سورية بتركيا وسودانية في مصر.. قصة جين وندى حتى جائزة نانسن
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
فازت خمس نساء بجوائز "نانسن للاجئ" لعام 2024، التي تقدمها سنوياً المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
والفائزات الـ5 راهبة، وناشطة، ورائدة أعمال اجتماعية، وعاملة إغاثة متطوعة، ومناصرة في مجال القضاء على انعدام الجنسية.
وحظيت بالجائزة العالمية لهذا العام الراهبة روزيتا ميليزي (79 عاماً)، وهي محامية برازيلية، ناشطة اجتماعية دافعت عن حقوق وكرامة الأشخاص المهجرين منذ قرابة 40 عاماً.
وعلى المستوى الإقليمي، مُنحت 4 نساء أخريات جوائز إقليمية بحسب مناطق عملهن، هنّ ميمونة با من بوركينا فاسو، وجين داوود اللاجئة السورية في تركيا، وندى فضل اللاجئة السودانية في مصر، بالإضافة للناشطة النيبالية ديبتي غورونغ.
كما سيحصل شعب مولدوفا على تكريم فخري لعمله كـ"منارة إنسانية"، نتيجة لدوره في "وضع الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها جانباً، لتحوّل البلاد بسرعة مدارسها ومساحاتها المجتمعية ومنازلها إلى ملاذ آمن لأكثر من مليون شخص اضطروا للفرار من الحرب في أوكرانيا"، وفق بيان لمفوضية الأمم المتحدة، نُشر على موقعها الإلكتروني.
وسيتم توزيع الجوائز غداً الاثنين خلال حفل سيُقام في مدينة جنيف السويسرية.
5 سيدات يحصدن جوائز نانسن للاجئ لعام 2024،
والتي تقدمها المفوضية كل عام، تكريمًا للأشخاص والمجموعات والمنظمات التي تقوم بأعمال إستثنائية لمساعدة اللاجئين والنازحين داخلياً وعديمي الجنسية.
تعرف على الفائزات بـ #جائزة_نانسن_للاجئ هذا لهذا العام:https://t.co/5ukGcypJ4X pic.twitter.com/r4e7adb2yG
ما هي جائزة نانسن؟
وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تأسست الجائزة عام 1954"إحياءً لإرث فريدجوف نانسن، العالم النرويجي، المستكشف القطبي والدبلوماسي والمفوض السامي الأول في حقبة عصبة الأمم، الحاصل كذلك على جائزة نوبل للسلام 1922".
ويحصل الفائز على مبلغ 150 ألف دولار أميركي تتبرع به حكومتا سويسرا والنرويج، بهدف متابعة مشروع موجه لمساعدة النازحين قسراً، يتم تطويره بالتشاور الوثيق مع مفوضية اللاجئين.
وخلال وجوده في المنصب لعشر سنوات بين 1920 و1930، ساعد نانسن مئات آلاف اللاجئين على العودة إلى وطنهم، وأسهمت جهوده في تمكين عدد كبير من الأشخاص من الحصول على إقامة قانونية وإيجاد عمل في البلدان، التي وجدوا فيها الملجأً.
وتقول المفوضية "أدرك نانسن أن إحدى المشكلات الرئيسية التي كان يواجهها اللاجئون هي افتقارهم لوثائق هوية معترف بها دولياً، فعمل على إيجاد حل عرف بجواز سفر نانسن، كان أول صك قانوني يُستخدم لتوفير الحماية الدولية للاجئين".
يُشار إلى أن أول من فاز بجائزة "نانسن للاجئ" كانت إليانور روزفلت، وهي أول رئيسة للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهي قرينة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وعُرفت بدورها في صياغة الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان.
من بين النساء الخمس، فازت السودانية ندى فضل، عن فئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي تُدير مركز "مبادرة روح" الواقع في مدينة الإسكندرية بمصر، حيث يتلقى فيه اللاجئون خدمات الرعاية الصحية المجانية والتدريب على المهارات.
بحسب تقرير للمفوضية عن رحلة فضل (31 عاماً) التي أوصلتها لنيل جائزة "نانسن للاجئ"، فقد وصلت إلى الإسكندرية عام 2015 بمفردها، وليس لديها سوى التصميم على إعادة بناء حياتها.
لكن التكيّف مع الحياة في بلد جديد كان "أمراً صعباً" بالنسبة لفضل، خصوصاً أنها لم تكن تعمل أو تواصل دراستها، لذلك قررت أن تعلم الأطفال اللاجئين في الحيّ الذي عاشت فيه، وكان معظمهم من السوريين.
تقول: "كانوا يسألونني: كيف أحل هذه المسألة؟ وكيف أقرأ هذا؟ وكيف أفعل ذلك؟ لذا، قررت جمعهم معاً وإعطاءهم دروساً في المنزل".
وسرعان ما أسست لنفسها سمعة جيدة داخل المجتمع، مما أدى إلى حصولها على طلبات إضافية للمساعدة، لتتعاون على أثر ذلك مع مجموعة لاجئين آخرين، أطلقوا معاً "مبادرة روح" من أجل حشد المزيد من الدعم للاجئين.
وعندما بدأ مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الوصول إلى مصر، قامت فضل في البداية بإشراك شباب آخرين من مجتمعات اللاجئين والمضيفين في الإسكندرية للعمل معها بهدف مساعدة الأسر التي تقطعت بها السبل في مدينة أسوان الجنوبية.
وسافرت اثنتان من صديقاتها إلى أسوان لتقييم الوضع وبناء جسر من التواصل مع السكان المحليين في المدينة، وعند العودة إلى الإسكندرية، بدأت المجموعة على الفور في عملية جمع التبرعات.
تقول فضل "جمعنا التبرعات من السكان هنا ثم أرسلناها إلى أصدقائنا في أسوان لشراء العصير والماء والوجبات وتسليمها للأشخاص الذين يصلون الحدود".
وباعتبارها في صفوف الاستجابة الأولى على الأرض، تمكنت "مبادرة روح" من مساعدة مئات الوافدين الجدد. وبالإضافة إلى تزويدهم بالوجبات الساخنة والمساعدات النقدية، حرصوا على ربط الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والمرضى وكبار السن، بالسكان المحليين الذين قدموا لهم مساكن مؤقتة.
ندى، المتطوعة المثابرة ، الشخصية الفعمة بالقوة التي استطاعت بجهودها أن تساعد مجتمعات اللاجئين، بمختلف جنسياتهم حيث قدمت...
Posted by Caritas Egypt - Alex Refugees' Office on Wednesday, October 9, 2024معالج السلام"ولدت منصة معالج السلام جراء الحرب، لذا فإن مهمتنا دائماً هي بناء السلام - السلام الداخلي والسلام في العالم. كل شيء يبدأ من داخلنا"، تقول اللاجئة السورية من مدينة الرقة، المقيمة في تركيا، جين داود.
وبسبب عمل هذه المنصّة التي أنشئت على أثر زلزال كهرمان مرعش في 6 فبراير 2023، الذي ضرب مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا والشمال السوري بالإضافة لمدن عدة واقعة تحت سيطرة النظام السوري، نالت مؤسستها داود جائزة "نانسن للاجئ".
وجاء في تقرير نشرته مفوضية اللاجئين الأممية أن فكرة منصّة "معالج السلام" خطرت لداود (26 عاماً) أثناء حضورها دورتين تدريبيتين خلال دراستها الجامعية، إحداهما عن تطوير تطبيقات أندرويد والأخرى عن ريادة الأعمال
تبيّن داود "في تلك اللحظة، بدأت العمل على الموضوع، وكان بمثابة الأمل بالنسبة لي. وعلى الرغم من كل الصعوبات والتجارب التي مررت بها، كنت واثقة من أن شخصاً آخر في مكان آخر يعاني منها".
أعدّت خطة عمل مفصلة وبدأت العمل مع مطوري البرمجيات وعلماء النفس لبناء المنصة. وتم إطلاق الشركة بعد عامين، ولديها الآن قائمة من 100 أخصائي/ة نفسي/ة يقدمون جلسات علاجية عبر الإنترنت باللغات التركية والعربية والكردية والإنكليزية.
وفي حين أن هناك من يستطيع تحمل تكاليف الجلسات الفردية أو الجماعية، يمكن للفئات الضعيفة مثل اللاجئين الوصول إليها مجاناً.
ونظراً لتفانيها في تقديم الدعم الصحي النفسي للاجئين وغيرهم من الناجين من الصدمات، تم اختيار داوود كفائزة إقليمية بالجائزة فئة أوروبا.
تعلّق داود على فوزها "ردود الفعل من المستفيدين من خدماتنا هي أكبر مكافأة بالنسبة لي، ولكن الفوز بهذه الجائزة له معنى كبير، فهو يمنحني الدافع والشجاعة لمواصلة هذا العمل".
View this post on InstagramA post shared by Peace Therapist ® for Mental Health Services (@peacetherapist)
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مبادرة روح ة التی
إقرأ أيضاً:
برهم صالح مفوضا ساميا جديدا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ابتداء من 2026
أظهرت رسالة رسمية، الجمعة، أن الرئيس العراقي السابق برهم صالح اختير لتولي منصب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلفا للإيطالي فيليبو غراندي الذي يشغل المنصب منذ عام 2016.
وجاء في الرسالة الموقعة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتاريخ 11 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أن صالح سيبدأ ولايته الجديدة في الأول من كانون الثاني/ يناير 2026، على أن تمتد لمدة خمس سنوات، مع الإشارة إلى أن التعيين ما يزال مؤقتا بانتظار موافقة اللجنة التنفيذية للمفوضية.
تضخم أعداد اللاجئين عالميا
ويواجه صالح، وهو مهندس تلقى تعليمه في بريطانيا ويتحدر من إقليم كردستان العراق، تحديات ضخمة في ظل وصول أعداد النازحين واللاجئين عالميا إلى مستويات قياسية تقارب ضعف ما كانت عليه عند تولي غراندي المنصب قبل نحو عقد.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه تمويل المفوضية تراجعا ملحوظا نتيجة تقليص الولايات المتحدة مساهماتها، وتحويل العديد من الجهات المانحة الغربية مواردها نحو قطاعات الدفاع.
وطبقا للوثيقة الأممية، امتنعت المفوضية عن التعليق على التعيين الجديد، فيما أكد متحدث باسم الأمم المتحدة أن العملية "لا تزال جارية".
ووعد برهم صالح، الذي شغل منصب رئيس جمهورية العراق بين عامي 2018 و2022، بالعمل على ضمان عدم وقوع اللاجئين في "دوامة التبعية"، وتعزيز فرص التعليم والعمل لهم.
وقال خلال حملته لنيل المنصب إنه يؤمن إيمانا راسخا برسالة المفوضية لأنه "عاشها بنفسه"، مؤكدا أن رؤيته تقوم على مفوضية "تضع اللاجئين في صميم عملها، مدركة أن المساعدات الإنسانية مؤقتة بطبيعتها".
وتواجه المفوضية، التي تعتمد في تمويلها على التبرعات، ضغوطا مالية كبيرة دفعتها إلى خفض ميزانيتها لعام 2026 بنسبة تقارب الخمس لتصل إلى 8.5 مليارات دولار، إضافة إلى خطة لتسريح نحو خمسة آلاف موظف، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية بسبب حروب مثل السودان وأوكرانيا.
وتحذر المفوضية من أن هذا الوضع يفرض عليها اتخاذ قرارات صعبة بشأن الفئات التي تستطيع مساعدتها، بما يفتح الباب أمام مخاطر تهدد حياة ملايين اللاجئين حول العالم.
مساع لتوسيع التمويل
يسعى صالح إلى تنويع مصادر تمويل المفوضية، بما في ذلك استقطاب التمويل الإسلامي، وإشراك القطاع الخاص عبر مقترح إنشاء "مجلس عالمي للرؤساء التنفيذيين للشؤون الإنسانية".
وتأتي هذه الجهود وسط قيود متزايدة على اللجوء في الدول الغربية، وصعود مشاعر مناهضة للهجرة، إلى جانب استياء متنام في الدول الفقيرة التي تستضيف معظم اللاجئين.
وشهدت عملية الترشيح تنافسًا بين نحو عشرة مرشحين من خلفيات متنوعة، شملت شخصيات سياسية، وطبيب طوارئ، ومسؤولا تنفيذيا في شركة "إيكيا"، وشخصية إعلامية.
وكان أكثر من نصف المرشحين من أوروبا، بما يتماشى مع التقليد التاريخي للمفوضية البالغ عمرها 75 عاما، إذ ينتمي تسعة من أصل أحد عشر من المفوضين الساميين السابقين إلى القارة الأوروبية.
مسيرة سياسية طويلة
ويمتلك برهم صالح سجلا سياسيا ممتدا يمتد لعقود، بدأ بانضمامه إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتولى مسؤوليات متعددة داخل الحزب، من بينها إدارة العلاقات الخارجية من لندن، وقيادة مكتب الحزب في الولايات المتحدة، ليصبح أول ممثل لحكومة إقليم كردستان في واشنطن.
وتولى صالح منصب رئيس حكومة إقليم كردستان بين عامي 2001 و2004، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة العراقية المؤقتة عام 2004، ثم وزير التخطيط في الحكومة الانتقالية عام 2005. وفي أول حكومة منتخبة برئاسة نوري المالكي عام 2006، أصبح صالح نائبا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسا للجنة الاقتصادية.
وقاد صالح "قائمة كردستان" في انتخابات برلمان الإقليم عام 2009، ليخلف نيجيرفان البارزاني في رئاسة حكومة الإقليم، حيث وقع خلال ولايته أول عقد نفطي مع شركة "إكسون موبيل". وفي عام 2012، تنازل عن منصبه لصالح البارزاني ضمن اتفاق سياسي بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم.
وفي عام 2014، رشح صالح وفؤاد معصوم من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية، لكن كتلة التحالف الكردستاني اختارت معصوم بالإجماع.
وبعد وفاة جلال الطالباني ونوشيروان مصطفى، أعلن صالح عام 2017 تأسيس حزب "تحالف من أجل الديمقراطية والعدالة"، قبل أن يحصد حزبه مقعدين فقط في انتخابات 2018 ويعود بعدها إلى صفوف الاتحاد الوطني الذي رشحه رسميا لرئاسة العراق.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2018، انتخبه البرلمان العراقي رئيسا للجمهورية، ليصبح ثالث رئيس غير عربي للعراق بعد جلال الطالباني وفؤاد معصوم، قبل أن يخسر المنصب في انتخابات 2022 لصالح عبد اللطيف رشيد.