مكتبة الإسكندرية تختتم فعاليات المؤتمر الدولي للتوعية المعلوماتية
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
شهدت مكتبة الإسكندرية ختام فعاليات النسخة الثالثة للمؤتمر الدولي للتوعية المعلوماتية إفريقيا 2024 " ICIL Africa"، والذي نظمته مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع المكتبات بالتعاون مع جامعة الشمال الغربي "NWU"، وجامعة "بريتوريا" بجنوب إفريقيا، والمقر الإقليمي لإتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا "AAU – NARO"، وجمعية المكتبات ومؤسسات المعلومات الإفريقيةج لله "AfLIA".
وثَمَّن الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية الجهود المبذولة بالمؤتمر وكم الزخم العلمي والمعرفي الذي عرض به، بالإضافة إلى الأفكار المستنيرة التي خرجت من جلسات المؤتمر كتوصيات قيِّمة لتسليط الأضواء على مفهوم وأهمية وتطبيق التوعية المعلوماتية بشكل أكثر واقعية وعملية، من خلال جمع الباحثين ومقدمي خدمات المكتبات والمعلومات والمتخصصين في مجال الإعلام والمعلمين وصانعي السياسات من جميع أنحاء العالم لتبادل المعرفة والخبرات ومناقشة التطورات الأخيرة والتحديات الحالية في مجال المعرفة المعلوماتية.
وخرج المؤتمر بعدة توصيات منها تدريب المكتبيين وتوعيتهم بحقوق التأليف والنشر وطلاقة الملكية الفكرية كمسعى لبناء القدرات، والعمل على تحسين المحتوى باللغة العربية على الإنترنت واللغات الأخرى في الدول الإفريقية، بالإضافة إلى الدعوة إلى دعم واضعي السياسات والممولين والجمهور لدعم وتوسيع مبادرات الإدماج الرقمي القائمة على المكتبة، هذا وأيضًا تشجيع النشر باللغات المحلية لإنجاز عمل حقيقي على أرض الواقع.
وأوصى المؤتمر بإشراك الجهات المعنية الحكومات المحلية، والمؤسسات، والمنظمات غير الحكومية، وقادة المجتمعات المحلية لمواءمة أهداف المشاريع مع أولويات المجتمعات المحلية وضمان المشاركة المحلية، وأتباع نهج أكثر تكاملًا في البحث عن المخاوف المتعلقة بالإدماج الرقمي لكبار السن، والحاجة إلى المزيد من البحث حول الأساليب العملية والتعليمية لتعزيز المهارات الرقمية لدى كبار السن، بالإضافة إلى توصية تم توجيهها مباشرة إلى جانب من الحضور من السادة مستشاري النيابة الإدارية بالإسكندرية بوضع قانون للمكتبات العامة يسمح لها بالقيام بعملها وخدمة المستخدمين على أكمل وجه.
وأكد المؤتمر على ضرورة إتباع المكتبات لممارسات صديقة للبيئة والحث على الثقافة المعلوماتية الخضراء بهدف تعزيز الوعي بالاستدامة، والتشجيع على زيادة الثقافة المعلوماتية لثقافة الإعلام والصراع في مواجهة التضليل الإعلامي، وأشار إلى أهمية الثقافة المعلوماتية في التطور المجتمعي بإفريقيا، والتشجيع على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في أقسام المكتبات والإعلام، بالإضافة إلى أهمية رقمنة مكتبة المعلومات وتحويل الموارد المادية إلى صيغ رقمية وتنفيذ نظام إدارة رقمي لجعل الموارد متاحة عبر الإنترنت.
وعلى هامش المؤتمر نظمت مجموعة من الأنشطة منها عدد من ورش العمل الدولية في مواضيع مختلفة مثل "برنامج تدريب قادة المكتبات المبدعين" وورشة بعنوان "دور محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية النقدية في عالم مضطرب المعلومات بشكل متزايد" وقدمت بالتعاون مع معهد "مورتنسون" للبرامج المكتبية بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضًا "الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المكتبات والمتاحف" بالتعاون مع المتحف المصري الكبير.
وتم تنظيم حفل فني فلكلوري من خلال فرقة "فلوكلوريتا" في ختام المؤتمر، استمتع فيه الحضور من الدول المختلفة بالفن المصري والتعرف على نبذة من التراث الفني المصري، وتم أيضًا تكريم عدد من أعضاء اللجنة العلمية واللجنة الدائمة والمتحدثين والرعاة الذهبيين للمؤتمر، بالإضافة إلى تنظيم جولة سياحية لضيوف المؤتمر لزيارة معالم مدينة الإسكندرية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتحاد الجامعات الأفريقية أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية افريقيا 2024 الحكومات المحلية الجهود المبذولة المنظمات غير الحكومية باللغة العربية مدير مكتبة الإسكندرية مکتبة الإسکندریة بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
بإرث ثقافي يمتد لأكثر من 500 عام، تواصل مكتبة "الفاتيكان البابوية" أداء دورها كمصدر معرفي ثمين لا غنى عنه للباحثين، بما تضمه من مخطوطات نادرة، وكتب قيمة، إلى جانب عملات وميداليات تعكس تنوع الحضارات والثقافات عبر التاريخ.
وتعد المكتبة واحدة من أقدم المكتبات في العالم، حيث تضم بين رفوفها أكثر من 80 ألف مخطوطة، و300 ألف عملة وميدالية، فضلا عن نحو 150 ألف لوحة وصورة. كما أنها تحتضن نحو مليوني كتاب مطبوع، ما بين قديم وحديث، مما يجعلها مرجعا مهما للمشتغلين بالبحث العلمي.
وتقع المكتبة داخل دولة الفاتيكان، إحدى أصغر دول العالم من حيث المساحة، موفرة للعالم "إرثا عظيما وعميق المعنى"، حسب تصريحات أدلى بها مدير المكتبة الأب ماورو مانتوفاني، لوكالة الأناضول.
وفي وقت سابق من يوليو/تموز الجاري، فتحت المكتبة أبوابها أمام أعضاء رابطة الصحافة الأجنبية في العاصمة الإيطالية روما، وكان من بينهم مراسل وكالة الأناضول.
عند التمعن في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يتبين أن مساعي الباباوات لإنشاء مكتبة وأرشيف تعود إلى القرن الرابع الميلادي، إلا أن هذه الجهود تعثرت في القرن الـ13، ورغم محاولات الباباوات خلال القرن ذاته لمواصلة تلك الجهود، فإن انتقال مركز البابوية خارج روما لفترة من الزمن، أدى إلى فقدان عدد كبير من الأعمال.
وفي عام 1475، أصدر البابا سيكستوس الرابع مرسوما بتأسيس المكتبة التي باتت تعرف اليوم بـ"مكتبة الفاتيكان البابوية"، لتغدو أحد أبرز المعالم الثقافية والدينية في العالم.
وفي نظرة على المكتبة ومحتوياتها، فإنها تحتضن بين رفوفها الطويلة، التي يبلغ إجمالي طولها نحو 50 كيلومترا، أعمالا قيمة في مجالات متعددة، مثل التاريخ، والحقوق، والفلسفة، والعلوم، واللاهوت، والأدب، بمختلف اللغات.
إعلانوتتوزع مجموعاتها بين أكثر من 80 ألف مخطوطة، و8300 كتاب من حقبة الطباعة الأولى (الإنكونابولا)، فضلا عن 150 من الرسوم والطوابع، و150 ألف صورة فوتوغرافية، بالإضافة إلى مليوني كتاب مطبوع، تتنوع بين ما هو قديم وحديث، وما يزيد على 300 ألف عملة وميدالية.
وتبرز في مقتنيات المكتبة إشارات واضحة لتقاطع الحضارات، إذ تضم وثائق وأعمالا تعكس الحضور العثماني والتركي في التاريخ الثقافي والديني الأوروبي. ومن بين أبرز تلك الكنوز خريطة "نهر النيل" التي رسمها الرحالة العثماني درويش محمد زلي، المعروف باسم "أوليا جلبي"، في القرن الـ17، والتي اقتنتها المكتبة منذ أكثر من 200 عام.
وقد خضعت تلك الخريطة مؤخرا للترميم، وعرضت في بينالي الفنون الإسلامية بمدينة جدة في السعودية، الذي أقيم بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025.
من داخل "قاعة سيستينا" التاريخية، التي تزينها اللوحات الجدارية، أكد مدير مكتبة الفاتيكان البابوية، الأب ماورو مانتوفاني، في تصريح لوكالة الأناضول، أن "المكتبة تحتفظ بإرث عظيم وعميق المعنى، تشكل على مدى قرون طويلة، واليوم تجمعه وتوفره المكتبة للباحثين والمهتمين".
وأوضح مانتوفاني أن المكتبة تولي اهتماما خاصا بعملية الرقمنة لمواكبة متطلبات العصر. وأضاف: "لدينا نحو 80 ألف مخطوطة، وتم تحويل نحو 30 ألفا منها إلى الصيغة الرقمية، وهي متاحة الآن للجميع عبر موقع الإنترنت من خلال صور رقمية".
وحول خريطة "نهر النيل" التي رسمها الرحالة العثماني أوليا جلبي، أوضح الأب ماورو مانتوفاني أن "هذه الوثيقة تعد واحدة من الوثائق المثيرة للاهتمام. وتم ترميمها مؤخرا، وعرضت ضمن معرض نظم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية".
وعند سؤاله عن عدد الوثائق المتعلقة بتركيا داخل المكتبة، أجاب مانتوفاني: "بصراحة، لا أعرف عدد الوثائق المرتبطة بتركيا بشكل مباشر، ويجب أن أتحقق من ذلك لأن من الصعب تحديد رقم دقيق دون إجراء بحث".
لكنه في المقابل، لفت إلى استضافة المكتبة مؤخرا عدة أكاديميين وباحثين من تركيا، مبينا "عملوا هنا وفي أرشيف الفاتيكان البابوي أكثر من مرة".
وفي السياق ذاته، أوضح مانتوفاني أن المكتبة والأرشيف البابوي مؤسستان شقيقتان، تهدفان إلى "توفير الوثائق المناسبة للأكاديميين بحسب موضوعات أبحاثهم".
واستدرك: "نعلم أن هناك وثائق عديدة تتعلق باللغات القديمة بينها اللغة التركية، وكل ما يرتبط بالأدب التركي هو بلا شك ثمين للغاية".
وأكد أن دستور الفاتيكان يمنح المكتبة "مهمة الحفاظ على هذا الإرث العظيم، وتقديمه لكل من يسعى إلى الحقيقة ونشرها". واختتم قائلا: "من خلال العمل والبحث العلمي، يمكن أن يجتمع الناس من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة".
وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه مكتبة الفاتيكان البابوية في الحفاظ على كنوزها الثقافية، أشار مانتوفاني إلى أن التهديدات البيئية تشكل تحديا دائما "فالظروف البيئية، خصوصا المياه والحرائق، تشكل تهديدا كبيرا للمكتبات".
إعلانوفي ظل هذه التحديات البيئية، اعتبر مانتوفاني أن التهديدات لا تقتصر على هذه العناصر فقط، فقال "هناك أيضا الغبار، والعفن، والحشرات، التي تعيق الحفاظ على الوثائق بالشكل السليم وفي أفضل الظروف".
لكن مانتوفاني لفت إلى أن الخطر لا يقتصر على العوامل الطبيعية فقط، موضحا أن حتى "الإنسان نفسه قد يشكل خطرا، عبر ممارسات السرقة أو الإتلاف أو الإهمال".