عام على “طوفان الأقصى”.. هكذا نصرَ ط غزة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
في أحد خطاباته بمناسبة يوم القدس العالمي بعد أن أرسى معادلة المساس بالمسجد الأقصى يعني حربًا إقليمية، ومع الاستجابة اليمنية لهذه المعادلة سريعًا؛ عدّ شهيد الإسلام والإنسانية السيد القائد حسن نصر الله اليمن بقيادته الشابة والصادقة إضافة نوعية لجبهة المقاومة.
الجبهة التي تحمل على عاتقها، اليوم، مسؤولية الدفاع عن فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، ولولا أن المقولة أطلقها رجل يحمل معاني الصدق والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية كلها وقائد لأهم انتصارات الأمة وإنجازاتها في وجه العدو “الإسرائيلي” لكان الصديق قبل المبغض تساءل وشكك في ذلك.
لإسناد غزة: “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” تبدأ
تحت شعار “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ حدّد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي القاعدة الأساسية لمساندة غزة، منذ الأيام الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وتتمثل في فعل ما يكون له أثر كبير في إطار التنسيق مع جبهة الجهاد والمقاومة. وفي الـ13 من شهر تشرين أول/أكتوبر العام الماضي انطلقت شرارة العمليات اليمنية بإطلاق سرب من الطائرات المسيّرة على أهداف حساسة في أم الرشراش “إيلات”، وتلا ذلك بيوم هجوم بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة، ضمن المرحلة الأولى من التصعيد والمفارقة أن تلك القدرات حاولت اعتراضها دفاعات الأنظمة المطبعة الجوية إلى جانب الأمريكي والصهيوني ودول غربية أخرى.
المرحلة الثانية: سفينة “جالكسي ليدر” باكورة العمليات البحرية
في الـ19 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي؛ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عزمها استهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني أو تعود ملكيتها لشركات صهيونية، في مرحلة ثانية من التصعيد لمساندة غزة، وذلك بالتزامن مع الإعلان الأوروبي عن عملية “سبيدس” البحرية لدعم أمريكا وحماية التجارة الصهيونية؛ ولأن العدو اعتمد أسلوب التمويه والتخفي، للمرور الآمن لسفنه من البحر الأحمر برفع أعلام دول أخرى وإخفاء ملكية السفن والشركات المشغلة لها، حدثت المفاجأة باستيلاء القوات اليمنية على سفينة “جالكسي ليدر” في عملية نوعية واقتيادها إلى الساحل اليمني. توالت بعدها الضربات والهجمات على السفن المشمولة بقرار الحظر لمنع وصولها إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار، وتخلل تلك العمليات إطلاق دفعات من الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على مراحل متتالية على أهداف عسكرية للكيان في “إيلات”، وشمل قرار الحظر في هذه المرحلة استهداف السفن الواصلة إلى كيان العدو أيًا كانت جنسيتها.
مع زيادة الضغوط على كيان العدو؛ أعلن وزير الحرب الأمريكي عن تشكيل تحالف “حارس الازدهار”، في 18 كانون أول/ديسمبر 2023، لحماية السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وتقويض القدرات اليمنية. غير أن النتائج كانت عكسية؛ إذ نالت السفن الأمريكية والبريطانية نصيبًا وافرًا من الضربات، في شهر كانون الثاني/يناير وبداية شباط/فبراير، لا سيما بعد الاعتداء الأمريكي على زوارق يمنية وشن غارات على المحافظات اليمنية في محاولة لاستعادة صورة الردع المتآكلة. وكان من أبرز العمليات، في تلك المرحلة، إغراق السفينة البريطانية “روبيمار” وقصف المدمرات الأمريكية بصواريخ باليستية لأول مرة في تاريخ المواجهات البحرية، وهو ما فاجأ الأمريكي وأقلقه.
المرحلة الثالثة: مع فشل “حارس الازدهار” اليمن يوسّع مسرح عملياته للمحيط الهندي
في 14 من شهر أذار/مارس العام الجاري، ونتيجة لإيغال العدو “الإسرائيلي” بسفك دماء الشعب الفلسطيني أعلن اليمن على لسان قائده بدء المرحلة الثالثة من التصعيد، وتمثلت بتوسيع العمليات ضد السفن “الإسرائيلية” أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة لتشمل خط عبورها في المحيط الهندي، على أساس أن البحر الأحمر وكذلك العربي مغلقين في وجه الصهاينة. وبهذه الخطوة؛ أكد اليمن أن لا خطوط حمر ولا قواعد اشتباك طالما استمرت جرائم حرب الإبادة في غزة وتأكد للصهاينة أن أمريكا عاجزة عن توفير الحماية لسلاسل إمداداتهم التجارية حتى مع المشاركة الأوروبية. وحتى نهاية هذه المرحلة؛ بلغ إجمالي العمليات اليمنية المنفذة دعمًا لفلسطين، منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، 156 عملية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وجنوب فلسطين المحتلة. ونفذت بعدد 606 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرة مسيّرة استهدفت 107 سفن، وقصفت أهدافًا للعدو في فلسطين المحتلة بـ111 ما بين صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيّرة، بالإضافة إلى إسقاط ثلاث طائرات تجسس مقاتلة من نوع MQ9.
المرحلة الرابعة: التصعيد يستمر” والبحر المتوسط ميدان رماية
خلال المرحلة الثالثة، تراجع النشاط التجاري في ميناء “إيلات” إلى الصفر نتيجة الحصار المطبق عليه من اليمن. ومع ذلك لم تهدأ العمليات المساندة ولا حدود لنطاقها؛ حيث أعلن عن مرحلة رابعة في مطلع شهر أيار/مايو الماضي، شملت هذه المرة البحر الأبيض المتوسط مع مشاركة المقاومة الإسلامية في العراق، وكان ذلك في الثالث من يوليو/ بعملية مشتركة على “إيلات”.
أما المرحلة الرابعة، فقد كانت في اتجاهين: الأول ملاحقة السفن كافة والمشمولة بقرار الحظر إلى أي منطقة تطالها القوات المسلحة في البحر المتوسط. والاتجاه الآخر يتمثل بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أيّ جنسية كانت، ومنع جميعَ سُفن هذه الشركات من المرور في منطقة العمليات البحرية لتتوج المرحلة بضرب العديد من السفن؛ أبرزها السفينة اليونانية “توتور” التي غرقت إثر قصفها بزوارق بحرية والصعود على متنهما وتلغيمها، ليتكرر بعد ذلك سيناريو انسحاب المدمرات والقطع الحربية وحاملة الطائرات الأمريكية والأوروبية، وصولاً إلى إخلاء أمريكا منطقة العمليات، حيث بلغ عدد القطع الحربية الأمريكية المنسحبة نحو 10 و 8 أوروبية، في مقدمتها المدمرة “آيزنهاور” .
تميزت هذه المرحلة بقصف 57 سفينة في نطاق العمليات الممتد من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالبحرين الأحمر والعربي، وقصف ايزنهاور ومدمرة أمريكية أخرى بعمليات متتالية إضافة إلى قصف المدمرة البريطانية “دايموند”. ونفذت أربع عمليات على حيفا، بالاشتراك مع المقاومة العراقية مع إدخال صاروخ “فلسطين” خط الخدمة لأول مرة. وفي المحصلة وصل عدد السفن المستهدفة، حتى ما قبل نهاية هذه المرحلة بأسبوع، نحو 145 سفينة مرتبطة بالعدو “الإسرائيلي” وحليفيه الأمريكي والبريطاني.
المرحلة الخامسة: اليمن يشعل النيران في “تل أبيب”
بطائرة “يافا” التي تدخل خط المواجهة لأول مرة؛ أعلن اليمن عن نهاية مرحلة وبداية أخرى في 20 تموز/يوليو الماضي، بعد عدوان صهيوني معلن على الحديدة، ورأى السيد القائد قصف “تل أبيب” بالطائرة المتطورة محلية الصنع معادلة جديدة ستستمر وتتثبت. وفي تأكيد على تآكل قوة الردع الصهيونية وفشل التشكيلات كلها التي تحيط بالكيان لحمايته، تكرر ضرب عاصمة القرار الصهيوني بضربات نوعية ومتسارعة لا سيما بعد التصعيد في لبنان واغتيال شهيد الاسلام القائد السيد حس نصر الله.
خلال هذه المرحلة؛ أدخلت القوات المسلحة صاروخ فرط صوتي “فلسطين 2” وصاروخ “قدس 5 “ المجنح، مع استمرارية العمليات المساندة البحرية التي استهدفت 193 سفينة منذ بدء عملية الإسناد؛ منها إحراق السفينة “سونيون” النفطية في المرحلة الخامسة، ليثبت اليمن بقصفه أكثر من 1000 صاروخ ومسيرة وزوارق بحرية قدرته على تطوير أسلحته وتكتيكاته وفقًا لمتطلبات المعركة، وبموازاة ذلك تمكّنت الدفاعات الجوية خلال هذه المرحلة من إسقاط 11 طائرة أمريكية من نوعMQ9.
الاعتداءات على اليمن لم تخمد غضب الجماهير
حتى منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي؛ بلغ عدد الغارات المعادية من ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وكيان العدو أكثر من 775 غارة وقصفًا بحريًا، ونتج عنها استشهاد 82 وجرح أكثر من 340 بينهم نساء وأطفال. وكل ذلك لم يفد الأمريكي في الحد من عمليات اليمن العسكرية في البحار أو ردعها وتوقفها، ولم يؤثر في عزيمة وإرادة الشعب اليمني الذي استمر في خروجه المليوني المساند لغزة كل أسبوع مع أنشطة متعددة، وصلت في المناورات والعروض العسكرية والمسير العسكري وفقًا لتأكيد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى 2851 نشاطًا، بينما بلغت المسيرات والفعاليات والوقفات الشعبية إلى 746972 نشاطًا ووصل عدد المتدربين إلى نصف مليون من قوات التعبئة.
هذا من مصاديق الوفاء الإيماني والجدية اليمنية في المنازلة المباشرة ضد هذا العدو، والذي يحول دون تحقيقها ودون وصول مئات الآلاف من المقاتلين اليمنيين للقتال مع المجاهدين في فلسطين ولبنان الحاجز الجغرافي، من أنظمة العمالة والخيانة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عبد الله النفيسي: فلسطين هي المركز وطوفان الأقصى ضربة قوية للاحتلال
وبسبب مركزية القضية الفلسطينية -يضيف النفيسي- اندلعت الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي خلال أعوام 1948 و1956 و1967 و1973، بالإضافة إلى الحروب العديدة التي شهدها ولا يزال قطاع غزة.
ويستند إلى ما كان يقوله هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي الأسبق وكبير المستشارين في البيت الأبيض من أن الاستقرار لن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط ما لم تحل مشكلة القضية الفلسطينية.
ويشير النفيسي -الذي حل ضيفا على برنامج "المقابلة"- إلى أن العرب كانوا مخلصين لكون القضية الفلسطينية هي المركز، وعندما لاحظوا أن "الفساد ينخر في منظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964، وأن الكذب كثر في إعلامها وبدأت التقاطبات تأكل من لحم وشحم المنظمة" تخلى عنها كثيرون من العرب ومنهم الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة.
ويقول المفكر الكويتي إنه كان من بين الطلبة الذي كانوا يسيرون في شوارع القاهرة وهم يرجمون بورقيبة لأنه نصح العرب بالتفاهم السياسي مع إسرائيل.
تحفظوعن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يقول المفكر الكويتي إن لديه تحفظا كبيرا على العملية، لأنها "كانت اجتهادا لأفراد محددين في المقاومة ومنهم يحيى السنوار ومروان العيسى ومحمد الضيف"، وكانوا أصحاب القرار في العملية، بينما القيادة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يكن لها رأي مؤيد ولم يكن لها حتى علم بأن العملية ستنفذ غدا.
إعلانويرى أن "ما جرى ولّد واقعًا إسرائيليًا ليس في صالح العرب، وولّد شكًّا إسرائيليًا بأن الهجوم يهدد وجود إسرائيل في المنطقة"، وأشار إلى أن "عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول ضربة قوية دفعت الإسرائيلي إلى إعادة النظر في الغلاف الأمني الذي يؤمّن إسرائيل من الضربات التي تهدد وجودها".
ويضيف أن "المحصول السياسي لـ7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان سالبا".
ويقول النفيسي إن خيارات المقاومة الفلسطينية في غزة اليوم صعبة جدا، ولكن لو توقفت الحرب ستكون أفضل، مستبعدا في نفس السياق أن يتمكن الاحتلال الإسرائيلي -كما يزعم- من القضاء على حركة حماس وعلى تهجير الفلسطينيين من غزة.
وفي المقابل، يؤكد المفكر الكويتي في حديثه لبرنامج " المقابلة" أن طوفان الأقصى سبّب ألمًا كثيرًا للإسرائيليين، فخسارة شخص واحد في المجتمع الإسرائيلي تعادل 2300 عربي، وهناك هجرة معاكسة، حيث إن من كانوا يعيشون في إسرائيل هجروها، بالإضافة إلى أن الإسرائيليين باتوا يشعرون بقلق وجودي جدي.
دور إيرانوعن دور إيران، يقول النفيسي إن هذه الدولة قوة إقليمية كبيرة عندها مقدرات إستراتيجية وعندها مياه وزراعة وطاقة نفطية رهيبة تصدر إلى أسواق العالم، وجار للدول العربية، ويرى أن "إيران العربية سوف تنكمش أما إيران الداخل فسوف تزدهر باتفاق أميركي"، ويقصد بإيران العربية الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية. ويضيف أن الأميركان يفضلون التعاون مع الشيعة ولا يفضلون التعاون مع السنة.
وحول إمكانية اتفاق طهران مع الأميركيين، يقول إن إيران لديها الاستعداد للتفاهم مع أي طرف تتحقق مصلحتها معه.
كما يرى أن إيران حقيقة واقعة ودولة مركزية في الشرق الأوسط، والتفاهم السعودي معها خطوة صحيحة 100%100 وجاءت متأخرة، معربا عن اعتقاده بأن استقرار إيران يخدم مصلحة الدول العربية، على أن تراقب الولايات المتحدة الأميركية الدور الإيراني.
إعلان 8/6/2025-|آخر تحديث: 22:20 (توقيت مكة)