لبنان ٢٤:
2025-06-03@22:27:18 GMT

اللبنانيون لن يلدغوا من الجحر الإسرائيلي مرتين

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

ليست دعابة إن قلنا إن اللبنانيين يريدون فعلًا أن يصدّقوا أن الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين سيحمل إليهم من إسرائيل، أو من أي مكان آخر، آلية مرنة لتطبيق القرار ١٧٠١. ويريدون أن يصدقوا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تل أبيب ستقبل بوقف غير مشروط لاطلاق النار يريده أكثر من أي شيء آخر جميع اللبنانيين من دون استثناء، وليس فقط المعرّضة حياتهم للخطر مع كل صاروخ يغدر بهم حيث هم في قراهم.


التجارب السابقة مع اسرائيل لا تدعو إلى الكثير من التفاؤل بإمكانية الوصول إلى صيغة مقبولة لبنانيًا لما يقترحه الأميركيون من تصور أولي لآلية الحل. وما يدعو اللبنانيين إلى عدم الاطمئنان لما يمكن أن يحمله معه الموفد الأميركي من أفكار قابلة للنقاش والأخذ والعطاء في ضوء المستجدات الميدانية الآخذة في التصعيد المتدرج من كلا الطرفين. فـ "حزب الله"، وعلى عكس ما يروج له العدو، مستمر في قصف التجمعات العسكرية في الشمال الاسرائيلي وبعض المواقع الاستراتيجية القريبة من حيفا وتل أبيب، بعدما استعاد الإمساك بزمام الأمور، وبالأخص بعدما تم تعيين الشيخ نعيم قاسم الأمانة العامة خلفًا للسيد حسن نصرالله. أما الجيش الاسرائيلي فماضٍ في قصف القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية بكل وحشية ومن دون توقف.
فإذا كانت الكلمة الأخيرة هي للأيام والليالي والميدان فإن المؤشرات لا توحي بأن لدى المتقاصفين نية في وقف العمليات العسكرية، خصوصًا أن طرفي الصراع يعتقدان، كل من منظاره الخاص، أن دفة توازن الغلبة تميل لمصلحته. في حين أن المنطق البديهي يقول بأن لا رابح في هذه الحرب، التي لا يعرف أحد كيف ومتى ستنتهي وما هي كلفتها على لبنان أولًا، الذي بالكاد يستطيع أن يقف على رجليه في ما خصّ أموره الحياتية، التي تفاقمت وتعاظمت نتائجها في ظل هذه الحرب التدميرية والتهجيرية.
ولو أتت مساعدات مؤتمر باريس في الحالات العادية، أي أن تلك الـ 800 مليون دولار، التي خُصّصت لمساعدة اللبنانيين النازحين، قد أتته في الأيام العادية لأمكن لبنان أن يتنفس الصعداء بالنسبة إلى أزماته الاقتصادية، والمالية، والمعيشية، والاجتماعية. أمّا أن تأتي هذه المساعدات لمعالجة آنية لوضع غير طبيعي وفي ظرف غير طبيعي أيضًا فإن ما يمكن أن يضاف على هذه المساعدات من إعادة اعمار ما هدّمته الحرب لن يفي بالحاجة المطلوبة، وهي كبيرة، وفق التقديرات الأولية حتى الآن، والتي تصل أحجام ما قد يحتاجه لبنان للعودة أقّله إلى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول من العام 2023 إلى حدود الـ 28 مليار دولار كحدّ أدنى.
فالذين يصدّقون أن المؤمن قد يُلدغ من الجحر مرتين هم على الأرجح لم يتعرضّوا لما تعرّض له ذاك المؤمن الذي لدغته تلك الأفعى الرابضة تحت القش، ولم يختبروا مدى الألم الذي عانوه على مدى سنوات نتيجة هذا السمّ الذي تغلغل في عروق أجسامهم. فإسرائيل لا يؤمن شرها، خصوصًا أنها مصرّة على أن يكون مصير لبنان كمصير غزة. فمن يراقب حركة القصف اليومي الذي تتعرّض له القرى الجنوبية والبقاعية والأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت يدرك مدى خطورة الأهداف الإسرائيلية، التي يعتقد كثير من المحللين أنها لن تقف عند حدود معينة في تماديها بتحدّي الإرادة الدولية.
فمن خلال هذه الاعتداءات المتواصلة، والتي يسقط فيها المزيد من الشهداء، وتدّمر المنازل فوق رؤوس أصحابها، يتبيّن للقاصي والداني أن رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو يصرّ على رفع سقف التصعيد إلى الحدّ الأقصى، ميدانياً وسياسياً، وعلى رفض التسويات والاستعداد لحروب طويلة جداً في غزة ولبنان، والتحضير لتوجيه ضربات إلى إيران ونظامها، تعطّل قدراته النووية والتوسعية على رغم أن الهجوم الأخير كان شبيها بالردّ الإيراني على إسرائيل، وهما يوصفان بانهما "هجومان كاريكاتوريان" بامتياز.
ولكن ثمة من يسأل، ونحن منهم، ما هي خلفيات الليونة المفاجئة التي تبديها إسرائيل منذ أيام، في غزة ولبنان، وما هو دافعها إلى تنفيذ "هجوم كاريكاتوري" ضدّ إيران، بعدما توعدت بتوجيه ضربات غير مسبوقة؟
ما تقوم به إسرائيل ليس سوى محاولة لكسب الوقت قبل الانتخابات الأميركية بعد أسبوع من الآن، ولكن هذا لا يعني أنها ستطفئ محركات آلة الموت، لا في لبنان ولا في غزة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، تنفيذ عملية قصف جوي استهدفت بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل عنصر ثانٍ تابع لجماعة "حزب الله"، وذلك ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة على الحدود اللبنانية.

وفي بيان رسمي، أوضح الجيش أن الهجوم نُفذ في وقت سابق من اليوم، واستهدف موقعًا قال إنه يُستخدم من قبل عناصر المدفعية في "حزب الله"، مضيفًا أن العملية أسفرت عن "تحييد" أحد هؤلاء العناصر الذي كان ضالعًا في استهداف مواقع إسرائيلية قرب الحدود.

حركة حماس تٌبدي مرونة حول النقاط الخلافية مع إسرائيلاللجنة الوزارية العربية تجدد دعمها لفلسطين وتندد بتعطيل إسرائيل لزيارتها إلى رام الله

وتأتي هذه الضربة في سياق التصعيد المتواصل بين إسرائيل و"حزب الله"، والذي شهد في الأسابيع الأخيرة تبادلًا مكثفًا للقصف عبر الحدود، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فضلًا عن نزوح مئات العائلات من القرى الحدودية الجنوبية في لبنان.

وفيما لم يصدر تعليق فوري من "حزب الله" بشأن الهجوم، تواصل الحركة التزامها بسياسة الردّ على كل استهداف إسرائيلي، ضمن ما تصفه بـ"معادلة الردع المتبادلة". ويُذكر أن "حزب الله" كان قد أعلن، قبل أيام، عن مقتل عدد من عناصره في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة من جنوب لبنان، متوعدًا بردّ "قاسٍ في الزمان والمكان المناسبين".

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الميداني يضع المنطقة على حافة مواجهة أوسع، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والانخراط المتزايد لـ"حزب الله" في دعم الفصائل الفلسطينية، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة النزاع نحو جبهات جديدة.

طباعة شارك الحدود اللبنانية الجيش الإسرائيلي قصف جوي بلدة ⁧عيتا الشعب جنوب لبنان حزب الله مواقع إسرائيلية إسرائيل

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الثمن الذي ندفعه في الحرب باهظ
  • الـIFAB يعلن تعديل قانون ركلات الجزاء عند لمس الكرة مرتين
  • جمانة صدّي شعيا أول امرأة تترأس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين
  • إصابة 4 تلميذات في إحدى المدارس... ما الذي جرى معهن؟
  • جشي: العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة القوة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • الحوثيون : سنسقط طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف بلادنا 
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • سليمان يستذكر كرامي: سيبقى في ذاكرة اللبنانيين