كاتب يعيد التذكير بمواقف محمد علي كلاي من حرب فيتنام والفصل العنصري قبل 50 عاما
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
سلط مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، على فوز الملاكم الأمريكي الشهير محمد علي كلاي للمرة الثانية ببطولة العالم للوزن الثقيل قبل 50 عاما في ما يعرف اليوم بجمهورية الكونغو الديمقراطية بالقارة الأفريقية، مشيرا إلى أن كلاي كان يرقص على شكل حلقات حول الفصل العنصري، آنذاك.
وقال الكاتب دونالد ماكراي في المقال المشار إليه، إنه "قبل خمسين عامًا، في ركن من أركان جنوب إفريقيا البيضاء، بدا محمد علي بالفعل صانعًا للمعجزات.
وأضاف "كان كاسيوس وطاقمه يحتفظون بمخزونهم غير المشروع مخفيًا في المجاري خارج المتجر الموجود على الزاوية والذي يملكه رجل يوناني سريع الانفعال. كلما ركلت كرة القدم الخاصة بي فوق جدار الحديقة، كان كاسيوس يطاردها. بعد عرض مبهر من عمل القدمين في حالة سُكر طفيف، كان يرد الكرة بضحكة. في أحد الأيام، بينما كان يستعرض مهاراته في الخداع، غنى أغنية غريبة: علي، علي، طِر كالفراشة، ولسع كالنحلة، علي، علي، محمد علي".
وأشار الكاتب إلى أن "كاسيوس، ألقى بضربات يسارية طويلة في ضوء شمس الشتاء بينما كانت قدماه الضخمتان ترقصان. كان يرتدي صندلاً بنيًا متهالكا انشق عند اللحامات. كانا يرفرفان فوق القطران بينما كانت نعلاهما ترفرف في حركة جيتربج خاصة بهما. تظاهر بالغضب عندما سألته عمن كان يغني عنه:"هل تقصد أن الباسي [الرئيس الصغير بالأفريقانية] لا يعرفون؟. وعندما هززت رأسي، أصبح جادا: علي هو بطل العالم للوزن الثقيل".
ومضى الكاتب قائلا "انتابني شعور بالإثارة. أخبرني كاسيوس كيف أطلقوا عليه لقب علي - الذي ولد باسم كاسيوس كلاي. كنت أجاهد لفهم كيف يمكن لرجل واحد أن يحمل اسمين. لقد شرح كاسيوس أن الملاكم الماهر كان أمريكياً أسود اللون يحلم بخطوط النحل والفراشة السعيدة".
وتابع "بعد سنوات، في عام 1974، عندما كنت قد بلغت للتو الثالثة عشرة من عمري، علمت أن علي قد جُرِّد من لقبه العالمي في عام 1967 عندما رفض القتال في حرب فيتنام. لكنه أصبح شخصية أسطورية بالنسبة لي لأن علي أذهل مدرسنا الأفريقي المخيف بنفس التعويذة التي ألقاها على كاسيوس".
و"عندما استجمعنا الشجاعة لنسأله لماذا يحب علي كثيراً، في حين كنا نشك في أنه عنصري متشدد، خفف المعلم من حدة غضبه. وتحدث عن جمال علي وتألقه في الحلبة. فبدلاً من أن يكون أحد السود لدينا، كان علي يشبه ملك العالم"، حسب الكاتب.
في الثلاثين من أكتوبر 1974، أتيحت لعلي أخيرا فرصة استعادة اللقب عندما واجه جورج فورمان. كنا في غاية الدهشة لأن القتال سوف يجري على مقربة منا، في زائير، وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية الآن، وفقا للمقال.
وقال الكاتب إنه "جرى الترويج لمباراة الملاكمة في الغابة من قبل دون كينج الذي أكد على براعته من خلال نقل المباراة إلى أفريقيا. وافق رئيس زائير الدكتاتوري موبوتو سيسي سيكو على دفع مبلغ غير مسبوق قدره 10 ملايين دولار لكل من الملاكمين".
وأضاف أنه "رغم أن بقية أفريقيا كانت تشعر بأنها بعيدة عن ضاحيتنا المتميزة بالقرب من جوهانسبرج كما كانت بعيدة عن هيرتفوردشاير أو نيو هامبشاير، فقد جلب كينج القارة إلى فصولنا الدراسية.
واعترف مدرسون آخرون في رياض الأطفال بحبهم لعلي وفضلوه على فورمان. كما أشاد علي عمال النظافة والبستانيون السود الذين خدموا المدرسة ومنازلنا. وما زال ركن الشبين ـ من صاحب المتجر اليوناني إلى أكبر شاربي الخمر ـ ملكًا له. ولم يكن بوسع أحد سوى علي أن يعقد مثل هذا التحالف".
ولفت الكاتب إلى أنه "لم يكن هناك ملاكم وزن ثقيل أضخم أو أكثر تهديدا من فورمان، الذي أصبح بطل العالم عندما هزم جو فريزر في جولتين. كان فريزر جيداً لدرجة أنه هزم علي في معركة القرن في عام 1971 - لكنه هزم أمام فورمان الذي كان سجله 40 فوزاً دون خسارة مع 38 إيقافا. أمطر جورج الكبير علي باللكمات القوية، مما جلب الحزن لكل مقاتل واجهه. لم يبق سوى علي البالغ من العمر 32 عاما".
وتابع: "فورمان بالضربة القاضية"، توقعت بحزن. ربما قمت بهذا التوقع المتشائم لأنني كنت خائفاً للغاية على علي. الضربة القاضية السريعة ستنقذه من ضرر دائم. لكن بيني دا سيلفا، والد صديقي والخبير الحقيقي الوحيد في الملاكمة الذي نعرفه، دعم علي. كان رجلاً برتغالياً ممتلئ الجسم جعلنا نضحك بينما أسقطنا أرضاً بمعرفته بالحلبة.
وقال الكاتب، إن "علي، وعد بأن يرقص طوال الليل حتى يصاب فورمان بالدوار لدرجة أنه لن يعرف ما الذي أصابه. كان علي يرقص على أنغام الموسيقى الصاخبة ويتوج بطلا للعالم مرة أخرى".
وأضاف المقال "كان التلفزيون الفضائي لا يزال محظوراً في جنوب أفريقيا لأن الحكومة اعتبرته أداة للدعاية الشيوعية. لذا لم يكن بوسعنا مشاهدة القتال في الساعات الأولى من صباح الربيع. لكننا كنا نستمع إلى مباريات كرة القدم الإنجليزية على قناة بي بي سي العالمية كل يوم سبت بعد الظهر، وهذا يعني أن ساحة مدرستنا كانت مليئة بالمتابعين المتحمسين لآرسنال وليفربول وليدز ومانشستر يونايتد".
وتابع الكاتب "لقد ساعدني والدي في الاستماع إلى إذاعة بي بي سي، وفي الفراش كنت أرتجف عندما دخل علي في معركة مع العملاق. لكنني شعرت بالذهول عندما لم يرقص علي على أنغام الموسيقى الصاخبة. لقد رفض ببساطة الرقص".
وأشار إلى أنه "لم يقف ساكنا فحسب، بل إنه في فعل من أفعال الجنون المزعوم، استند إلى الحبال وسمح لفورمان بضربه. وتحمل علي كل الضربات المدمرة وظل واقفاً، يلوح بيده لرجله ويؤدي حيلة الحبل المخدر التي كنا نحاول تقليدها في المدرسة".
ثم، وفقا للمقال، وكأنه كان في قمة البهجة مثل كاسيوس في الزاوية أو السيد دا سيلفا وهو يلكم في المطبخ، بدأ علي في اصطياد فورمان. ومن خلال التعليق الثابت والمثير بدا الأمر وكأن علي كان ينسج نوعا جديدا من السحر الأسود.
وقال الكاتب، "فجأة، قرب نهاية الجولة الثامنة، انتهى كل شيء. تردد صدى صرخة من مكبر الصوت الصغير، مثل أي صفارة إنذار في أي مصنع: "لقد سقط فورمان! لقد سقط فورمان!" لقد تعثرت في عدم التصديق، وتساءلت عما إذا كان هناك قدر كبير من النعيم في قلوب كاسيوس ومعلم اللغة الأفريكانية المخيف، أينما كانا في ذلك الفجر الذي لا يُنسى".
وشدد الكاتب على أن "علي كان حقا ملك العالم وشعرنا بالفخر لأن تتويجه حدث في أفريقيا، حيث عرفنا أخيرًا أننا ننتمي حقًا إلى هناك"، حسب تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية محمد علي أفريقيا الولايات المتحدة أفريقيا محمد علي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقال الکاتب محمد علی إلى أن
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: مؤسسة غزة الإنسانية غطاء لحماية إسرائيل
تواصل إسرائيل بدعم أميركي استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كسلاح سياسي وأمني، في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة، ولا تضر هذه السياسة بالفلسطينيين فحسب بل تعرض الولايات المتحدة أيضا لمخاطر أمنية وتفاقم عزلتها الدولية.
هذا ما جاء في مقال كتبه محلل السياسة الخارجية والزميل المساهم في مؤسسة أولويات الدفاع الأميركية ألكسندر لانغلوا، أكد فيه أن مؤسسة غزة الإنسانية تعد محاولة أميركية لحماية إسرائيل من التنديد الدولي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان السويسرية: سيناريوهات محتملة لتطور حرب إسرائيل وإيرانlist 2 of 2جدعون ليفي للإسرائيليين: لا يغرنكم النصر الأولي فقد تندمونend of listوقال الكاتب، في مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست، إن المؤسسة الإغاثية تشبه ميناء غزة العائم الذي أطلقته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، إذ استُخدم كلا المشروعين للتغطية على جرائم إسرائيل وتسهيل عملياتها العسكرية، وتجنّب الملاحقة الدولية.
وشدد المقال على أن الأزمة الإنسانية في غزة ليست نتيجة فشل عشوائي بل "كابوس منظم" هدفه تهجير الفلسطينيين، بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأوضح أن إقامة مراكز المساعدات في جنوب القطاع تهدف إلى دفع السكان قسرا نحو مناطق محددة، ليسهل على إسرائيل تنفيذ عمليات "التطهير العرقي والترحيل غير القانوني"، وذلك وفق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
يشار إلى أن نتنياهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
دعم أميركي مستمرووفق المقال، سعت الولايات المتحدة تكرارا لحماية إسرائيل من تهمة التجويع المتعمد للمدنيين، لأهميتها وخطورتها في نظام القانون الدولي.
وذكّر الكاتب بأن ميناء بايدن العائم جاء في وقت حرج، إذ كانت محكمة العدل الدولية تنظر حينها في قضية رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
وفي الوقت ذاته أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وفق المقال.
إعلانوفي القضيتين اتهمت إسرائيل باستخدام "التجويع المتعمد" سلاحا في غزة، وهو ما يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
ويرى المقال أن مبادرة مؤسسة غزة الإنسانية تهدف أيضا إلى تقويض القضايا المرفوعة على إسرائيل في المحاكم الدولية، من خلال الادعاء بأن إسرائيل لم "تتعمد" تجويع المدنيين، ووفرت لهم المساعدات.
وحسب الكاتب، تعتبر المبادرة الأميركية الحالية أكثر خبثا من سابقتها، إذ تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تهميش الأمم المتحدة بالكامل في غزة، والسيطرة على تدفق المساعدات والمعلومات.
ولفت الكاتب إلى أن مواقع توزيع المساعدات تقع ضمن مناطق عسكرية مغلقة، مما يمنع الصحفيين والمراقبين الأمميين من توثيق انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وخلص الكاتب إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لا تخدم مصالحها إطلاقا، وتهدد حياة الفلسطينيين وأمن المنطقة بأكملها.