بين السطور.. الخصوصية أولًا
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة تعكس جديّة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في التصدي للممارسات المزعجة، تم توقيع غرامة بقيمة 20 مليون جنيه على إحدى شركات التطوير العقاري بسبب استخدام المكالمات الترويجية بشكل غير قانوني.
وهو ما يعكس استجابة الجهاز لشكاوى المستخدمين المستمرة، الذين شعروا بأن خصوصيتهم تتعرض لانتهاكاتٍ متكررة وأن حياتهم اليومية تُعكّر بسبب المكالمات الترويجية العشوائية.
لذا فإن القرار يُلقي الضوء على أهمية احترام الشركات لمبادئ التسويق المسؤول، ويشير إلى تحول هام في كيفية حماية حقوق المستخدمين. كما تأتي الغرامة بمثابة خطوة رادعة، ليس فقط للشركات المخالفة، بل لقطاع التسويق بأكمله، لتذكيره بأهمية احترام خصوصية المستخدمين، ففي ظل التنافس الشديد، قد تلجأ بعض الشركات لأساليب التسويق المكثف، لكن هذا لا يعني بأي حال التساهل في ضمان احترام حقوق العملاء، فمن خلال تنظيم دقيق للمكالمات الترويجية، يسعى الجهاز لإرساء مبدأ الشفافية وإلزام الشركات باتباع سلوكيات تسويقية مسئولة.
من ناحية أخري تعد هذه الخطوة بمثابة جرس انذار لتنبيه الشركات بضرورة تغيير استراتيجياتها التسويقية، إذ إن التحول إلى أساليب ترويج مبتكرة ومسؤولة بات أمرًا لا مفرّ منه في عصرنا الحالي. كما أن الممارسات التسويقية غير الملائمة تعطي صورة سلبية للشركات، مما يؤدي إلى فقدان ثقة العملاء بها ويضعف من ولائهم.
فبدلًا من الاعتماد على المكالمات العشوائية التي قد تثير انزعاج الجمهور، على الشركات أن تنتهج أساليب تواصل أكثر فاعلية وشفافية، مثل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدام تطبيقات الإشعارات الآمنة، التي تسمح للعميل بالتحكم في مستوى التواصل. إجراء آخر يحسب للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وهو تخصيص الأموال المحصلة من الغرامات لتحسين جودة خدمات الاتصالات عبر صندوق الخدمة الشاملة، حيث يمثل هذا الصندوق إحدى الركائز الأساسية لضمان وصول خدمات الاتصالات إلى جميع مناطق الجمهورية، بما في ذلك المناطق النائية التي تعاني من نقص في البنية التحتية.
لنجد أن توجيه هذه الأموال إلى تحسين البنية التحتية يساهم في تحقيق شمولية الخدمة ويجعل قطاع الاتصالات أكثر تكاملًا وشمولًا، مما يعزز أيضًا من فعالية الخدمات المقدمة ويُسهِم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
من هنا، يُصبح على المستخدمين دور مهم في هذا الإطار، حيث إن كثيرًا منهم قد يجهلون قدرتهم على التحكم في المكالمات الترويجية عبر ميزة "NTRA Alert" التي تتيح معرفة طبيعة المكالمة، وتساعدهم على اتخاذ القرار بالرد أو تجاهل المكالمات الترويجية.
إن وعي المستهلك بحقوقه ودوره في الإبلاغ عن المخالفات يمنح الجهاز قوة إضافية لمراقبة أداء الشركات ومعاقبة المخالف منها.
في الختام.. يمثل هذا القرار رادعًا للشركات، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن خصوصية المستهلكين ليست قابلة للتفاوض. وبغض النظر عن الأهداف الترويجية، يجب على الشركات احترام حقوق عملائها وضمان تقديم خدماتهم بطرق تحترم الراحة والخصوصية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مكالمات التسويق المكالمات المزعجة المکالمات الترویجیة
إقرأ أيضاً:
هيئة الاتصالات تنظم ورشة توعوية حول محطات البث الإذاعي FM
صراحة نيوز- انطلاقًا من دور هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الوطني وبهدف رفع مستوى كفاءة استخدام الطيف الترددي الراديوي، عقدت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الخميس ورشة توعوية حول محطات البث الإذاعي العاملة وفق التشكيل الترددي FM شارك فيها ممثلو شركات محطات البث الإذاعي وممثل ونمن عدد من الجهات المعنية إلى جانب عدد من الموظفين.
وجاء عقد الورشة التوعوية في إطار حرص الهيئة على تحسين تغطية هذه المحطات وبما يضمن عدم التأثير السلبي على أنظمة الاتصالات الأخرى والتي من أهمها تلك المتعلقة بسلامة الملاحة الجوية وذلك وفقًا للتشريعات النافذة وتوصيات الاتحاد الدولي للاتصالات.
وخلال الورشة، استعرض المتحدثون من الهيئة أهمية إدارة الهيئة ومراقبتها لطيف الترددات الراديويوفقًا لقانون الاتصالات والتشريعات ذات العلاقة، كما جرى تنفيذ عرض تطبيقي للتداخلات السلبية وتأثيرها على المرخصين وعلى الخدمات المرخصة الأخرى باستخدام بعض أنظمة المراقبة.
كما وجرى تسليط الضوء على مشاكل التغطية الخاصة بمحطات البث الإذاعي وبيان ضرورة إجراء المحاكاة الهندسية والتخطيط الراديوي قبل إنشاء هذه المحطات إضافة إلى استعراض التدابير المقترحة للحد من التداخلات وتحسين التغطية، وبالنهاية تم مناقشة الإمكانيات المستقبلية لتطبيق البث الإذاعي الصوتي الرقمي.