الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: هل التصوف بدعة؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
سؤال يطرحه البعض.. وكان من الممكن أن يكون هذا المقال رداً علمياً موثقاً على هذا السؤال.. لو كان هذا السؤال يراد منه الاستفهام الحقيقى وهو طلب المعرفة، أما إذا كان مثل هذا السؤال يطرح لمجرد الجذب والترويج لكلام يتضمن هَذَراً وتخليطاً، فحينئذ لا ينبغى أن يعتنى بالرد على مثل هذا السؤال؛ لأن الرد عليه لن يجدى مع مَن يطرحه، ولا مع مَن يوافقه فى اتجاهه المتطرف.
ما دلالة أن يصنع محتوى يبث عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعى يهاجم التصوف ويردد فيه كلام المتطرفين كلمة كلمة؟ وتساق فيه نفس الأدلة التى يسوقونها.. وبنفس الطريقة التى يستدلون بها؟ ما دلالة أن يتفق ذلك المحتوى مع ذوى الفكر المتطرف فى المضمون والهدف وطريقة العرض رغم المخالفة فى المظهر الخارجى؟
ما دلالة التهكم فى ذلك المحتوى على عالم جليل كسيدى الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وأرضاه، وهو أحد كبار علماء المسلمين فى العالم الإسلامى كله لا فى مصر وحدها، وهو شيخ لطبقة كبار علمائنا الآن.. إضافة إلى أنه ولى كبير بشهادة معاصريه!
ما دلالة أن يذكر كلام فضيلة الشيخ رضى الله عنه بصورة متهكمة كما يتهكم خبير كبير على كلام غر صغير؟!
ونتساءل أيضاً عن مضمون ذلك المحتوى: هل تمت الاستعانة فى صناعة ذلك المحتوى وكتابته بواحد من ذوى الفكر المتطرف؟ أليس ذلك المحتوى الذى سيقت فيه أدلة الفكر المتطرف المخالف للمنهج الوسطى المتمثل فى الأزهر الشريف.. أقول: أليس ذلك المحتوى بتلك الصورة يفتح بوابة جديدة لنشر الأفكار المتطرفة بين أبناء الوطن؟ أليس يقدم بهذا الفكر المتطرف فى ثوب مختلف حتى يلقى قَبولاً دون اعتراض؟ وهل كاتب الظل الذى كتب هذا المحتوى أحد المعروفين بتطرفهم أم أنه يكتفى ببث فكره من وراء ستار؟
وإذا لم تكن هناك استعانة بكاتب آخر، فهل مثل هذا المجال مفتوح للكلام فيه من دون علم، ودون الرجوع إلى العلماء المتخصصين، فيتكلم فيه كل من (هب ودب) بلسان الفكر المتطرف.. فيلوث عقول أبنائنا، ويغرس فيما بينهم بذور الإرهاب؟! هل من الأمانة العلمية أن يقدم صانع محتوى كلاماً قرأه ولم يحسنْ فَهمه؟
وذلك المحتوى الذى تم التهكم فيه على جزء أساسي من الدين الإسلامى.. والذى قدمت فيه معلومات غير صحيحة.. وتم الخلط فيه عن عمد بين صور مردودة وصور صحيحة مقبولة.. أقول: هل ذلك المحتوى مقدم لمجرد الترويج وجذب أكبر عدد من المتابعين؟ أم هو مقدم للنصح والإرشاد دون اهتمام بصدق المحتوى.. حتى صار المحتوى بمثابة فتح بوابة تروج للأفكار المتطرفة من داخل أرض الوطن دون حسيب أو رقيب؟
وإذا قيل فى آخر الحلقة التى تضمنت ذلك المحتوى: إنه لا يراد منه انتقاد الصوفية الصحيحة.. هل تعفى هذه العبارة ذلك المحتوى من المؤاخذة وقد امتلأ بالتهكم على التصوف والصوفية والتحدث بلسان التطرف؟!
وهل ذكر بعض علمائنا الأجلاء، مثل فضيلة الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وفضيلة سيدى الدكتور على جمعة يعد تلميحاً فى ذلك المحتوى بأنهما من رموز التصوف البدعى المرفوض؟! وإذا كان تصوف هذين العالمين الجليلين مرفوضاً، فأين التصوف المقبول إذن؟!
ولماذا تساق انحرافات البعض فى القول والفعل فتلصق بالصوفية الراشدة وهم مَن ردوا عليها وعلى أصحابها؟ ما دلالة كل هذا؟ أترك الإجابة لقارئ هذا المقال وللسادة المسئولين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التصوف الصوفية الزهد الفکر المتطرف ذلک المحتوى هذا السؤال ما دلالة
إقرأ أيضاً:
مدين يعلن دعمه لشيرين عبد الوهاب بعد الانتقادات التي طالتها في مهرجان "موازين": "ميجا ستار وحالة استثنائية بمشاعرها وصوتها"
في رسالة مباشرة عبّر من خلالها عن دعمه الكامل، نشر الملحن مدين منشورًا عبر حساباته الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي، مساندًا الفنانة شيرين عبد الوهاب بعد موجة الانتقادات التي تعرضت لها عقب حفلها الأخير في مهرجان "موازين" بالمغرب.
وكتب مدين: "هي مش بس ميجا ستار جمعتني بيها نجاحات كتير، هي حالة استثنائية بمشاعرها وشقاوتها وإحساسها وصوتها اللي كلنا بنعشقه ونحب نسمعه دايمًا، كل الدعم والحب لشيرين عبد الوهاب"
وقد لاقت هذه الرسالة تفاعلًا كبيرًا من جمهور شيرين ومتابعيها، الذين اعتبروها تعبيرًا صادقًا عن محبة وتقدير مدين لها، خصوصًا أنها جاءت في توقيت حساس بعد الحملة التي واجهتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتأتي رسالة مدين في الوقت الذي عادت فيه أغنية "مازال عالبال" للواجهة مجددًا، وهي من كلمات تامر حسين، وألحان مدين، وتوزيع توما، وقد كانت شيرين قد سجّلت الأغنية منذ فترة طويلة دون أن تُطرح رسميًا، لكنها عادت للانتشار مؤخرًا والطرح رسميًا عبر المنصات الرقمية.
ومن الجدير بالذكر أن مدين أطلق على شيرين لقب "Miss Guinness" بعد النجاح التاريخي لأغنيتهما "كلام عنيه"، والتي أصبحت أول أغنية عربية تدخل موسوعة جينيس، بعد بقائها في قوائم Billboard لأكثر من 45 أسبوعًا متتاليًا، ولا تزال حتى اليوم ضمن قائمة أفضل 50 أغنية في مصر.
وترتبط شيرين ومدين بمسيرة فنية حافلة بالنجاحات، من أبرزها: "قالك نسيني"، "حبّه جنة"، "الدهب"، و"أنا كتير"، وهو ما يعكس علاقة فنية وإنسانية ممتدة بينهما على مدار سنوات.