ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "سمعنا في إنجيل اليوم أن الرب يسوع أقام ابنة رئيس المجمع يايرس التي كانت في الثانية عشرة من عمرها وقد مرضت وماتت. هذه المعجزة تتلاقى مع معجزة أخرى صنعها الرب في طريقه نحو بيت يايرس إذ شفى نازفة الدم التي أصيبت بدائها منذ اثنتي عشرة سنة أيضا وقد «أنفقت معيشتها على الأطباء ولم يستطع أحد أن يشفيها».

هذه المرأة أيقنت بالإيمان أن يسوع هو شافيها واكتفت بلمس هدب ثوبه، عالمة أنها ستبرأ. لقد انتزعت شفاءها انتزاعا ولم تيأس مع علمها بأنها خاطئة ودنسة فاستحقت قول السيد: «ثقي يا ابنة، إيمانك أبرأك».

أضاف: "إن إسم رئيس المجمع «يايرس» يعني المستنير وهو إشارة إلى الناموس، أما العدد إثني عشر فيشير إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر.  فبدل أن يستنير الشعب اليهودي بنور الناموس ويحيا بنعمة روح الله وكلمته، اختار تطبيق هذا الناموس حرفيا فأصبح بحاجة إلى لمسة قيامية لا يمتلكها إلا المسيح يسوع الذي خر يايرس عند قدميه وطلب إليه أن يدخل بيته كي يشفي ابنته قبل أن تموت، لكنها ماتت وهو في طريقه نحوها فأقامها يسوع  من سبات الموت. لقد آمن رئيس المجمع اليهودي بالمسيح لكن إيمانه كان أضعف من إيمان قائد المئة الوثني، لأن رئيس المجمع طلب من السيد أن يأتي إلى بيته ليشفي ابنته التي أوشكت أن تموت، أما قائد المئة ذاك فقد آمن بأن المسيح قادر أن يشفي غلامه بكلمة منه، دون الحاجة إلى حضوره في البيت فقال له يسوع: «كما آمنت ليكن لك، فبرأ غلامه في تلك الساعة » (مت 5) .

وتابع: "كان الرب يجترح معجزاته مع البشر ناظرا إلى تنوعهم الثقافي والإيماني، ويستجيب لكل واحد منهم حسب استيعابه وحسب الدرس الذي يريد تلقينه. حتى إنه كان يصطحب تلاميذه ليس للظهور بمظهر العظمة، إنما كي يشهدوا على ما يصنعه ويتعلموا حتى يقوموا بالمثل متى جاء دورهم. لقد أعطى المسيح رئيس المجمع اليهودي الذي كان إيمانه ضعيفا، درسا في الإيمان، عبر شفائه النازفة الدم علانية، وهي امرأة مجهولة، لمست هدب ثوبه فقط فشفيت بسبب عظمة إيمانها. يشير شفاء النازفة الدم وبعدها إقامة ابنة يايرس إلى التقاء الأمم واليهود بالمسيح كطبيب للنفوس والأجساد وواهب للحياة. إقامة ابنة يايرس بعد شفاء النازفة الدم إشارة إلى أن المسيح لم يرسل فقط إلى الشعب اليهودي الذي يعتبر نفسه شعب الله المختار، بل جاء لخلاص جميع الأمم، حتى الوثنيين منهم، إذا آمنوا به وحفظوا وصاياه، على عكس اليهود الذين رفضوا المسيح والحياة معه، وتمسكوا بحرفية الناموس".

وقال: "إن الخبر الذي حمله المرسل الآتي من بيت رئيس المجمع وطلبه ألا يأتي الرب لأن الفتاة قد ماتت، يظهران أن قومه رأوا في السيد مجرد معلم، وليس إلها ورب الحياة. إلا أن المسيح حسم الأمر قائلا: «لا تخف، آمن فقط فتبرأ هي» مشجعا الأب الحزين ومبددا خوفه، مؤكدا له أن مجيئه لم يكن عبثا، ومشددا إيمانه كي يتحقق رجاؤه. أبعد الرب كل الذين كانوا يبكون ويلطمون. مع أنهم يهود ويفترض أنهم مؤمنون بالله، إلا أنهم أظهروا العادات الوثنية التي تمارس في الجنازات، والتي لا تعبر سوى عن الإعتراض على مشيئة الله. هؤلاء لم يفهموا ما كلمهم به الرب فضحكوا. ضحكهم كان تأكيدا على موت الفتاة، وتاليا على أن المعجزة التي ستحدث هي حقيقية. نحن كثيرا ما نظن أن الرب يقول أمورا غير منطقية، إلا أننا ننسى أن منطقنا محدود، ولا يمكننا أن نفقه الكثير من خططه الخلاصية. لذلك، نحن مدعوون أن نثق بالرب إلى ما لا نهاية، وأن نلتجئ إليه حتى نقوم من موت خطايانا، ونحيا معه إلى الأبد".

أضاف: "ما أحوجنا في لبنان إلى الإيمان الحقيقي بالله، وإلى الثقة التامة والرجاء بما سيقدمه لنا. «لا تخف، آمن فقط». هذا ما يطلبه منا الرب الذي لا يرذل القلب المتخشع والمتواضع، كما فعل مع النازفة الدم. إنجيل اليوم يشكل علامة رجاء للمؤمن. عندما ماتت إبنة رئيس المجمع راح الجميع «يبكون ويلطمون» أما يسوع فطمأنهم قائلا: «لا تبكوا، إنها لم تمت ولكنها نائمة»، ثم أمسك بيدها قائلا «يا صبية قومي». هذا يعني أن ما ليس مستطاعا عند الناس مستطاع عند الله. ولبنان المتروك لمصيره سيقوم من كبوته لا محالة بفضل من تبقى من أبنائه الواضعين رجاءهم في الرب، غير يائسين من خلاصهم وخلاص بلدهم. قد يسخر منطق العالم من يقين الإيمان لكننا نحن، معشر المؤمنين، على يقين من أن الموت ينتفي حيث يكون المسيح معطي الحياة".

وختم: "في نهاية القداس سوف نرفع الصلاة مع إخوتنا اليونانيين من أجل بلدهم، في الذكرى السنوية ل «لا» Όχι التي بها رفضت اليونان الإحتلال الإيطالي إبان الحرب العالمية الثانية، وقاومت ببسالة حتى حررت نفسها، ما دفع تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا إلى القول « العالم بعد الآن لن يقول إن اليونانيين يقاتلون كالأبطال إنما الأبطال يقاتلون مثل اليونانيين». عندما يدافع الإنسان عن قضية محقة وعادلة يكون النصر حليفه مهما تأخر، ومهما نكل بالإعلام الذي ينقل الحقيقة أو خون واتهم، ستظهر الحقيقة ويظهر الظالمون.  اللبنانيون المتمسكون باستقلال بلدهم وسيادته واستقراره لن يخذلوا. المهم أن يؤمنوا بقضيتهم وأن يتكلوا على الرب القادر على كل شيء".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس المجمع

إقرأ أيضاً:

علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أشعلت صورة استلام الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، لأوراق طبعت عليها مزاعم "الإبادة الجماعية" من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتوزيعها على الوفد المرافق له، ضجة وتفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ربط البعض بين أسلوب ترامب الصادم بالتعامل مع الوفد الجنوب إفريقي مع القضية التي سبق ورفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة.

وفي تعليق لـCNN عقب انتهاء اللقاء مع ترامب، قال رامافوزا إن إعادة ضبط العلاقات كانت ضرورية بعد أن "لوثت" الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا بالخلافات حول اتهام جنوب إفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة أمام المحكمة الدولية.

والتقى الرجلان على انفراد في المكتب البيضاوي بعد أن تحدثا إلى الصحفيين مسبقا، وخلال الجزء العلني من اللقاء الذي شهد مواجهة محتدمة بعدما كرر ترامب نظريات المؤامرة حول "الإبادة الجماعية البيضاء" في جنوب إفريقيا، وفي المقابل، رد رامافوزا على هذه المزاعم، وأقر بوجود "جرائم"، لكنه أصرّ على أن "الأشخاص الذين يقتلون، للأسف نتيجة أنشطة إجرامية، ليسوا فقط من البيض، بل غالبيتهم من السود".

ورد رامافوزا أثناء مغادرته البيت الأبيض على سؤال لشبكة CNNعما إذا كان يعتقد أن ترامب سمعه، أجاب "نعم، لقد سمعني".

وكانت جنوب إفريقيا قد اتهمت إسرائيل العام الماضي بانتهاك القوانين الدولية المتعلقة بالإبادة الجماعية خلال حربها في غزة وطلبت من المحكمة أن تأمر إسرائيل بوقف الحرب، وقالت الرئاسة الجنوب إفريقية إن الأدلة "تظهر كيف انتهكت حكومة إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال تعزيز تدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقتلهم جسديا بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة، وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية".

وقد دحضت إسرائيل بشدة ادعاءات جنوب إفريقيا، وقالت إن هذا "استغلال فاحش" لاتفاقية الإبادة الجماعية "المقدسة"، وقالت إنها منخرطة في صراع مسلح "صعب ومأساوي"، وهو أمر ضروري "لفهم الوضع".

وكانت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأمريكي قد نشرت مقطع فيديو لهذه اللحظة بتدوينة على صفحتها الرسمية بمنصة إكس (تويتر سابقا) بتعليق كتبت فيه: " الرئيس (دونالد ترامب) يعرض على رئيس جنوب أفريقيا مقالاتٍ عن قتل المزارعين البيض.. ’الموت، الموت، الموت‘".

مقالات مشابهة

  • حماس: نحذّر من الواقع المأساوي الذي يهدد حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا
  • جدّي ما بيعرف الدولار وأنا ما بعرف الليرة.. العملة التي قسّمت العائلة
  • رئيس جنوب إفريقيا يعلق لـCNN على لقائه مع ترامب الذي شهد مواجهة محتدمة
  • رئيس اتحاد غرف الزراعة يبحث مع لجنة المصدرين الزراعيين المعوقات التي تعترض عملهم
  • تحذير من خطورة لجوء الحكومة اليمنية إلى طباعة كمية جديدة من العملة
  • ما الذي تعنيه عودة نظام سويفت للاقتصاد السوري؟
  • أسرار عودة الاستقرار .. الزمالك يكشف تفاصيل عقد الرمادي وموقف المدير الرياضي
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • بمناسبة الذكرى المئوية الاولى لإعلان قداستها.. قداس احتفالي في مزار القديسة تريزيا الطفل يسوع في سهيله