تعليم الشرقية تفعّل خططها الاستراتيجية استعداداً للعام الدراسي الجديد
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
فعلت الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية، برامجها وخططها الإستراتيجية للاستعداد لبدء العام الدراسي الجديد 1445هـ، لضمان الجاهزية وتحقيق بيئة تعليمية وتربوية جاذبه طبقاً لما تخطط له الوزارة في ظل الدعم اللامحدود من قبل قيادتنا الرشيدة "أيدها الله" لقطاع التعليم.
وأكد مدير تعليم المنطقة الدكتور سامي العتيبي خلال لقائه اليوم، بالمساعدين ومكاتب التعليم والإدارات المعنية بجاهزية المجتمع التعليمي في مسرح تعليم المنطقة، على بذل الجهود لتحمل المسؤولية والوقوف على تنفيذ جميع البرامج والمشاريع التي تواكب الحدث وتضمن نجاح العام الدراسي الجديد وفقاً لأعلى معايير الجودة طبقاً لما تخطط له الوزارة، متطلعاً في الوقت ذاته إلى أن يكون العام الدراسي الجديد عاماً متميزاً وعلى مستويات عالية من الجاهزية بتعاون وتظافر جهود الجميع والعمل بروح الفريق الواحد والذي لا يقتصر على إدارات التعليم بل يمتد لمد مزيد من جسور التعاون مع المجتمع خصوصاً أولياء الأمور باعتبار التعليم مسؤولية الجميع.
وأشار إلى الإدارات وفرق العمل المعنية بتعليم المنطقة قامت بتفعيل خطة البرامج التي تعنى بانطلاق العام الدراسي الجديد بمدن ومحافظات الشرقية مع باكورة الأسبوع القادم وفي مقدمتها: برامج القبول في الصف الأول الابتدائي إلى جانب رياض الأطفال، تفعيل برنامج الأسبوع التمهيدي للطلبة بالصفوف المبكرة، وتفعيل الهاتف الإرشادي والذي يعنى بتقديم الاستشارات التربوية والنفسية والاجتماعية والمهنية للطلبة وأولياء أمورهم من قبل المختصين، كذلك برامج التهيئة الإرشادية، وخطط الدعم الفني والتجهيزات التقنية للمدارس، إضافة لسلسلة البرامج الصحية المدرسية والتي تعنى بالسلوكيات الصحية السليمة بين أوساط الطلبة عبر عدة وسائل توعوية وقنوات إعلامية، وصولاً للخطط التشغيلية لخدمة النقل المدرسي، إضافة للوقوف على خطة ومتطلبات المباني والوقوف على أعمال الصيانة، إضافة لما يتعلق بشؤون المعلمين من برامج وتسديد الاحتياج، إلى جانب المشرفين التربويين والمهام المسندة لهم.
وناقش اللقاء الدور المحوري الذي تضطلع به إدارة الإعلام والاتصال بتعليم المنطقة وحفر الباطن إلى جانب الإدارات المعنية للإسهام في صناعة نجاح العام الدراسي الجديد وما بعدها، وذلك من خلال تفعيل خطتها الإعلامية، وما يتعلق بأعمال الشؤون الإدارية والمالية من الميزانيات التشغيلية والعهد، وصولاً لفتح باب النقاش والعمل على وضع فرص التحسين وتحويل التحديات إلى إنجازات من خلال وضع حزمة من التوصيات لتحقيق الأهداف المنشودة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: تعليم الشرقية العام الدراسی الجدید
إقرأ أيضاً:
من دكّة تعليم إلى دكان!.. التعليم بين قبضة الفساد ووهم «الأمل»
من دكّة تعليم إلى دكان!.. التعليم بين قبضة الفساد ووهم «الأمل»
حسن عبد الرضي الشيخ
كانت مدينة أبوقوتة من أجمل بقاع السودان، واحةً خضراء تحفها الأشجار الباسقة من كل أطرافها. مدارسها جنان على أرض السودان الذي كان رائعًا قبل أن يحلّ عليه الخراب عقب انقلاب الإنقاذ المشؤوم. ثم جاء انقلاب ابن “الحلمان”، فزاد الطين بلّة. أما حرب “كرامة” الكيزان، فقد أحالت ما تبقّى من تلك البقعة الطيبة من أمنٍ إلى كابوس، يُقتل فيه أبناء الأطراف مواطنيهم من أجل “الشفشفة”، ويُقتل فيه المواطنون دفاعًا عن أعراضهم وممتلكاتهم.
وفي وطنٍ يئنّ تحت ركام الحرب والتشريد، تتسرّب آخر أنفاس الأمل من بين أنقاض المدارس والمستشفيات، ويُعاد إنتاج الكارثة بأسماء جديدة وأقنعة زائفة. من يظن أن حكومة “الأمل” المزعومة ستنتشل البلاد من وهدة الانهيار، فهو واهم، أو متواطئ، أو غارق في أحلام يقظة لا يوقظه منها إلا صفعة الواقع القاسي.
حكومة “بورتوكيزان” — كما أسميها — التي لا تضع السلام ووقف الحرب على أجندتها، ليست سوى استمرارية لنظام الإفساد المؤسسي الذي أسّسه الكيزان على مدى ثلاثة عقود، ثم ستورثه لأشباه المدنيين الذين سوف يلبسونهم عباءة التكنوقراط زورًا.
التعليم، هذا القطاع الحيوي، أضحى مرتعًا للفساد والإهمال، حيث لم يعد همُّ القائمين عليه بناء العقول، بل بناء الأرصدة وتشييد الدكاكين على حساب التلاميذ والمعلّمين.
انظروا إلى نموذج صارخ من عمق الريف السوداني — مدرسة في أبوقوتة يتحوّل حرمها إلى سوق تجاري، لا إلى محراب علم! المدير، الذي يُفترض أن يكون راعيًا للعملية التعليمية، تحوّل إلى سمسار، يؤجر ٤٨ دكانًا من داخل حرم المدرسة، في قلب السوق، بعقود تمتد إلى ١٥ و٢٠ سنة! الدكان الواحد مقابل مبلغ هزيل لا يتعدّى ٥ آلاف جنيه سوداني في السنة، أي أقل من سعر قنينة وقود في السوق السوداء! أي عبثٍ هذا؟ وأي فسادٍ أفدح من ذلك؟
والأنكى من ذلك أن المدرسة نفسها تعاني من انهيار كامل في البنية التحتية: فصول بلا أسقف، حجرات بلا مقاعد، لا كنبات ولا طرابيز، لا وسائل تعليم، ولا بيئة تصلح حتى لتدريس أبجديات الحروف!
فكيف يُعقل أن تُحوَّل المدرسة إلى مجمّع تجاري، بينما تُترك الفصول تنهار فوق رؤوس الأطفال؟
كيف يُبرم مدير المدرسة عقودًا طويلة الأمد دون موافقة الوزارة أو المحليات أو حتى مجلس الآباء؟
ومن يضمن أن أموال هذه الإيجارات تدخل خزينة المدرسة أصلًا؟
هذا الفساد ليس مجرد حادثة معزولة، بل هو نموذج مصغّر لما آل إليه حال التعليم في ظل غياب المحاسبة، وغياب الرؤية، وغياب الدولة التي تحترم إنسانها. والكارثة الأكبر أن هذا يحدث وسط حديث رسمي عن “خطة وطنية للنهوض بالتعليم” و”استراتيجيات لتطوير المدارس”!
يا سادة، لا يمكن إصلاح التعليم من خلال مؤتمرات الورق، ولا عبر وزراء يكتبون الشعر وهم يدوسون على معاناة التلاميذ.
الإصلاح يبدأ من محاسبة المفسدين، ووقف العبث، وتحرير المدرسة من عقلية السوق والسمسرة.
من ينتظر “حكومة الأمل” كي تداوي جراح التعليم، فهو واهم؛ لأن من يُعيِّن كوزًا سابقًا وزيرًا، لا يمكن أن يبني وطنًا، ومن يضع خطة صحية بيد، ويمارس بيع المدارس باليد الأخرى، لا يؤمن لا بالتعليم، ولا بالصحة، ولا بالوطن.
هذه صرخة من أبوقوتة.. من قلب السودان المنسي، لنسمعها جميعًا:
أنقذوا التعليم من قبضة الفساد.. قبل أن يصبح الوطن كله دكانًا مؤجَّرًا بعقد طويل الأمد!