بعدد من المُسيرات.. القوات المسلحة ا تستهدف المنطقة الصناعية للعدو في عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الثلاثاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز، أن العملية نفذت بعدد من الطائرات المسيرة ونجحت في الوصول لأهدافها بفضل الله، مشيرا إلى أن العملية جاءت في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، وردا على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان.
وجددت القوات المسلحة اليمنية تأكيدها أنها لن تتوقف عملياتنا العسكرية إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.
ولفتت إلى أن هذه العملية تأتي انتصارًا لمظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني، وإسنادًا لمقاومتيهما الفلسطينية واللبنانية .
يذكر أنه سادت حالة من الإرباك داخل كيان العدو الصهيوني، بعد وصول المسيرات اليمنية إلى عسقلان وفشل منظومات الدفاع الصاروخي الصهيونية والأمريكية داخل الكيان وفي دول المنطقة من التصدي لتلك الطائرات المسيرة التي أطلقت من اليمن، كما فشل العدو من تحديد المكان الذي أطلقت من المسيرات وأعلن أنها أطلقت من العراق، وبعد ذلك قال إنها جاءت من اتجاه اليمن.
وكانت القوات المسلحة اليمنية، قد أعلنت الثلاثاء الفائت 22 أكتوبر2024، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت قاعدة عسكرية للعدو الصهيوني شرق منطقة يافا المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع “فلسطين 2”.
وأكد متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز أن الصاروخ الفرط صوتي نجح في الوصول إلى هدفه متجاوزًا المنظومات الاعتراضية الأمريكية والإسرائيلية بفضل الله.
بيانٌ صادرٌ عنِ القواتِ المسلحةِ اليمنية
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ } صدقَ اللهُ العظيم
انتصاراً لمظلوميةِ الشعبينِ الفلسطينيِّ واللبنانيِّ وإسناداً للمقاومتينِ الفلسطينيةِ واللبنانية
وفي إطارِ المرحلةِ الخامسةِ من التصعيدِ، نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيرُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتِ المنطقةَ الصناعيةَ للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ عسقلانَ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلة.
وقد نُفذتِ العمليةُ بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ
ونجحتِ المسيراتُ في الوصولِ أهدافِها بفضلِ الله.
إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ورداً على جرائمِ العدوِّ الصهيونيِّ في غزةَ ولبنانَ سوف تواصلُ عملياتِها العسكريةَ وإنَّ هذه العملياتِ لن تتوقفَ إلا بوقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عن قطاعِ غزةَ ووقفِ العدوانِ على لبنان.
واللهُ حسبُنا ونعمَ الوكيل، نعمَ المولى ونعمَ النصير
عاشَ اليمنُ حراً عزيزاً مستقلاً
والنصرُ لليمنِ ولكلِّ أحرارِ الأمة
صنعاء 26 ربيع الآخر 1446للهجرة
الموافق للـ 29 أكتوبر 2024م
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
انتصار إيران في حرب الـ12 يومًا: تفكك الردع الصهيوني وارتباك أمريكي يُعيد رسم خارطة المنطقة
يمانيون | تحليل
لم تكن حرب الأيام الاثني عشر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل مثّلت لحظة مفصلية قلبت قواعد الاشتباك في المنطقة، وأعادت رسم خريطة الردع والمواقف والتحالفات.
لقد خاضت طهران هذه الحرب من موقع الدفاع عن سيادتها، والتمسك بحقها في امتلاك قدراتها النووية والصاروخية، لكنها خرجت منها بتفوق لم يكن في الحسبان حتى لدى أشد المؤيدين لها، فيما خرج العدو الصهيوني مهزومًا على أكثر من مستوى، مهتزًّا في صورته، ومكشوفًا في قدراته، ومتصادمًا في داخله.
معركة بدأت بقرار صهيوني.. وانتهت بطلب أمريكي
اندلعت الحرب على خلفية سلسلة من التهديدات والتصعيدات، بلغت ذروتها بعملية عدوانية نفذها الكيان الصهيوني ضد منشآت إيرانية محددة، ظنًّا منه أن ضربة مفاجئة قد تربك القيادة الإيرانية وتجبرها على التراجع أو الصمت.
غير أن الرد الإيراني جاء على غير ما توقعت تل أبيب، إذ بادرت طهران بردّ صاروخي كثيف ودقيق طال عمق الأراضي المحتلة، وتسبب في شلل جزئي في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية.
ولم تكد تمر 72 ساعة حتى اتضح أن “إسرائيل” لم تحسب حسابات المواجهة بدقة، وسرعان ما وجدت نفسها في موقع المتلقي لهجمات متواصلة أربكت منظومتها العسكرية، لتبدأ سلسلة اتصالات ووساطات عاجلة كان محورها واشنطن، التي سارعت لطلب التهدئة بعدما تلمّست حجم الكارثة التي تتدحرج في الميدان.
الأهداف تتساقط.. وفشل معلن للعدوان
ورغم الضربات المكثفة التي شنّها العدو الصهيوني خلال الأيام الأولى، إلا أنه لم ينجح في إصابة أي من المنشآت النووية الإيرانية الحساسة، ولا في إلحاق ضرر جدي بقدرات إيران الصاروخية.
كما أن معظم الهجمات الجوية لم تتجاوز الأهداف المحددة سلفًا من قبل الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية، وهي أهداف أقل من أن تُحدث تحولًا ميدانيًا أو معنويًا لصالح المعتدي.
وفي المقابل، نجحت إيران في توجيه صواريخها بدقة نحو قواعد عسكرية في النقب وأسدود، ومحطات كهرباء ورادارات جوية، بل إن صواريخ متطورة استطاعت أن تتجاوز الدفاعات وتصل إلى محيط تل أبيب، وهو ما اعتُبر اختراقًا غير مسبوق لكل ما بناه العدو من تحصينات خلال عقدين.
انهيار الردع الصهيوني .. عندما سقطت القبة
أكثر ما شكّل صدمة في الحرب هو سقوط وهم “القبة الحديدية” التي طالما روّج لها العدو باعتبارها حائط الدفاع الأول ضد أي تهديد صاروخي.
إذ تبيّن خلال الحرب أن هذه المنظومة، ومعها حيتس ومقلاع داوود، عاجزة عن اعتراض صواريخ متعددة الموجات والمسارات، خصوصًا تلك التي طوّرتها طهران في السنوات الأخيرة.
بل إن بعض الصواريخ الإيرانية تجاوزت مداها المعلن، وأصابت أهدافًا حساسة رغم إعلان العدو التصدي لها، ما يعني أن منظومات الحماية فشلت أمام ذكاء السلاح الإيراني.
الداخل الإيراني يزداد تماسكًا.. و”إسرائيل” تتشظى
واحدة من الرهانات الكبرى التي بني عليها العدوان كانت إمكانية إحداث شرخ داخلي في إيران، سواء من خلال الحرب السيبرانية أو عبر ضربات تستهدف شخصيات عسكرية أو علمية، لكن النتيجة جاءت معاكسة تمامًا.
ففي الوقت الذي تكشفت فيه عشرات الشبكات التجسسية داخل البلاد، واستطاعت الأجهزة الأمنية تطهيرها خلال الحرب، كانت شوارع إيران تشهد مظاهرات دعم وتأييد غير مسبوقة للقيادة.. لقد أعادت الحرب توحيد الداخل، ورفعت من منسوب الوعي الشعبي، وأكدت أن الشعوب التي تثق بقيادتها لا يمكن تطويعها بالحرب.
أما في الكيان الصهيوني، فقد تفجرت التناقضات بين المؤسسة العسكرية والسياسية، وتوالت التسريبات عن خلافات بين قادة جيش الاحتلال ومكتب نتنياهو، وسط ضغط شعبي ومظاهرات في القدس وتل أبيب طالبت بكشف أسباب الفشل والتخبط، في مشهد يعكس تفكك الجبهة الداخلية للعدو تحت وقع الصدمة.
واشنطن بين المراهنة والتراجع
ومن اللحظة الأولى، كان الموقف الأمريكي واضحًا في تقديم الغطاء الكامل للعدوان، سواء عبر الدعم اللوجستي أو المعلوماتي أو التغطية الدبلوماسية.. لكن مع تصاعد الضربات الإيرانية، بدأت واشنطن في تغيير لهجتها، ودفعت نحو وساطات إقليمية لإيقاف التصعيد.
تراجع الموقف الأمريكي بهذا الشكل المفاجئ، عكس حجم الارتباك في إدارة بايدن، التي وجدت نفسها أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما التورط في حرب شاملة يصعب ضبط نتائجها، أو الاعتراف بفشل الذراع الصهيونية في تنفيذ المهمة، وهو ما سيُحسب كضربة كبيرة لمصداقية الولايات المتحدة كراعٍ لأمن “إسرائيل”.
غزة في الخلفية.. والمشهد الإنساني الفاضح
ولم تكن الحرب على إيران معزولة عن المشهد الكلي في المنطقة، حيث واصل العدو ارتكاب المجازر اليومية بحق المدنيين في غزة، واستخدم مراكز توزيع المساعدات كوسيلة لاصطياد الجوعى، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 516 فلسطينيًا وجرح الآلاف.
وكانت هذه الجرائم تُبثّ مباشرة، في الوقت نفسه الذي كانت فيه إيران ترسل صواريخها إلى أهداف في العمق المحتل، ما عزز من مشروعية موقفها إقليميًا، ورفع من شعبيتها في الشارع العربي والإسلامي، ورسّخ صورة إيران كحليف صادق للقضية الفلسطينية لا يكتفي بالخطابات، بل يدفع ضريبة الموقف بالدم والقرار.
ختاماً :
لقد كانت حرب الـ12 يومًا بين إيران والكيان الصهيوني أكثر من مجرد معركة حدودية أو نزاع عابر. كانت معركة سيادة ومعادلة جديدة فُرضت بقوة الحق والسلاح معًا.
إيران لم تنتصر لأنها أقوى تقنيًا فقط، بل لأنها دخلت المعركة بقرار سيادي واعٍ، وإرادة داخلية موحدة، وقضية عادلة راسخة في وجدان شعبها وأمتها. خاضت الحرب بثقة، وخرجت منها أكثر تماسكًا، وأكثر احترامًا، وأكثر إصرارًا على المضي نحو الاستقلال التام.
وفي المقابل، خرج الكيان الصهيوني متصدّعًا، مكشوفًا، تائهاً بين فشل عسكري، وتمزق سياسي، وتآكل في الثقة الشعبية، وارتباك في حلفائه. خسر معركة كان يأمل أن تكون إعلانًا لانتصار كاسح، فتحولت إلى صفعة استراتيجية غير مسبوقة.
لقد انتهت هذه الجولة بانتصار إيراني، لكنها في الحقيقة بداية لمرحلة جديدة في الصراع، عنوانها: لا سيادة دون مقاومة، ولا أمن دون عدالة، ولا ردع دون إرادة.