وزير الأوقاف يشارك في ورشة عمل بعنوان "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
شارك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف في ورشة عمل بعنوان: "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"، نظمها المجلس القومي للمرأة بالقاهرة بحضور المستشارة سناء خليل نائب رئيس المجلس القومي للمرأة، والأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، والقس أنطونيوس صبحي استشاري تطوير برامج بأسقفية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونيافة الأنبا توماس عدلي مطران إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، ونيافة القس رفعت فتحي ممثل الطائفة الإنجيلية، والدكتور حسام عبد الغفار مساعد الوزير للشئون البرلمانية والاتصال السياسي والتطوير المؤسسي والمتحدث الرسمي للوزارة والمبادرة، والشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف وعدد من قيادات وزارة الأوقاف والأئمة والقساوسة والواعظات والراهبات والمكرسات.
وفي كلمته قدم الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الشكر على الدعوة لهذا اللقاء المهم، مشيرًا إلى كلمة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 في البرلمان المصري الموقر، والتي حدد فيها سيادته رؤية الدولة المصرية، فقال: "قضينا سنوات مضت في مقومات الوطن وبناء مؤسسات الوطن وفي مواجهة الإرهاب، وقطعنا شوطًا كبيرًا في كل ذلك، وجاء الوقت الذي نضيف فيه إلى أولويات الدولة المصرية بأن ننتقل إلى ملف بناء الإنسان"، كانت هذه الكلمة الحكيمة نقطة الانطلاق لتتوجه جهود الدولة المصرية إلى أحد أهم وأجل مستهدفات عمل الدولة؛ ألا وهو: قضية بناء الإنسان.
وأضاف: كان في ذلك الوقت لكل من مؤسسات الدولة مسار تعمل فيه على هذا الملف، لكن فارقًا كبيرًا أن يكون لكل مؤسسة على حدة مسار تبذل فيه جهودًا لبناء الإنسان وبين أن يتم حشد تلك الجهود كافة في ميدان واحد، ومن هنا ولدت من جديد مبادرة "بداية جديدة" لبناء الإنسان عقب تشكيل الحكومة الجديدة في يوليو الماضي.
وأكد وزير الأوقاف أن الدولة المصرية أقدمت على خطوة رائدة لتشكيل مجموعة وزارية للتنمية البشرية يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء معالي الوزير خالد عبد الغفار، ووزارة الأوقاف جزء من هذه المجموعة الوزارية وقد اجتمعنا على مدى شهور مضت على الإعداد والإطلاق لمبادرة "بداية جديدة" على أنها واحدة من صور العمل التي تقوم بها المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، وقد تلقى عدد من المؤسسات الدولية عمل هذه المجموعة الوزارية بقدر من الترحيب والاهتمام.
وقد انطلقت مبادرة "بداية جديدة" وشهدنا الاصطفاف لانطلاقها في العاصمة الإدارية الجديدة، وشرفنا بالانخراط في الإعداد للمبادرة ومتابعة جهودها وصور نجاحاتها التي نعتز بها جميعًا كمصريين، ويبقى لكل مؤسسة مسارها الخاص تعمل عليه على مدى سنوات بل على مدى عقود، واليوم هو يوم حشد الطاقات وجمع الجهود للدولة المصرية في مرآة واحدة وفي ميدان واحد؛ يبرز للعالم كيف أن الدولة المصرية بفضل الله تضع أقدامها على الطريق الصحيح.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن قضية بناء الإنسان بعد دراسة لما يقوم به العالم من حولنا وصلنا إلى أن هناك محاور رئيسة لا بد من العمل عليها من أجل تحقيق المستهدف الأكبر الذي هو بناء الإنسان، وتلك المحاور أربعة أشياء محددة، وهي: التعليم، والصحة، والعمل، وجودة الحياة، موضحًا أن هذه المبادرة والأوسع منها أن تنطلق من تلك المبادرة مبادرات أخرى ضمن سلسلة أنشطة عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، كل هذا الجهد والحشد يستهدف في المقام الأول العمل على تحقيق تلك المتطلبات للإنسان المصري.
وأكد أن وزارة الأوقاف كان لها شرف المشاركة والمساهمة في هذا من خلال عدة أنشطة وفعاليات، فنظمنا عددًا كبيرًا من القوافل التي شهدتها محافظات مصر؛ (المنيا، وأسيوط) وغيرهما من المحافظات التي انطلق فيها ابن من أبناء وزارة الأوقاف من الأئمة والخطباء لمشاركة أخيه من القساوسة والرهبان، وانطلقت فيها ابنة كريمة من بنات وزارة الأوقاف من السيدات الواعظات مع شقيقتها الراهبة أو المكرسة من أجل النزول إلى القرى والنجوع والمدن المختلفة كافة للجلوس إلى الإنسان المصري لرفع الوعي، هذا مسار صبور وطويل الأمد، ويحتاج إلى وقت، وإلى إيمان بالقضايا التي نحتاج أن نتكلم فيها مع الإنسان المصري.
وأضاف هذه القوافل المشكلة من الأوقاف والأزهر والكنيسة المصرية العريقة والمجلس القومي للمرأة ومؤسسات الدولة كافة تحتاج أن تضع أمامها مرصدًا للقضايا والمشكلات والأمور كافة التي يجب الحديث فيها إلى الإنسان المصري، فنحتاج للحديث معه عن مواجهة الإدمان؛ ويحتاج هذا من القوافل أن تكون على إلمام جيد بقضية الإدمان، وخطورة انتشارها، والتحذير منها، وتوسيع وعي الإنسان المصري فيها، نحتاج إلى تحصين وعي الإنسان المصري من قضية الزيادة السكانية، وهذا يحتاج إلى إعداد علمي وتحضير وقراءة ودراسة، ورصد لما تقوم به مؤسسات الدولة، ووزارة الصحة والسكان، والأزهر الشريف، والأوقاف، والكنيسة من تأصيل علميٍّ لقضية خطورة زيادة النسل والإنجاب، وتبيين الخطورة في الزيادة العشوائية المفرطة وغير المنضبطة، وتؤصل شرعًا وعلمًا بإحصائيات من الواقع لبيان الخطر.
وأشار إلى أننا نحتاج إلى تحضير جيد في قضية محاربة العنف الأسري، والاهتمام بالطفولة، والبيئة، والحد من الطلاق، وحرمان المرأة من الميراث، والتسرب من التعليم، والتغذية التي تؤثر تأثيرًا حادًّا على صحة الأم والجنين والإنسان والتي تؤثر سلبًا على قدراته المعرفيَّة والذهنيَّة، نحتاج إلى أن نمر بحالة من الإفاقة، والوعي، والهمة، والحشد، والغيرة على الوطن وعلى الإنسان المصري، والتعامل معه بحب، والصبر عليه، والتشرف بتقديم الخدمة له.
وأضاف: إن هذا العمل مقدس وجليل، ومن أنبل وأشرف ما يمكن أن نلقى الله عز وجل به.
وأكد أن مبادرة بداية جديدة ولقاءنا اليوم من خلالها نقطة انطلاق، وأثرها على الوطن عظيم قد يظهر بعد سنوات، ولكن العمل الصادق والجهد في خدمة الإنسان المصري بكل شرائحه نخدمه ونقدم له أجود ما يمكن من اعتصار العقل والعمر لندفعه للنجاح، وهو هدف مبادرة "بداية جديدة"، وهدف وزارة الأوقاف في الخطاب الديني والمسجد وخطبة الجمعة والدروس والندوات والقوافل والمحاضرات، وكلها تجعلنا جنودًا في خدمة الإنسان المصري، ونتحمل ضيّق الصدر ومن أثقلته الهموم بكل تقدير واحترام وصدق، فهدفنا خدمة الإنسان المصري في كل وقت.
واختتم وزير الأوقاف أن هدفنا الكبير في مواجهة فلسفات الموت هو فلسفة الإحياء، ويكفي أن أختم كلمتي بثلاث آيات من الذكر الحكيم، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكم"، فلخص الله مهمة حبيبه صلى الله عليه وسلم في كلمة الإحياء، وهذا الإحياء يبدأ بالحفاظ على الإنسان من الموت، ثم إحياء الإنسان بالعلم، ثم إحيائه بالأمل، ثم بالثقافة، ثم بالصحة الجيدة، ثم بالعمل الجليل، ثم بالمستوى المعيشي اللائق، ثم بالرضا، ثم إحيائه بالقيم والأخلاق، وإحياه طفلًا أو امرأة أو كان من أصحاب الهمم، والآية الأخرى هي قوله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً" وهذه الآية تقوم عليها أعظم المواثيق لحفظ النفس البشرية، والآية الثالثة هي قوله تعالى: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف القادة الدينيين بداية جديدة لبناء الإنسان الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان المجلس القومى للمرأة المجموعة الوزاریة الدولة المصریة الإنسان المصری وزارة الأوقاف لبناء الإنسان بناء الإنسان وزیر الأوقاف بدایة جدیدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عبدالفتاح العوارى، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والتى دار موضوعها حول قيمة الوقت في الإسلام.
نعم الله لا تعد ولا تحصىقال الدكتور عبد الفتاح العواري، إن نعم الله تبارك وتعالى على الإنسان لا تعد ولا تحصى يقول تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وأول هذه النعم التي أنهم الله تعالى على الإنسان أن أوجده من العدم وسواه وأحسن خلقه، وركبه في أحسن صورة، فجعل له السمع والبصر والفؤاد، وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئاً، فأصبح إنساناً مكرماً أتت من أجله الشرائع، وأرسل الله بها الرسل حتى لا يترك الإنسان في الحياة هملاً، ولا يدعه سدىً، فالإنسان مكرم وهو غالي على خالقه ومولاه، ومن هنا اعتنى به خلقاً وتنشئةً وتربيةً.
وأوضح أن الله تبارك وتعالى سخر للإنسان الكون كله، وأسبغ عليه نِعمهُ ظاهرة وباطنه، فالإنسان مركز دائرة الكون؛ الكل في خدمته يقول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾. هكذا قال المولى عزَّ وجلَّ، ونطق به كتابه، لكن وعينا وإدراكنا قد أصيب بالشلل فتعطلت وظائفه، فلم يدرك هذا الإنسان المكرم فضل الله عليه، ونعمه التي حباه بها، فكان لابد من تنبيهه وإيقاظه من غفلته، فتتلى عليه آياته التنزيلية لتلفت نظره إلى آيات الله الكونية، لعله يفوق من غفلته ويتوب ويعود إلى رشده.
نعمة الوقت والزمنوأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن، وأوجد له الزمن ليرقب ما هو مطلوب منه في أمور معاشه، وتحقيق مصالحه وما تحتاجه حياته في دنياه، كما أوجد له الزمن فربط به جميع تكاليفه التي هو مطالب بها يؤديها ويقوم بها، فجميع التكاليف من صلاة وزكاة وصوم وحج، كل هذه العبادات إنما هي مرتبطة بزمن، وتقع من الإنسان في زمن فلا يمكنه أن يخرج شيء منها دون ارتباط بزمن ووقت.
دعاء يوم الجمعة للرزق.. اغتنمه وردده الآن يصب الله عليك الخير صبا
هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
وواصل: يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾، أي يخلف بعضهم بعضاً. يأتي النهار فيخلفه الليل، ويأتي الليل فيخلفه النهار. ذلك لمن أراد أن يتذكر ويتأمل ويتدبر في دلائل قدرة من أوجده من العدم، وفي عظمة قدرة من يقول للشيء كن فيكون. يتنبه الإنسان فيعرف نعم ربه عليه بالزمن فيشكره ويثني عليه بما هو أهله، فهو صاحب النعم وصاحب الفضل على الإنسان، يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا﴾. محى الله آية الليل بالظلام وعدم الوضوح، ليسكن الإنسان ويستريح. وجعل آية النهار مبصرة ليسعى فيها الإنسان ويحقق معاشه، ويؤدي واجباته التي كُلِفَ بها. فإذا لم يؤديها، فليس له حق.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن الله أوجد للإنسان نعمة النهار مبصرة منتشرة الضياء تطلع شمسها فيسعى الناس في جنبات الأرض محصلين أمر معاشهم قائمين بمصالحهم ليس سوى لحكمة وهي أن يبتغي الإنسان الفضل من ربه في كل ما يحقق له مصالح الدنيا، فهو ليس قاصر على شيء دون شيء. ومن هنا أتى التعبير نكرة ليعم الجميع، وكذلك ليعلم الإنسان عدد السنين والحساب.
دعاء يوم الجمعة للرزق.. اغتنمه وردده الآن يصب الله عليك الخير صبا
هل يستجاب الدعاء وقت نزول الأمطار؟.. الإفتاء تجيب
وأكد خطيب الجامع الأزهر أهمية أن يحاسب الإنسان نفسه ويسألها ماذا قدمت؟ وما الذي حققته؟ حينما تعود إلى رب كريم يُوقفها للحساب، أقسم المولى عز وجل بالزمن ليلاً ونهاراً، ضحاً وعصراً، حتى يعلم الإنسان قيمته، المتأمل في كتاب الله يرى القسم، والله لا يقسم إلا بعظيم. فهل وعى الإنسان ذلك وهو يقرأ كتاب الله الذي أنزله من أجله، وجعل نبياً من أنبيائه يبلغه آياته؟ ماذا فعل في هذا الزمن؟ ماذا لو ترك الله الإنسان بلا تعاقب في الزمن فيعيش هكذا؟ لو جعل الله الزمن متساوق غير متفاوت، ماذا كان يصنع الإنسان؟ يقول تعالى مخاطباً عباده: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ ۖ أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾. من غير الله يأتينا بضياء! هلا سمعنا ووعينا، ومن غيره يأتينا بليل نسكن فيه.
ودعا الدكتور العواري أولي الأبصار إلى التدبر والتأمل في نعمة الوقت ونعمة الزمن. فهو عمر الإنسان وسيُسأل عنه يوم القيامة. يقول النبي ﷺ: (لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟)، ويقول أيضاً: (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ)، الغبن معناه الغفلة وعدم الوعي. الإنسان في تيه غير مستيقظ، والنعمة محيطة به.
وشدد على أننا في حاجة ماسة إلى أن نستيقظ من غفلتنا، فقد فات الكثير من العمر وما بقي إلا القليل. علينا أن نحدث مع الله توبة، وإليه أوبة ورجوع، حتى يتقبل منا ما تبقى من زماننا ووقتنا، ونعود إليه وهو راض عنا. فنعمة الزمن ونعمة الوقت حينما يراجع الإنسان نفسه يوقن يقيناً تاماً أنه قد فرط في هذه النعمة وأهدرها وضيعها، ومضى من عمره الكثير في اللهو واللعب، دون إدراك منه أن الزمن هو عمره، وأن الوقت هو حياته. يقول تقي الدين الحسن البصري رضي الله عنه: "اعلم أن الوقت عمرك، فإن ضاع يوم ضاع بعضك". فابن العشر سنين غداً لا يمكن أن يكون ابن عشر، وابن الثلاثين لا يمكن أن يكون غداً ابن الثلاثين. موصياً الجميع بضرورة أن يعاهدوا ربهم، وأن ينتبهوا إلى ما تبقى من عمرهم، وألا يضيعوا زمنهم سدى، فالله سوف يسألنا جميعاً ويحاسبنا على نعمة الزمن.