رسالة إلى جندي إسرائيلي.. أنت تضحي بنفسك من أجل نتنياهو وحكومته
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة هآرتس رسالة موجهة إلى جندي إسرائيلي مفترض انتقد فيها الكاتب لامبالاة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "بتضحيات" الجيش في حربه في قطاع غزة وجنوب لبنان.
وقال الصحفي أوري مسغاف في رسالته مخاطبا ذلك الجندي "بادئ ذي بدء، من المهم -يا صديقي- أن تدرك ما فعله رئيس وزرائكم وزوجته في يوم الغفران الماضي.
وأسهب المقال في سرد تفاصيل احتفال نتنياهو وزوجته سارة بيوم الغفران (كيبور) الذي يعد أقدس أيام السنة عند اليهود، إذ تناولا الطعام مع ضيوفهما الأميركيين مرتين؛ في المرة الأولى وجبة قبل الصوم، ثم بعد يوم واحد، وجبة أخرى بعد الصوم "كانت عامرة بالمشروبات الكحولية، وتبادل الابتسامات".
ووقّع نتنياهو نسخا من كتابه "بيبي"، والتُقطت له صورة والبِشْر يعلو محياه من أجل نشرها في حسابات معجبيه على منصة إنستغرام.
كل ذلك حدث "في الوقت نفسه الذي ربما كنتم (أنتم الجنود) تقاتلون في قطاع غزة أو لبنان، وكنتم تتعرضون للقصف في مناطق تجمعكم على الحدود الشمالية".
وتابع مسغاف في رسالته إلى الجندي المفترض "كنتم هدفا ثابتا في معبر فيلادلفيا، أو في ممر نتساريم. وكنتم تستولون على جباليا وتقومون بدوريات فيها وتطهرونها للمرة الرابعة. قمتم بدوريات في الضفة الغربية".
"وإذا كنت لا تزال جنديا نظاميا، آمل أن تكون قد أُبلغت بأن خدمتك قد مددت هذا العام 4 أشهر إضافية… وربما سيجد (قادتك) طريقة ما لتمديدها مرة أخرى قبل تسريحك من خلال خدمة الاحتياط بموجب شروط التجنيد الإجباري".
وخاطب الصحفي قوات الجيش الإسرائيلي عبر الجندي المفترض، قائلا "إذا كنت جنديا احتياطيا، فلا بد أنك لاحظت أن هذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يتم فيها استدعاؤك (لأداء الخدمة العسكرية) هذا العام. وأنك لا تكاد تتذكر حياتك السابقة، ولا أسرتك، ولا العمل ولا الدراسة التي بدأتها".
وقال للجنود "إنكم تضحّون من أجل حكومة على وشك أن تسنّ تشريعا يعفي اليهود الأرثوذكس المتشددين من التجنيد الإجباري، بدعم من الوزراء المتطرفين في الائتلاف الحاكم".
و"لكن هذا ليس كل شيء"، قالها الكاتب موجها حديثه إلى الجندي المفترض، "أولا عليك أن تدرك أنك وقود للحرب، وأن حياتك لا تساوى شيئا؛ إذ لم يعد لحياة الإنسان أي قيمة في إسرائيل".
وحذره "إن متَّ في غزة أو لبنان، ستبقى صورتك في العناوين الرئيسية لمدة ساعة فقط. وبعد ذلك، سيسارعون لإنتاج المادة التالية للترويج للحكومة أو سينتقلون للحديث عن الضحايا الذين سيسقطون بعدك. وستبقى مادة جيدة فقط لمراسم التأبين".
قد تعود يوما مكفنًا في كيس جثث أسود أو في تابوت. وحينذاك، تكون قد أصبحت دبوسًا على طية معطف، أو إكسسوارا، أو مجرد كلمات جوفاء، أو قصة على حساب سارة نتنياهو بإنستغرام، بينما هي تصلي بعيون مطمئنة وبريئة عند حائط البراق من أجل سلامة رهائننا وجنودنا.
وواصل مسغاف سخريته اللاذعة مخاطبا الجندي المفترض "قد تقولون لأنفسكم إنكم تقاتلون من أجل سكان الشمال والمنطقة الحدودية مع غزة، من أجل أبنائكم وآبائكم. من الناحية التكتيكية، من المفترض أن هذا صحيح، ولكن من الناحية الإستراتيجية أنتم تقاتلون من أجل الحفاظ على الحكومة التي تصر على عدم تحديد أهداف دبلوماسية وخطوط نهاية للحرب".
وانتقد حكومة نتنياهو، واصفا إياها بأنها "تثرثر" كثيرا عن "الهزيمة" و"السحق" و"النصر التام"، بينما يراودها الحلم بضم قطاع غزة واحتلال "منطقة أمنية" في لبنان، وإسقاط النظام الإيراني.
وعاد متحدثا في رسالته إلى الجندي فقال "قد تعود يوما مكفنًا في كيس جثث أسود أو في تابوت. وحينذاك، تكون قد أصبحت دبوسًا على طية معطف، أو إكسسوارا، أو مجرد كلمات جوفاء، أو قصة على حساب سارة نتنياهو بإنستغرام، بينما هي تصلي بعيون مطمئنة وبريئة عند حائط البراق من أجل سلامة رهائننا وجنودنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات من أجل
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".