداء على الحرية الأكاديمية، خصوصا أن المشروع أنتج الكثير من الأعمال الجليلة: 11 مجلدًا جماعيًا منشورًا، و6 أعمال فردية، و4 أطروحات، و30 مقالًا، والعديد من المعارض والمنشورات العامة، بما في ذلك قصة مصورة وعمل شامل بعنوان "القرآن الأوروبي".
ويلقي هذا العمل الضوء على الاستقبال الفكري والفني والسياسي للقرآن الكريم في أوروبا، متجاوزًا بذلك كليشيهات المواجهة الدينية.
إعلانوكما يُشير منسقه جون تولان: "من الواضح أن القرآن الكريم ليس من أوروبا، تمامًا كما هو الحال مع الكتاب المقدس، إن الحديث عن "قرآن أوروبي" يعني دراسة تأثيره على الأوروبيين لدى استقبالهم له وترجمته وتفسيراته".
وعلى سبيل المثال، سلّطت الباحثة إيمانويل ستيفانيديس، وهي زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة نانت الفرنسية، الضوء على دور القرآن الكريم في الأدب الرومانسي، والذي غالبًا ما أُغفِل حتى الآن حيث تقول: "غوته (فيلسوف ألماني) وبوشكين (شاعر وكاتب روسي) وفيكتور هوغو (شاعر فرنسي) كتبوا قصائد تُعدّ إعادة صياغة حقيقية لبعض سور القرآن".
وتُظهر أعمال أخرى كيف بدأ يُنظر إلى القرآن الكريم، منذ القرن الـ18 فصاعدًا، على أنه قانون تشريعي بدلًا من مجرد نص ديني، ولا سيما من قِبل عالم الاجتماعي الفرنسي جان جاك روسو، الذي استشهد به كنموذج للقانون في كتابه "العقد الاجتماعي".
ويسعى المشروع أيضًا إلى توثيق تنوع الوسطاء الثقافيين (وهم اليهود المتحولون للمسيحية، والعلماء المسيحيون، والمترجمون المسلمون)، مثل رافائيل ليفي، وهو يهودي متحول ومؤلف ترجمة فرنسية للقرآن الكريم نُسبت سابقًا إلى أنطوان غالان.
لكن كون هذا البحث في تاريخ مشترك يُقلق بعض الفصائل السياسية، فبعد مقال نُشر في صحيفة "جورنال دو ديمانش" وتغطية إعلامية من مجموعة بولوريه وصحيفة لوفيغارو، بدأت العديد من شخصيات التيارات اليمينية في التشكيك في هذا المشروع كما تساءل أعضاء في البرلمان الأوروبي عن تمويل المشروع.
وفي خضم هذه الحملة، طرح الوزير بالحكومة الفرنسية المكلف بالشؤون الأوروبية بنيامين حداد فكرة تشديد الرقابة على الإعانات الأوروبية، قائلا: "لا ينبغي استخدام يورو واحد من المال العام الأوروبي لتمويل أعداء القيم الأوروبية".
وفي مواجهة المتحاملين على المشروع، نشر 80 أكاديميًا بيان دعم، ويلخّص الأستاذ والباحث تريستان فيجليانو الوضع على النحو التالي: "هذه الهجمات سخيفة في جوهرها […] لكنها مثيرة للقلق لأنها تهدف إلى تقييد الحرية الأكاديمية".
وأخيرًا، يرى جون تولان أن هذا المشروع جزء من رؤية لأوروبا متعددة ومندمجة وتاريخية، بعيدة كل البعد عن الرؤى الجوهرية التي تروج لها بعض الحركات المتطرفة: "يوثق بحثنا هذا التعقيد، ويتعارض مع أساطير اليمين المتطرف والسلفيين، الذين يحلمون بتاريخ نقي، أبيض أو مسلم فقط".