حسام موافي: آية قرآنية تعزز السلام والسكينة بين الأزواج
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
ناقشت الإعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج "كلام الناس"، أهمية الكلمة الطيبة بين الزوجين وتأثيرها في تخفيف الخلافات داخل الأسرة.
وأشارت عز إلى أن الكثير من الأزواج والزوجات يفقدون فضيلة الاعتذار، مما يؤدي إلى زيادة التوتر، مؤكدة أن الكلمة الطيبة يمكن أن "تذيب النار" وتعيد الهدوء للعلاقات الأسرية.
من جانبه، حذر د.
وأوضح أنه خلال حضوره العديد من الأفراح، يُطلب منه إلقاء كلمة، ويستشهد عادةً بالآية الكريمة: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، مؤكدًا أن فهم هذه الآية يعزز السلام والسكينة بين الأزواج.
وأضاف موافي أن الآية تعتبر معجزة، ومعناها أن الله خلق الزواج ليكون رمزاً للسكن والمودة، موضحاً أن إدراك هذا المعنى يمكن أن يساعد الأزواج في الحفاظ على حياتهم الزوجية.
تناولت الإعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج "كلام الناس"، قضية تراجع الأخلاق في العصر الحالي، مستشهدة بحديث النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-: "إن من أحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا"، وأشارت إلى أن الأخلاق في الزمن الحالي لم تعد بنفس القوة والتواجد كما كانت في الماضي.
وعلق د. حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، على أهمية الأخلاق، محذراً من خطورة تدهورها في المجتمعات.
وأوضح أن العبارة الشهيرة "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" تعكس الواقع الحالي، حيث يتجاهل الكثيرون أهمية الأخلاق.
وأضاف موافي أن الإسلام جاء ليرسخ مكارم الأخلاق وليس الأخلاق الأساسية، مشيراً إلى أن بعض الفضائل كانت موجودة حتى بين الكفار قبل ظهور الإسلام.
وشرح موافي قصة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-، الذي اتفق الكفار على قتله قبل الهجرة، ولكنهم لم يقتحموا بيته بل انتظروا حتى يخرج، مما يُظهر قمة الأخلاق حتى في ظل العداوة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ياسمين عز حسام موافي الطلاق الكلمة الطيبة كلام الناس حسام موافی الأخلاق فی یاسمین عز إلى أن
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في الآية 211 من سورة البقرة: “سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
هنالك الكثير من سوء الفهم فيما يتعلق ببني إسرائيل، بعض الناس يصدقون مقولة أنهم شعب الله المختار، وآخرون يعتبرونهم ملعونين، لكن الحقيقة ليست في هذا ولا ذاك، فقد بين تعالى ذلك حينما نفى صحة كلام اليهود والنصارى بأنهم أبناء الله وأحباؤه بقوله: “بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ” [المائدة:18].
أكرم الله نبيه إبراهيم بعد اجتيازه سلسلة امتحانات صعبة تخور دونها عزائم أشد الرجال تحملا، فقد وقف وحيدا ضد قومه الوثنيين وتمسك بإيمانه رغم أنهم ألقوه في النار، ثم هاجر الى أرض الشام ومصر وصبر على عدم إنجابه الذرية، ولما منحه الله ولده الأول (اسماعيل) أمره أن يبعده وأمه الى الحجاز وتركهما في أرض قاحلة، لكن إيمانه العظيم تغلب على عاطفته الإنسانية واستجاب، وبعد أن كبر ابنه أمره الله أن يذبحه بيده، فكان ذلك الإبتلاء عظيما وفوق قدرة البشر، إلا أنه استجاب من جديد،.. بعد كل ذلك أصبح مؤهلا ليكون أمة في رجل فكان الإكرام الأعظم بأن صلى الله عليه وباركه، وأثابه بأن جعل كل الأنبياء التالين من ذريته من ابنه اسحق، وبشره بأن اسحق سينجب يعقوب والذي سيكون الأنبياء تترى من سلالته حتى ينتهوا بالمسيح، وبعده تنتقل النبوة الى ذرية إسماعيل الذي سيكون من ذريته سيد الأنبياء وخاتم الرسل وستكون رسالته مهيمنة على كل ما سبقها، لأنها الدين النهائي للبشر الى يوم الدين.
وهكذا فقد كان في بني إسرائيل النبوة، لكن ذلك كان في أناس مخصوصين، لذلك أجاب الله نبيه إبراهيم عندما سأله أن يكون ذريته أنبياء صالحون يهدون الناس الى الإيمان “قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” [البقرة:124]، فكان كل نبي يأتي من صلب نبي قبله، وليس كل أبنائه أنبياء، بل منهم ظالمون ، لذلك تكونت ذرية تكاثرت منهم صالحون وأغلبهم فاسقون، ومنهم من كان يصدق بالأنبياء وأكثرهم غلبت عليهم المصالح وحبّ الدنيا، فكذبوا ببعضهم وقتلوا بعضهم الآخر.
هنا نصل الى فهم الآية، فالله يمنح النعم لمن يشاء، ولحكمة بالغة، لأنها تحقق غايات يريدها في سابق علمه، قد ندرك بعضها وقد لا نعي جُلّها، إنما منحُها ليست تفضيلا لمن مُنِح، ولا تقديرا له، ولا شك أنها ترتب مسؤولية على الممنوح بحسن الإستخدام ،فإن استعمل تلك النعمة لغير الوجه الذي أراده عوقب بصرامة، ونال من الله الإنتقام الشديد.
وبسبب تبديل النعمة التي أنعمها الله عليهم غضب على هؤلاء القوم الظالمين، فحكم عليهم بالتشتت في أنحاء الأرض وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وحكم الله عدل كله: “وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” [النحل:33].
وبعد أن عرفنا الحكمة من جعل الأنبياء من ذرية ابراهيم عليهم السلام جميعا، نعرف أن مقولة شعب الله المختار باطلة، فإذا كان الله تعالى لا يميز بين البر والفاجر من خلقه في الرزق والنعم، فهل سيفضل من غضب عليهم على سائر البشر؟.
أما موضوع أرض الميعاد فهي مثلها باطلة، فقد أمر الله موسى عليه السلام أن يرحل بقومه من مصر ويسكنوا فلسطين، فكلها أرض الله، من أجل أن تتم كلمة الله فيولد فيها آخر الأنبياء من سلالة اسحق وهو (المسيح عليه السلام)، مثلما شاء من قبل أن يقيم (اسماعيل) في أرض الحجاز، ليولد فيها بعد زمن من اختلاط الأنساب خير البرية (محمد صلى الله عليه وسلم)، وفي جميع هذه الأحوال، ليس ذلك تمليكا، بل مساكنة أهلها تماما مثلما استقدم يوسف أهله ليسكنوا مصر، فلم يكن ذلك تمليكا بل سكنا الى حين، وكذلك فلسطين.