حمود بن علي الطوقي

 

بعد النجاح الكبير الذي حققه مهرجان صلالة السياحي للموسم الحالي 2023 وقبله مهرجان الجبل الأخضر ومهرجان صحار، وتسابق بقية الولايات في تنظيم فعاليات ترفيهية، يجعلنا- ومن خلال هذا المنبر- أن نتوجه بمقترح تأسيس هيئة عامة لإدارة المهرجانات؛ بهدف رفد القطاع السياحي بصناعة المهرجانات الثقافية والترفيهية، لهذا أرى من الضروري توحيد الجهود، ولن يتأتى ذلك إلا بإنشاء هيئة مستقلة تكون معنية بتنظيم كل أنواع الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، والتي تندرج ضمن فكرة المهرجانات بحيث تنظم هذه الفعاليات على مدار العام ولا تقتصر على إقامة هذه الفعالية (المهرجانات) في مسقط وصلالة؛ بل يجب أن يكون لبقية المحافظات نصيب في تنظيم هذه الفعاليات الترفيهية، بحيث تكون الهيئة المقترحة هي الجهة المعنية المسؤولة عن تنظيم مهرجان سنوي واحد على الأقل، حسب رؤية كل محافظة.

صحيحٌ أن مهرجاني مسقط وصلالة قدما الكثير طوال العقود الثلاثة ونيف الماضية، لكن آن الأوان أن تُشارك بقية المحافظات في إقامة المهرجانات التي سيكون لها الأثر الكبير في التعريف بالمقومات الثقافية والسياحية لكل محافظة؛ بل لكل ولاية من ولايات هذه المحافظات، وحتى تحقق هذه المهرجانات النجاح المنشود يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا بأفكار وطاقات الشباب العماني الطموح الذي نجح في تقديم أفكار طموحة على مستوى مهرجاني مسقط وصلالة.

هنا أرى أننا ووفقًا لرؤية "عُمان 2040" نحتاج إلى رسم خارطة طريق جديدة لصناعة المهرجانات حتى نواكب الركب. وأجزم أن هذا المقترح بإنشاء هيئة وطنية لإدارة المهرجانات والتي أدعو إليها أراها فكرة صائبة، ونجاحها مقرون بأسلوب الإدارة ويجب أن تتولى كافة الأمور الإدارية واللوجيستية لتنظيم المهرجان من قبل الشباب العماني الطموح.

هذه الهيئة الجديدة ستتولى وضع برنامج سنوي بحيث تقام المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية في جميع المحافظات، وكون الهيئة المقترحة ستتولى تنظيم البرامج الترفيهية فلا بأس من أن تُدمج معها اللجنة العليا للاحتفالات، وتكون هيئة واحدة مستقلة معنية بإقامة هذه الفعاليات على مختلف المحافظات. هنا سندعم فكرة تنمية المحافظات، خاصة بعد التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بدعم كل محافظة بمبلغ 20 مليون ريال خلال الخطة الخمسية الحالية.

أعتقدُ أنَّ أبناء المحافظات قادرون على التميز في تنظيم مثل هذه المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية، ولابُد في هذه المرحلة من الاعتماد على أفكارهم في التنظيم واختيار الفعاليات، وعلينا أن نثق في قدرات أبنائنا.

الهيئة الجديدة سوف تساهم في رفد ورفع معدلات السياحة في البلاد، وسوف توفر المئات من فرص العمل للباحثين عن العمل من أبناء المحافظات، وسوف يكون النجاح حليفًا لها إذا تم التخطيط السليم بطرح أفكار إبداعية تُناسب ذائقة الجمهور، خاصة بعد السماح لأكثر من 100 جنسية من الدخول في البلاد، والحصول على التأشيرة السياحية مباشرة من المطار.

تجربة تنظيم مهرجان مسقط تعد الأقدم في دول المنطقة، فقد انطلق عام 1988، وآن الأوان أن نواكب التطور وندخل في المنافسة؛ بل يُقدِّم نفسه كمهرجان عالمي في سوق المهرجانات الترفيهية، ولا بُد أن يدخل في حلبة المنافسة، وهذا لن يتحقق إلّا بوجود إدارة وإرادة صادقة بأفكار إبداعية نابعة من الطاقات الشبابية لأبناء الوطن.

أفكار مهرجان مسقط منذ أن أطلق عام 1988، وصلالة نفس الأفكار، لم تتغير، لهذا لا بُد من إنشاء هيئة جديدة توكل إليها إدارة المهرجانان في كل المحافطات؛ إذ لن نتقدم إذا كانت الأفكار التي تدير المهرجانات نفس الأفكار قبل 30 سنة.

على مدار السنوات الماضية، كانت الحكومة تُخصص موازنة ضخمة لإقامة مهرجاني مسقط وصلالة، وأرى أنه في حالة إنشاء هيئة جديدة فإنها ستتولى إيجاد مصادر دخل لإقامة هذه الفعاليات، وتوكل المهام للشركات المتخصصة، على أن تتنافس في الفوز بالعطاء وتكون الحكومة شريكًا، وأن تُسند إدارة المهرجان لأفضل شركة تقدم تصورًا بصبغة عالمية لمختلف المناشط والفعاليات الترفيهية التي تتناسب مع توجهات المرحلة.

المهم أن يكون التسويق احترافيًا وقادرًا على جذب الزوار والجمهور، الأمر الذي يستدعي من كل محافظة أن تتهيأ للإعلان عن ما في جعبتها من أفكار تجعل من مهرجانها أكثر تميزًا عن البقية.

ويمكن لسلطنة عمان أن تكون أكثر تميزًا في تنظيم المهرجانات؛ نظرًا لتنوع التضاريس والموروث الحضاري والتاريخي، بحيث يقام مهرجان ترفيهي ثقافي ومهرجان تراثي ومهرجان للسينما وآخر للطبخ ومهرجانات الزراعة مثل مهرجان البسور ومهرجان العنب، ومهرجان لسباقات القوارب الشراعية وأخرى للخيول والإبل.

ولا ضرر أن نستفيد من تجارب الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي، كتجربة السعودية ودبي بدولة الإمارات، علمًا بأن عُمان كان لها السبق والريادة على مستوى دول المنطقة في إقامة المناشط الترفيهية، وعلينا أن ننطلق بقوة؛ لأن لدينا الكثير نقدمه للعالم بكل إبهار.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صدور العدد 104 من «الشارقة الثقافية»

الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «موهبتي»..  طفولة الأحلام.. وبراءة الألوان «الفن التشكيلي».. تلوين السـينما بالرمزية والتأويل

صدر العدد (104) من مجلة «الشارقة الثقافية»، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح. وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان «المسرح والفضاء الرقمي»، مشيرة إلى أن المسرح وجد مع التقنيات الحديثة حياة جديدة بلا حدود، ومكاناً أكثر حيوية وحرية وانسياباً للمشاركة والتجريب والتعبير واستعراض المهارات وإبراز المواهب، إضافة إلى تفعيل العروض والملتقيات والندوات والمؤتمرات والورش التدريبية، وبهذا يتجدّد دوره في التوعية والتثقيف والبناء والارتقاء والجمال. وقد أصبح المسرح الرقمي أسرع بكثير من المسرح التقليدي في الانتشار والتلقي والتطور، وباتت التقنيات الحديثة في خدمة المؤلف والممثّل والمخرج وكذلك المتلقي، حيث تجاوز العرض المسرحي الحدود الكلاسيكية إلى مساحة أكبر للأفكار والموضوعات.

مقالات مشابهة

  • "الدولة" يبحث إنشاء هيئة وطنية مستقلة لإدارة وحوكمة البيانات
  • رد هيئة الأرصاد الجوية على ما تردّد بشأن التقلبات الجوية في الإسكندرية
  • صدور العدد 104 من «الشارقة الثقافية»
  • “هيئة الأفلام” تفتح نوافذ جديدة للسينما السعودية من لندن عبر مهرجان sxsw clock-icon
  • هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن تُبقي على تعرفة بند فرق أسعار الوقود عند الصفر
  • تضامن الدقهلية " تطلق عددا من الفعاليات بمناسبة لدعم الفئات والأسر الأولى بالرعاية.
  • ذوو الإعاقة في المهرجانات .. بين محاولات الدمج وغياب التهيئة
  • جمعية البنوك اليمنية تنتخب هيئة إدارية جديدة برئاسة الدكتور أحمد بن سنكر وتقرّ إعادة تنظيم أعمالها من العاصمة عدن
  • المصري يقرر تأسيس شركة للاستثمار بالتعاون مع محافظة بورسعيد
  • تحالف المستقلين يعلن مشاركته الفاعلة في تأسيس “تحالف البديل