ذكر موقع "The Conversation" الأسترالي أنه "مع استمرار إسرائيل في هجومها على حزب الله في لبنان، يبدو أن إيران أصبحت محاصرة بشكل متزايد. لقد ركزت جهود إسرائيل لإضعاف شبكة وكلاء إيران على عدد من الأهداف: القضاء على قادة حزب الله الرئيسيين، وتدمير أسلحتهم ومواقعهم العسكرية الأخرى، واستهداف أعداد كبيرة من المقاتلين والمناصرين.

لا شك أن حزب الله قد ضعف على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما يمثل معضلة لإيران. فهل يمكن أن يدفع هذا الضغط المستمر على الحزب إيران نحو الحصول أخيرًا على سلاح نووي؟".   استراتيجية الردع الإيرانية   بحسب الموقع، "إن استخدام شبكات الوكلاء المسلحين كإستراتيجية ردع هو نهج معروف تستخدمه دول العالم. لقد تبنت إيران هذه الإستراتيجية بنجاح لعقود من الزمن، بدءًا بحزب الله في لبنان وامتدت إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة، والفصائل المسلحة العراقية المختلفة، والحوثيين في اليمن. لقد سمحت هذه الإستراتيجية لإيران بفرض قوتها في المنطقة ومواجهة الضغوط من الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما، وفي الوقت عينه لم تخض أي مواجهة عسكرية مباشرة مع خصومها".   وتابع الموقع، "حتى وقت قريب، بدت كل من إيران وإسرائيل مترددة في الدخول في حرب شاملة، وبدلاً من ذلك، التزمت كل منهما بقواعد معينة للاشتباك حيث تمارس كل منهما الضغط على الأخرى دون التصعيد إلى صراع شامل، وهذا أمر لا يستطيع أي من الجانبين تحمله. لقد تجنبت إيران لفترة طويلة المواجهة المباشرة مع إسرائيل، حتى عندما استهدفت إسرائيل فصائلها في سوريا واغتالت العديد من العلماء النوويين الإيرانيين على مدى العقود القليلة الماضية. ولكن في الآونة الأخيرة، تغيرت هذه الاستراتيجية.فبعد أن شعرت إيران بتأثير الهجمات الإسرائيلية المطولة على شبكتها من الوكلاء، ردت بشن هجومين صاروخيين مباشرين ضد إسرائيل في الأشهر الستة الماضية. ويشير هذا إلى أنه مع تكثيف الضغوط على وكلاء إيران، قد تلجأ طهران بشكل متزايد إلى استراتيجيات بديلة لإعادة إرساء الردع الفعال ضد إسرائيل وحلفائها الغربيين".   وأضاف الموقع، "يعتقد بعض المحللين أن إسرائيل ربما تكون قد اكتسبت الآن ما يسمى "هيمنة التصعيد" على إيران. وكما أوضحت مجموعة من الخبراء، يحدث هذا عندما يصعّد أحد الأطراف المتحاربة الصراع بطرق ستكون غير مواتية أو مكلفة للخصم في حين لا يستطيع الخصم أن يفعل الشيء نفسه في المقابل، إما لأنه لا يملك خيارات التصعيد أو لأن الخيارات المتاحة لن تحسن وضعه. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "برد قاس" على أحدث هجوم صاروخي شنته إيران ضد إسرائيل في أوائل تشرين الأول، وقد يدفع هذا إيران إلى تغيير استراتيجيتها الرادعة، وخاصة إذا ضربت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية".   دعوات لاستراتيجية نووية جديدة   وبحسب الموقع، "مع تزايد الضغوط على زعماء إيران، يناقش النظام الآن علانية ما إذا كان سيعلن عن برنامج نووي عسكري، ومن شأن هذا أن يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الإيرانية. فقد أكدت إيران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، ولا نية لديها لتطوير مكون عسكري. وقد طعنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في هذا الادعاء. في الثامن من تشرين الأول، أعلن البرلمان الإيراني أنه تلقى مشروع قانون "لتوسيع الصناعة النووية الإيرانية"، والذي سيناقشه البرلمان. ولم تُعرف بعد طبيعة هذا التوسع، ومن غير الواضح ما إذا كان سيشمل برنامجاً عسكرياً، ولكن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون تشير إلى مثل هذه الأجندة".   وتابع الموقع، "حذر كمال خرازي، وهو سياسي بارز وعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو هيئة إدارية رفيعة المستوى يعينها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من إعادة النظر في البرنامج النووي الإيراني. وفي مقابلة أجريت معه في شهر أيار، قال: "إن مستوى الردع الإيراني سوف يختلف إذا ما تعرضت إيران للتهديد. ليس لدينا قرار بإنتاج قنبلة نووية، ولكننا سوف نضطر إلى تغيير عقيدتنا النووية إذا ما حدث مثل هذا التهديد". إن الدعوات في إيران لمراجعة العقيدة الدفاعية للبلاد تتزايد. ففي هذا الأسبوع، كتب ما يقرب من أربعين نائباً في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يتخذ القرارات بشأن السياسة الأمنية العامة لإيران، مطالبين بإعادة النظر في السياسة النووية الحالية، ومشيرين إلى أن فتوى خامنئي التي تحرم إنتاج القنبلة النووية قد تخضع للتغيير بسبب التطورات الحالية". من غير المرجح إحياء الاتفاق النووي وبحسب الموقع، "لم تحرز الجهود الرامية إلى إحياء المفاوضات النووية تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، رغم أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان أشار إلى أن حكومته قد تكون على استعداد للانخراط مرة أخرى مع الغرب واستئناف المحادثات. ومع ذلك، إذا نفذت إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية رداً على الهجوم الصاروخي الذي وقع الأسبوع الماضي، كما تكهن البعض، فقد ترى إيران أنه من الضروري أن تختار تسليح برنامجها النووي بدلاً من ذلك. وإذا أعلنت إيران عن برنامج نووي عسكري، فإنها ستفعل ذلك بنية معلنة تتمثل في استعادة توازن الردع مع إسرائيل، وهو ما قد يمنع اندلاع حرب شاملة. ومن المعتقد أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، ولكنها لم تؤكد ذلك قط. بيد أن مثل هذا القرار من المرجح أن يخلف عواقب وخيمة على إيران والمنطقة على حد سواء".   وختم الموقع، "لا شك أن هذا من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الضغوط الدولية والعقوبات الأميركية على إيران، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من عزلتها. وقد يؤدي هذا إلى إشعال فتيل سباق تسلح نووي في المنطقة، حيث تعهدت المملكة العربية السعودية بالفعل بالسعي إلى امتلاك ترسانة نووية إذا ما نجحت إيران في تطويرها".   المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بيروت تؤكد سيادتها واستقلال قرارها الداخلي.. رفض لبناني رسمي لدعوة إيران

البلاد (بيروت)
في خطوة دبلوماسية بارزة، اعتذر وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلبية دعوة نظيره الإيراني عباس عراقجي لزيارة طهران، مؤكداً أن قرار عدم التوجه إلى إيران في الوقت الحالي، لا يعني رفض الحوار بين البلدين، بل يعود إلى غياب الأجواء المواتية.
وأوضح رجي في رسالته لعراقجي بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام، أنه يقترح عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم التوافق عليها، معرباً عن الاستعداد الكامل لإرساء”عهد جديد من العلاقات البناءة” بين لبنان وإيران، شريطة أن تقوم هذه العلاقات على الاحترام المتبادل، واحترام سيادة واستقلال لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تحت أي ذريعة.
وشدد الوزير اللبناني على قناعة ثابتة بأن بناء دولة قوية يتطلب حصر حق حمل السلاح بالجيش الوطني وحده، وأن تكون الدولة صاحبة القرار الحصري في قضايا الحرب والسلم، مؤكداً أن عراقجي سيظل مرحباً به لزيارة لبنان في أي وقت.
يأتي هذا الرد بعد أن كشف عراقجي في نوفمبر الماضي عن دعوته رجي؛ لإجراء مفاوضات مباشرة لتعزيز العلاقات الثنائية، مؤكداً أنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومستعد لزيارة بيروت إذا تلقى دعوة رسمية.
من جهته، كان رجي قد انتقد تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، التي أشار فيها إلى أن وجود حزب الله في لبنان أصبح “أهم من الخبز والماء”. وقال رجي عبر حسابه على منصة”إكس”: إن سيادة لبنان واستقلال قراره الداخلي يجب أن يكون أولوية، بعيداً عن الشعارات الأيديولوجية والسياقات الإقليمية التي لطالما أضرت بالبلد.
يأتي ذلك في ظل استمرار توترات عسكرية في جنوب لبنان، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر 2024 برعاية أميركية وفرنسية بين حزب الله وإسرائيل. وينص الاتفاق على تراجع الحزب من منطقة جنوب نهر الليطاني لمسافة نحو 30 كيلومتراً، وتفكيك بنيته العسكرية، وحصر حمل السلاح بالأجهزة الرسمية اللبنانية. إلا أن إسرائيل واصلت شن غارات على مواقع جنوب وشرق البلاد، مستهدفة حزب الله، بالإضافة إلى تحليق طائرات مسيرة في عدة مناطق من ضمنها بيروت. كما أبقت القوات الإسرائيلية على مواقع إستراتيجية في أكثر من خمس تلال جنوب لبنان، رغم نص الاتفاق على انسحاب كامل من الأراضي اللبنانية التي توغلت فيها خلال الحرب.
وفي أغسطس 2025، اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بحصر السلاح بيد الدولة، مكلفة الجيش بفرضه، بالإضافة إلى ضمان انتشاره الكامل في جنوب البلاد، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيادة الدولة وفرض الأمن الداخلي.

مقالات مشابهة

  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • إسرائيل تستعد لسيناريو هجمات عبر أذرع إيران وجنوب سوريا
  • لو دعيت بحاجة معينة تحصل هل هذا اشتراط على ربنا؟ داعية يجيب
  • بيروت تؤكد سيادتها واستقلال قرارها الداخلي.. رفض لبناني رسمي لدعوة إيران
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • الاعتصام بالله .. معركة الوعي التي تحدد معسكرك، مع الله أم مع أعدائه
  • إيران: اتفاقية الضمانات النووية أصبحت "غير مناسبة لظروف الحروب"