قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين -اليوم الأحد- إن إسرائيل لن تسمح بفتح أي بعثات دبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وذلك بعد الإعلان عن تعيين السفير السعودي في الأردن نايف السديري، قنصلًا عامًا للمملكة بمدينة القدس.

وأضاف كوهين في مقابلة مع إذاعة تابعة لصحيفة معاريف "لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية لدى الفلسطينيين، بشكل فعلي من أي نوع أو آخر بالقدس".

وتابع الوزير الإسرائيلي "هل سيكون هناك مسؤول متمركز فعليًا في القدس؟ هذا ما لن نسمح به"، قائلًا إن السفير السعودي ربما يكون موفدًا سيلتقي بممثّلين في السلطة الفلسطينية.

وكانت السفارة السعودية في الأردن أعلنت -أمس السبت- أن السفير نايف السديري سلّم أوراق اعتماده سفيرًا فوق العادة، ومفوّضًا لدى دولة فلسطين، وقنصلًا عامًا بمدينة القدس، لمجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية.

فيديو | بعد تعيينه سفيرا فوق العادة لدى فلسطين.. نايف السديري: التعيين يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات#الإخبارية pic.twitter.com/8R5DeIrQij

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 12, 2023

وقد ثمّنت الرئاسة الفلسطينية تعيين السعودية سفيرًا لها لدى فلسطين، وقالت إن الخالدي تسلّم نسخة من أوراق اعتماد السفير في مقر السفارة الفلسطينية في عمّان.

وقال السديري إن تعيينه سفيرًا فوق العادة لدى فلسطين، يأتي لإعطاء العلاقات مع فلسطين الطابع الرسمي في جميع المجالات، ووصف الخطوة بالمهمة.

يُذكر أن إسرائيل تعدّ القدس المحتلّة "عاصمتها الأبديّة" وترفض التفاوض بشأنها، في حين يشدّد الفلسطينيون على أن المدينة المحتلّة يجب أن تكون عاصمة لدولتهم المستقلة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين

شهدت مدينة إسطنبول التركية، يومي السبت والأحد (6 و7 كانون الأول/ ديسمبر 2025)، انعقاد مؤتمر "العهد للقدس" تحت عنوان "نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة" على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من أكثر من 30 دولة، وذلك بهدف تجديد موقف الإجماع الشعبي العربي والإسلامي والعالمي المتمثل في إدانة الإبادة "الإسرائيلية" في غزة وتجريمها وتفعيل جهود ملاحقة مرتكبيها، ورفض التطبيع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني بكل أشكاله، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى استعادة كامل حقوقه، وكذلك استعادة القدس بهوّيتها العربية ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية.

وانعقد المؤتمر بدعوة من "مؤسسة القدس الدولية" ومشاركة مؤسسات شعبية وأهلية عربية وإسلامية، من بينها "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، و"المؤتمر القومي الإسلامي"، و"المنتدى العالمي للوسطية"، و"رابطة برلمانيون من أجل القدس"، و"منتدى مسلمي أوروبا"، و"هيئة علماء فلسطين"، و"جمعية البركة الجزائرية"، "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين". وتميّز المؤتمر بحضور وفود من العديد من الحركات الإسلامية ووفد كبير من إيران برئاسة آية الله الشيخ محمد حسن أختري، ووفد حزب الله برئاسة مسؤول العلاقات العربية والدولية السيد عمار الموسوي، ووفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي وحركة فتح والتنظيمات الفلسطينية، والعديد من الشخصيات الفلسطينية وحضور شخصيات تركية من البرلمان التركي وحزب العدالة والتنمية، إضافة لشخصيات عالمية عملت من أجل القضية الفلسطينية ولا سيما بعد معركة طوفان الأقصى.

وشهد المؤتمر جلسات عديدة لمناقشة مختلف التطورات والقضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وكيفية مواجهة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني اليوم، وكذلك مشاريع التطبيع والاتفاقات الأمنية والسياسية مع الكيان الصهيوني، والعمل من أجل تقديم كافة اشكال الدعم للشعب الفلسطيني وخصوصا لأبناء قطاع غزة، وكيفية مواجهة ما يجري في القدس والضفة الغربية من عملية تهويد واستيطان وتهجير للشعب الفلسطيني. وصدرت عن المؤتمر ثلاث عهود ضد التطبيع وضد الإبادة ومن أجل الدفاع عن القدس وفلسطين.

ولا يمكن تلخيص كل الأفكار والاقتراحات التي قدمت خلال المؤتمر خلال يومي العمل وخلال العديد من الجلسات والندوات التي عقدت؛ لأن معظم ما قُدم يشكّل اقتراحات عملية من أجل العمل دفاعا عن القدس وفلسطين. كما شهد المؤتمر انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء لمؤسسة القدس، وتجديد الثقة بالهيئة الإدارية لمؤسسة القدس، وتكريم المناضل معن بشور كونه عميدا للوحدة العربية.

لكن يمكن القول إن كلمة القيادي في حركة حماس والمسؤول عن الحركة في خارج فلسطين، خالد مشعل، من أهم الكلمات لأنها قدمت برنامج عمل من عشر نقاط، وأهمها العمل لتشكيل تحالف عالمي من أجل الدفاع عن فلسطين، وصولا لخوض معركة تجريم الكيان الصهيوني بوصفه كيانا عنصريا كما حصل مع دولة جنوب أفريقيا.

وحذر مشعل من وجود "مشروع شامل لإعادة هندسة غزة جغرافيا وديمغرافيا وأمنيا، وضرب سلاح المقاومة وفرض الوصاية على القرار الفلسطيني، واستكمال تهويد القدس وضم الضفة واستهداف الأسرى والمنطقة برمتها تحت عنوان إسرائيل الكبرى".

ودعا مشعل إلى خطوات استراتيجية من بينها: جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي، وتسخير الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، رفض كل أشكال الوصاية والانتداب، حماية سلاح المقاومة، وإنقاذ الضفة والداخل الفلسطيني من الاستيطان والتهجير، وتحرير الأسرى، وبناء وحدة وطنية حقيقية، واعتماد إستراتيجية عربية وإسلامية في مواجهة التطبيع والهيمنة، وملاحقة الكيان أمام المحافل الدولية.

هذه الأفكار التي طرحها الأستاذ خالد مشعل ومعظم المتحدثين في المؤتمر والتي ضُمنت في العهود الثلاثة التي صدرت عن المؤتمر؛ يمكن أن تشكل برنامج عمل حقيقيا لكل القوى والحركات الإسلامية والقومية واليسارية ومؤسسات حقوق الإنسان ولكل المتضامنين مع فلسطين والقدس في المرحلة المقبلة.

وأهمية مؤتمر القدس في إسطنبول أنه يؤكد وجود تيار عالمي وعربي وإسلامي وإنساني متضامن مع القضية الفلسطينية، وأن معركة طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة غيّرت كل السردية حول القضية الفلسطينية في العالم وفتحت الباب أمام نضال عالمي جديد ضد الكيان الصهيوني حتى في الدول الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أثبت المؤتمر نجاح القوى والحركات الإسلامية والقومية والعديد من الدول العربية والإسلامية في إمكانية تجاوز مرحلة الخلافات والصراعات التي برزت خلال السنوات الماضية، وأن القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس يمكن أن يشكلا عنوان التلاقي والحوار والتواصل من أجل تجاوز كل الخلافات، والذهاب لتشكيل تحالف تركي إيراني عربي إنساني قادر على مواجهة المرحلة المقبلة والوقوف في مواجهة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي التدميري والتفتيتي للمنطقة. وأثبت المؤتمر من خلال ما قدم من معلومات وأفكار أن الخطر الحقيقي على كل الأمة والعالم اليوم هو هذا المشروع الصهيوني القائم على الإبادة والعنصرية، وانتهت كل الشعارات التي طُرحت في السنوات الماضية من التخويف من خطر المشروع الإيراني أو الشعارات المذهبية او التخويف من الحركات الإسلامية.

هذا المؤتمر المهم شكّل نقلة نوعية في النضال من أجل القدس وفلسطين، ويمكن أن يشكّل محطة جديدة في هذا النضال وتكون مؤسسة القدس، إضافة لكل المؤسسات الشريكة معها، هي القوة الناظمة والمحركة لبرامج العمل وللتشبيك بين كل القوى والشخصيات والمؤسسات العاملة من أجل القدس وفلسطين، ومن المهم تعميم العهود التي صدرت عن المؤتمر في كل الدول العربية والإسلامية وعلى الصعيد العالمي وترجمتها إلى كل اللغات العالمية.

كما أن انتخاب الدكتور محمد سليم العوا رئيسا لمجلس الأمناء في مؤسسة القدس، والتكريم الذي حظي به المناضل معن بشور، والمشاركة الفاعلة من حزب الله وإيران وتركيا والحركات الإسلامية المتنوعة وقوى المقاومة على اختلاف تنوعاتها، والكلمة التي ألقاها ممثل حزب الله السيد عمار الموسوي حول دور الحزب دفاعا عن فلسطين، وحضور شخصيات فاعلة للتضامن مع فلسطين والقدس والإدارة الناجحة للمؤتمر.. كلها مؤشرات مهمة يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة من أجل مواجهة مخاطر المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وإعادة الأولوية للقضية الفلسطينية كونها القضية المركزية اليوم على الصعيد العالمي والعربي والإسلامي.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية
  • لتحقيق الأمن.. الهباش: يجب عودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة
  • شرطة الاحتلال تقتحم الشيخ جراح وتفرض غرامات على المركبات الفلسطينية
  • رئاسة السلطة الفلسطينية تعلق على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • مؤتمر القدس في إسطنبول: برنامج عمل متكامل لتحالف عالمي من أجل فلسطين
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • الرقب: السلطة الفلسطينية الخيار الوحيد.. وحماية غزة ضرورة وطنية
  • في تعطيل المهام الفلسطينية العاجلة
  • الخارجية: أهمية تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لعودة السلطة لقطاع غزة