بوابة الوفد:
2025-06-03@21:43:29 GMT

لمة الطبلية

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

لمة الطبلية وتجمع العائلة حول مائدة الطعام، عادة مصرية أصيلة، تؤكد على ترابط تلك العائلة، وسمو أخلاق رب الأسرة.
فى الماضى القريب، لم يكن أفراد العائلة يتناولون أو يشرعون فى تناول أى وجبة إلا بوجود الأب والأم على رأس المائدة أو على الطبلية، يبدأ الطعام بالبسملة من الأب كنوع من التذكير لباقى الأسرة بضرورة قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل أن تشرع فى الأكل، وحتى يبارك الله فى الطعام، والبركة والرضا والقناعة هى صفات تجدها لدى الإنسان الذى تربى فى أسرة أصيلة-الذى تربى على طبلية الأسرة غير أى انسان آخر- .

وينتهى الطعام بكلمة الحمد والشكر لله، كنوع الشكر للمولى عز وجل على ما أكرمهم به من طعام وشراب.
ثم تبدأ جلسة شرب الشاى وتناول الفاكهة إن وجدت، وخلال جلسة الشاى كانت تناقش بعض أمور الأولاد مع الأب والأم أخبار الدراسة أو العمل، فى الغالب كانت الكثير من قرارات الأسرة تتخذ أثناء تلك الجلسة، و”يا سلام لو بال رب الأسرة رايق”، تحصل على مكافآت فورية، تبدأ ببضعة جنيهات أو قروش للأجيال القديمة، والآن أصبحت مئات، وتنتهى بمد ساعات اللعب او الخروج مع الأصدقاء.
ولا مانع من انفراد الأم بالأب، لكى تقنعه بعريس للابنة أو عروسة للابن.
وفى المساء والسهرة كانت الأسرة تجتمع حول المسلسل التليفزيونى فى الثامنة مساء، والتجمع حول العشاء.
هذا كان حال الأسرة المصرية فى الماضى القريب.
لا أدرى ما الذى حدث للأسرة؟ أصبح الآن كل شخص من أفراد الأسرة، يحصل على طبق الطعام أو “الصينية” ويذهب إلى غرفته، ثم يخرج لإلقاء الصينية فى المطبخ أو أقرب مكان، وأحيانا تجد الشاب يلقيها أسفل السرير، أصبحت الغرفة الخاصة بالابن أو الابنة هى المطبخ والسفرة وهى المكتب وهى محطة الانطواء أو الانزواء، وأصبح التليفون المحمول وقبله الكمبيوتر هو كاتم الاسرار، حل محل الاب والام والاخوة، وبالتالى وجدنا المجتمع ككل أغلبه مفككا، وجدنا جرائم غريبة على مجتمعنا، وجدنا التطاول وقلة الادب هى وسيلة التعبير الوحيدة، وجدنا الانسان يضحى بمصلحة المجتمع ويعلى من شأن مصلحته الشخصية، وجدنا صرعات فى العمل، والتنافس تحول الى عداء، والعداء الى حرب، والحرب اصبحت تستخدم فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة.
هنا يسأل سائل: هل كل هذا سببه الطبلية؟ نعم سببه الطبلية، لأنها المجتمع الصغير الذى ينمى الأخلاق و يسمو و يرتقى بها، على المائدة كان الأب يلاحظ أى تغير على الأبناء، ويبدأ بالسؤال عن أحوالهم، ومن إجابة الابن أو الابنة يعلم حقيقة الأزمة سواء فى المدرسة أو العمل، ويبدأ فى التوجيه من بعيد، كان الأب، هو الميزان، والميزان هو رمز العدل فى المجتمع.
الطبلية هى العدل وبركة الرزق، هى التواد والتراحم، والتلاحم والارتباط والانسجام والاحترام، نعم مائدة الطعام تعلمك كيف تحترم الآخر؟ أدب الطعام يعكس صورتك أمام الناس، نعم أسلوب وطريقة تعاملك مع طبق الطعام تقول الكثير والكثير عن شخصيتك، أسرتك، ماذا علمتك من أدب الطعام؟
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان أحرص الناس على أدب الطعام، وجاء فى الحديث الشريف “عن عُمَرَ بنِ أَبى سلَمَة رضى اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ لى رسولُ اللَّه ﷺ: سَمِّ اللَّه، وكُلْ بِيَمِينكَ، وكُلْ مِمَّا يَلِيكَ”. كل تلك الأمور تجد الأب حريصا عليها لأنها من تعاليم الدين.تلك التعاليم الدينية لها مدلول كبير.
أما انتشار الفقر وقلة البركة والحروب بين الناس، بدأنا نشعر بها مع انتشار “التيك آوى “حتى الامراض المزمنة كامراض القلب وخلافه سببها “التيك اوى” وبالتأكيد ايضا عالم السوشيال ميديا، وانشغال كل فرد من الأسرة بحاله بعيدا عن أعين الأب والأم. العودة إلى الطبلية أصبحت أمرا حتميا، لأنها علاج فعال فى مقاومة الغلاء.. نحن نعيش أيامًا الكل يعانى منها بسبب ارتفاع وجنون الأسعار، البركة  فى الالتفاف حول المائدة حول الطبلية، لا تستهتروا بالأمر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد

إقرأ أيضاً:

شاب ينهي حياة والديه بطريقة صادمة

وكالات

أقدم فتى في مقتبل العمر، على قتل والديه، وأطلق النار عليهما من مسدس خلال مشاجرة عائلية في تركيا، انتهت بمقتل الأب وإصابة الأم.

وحدثت الجريمة الصادمة في منزل العائلة بولاية “إيلازيغ” في وسط تركيا، عندما نشب شجار بين الفتى ووالديه لسبب لم يتضح بعد، قبل أن يشهر الابن مسدساً ويطلق النار نحو أبيه وأمه.

وأفادت وسائل إعلام محلية، إن الأب المقتول يعمل حارس أمن، وقد قتل بمسدسه الذي يستخدمه في عمله، فيما أبلغ جيران المنزل الشرطة بسماع إطلاق نار، لتحضر برفقة الإسعاف وتعثر على الأب قد فارق الحياة، فيما نُقلت الأم للمستشفى لتلقي العلاج من إصابتها.

وأوقفت الشرطة الفتى القاتل في المنزل، وفتحت تحقيقاً في المروعة لكشف ملابساتها، ولم ترد تقارير حتى الآن عن كون الفتى يعاني من اضطراب نفسي أو متعاطٍ للمخدرات.

مقالات مشابهة

  • محافظ أسوان يشيد بجمعية الأورمان لتوزيع اللحوم على الأسر الأكثر احتياجاً
  • تعرف على أسعار الخضراوات والفاكهة فى أسواق أسوان اليوم الثلاثاء
  • محافظ أسوان: لا تهاون في الحفاظ على أراضي الدولة والتصدى بحزم لكافة التعديات
  • شاب ينهي حياة والديه بطريقة صادمة
  • أب يوثق لحظات التعذيب الوحشي الذي يتعرض له طفله على يد والدته.. فيديو
  • حكم مقاطعة الابن لوالده المدمن.. الإفتاء توضح
  • شرطة تعز تحيل ضابطًا إلى السجن في قضية مقتل الطفل مرسال
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • صادي: “وجدنا تجاوبا من الأندية المحترفة للاهتمام بالتكوين في الفئات الشبانية”