سرايا - يحرص حزب الله على الحضور الإعلامي المُتواصل، وتحديدًا بعد رحيل أمينه العام باغتيال إسرائيلي عنيف، فيُسجّل نائب أمينه العام نعيم قاسم ظُهوره الثالث، منذ اغتيال السيّد الشهيد حسن نصر الله، وبدا أنه الظهور الأكثر ثقة، واستيعابًا، وامتصاصًا للضربات الإسرائيلية القاسية التي ضربت حتى رأس الحزب، وقادته، واتّصالاته.




بخلفية خضراء، ومن مكان غير معلوم، وبجانبه العلمين اللبناني، وحزب الله الأصفر، أطل نائب الأمين الشيخ نعيم قاسم، بكلمة مُتلفزة، وفي جعبته رسائل عديدة، كان أبرزها معادلة “إيلام العدو”، وطمأنة بيئة الحزب، والأهم مُواصلة الدرب على طريق السيد نصر الله.


وحضر نصر الله في خطاب نعيم قاسم بالشكل أيضًا، فظهرت صورته إلى جانب نعيم قاسم ضمن إطار صور “برواز”، وتلك رسالة صارمة إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقد أن اغتيال نصر الله، سيُفقد حزبه الاتصال والسيطرة.


ووجّه نعيم قاسم كلامه إلى الأمين العام لحزب الله الراحل نصر الله قائلاً: “أيها القائد العزيز :مواقفك دستور عملنا، وكلماتك نور طريقنا، وخطابك أوتاد مسيرتنا،


لم تغادرنا، فالمجاهدون يواجهون بعزم عنفوانك وشعبك صامد صمود العشق المتعلق بالسماء، أمرك نافذ، سنهزمهم ونقتلهم من أرضنا”.


وكان لافتًا في كلمة نعيم قاسم، تأكيده بأنه يحق للبنان استهداف كل منطقة للعدو، بما أن العدو كما قال استهدف كل لبنان، ويبدو في ذلك أن صواريخ المُقاومة ستطال في قادم الأيام كل الكيان الإسرائيلي، وهو ما ينفي الادّعاء الإسرائيلي بأنه أجهز على قدرات حزب الله الصاروخية، وشدّد قاسم في ذلك السياق على أن إسرائيل تحاول تعطيل القدرة العسكرية لحزب الله الصاروخية لكنها لم تتمكّن من ذلك.


واستخدم نعيم قاسم طريقة السيد نصر الله في مُخاطبة الداخل الإسرائيلي لإحداث وإدامة حالة قلق داخله من قيادة حزب الله بالقول: “ما يتم نقله لكم من قبل قيادة الجيش هو جزء من الحقيقة”، مؤكدا أن الحزب قتل وأصاب المئات من جنود الاحتلال، وأكّد لهم أن الحل في وقف إطلاق النار.


وأكد قاسم على أن حزب الله قوي رغم الضربات القاسية التي أصابته، مشيرًا إلى أن الحزب استعاد عافيته الميدانية وقدراته.


وفيما شاع خلال الأيام الماضية، أن حزب الله قرّر فصل الجبهات عن غزة، قال نعيم قاسم إن الولايات المتحدة تريد شرق أوسط جديد، وتدعم إسرائيل لتحقيق ذلك، مشدداً على رفضه فصل ساحة جنوب لبنان عن غزة.


وفي سياق التهديد، جاءت العبارة الأبرز في الكلمة المُتلفزة لنعيم قاسم مهددًا: “نحن من سيمسك رسن العدو ونعيده إلى الحظيرة”، فـ”إسرائيل ومن ورائها يقتلون ويرتكبون المجازر، ونحن علينا اتخاذ موقف حيال ذلك.. فاصبروا قليلاً”.


ولطمأنة جمهور المُقاومة قال قاسم بأن حزب الله استعاد عافيته ورمّم قيادته التنظيمية، بحيث لا يوجد مكان شاغر، وحتى هناك بديلاً في كل مركز”، مشدداً على أنّ “الحزب قوي على الرغم من الضربات القاسية، والميدان يشهد”.


وأعلن نعيم قاسم انتهاء جبهة الإسناد، وبدء معادلات جديدة: “لبنان “لم يعد في مرحلة المساندة حيث كنّا قد بدأنا بمعادلة الميدان في الحافة الأمامية، أمّا الآن فإنّنا في مُواجهة مع حرب إسرائيلية ضدنا”.


ومع تزايد الانتقادات التي تطال حزب الله، ومُحاولة تحميله مسؤولية ما جرى من دمار من خصومه، توجّه قاسم إلى من يتحدّث عن الضرر الذي يُصيب لبنان بالقول: “من يتسبّب بذلك؟ أليس المُعتدي؟ وهل من يدافع هو من يسبب الضرر؟”.


وجدّد نعيم قاسم التأكيد على دعم حزب الله لطوفان الأقصى، وعدم التراجع أو الندم، مشيرًا إلى أن “مساندة المقاومة في لبنان للفلسطنيين هي مساندة للحق، لأنّهم أصحاب حق، وبالتالي تضييق مدى المشروع التوسعي الإسرائيلي”.


وحول التساؤل المطروح عن سبب عدم استهداف حزب الله للمدنيين، كما يفعل جيش الاحتلال الإسرائيلي مع اللبنانيين، رد نعيم قاسم على هذا التساؤل بشكل غير مباشر وتوضيحي بالقول إنّ “المقاومة تُقاتل بشرف، أمّا هُم، فيستهدفون المدنيين والأطفال والنساء والمستشفيات، وعمدوا إلى قتل عناصر من الجيش اللبناني ومن اليونيفيل وتفجير دور العبادة والمساجد والكنائس وقوافل المساعدات، لأنّ المشروع الإسرائيلي هو تدميري وإلغائي”.


وفي الرسائل للميدان والمُقاتلين، توجّه الشيخ قاسم بالقول: “أنتم درّة الجهاد وعنوان العزة والكرامة، والأمل، وبشائر النصر.. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة”.


وفي إصرار على إغلاق باب الفتنة، ومحاولة إحداث شرخ طائفي بين اللبنانيين، حرص قاسم على توجيه رسالته لعموم الشعب اللبناني دون تفريق: “التفافكم الإنساني يساعد في بناء الوطن معاً، ولا يراهنن أحد على الاستثمار خارج الإطار، والميدان هو الذي يحسم”، وأضاف: “إسرائيل هي التي تُعطّل حياتنا جميعاً، وإنّ التفافكم الوطني اليوم يزيد اللحمة، وسنكون معًا إن شاء الله”.


ومُتمسّكًا بوعد السيد نصر الله لبيئة المقاومة، وفي رسالة بعدم التخلّي عنهم، وعد قاسم بيئة المقاومة بالعودة إلى البيوت التي سنعمرها أجمل ممّا كانت”، وتابع: “أبناؤكم في الميدان، وأنتم في النزوح، وأنتم فعلاً أشرف الناس ونحن وإياكم في مركب واحد”، لكن “أعدكم بأن تعودوا إلى بيوتكم التي سنعمرها وستكون أجمل مما كانت عليه، وقد بدأنا إعداد المقدمات لهذا الأمر”، كما توجّه الشيخ قاسم لهم بالقول أيضاً: “نقدر تضحياتكم، ونحن لن نترككم، ونعرف أنّكم لن تتركونا”.


وتأتي كلمة الشيخ قاسم بكُل حال، لتضع النقاط الأخيرة على حروف تعافي حزب الله تمامًا إعلاميًّا وسياسيًّا من جهة، وامتدادًا للتعافي العسكري من خلال ضربته الأخيرة المُؤلمة التي استهدفت معسكر تدريب للواء النخبة (غولاني) في منطقة بنيامينا، وأدّت إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين، وجرح أكثر من 67 آخرين، فيما وُصف بهجوم “العشاء الأخير”، ووصف على لسان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي بالصعب والمُؤلم.


ويُواصل حزب الله إدارة معركته الإعلامية فيما يبدو باقتدارٍ ملموس، فإلى جانب إظهار حالة التناسق الإعلامي والسياسي والعسكري بين قياداته الحالية، نشر الحزب رسالة مسجلة للأمين العام السيد الشهيد حسن نصر الله يُخاطب فيه المُجاهدين يقول فيه: “نحن نُراهن عليكم بعد الله وعلى حُضوركم وإيمانكم وجهادكم للدفاع عن شعبكم وأهلكم ووطنكم وقيمكم وكرامتكم، ونراهن عليكم للدفاع عن هذه الأرض المقدسة والمباركة وعن هذا الشعب الشريف، وعن كل إنجازات دماء الشهداء الذين سبقونا”.

 

رأي اليوم 

إقرأ أيضاً : طوّرتها لضرب إيران .. تعرف إلى أسلحة "إسرائيل" السريةإقرأ أيضاً : وزير دفاع إيران: نشر منظومة ثاد في "إسرائيل" مجرد حرب نفسيةإقرأ أيضاً : واشنطن تلوح بعقوبات ضد "إسرائيل"

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الله الله الله الاحتلال الله الله الله الله الله قيادة الله قيادة الله الله لبنان الله لبنان الله لبنان الله الاحتلال الله باب الشعب اليوم الله الناس الله رئيس الله الله الله الشعب قيادة إيران لبنان اليوم الناس الله غزة الاحتلال باب الشعب رئيس نعیم قاسم نصر الله حزب الله الله ا

إقرأ أيضاً:

عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الأحزاب السياسية في بلاده إلى التعجيل بتسليم أسلحتها، مؤكدا أن الجيش "بسط سلطته على (منطقة) جنوب الليطاني غير المحتلة وجمع السلاح ودمر ما لا يمكن استخدامه منه".

وفي كلمته التي ألقاها اليوم الخميس في وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش، قال عون "نؤكد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، وحرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي عن سيادة لبنان وحدوده وعلى تحرير أراضينا المحتلة وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها".

وأضاف "على الأحزاب السياسية اللبنانية اغتنام الفرصة وتسليم أسلحتها عاجلاً وليس آجلاً" وذكر أن بلاده ستسعى "للحصول على مليار دولار سنوياً لمدة 10 سنوات لدعم الجيش وقوات الأمن في لبنان".

كما أشار إلى أن الجيش اللبناني "تمكّن من بسط سلطته على (منطقة) جنوب الليطاني غير المحتلة وجمع السلاح وتدمير ما لا يمكن استخدامه منه".

واعتبر عون أن أبرز مطالب لبنان الوقف الفوري للأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبحر والبر بما في ذلك الاغتيالات "وعلينا أن نوقف الموت والدمار على أرضنا خصوصاً حين تصبح الحروب عبثية ومجانية".

حزب الله يحذر

من جهته اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن كل من يطالب حزبه في الوقت الراهن بتسليم سلاحه إنما "يخدم المشروع الإسرائيلي" متهما الموفد الأميركي توم براك بـ "التهويل" على لبنان.

وفي كلمة ألقاها أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، قال قاسم "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخليا أو خارجيا أو عربيا أو دوليا، هو يخدم المشروع الإسرائيلي".

كما اتهم براك الذي زار لبنان الأسبوع الماضي بـ"التهويل والتهديد" بهدف "مساعدة إسرائيل" معتبرا أن الولايات المتحدة "لا تساعدنا" بل "تدمر بلدنا من أجل أن تساعد إسرائيل".

واعتبر قاسم أن "الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي.. هذا العدوان يجب أن يتوقف. كل الخطاب السياسي في البلد يجب أن يكون لإيقاف العدوان، وليس لتسليم السلاح لإسرائيل" مضيفا أن بقاء اسرائيل في النقاط الخمس "مقدمة للتوسع، وليست نقاطا من أجل المساومة ولا التفاوض عليها".

إعلان

وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح لحزب الله بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب.

وأفاد مسؤول لبناني بأن "السلطات اللبنانية اليوم تحت ضغوط دولية وإقليمية، مع مطالبتها بأن تلتزم رسميا في جلسة حكومية بنزع سلاح حزب الله".

وقد اصطدم اشتراط لبنان بانسحاب اسرائيل -قبل تبني نزع سلاح حزب الله- برفض أميركي، وفق مصدر لبناني.

مقالات مشابهة

  • بالغارات... إسرائيل تردّ على نعيم قاسم
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • نعيم قاسم: مسألة السلاح شأن داخلي ولا علاقة لإسرائيل به
  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • قاسم: سلاح حزب الله شأن داخلي والموقف حياله "موحد"
  • نعيم قاسم: سلاح حزب الله شأن داخلي ومن يطالب بتسليمه يخدم إسرائيل
  • لا تلعبوا هذه اللعبة.. نعيم قاسم يرد على مطالب تسليم سلاح حزب الله
  • قاسم: سلاح المقاومة شأن لبناني لا علاقة للعدو (الإسرائيلي) به
  • الأمين العام لحزب الله: سلاحنا شأن داخلى لبنانى
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً لكيان العدو الإسرائيلي ولو اجتمع علينا الكون كله