60 سنة هوليود الشرق.. الدراما المصرية «رائدة الشاشة الفضية» بالوطن العربي
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
60 عامًا من الأعمال الفنية الدرامية التي حفرت تاريخا طويلا وعظيما للدراما المصرية، فعلى مدار 6 عقود تمكنت الدراما المصرية من الاحتفاظ بمكانتها بالمقدمة بعيدًا عن المنافسة بعدد ضخم من إنتاج الأعمال الدرامية وبتنوع كبير من الأعمال ما بين الاجتماعي والكوميدي والديني، وبمشاركة نجوم هم الأبرز والأهم بالوطن العربي.
الدراما العربية بدأت في مصر، بحسب ما أكد المؤرخ الفني محمد شوقي، فمع العرض الأول لمسلسل «هارب من الأيام» بدأ هناك ما يعرف باسم المسلسل الجماهيري وهو العمل الفني الذي تلتف حوله الأسرة العربية وهو ما يقابله فيلم الشباك بالسينما.
وعلى الرغم من جودة الصورة البسيطة وإن المشاهد كانت تصور من مرة واحدة، حتى لو كانت مدتها نصف ساعة وكان يعاد المشهد بالكامل إذا ما حدث خطأ بأي وقت بالمشهد، غير أنه كان يتميز بكونه مازال صالحا للمشاهدة حتى بعد عرضه بـ 60 عامًا وهو ما نراه بالعديد من الأعمال الدراميا التي يعاد عرضها، بحسب حديث «شوقي» لـ «الوطن».
وبرغم وجود مسلسلات درامية حديثة بتقنيات عالية تناسب وتواكب العصر الحالي غير أن الأعمال الدرامية القديمة مازالت تحتفظ برونقها الخاص، بحسب المؤرخ الفني، فمسلسل لا تطفئ الشمس والقاهرة والناس من إخراج محمد فاضل والذي حقق جماهيرية وهو المسلسل الوحيد الذي أظهر للساحة الفنية عمالقة الفنانين مثل نور الشريف وبوسي ونورا وعفاف شعيب وصفية العمري وأشرف عبد الغفور.
كما أفرز مسلسل «بابا عبده» للنجم عبد المنعم مدبولي نجوما آخرين مثل يحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي وصلاح السعدني، مشيرًا إلى تصريحات الفنان يحيى الفخراني الرئيس التنفيذي لمهرجان الدراما أن سبب شهرته مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرًا» ليقوم بالعام الذي يليه بأول بطولة مطلقة بالدراما بمسلسل «صيام صيام» من إخراج محمد فاضل، كما أكد المؤرخ الفني محمد شوقي.
نجوم عديدة ومسلسلات رائعة حافظت على مكانة مصر المتفردة بالأعمال الدرامية على مر العقود، فظهر عبر الشاشة نجوم مثل إلهام شاهين وليلى علوي وعفاف شعيب وفردوس عبد الحميد وممدوح عبد العليم، إلى جانب جذبها عدد من نجوم السينما، مثل عادل إمام بمسلسل دموع بعيون وقحة وأحلام الفتى الطائش، وفاتن حمامة بمسلسل ضمير أبلة حكمت وسعاد حسني وأحمد ذكي بمسلسل هي وهو.
إضافة لعدد كبير من روائع الدراما كالشهد والدموع وزينب والعرش وأديب ومارد والجبل ورأفت الهجان وليالي الحلمية ولن أعيش في جلباب أبي، لتظل الدراما العربية وهو المصطلح الذي يطلق على الدراما المصرية، هي الرائدة بتقديمها للدراما الاجتماعية والكوميدية كروائع محمد صبحي وسمير غانم وسعيد صالح وفؤاد المهندس وشويكار وسناء جميل، وفقًا للمؤرخ الفني.
ظلت عدد حلقات المسلسلات الدرامية ما بين 7 لـ 15 حلقة، حتى أرسى الكاتب الكبيير أسامة أنور عكاشة عدد الحلقات الكبيرة بعد أن قدم 20 حلقة بالشهد والدموع و18 حلقة بليالي الحلمية الجزء الأول، وحتى ذلك الوقت كانت مسلسلات الـ 30 حلقة قاصرة على المسلسلات الدينية، حتى بداية مسلسلات الـ 30 حلقة بالتزامن مع عرضها بشهر رمضان.
وتابع «شوقي»، أن وحيد حامد أبرز من قدم بصمة خاصة بالدراما بأعمال عديدة كالجماعة والعائلة، مشيرًا إلى أن نجاح الأعمال الدرامية العربية وضع الفنانين المصريين بمكانة عالية بالوطن العربي، وهو ما يظهر جليًا خلال استقبالهم بالدول العربية بحفاوة الزعماء.
تهافت كبير من الجماهير العربية على الدراما المصرية التي كانت تعرف باسم الدراما العربية بحسب ما أكد الناقد الفني جمال عبد القادر، مشيرًا إلى أنه كان صرحًا عظيمًا بأفريقيا بأكملها، خاصة وأنه مع بداية ظهور الدراما لم يكن التلفزيون جهاز منتشر بالمنازل، لتكون الدراما المصرية الوحيدة بالشرق الأوسط.
وأضاف «عبد القادر» في حديثه لـ «الوطن»، أن النجوم كانوا يتسابقون للمشاركة بالأعمال الدرامية بستينيات القرن الماضي بالتزامن مع سيطرة الروح القومية العربية، فكان كل فنان يؤمن بدوره نحو هذا الصرح الجديد حبًا وإيمانًا بالتجربة الوليدة، فكان المنتجين من أمثال فريد شوقي ورمسيس نجيب يقومون بإعطاء أعمالهم السينمائية الجديدة مجانًا لعرضها على الشاشة الصغيرة بعد أشهر قليلة من عرضها بالسينمات، وهو ما صنع ظاهرة فيلم السهرة.
حتى مع ظهور الدراما العربية بالخليج والدول العربية كان الاستعانة الأكبر بالفنانين المصريين الذين يتمتعون بشعبية جارفة بالوطن العربي، بحسب ما ذكر «عبد القادر»، لافتًا إلى أن العديد من المسلسلات العربية والمقصود بها المصرية كان يتم تصويرها خارج مثل مثل تصوير مسلسل هند والدكتور نعمان بتونس وتصوير مسلسل غوايش بالأردن ومسلسل نور الشريف ابن خلدون بقطر.
لتظل الريادة المصرية هي المسيطرة على الدراما بالوطن العربي، مع بروز العديد من النجوم الكبار أمثال عبد الله غيث، نور الدمرداش يحيى العلمي ومحمود ياسين، وهو ما أعطى ثراء للشاشة الصغيرة وفقًأ للناقد الفني جمال عبد القادر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما المسلسلات العلمين التلفزيون الفنانين الأعمال الدرامیة عبد القادر وهو ما
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي لوفد رجال أعمال أمريكي: مصر هي البوابة للأسواق العربية والأفريقية
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، وفد رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الإقتصادي المصري الأمريكي المنعقد بالقاهرة، حيث ترأس الوفد "سوزان كلارك"، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، و "جون كريسمان"، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة “أباتشي”.
وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب، وزير الإستثمار والتجارة الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس قد عقد، قبل الجلسة الموسعة مع رجال الأعمال الأمريكيين، لقاءً مع "سوزان كلارك"، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، و "جون كريسمان"، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة "أباتشي"، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج.
أعرب الرئيس خلال اللقاء عن إستعداد مصر للتعاون مع مجتمع الأعمال والمستثمرين الأمريكيين في كل المجالات الإقتصادية محل الإهتمام المشترك، خاصة مع توجهات الرئيس ترامب الداعمة لتعزيز التعاون المشترك بين الشركات المصرية والأمريكية، مؤكداً على تطلع مصر لأن تكون مركزاً صناعيا كبيراً للصناعات الأميركية، مع كونها سوقاً كبيراً وبوابة الى المنطقة العربية والقارة الأفريقية، خاصة مع العلاقات الوطيدة التي تجمع مصر بدول القارة.
وأكد الرئيس كذلك على تطلع مصر لإنشاء منطقة صناعية أمريكية بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس، مشدداً على أن الجانب المصري مستعد لتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأمريكيين.
وأشار إلى أن الإستثمار في مصر يعتبر فرصة لأي مستثمر، خاصة مع ما تتمتع به مصر من إستقرار سياسي، وإستقرار مجتمعي "توعوي" لدى الشعب المصري، قائم على وعي المواطنين وصلابتهم في تحمل الإصلاحات الإقتصادية الكبيرة القاسية التي تم تطبيقها تحقيقاً للصالح العام، وفي ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة وما ترتب عليها من تداعيات.
ومن جانبها، أشارت سوزان كلارك إلى أن زيارة وفد رجال الأعمال الأمريكيين الى مصر يؤكد قوة ومتانه علاقة التحالف الإستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، موضحة أن الشركات الأمريكية العاملة في مصر تحقق نجاحات ملموسة وتساهم في عملية التنمية بمصر، وتعتبر نموذجاً يحتذى به في نجاح التعاون الثنائي بين البلدين، على غرار شركة آباتشي، وهو الأمر الذي ثمنه السيد الرئيس، معرباً عن تقديره لنجاح اعمال شركة آباتشي في مصر وتوسيع نطاق عملها بها.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أنه قد أعقب ذلك عقد إجتماع موسع للرئيس مع ممثلي الشركات الأمريكية، استهلّه الرئيس بالترحيب بهم، والتأكيد على عمق ومتانة العلاقات الإستراتيجية المصرية الأمريكية، وحرص مصر على تعزيزها في كافة المجالات بما يخدم مصالح الطرفين، لا سيما في المجالات الإقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأشار الرئيس إلى أن مصر سوق كبير، وبها بنية أساسية جاهزة ومتقدمة لإستقبال الإستثمارات، وانه تم إجراء إصلاحات تشريعية لدعم جهود جذب الإستثمارات الأجنبية، وان بمصر مناطق كالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس تقدم كل التسهيلات لعمل الشركات والمستثمرين الأجانب، مستعرضاً سيادته الجهود الضخمة التي تقوم بها الحكومة المصرية في إطار برنامج الإصلاح الإقتصادي، مما ساهم في تحسين مؤشرات الإقتصاد الكلي بشكل ملحوظ، وتعزيز الإنتاجية، وخلق فرص عمل.
وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس قد نوه إلى الفرص الكبيرة المتاحة للمستثمرين الأجانب في مصر، خاصةً في ضوء موقع مصر الجغرافي المميز، الذي تلعب من خلاله دور البوابة للاسواق العربية والأفريقية وكذا إلى أوروبا.
معرباً عن الترحيب بالاستثمارات الأمريكية، سواء القائمة أو الجديدة، وأن الدولة مستعدة لتقديم كافة التسهيلات اللازمة وتذليل أية عقبات لضمان نجاح عمل الشركات والمستثمرين الأمريكيين في مصر، وذلك تقديرًا لخصوصية العلاقات المصرية الأمريكية. وأشار السيد الرئيس في هذا الصدد إلى حرص الدولة على تعزيز دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الإقتصادية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الإجتماع تناول مجالات الإستثمار التي تشكل أولوية لمصر، التي تشمل قطاع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، انتاج الأجهزة الطبية والأدوية، قطاع صناعة السيارات، إنتاج الطاقة المتجددة، التشييد والبنية التحتية والصناعات الغذائية، وذلك لما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في تلك القطاعات، حيث أكد الرئيس في هذا الخصوص على الأولوية التي تعطيها مصر لتوطين الصناعة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس إستمع إلى مداخلات من عدد من أعضاء الوفد الأمريكي، الذين عبّروا عن تقديرهم للإهتمام الذي توليه الحكومة المصرية لدعم الإستثمار والتنمية الإقتصادية، مؤكدين حرصهم على الإستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها السوق والإقتصاد المصري، بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين.