نيويورك تايمز: السعودية تغير موقفها إزاء إسرائيل وتكشف عن الهدف من الاتفاقية الابراهيمية
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
بغداد اليوم- ترجمة
كشفت صحيفة النيويورك تايمز نقلا عن مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن "تغير" موقف السعودية من محاولات التطبيع مع النظام الإسرائيلي، مؤكدة ان تلك المساعي "انتهت الان" نتيجة للعمليات العسكرية والجرائم التي ينفذها الاحتلال في غزة.
وقالت الصحيفة نقلا عن المستشار علي شهابي بحسب ما ترجمته "بغداد اليوم"، ان مساعي التطبيع انتهت بعد عودة القضية الفلسطينية الى الواجهة نتيجة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وبعدها لبنان، موضحا "في بداية مساعي التطبيع لم تكن القضية الفلسطينية حاضرة في المفاوضات بين الجانبين، لكن السعودية الان ترفض قبول التطبيع ما لم يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع "على الرغم من ان السعودية ليست دولة ديمقراطية، الا ان الحكومة السعودية مضطرة للرضوخ للضغوطات الشعبية حول القضية الفلسطينية"، موضحا "الصور التي تاتي من غزة ولبنان غيرت من موقف الشباب السعودي تجاه إسرائيل من عدم اكتراث الى معاداة فعلية، جعلت من الحديث عن التطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية امرا ساما لاي نظام عربي في المنطقة".
المسؤول السعودي الذي وصفته الصحيفة بــ "المقرب من القصر الملكي"، اكد أيضا ان ايران تواصلت مع دول المنطقة وقدمت "يد التعاون" كبديل عن الاتفاقية الابراهيمية والتطبيع مع إسرائيل، موضحا "على الرغم أيضا من ان السعودية لا تثق بايران، لكن ان اثبتت ايران قدرتها على تغيير توجهاتها إزاء السعودية والخليج فان المنطقة ستشهد تحولا كبيرا تستثنى منه إسرائيل كليا"، في إشارة الى عدم وجود نوايا لتنفيذ التطبيع حاليا.
شهابي اكد للصحيفة أيضا، ان معظم الدول التي وقعت على الاتفاقية الابراهيمية التي اطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "فعلت ذلك للحصول على نفوذ يؤثر على واشنطن، ولم تدخل القضية الفلسطينية في حسابات تلك المعاهدة، لكن ما تراه اليوم على ارض الواقع من فقدان الولايات المتحدة لاي سيطرة او نفوذ على إسرائيل الى درجة مذلة، جعل من التزام تلك الدولة بالاتفاقية الابراهيمية غير ذو قيمة"، موضحا "لما على تلك الدول الالتزام بعلاقاتها مع إسرائيل التي تهدف الى الحصول على نفوذ داخل واشنطن، ان كانت واشنطن ذاتها مذلة من قبل إسرائيل".
تصريحات المسؤول السعودي اختتمت بالتأكيد على ان التعاون الإسرائيلي السعودي اصبح بدرجة كبيرة "من السمية" التي أوقفت معها بناء مشروع مدينة نيوم المستقبلية، حيث اكد "الحكومة السعودية ترى بان التعاون مع إسرائيل الان في هذا الجانب سيكون له تاثيرات وخيمة على الوضع الداخلي، الامر الذي اجبرها على تغيير موقفها".
وأضاف "حاليا، السعودية واضحة الموقف إزاء ما يحصل في المنطقة، لا وجود للتطبيع مع إسرائيل حتى إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، امر تتفق به دول المنطقة الخليجية حتى التي وقعت على الاتفاقية، والتي بدات بإعادة النظر لها نتيجة لفقدان قيمتها وربط الاستمرار بها بموافقة إسرائيل على إقامة الدولة الفلسطينية"، مشددا على ان واشنطن لا تبدوا قادرة على اجبار إسرائيل على ذلك، الامر الذي يعني بان محاولات الحصول على النفوذ لديها عبر الاتفاقية الابراهيمية "بائت بالفشل".
وأشارت الصحيفة أيضا الى ان الامارات، اكثر دول المنطقة "تعاونا" مع إسرائيل، باتت أيضا في موقف حرج نتيجة للضغوط الداخلية بالإضافة الى تصريحات رئيس وزراء النظام الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي اعلن فيها ان الامارات "ستتحمل مسؤولية وتكلفة إعادة اعمار قطاع غزة"، الامر الذي جعل السعودية "اكثر حذرا" في تعاملها مع إسرائيل، خصوصا بعد "اتضاح فقدان واشنطن سلطتها على تل ابيب"، بحسب وصفها.
يشار الى ان السعودية كانت في طور اجراء تطبيع كامل مع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى، حيث كانت ستحصل بموجبه على حق انتاج الطاقة النووية لأغراض سلمية، بالإضافة الى مساعدات عسكرية أمريكية عالية القيمة، الامر الذي قالت انه لم يعد ممكنا بعد التغيرات الأخيرة في المنطقة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة مع إسرائیل الامر الذی
إقرأ أيضاً:
السعودية: استقرار المنطقة يبدأ بإنصاف الشعب الفلسطيني
حسن الورفلي (غزة، القاهرة، نيويورك)
انطلق المؤتمر الوزاري الدولي لتنفيذ حل الدولتين، أمس، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية، برئاسة سعودية - فرنسية. وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: «تؤمن المملكة بأن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة».
وأكد أن الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف عاجلاً.
وشدد ابن فرحان على أن «المملكة تؤكد على الجهود الدولية من خلال المؤتمر وأعمال التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين من أجل دعم الشعب الفلسطيني لبناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية».
ودعا وزير الخارجية السعودي جميع الدول إلى الانضمام إلى الوثيقة الختامية لـ«مؤتمر حل الدولتين».
واختتم كلمته بالقول: إن «المملكة بادرت بالتعاون مع فرنسا إلى تأمين موافقة البنك الدولي لتحويل مبلغ 300 مليون دولار إلى غزة والضفة الغربية المحتلة».
في غضون ذلك، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، نداءً عاجلاً إلى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والدول العربية لحثهم على بذل أقصى الجهود لوقف الحرب على قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية وإنهاء معاناة المدنيين. ودعا السيسي في كلمة متلفزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيًا إلى التدخل العاجل، وقال: «أقدّر الرئيس ترامب شخصياً، وهو قادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك».
وأكد حرص مصر الكامل على دعم الشعب الفلسطيني، وإدخال أكبر قدر من المساعدات، والعمل على وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، في إطار تحرك مشترك مع قطر والولايات المتحدة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وفي السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، إن قطاع غزة بحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة، مؤكداً أن بلاده قدمت الكثير وستواصل جهودها لضمان وصول المواد الإغاثية للسكان.
وذكر ترامب في تصريح للصحفيين قبل بدء محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر باسكتلندا، أن دولاً أخرى من ضمنها بريطانيا تحاول تدارك الوضع بإرسال أكبر قدر ممكن من المواد الغذائية الأساسية لسكان القطاع.
وحول تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «لا يوجد جوع في غزة»، قال ترامب إنه «بناء على ما رأيته من صور في التلفزيون أرى أن هذا ليس دقيقاً لأن الأطفال يظهرون وهم يتضورون جوعاً».